من وحى الموقع6
الناجون من النار

مصطفى اسماعيل حماد في الجمعة ١٨ - مارس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

يعتقد أتباع كل فرع من فروع الملة الإبراهيمية(المسيحية واليهودية والإسلام) أنهم احتكروا الخلاص والنجاة وأن من عداهم سيخلدون فى النار ،فاليهود يؤكدون أنهم شعب الله المختار لهذا لن يعذبهم ،وأن من يدخل منهم النار فلن تمسه –مجرد مساس- إلاأياما معدودة- وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿٨٠﴾‏ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ‎﴿٨١﴾‏ البقرة-كما يعتقد النصارى حسب عقيدة الفداء أن الله تعالى ضحى بإبنه ليحمل عنهم أوزارهم ، وفى قول آخر زعم اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان منهم - وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿١١١﴾‏ البقرة بينما يعتقد المسلمون أن الرسول محمدا سيشفع لهم يوم القيامة ويخلصهم من جرائرذنوبهم وفى التراث الإسلامى أيضا أن غير المسلمين سيدخلون النار استنادا إلى الآية الكريمة وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ‎﴿٨٥﴾‏ فما مدى صحة هذه المعتقدات قرآنيا؟
بداية هناك خطأ فى فهم الآية المذكورة فالإسلام المقصودهنا هو دين الله الواحد والذى اعتنقه جميع الأنبياء:-
نوح -فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿٧٢﴾‏يونس
إبراهيم -إذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٣١﴾‏ وبنو إبراهيم (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ‎﴿١٣٢﴾‏ )وابراهيم واسماعيل- رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ‎﴿١٢٨﴾‏ البقرة
يوسف -رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ‎﴿١٠١﴾‏ يوسف
سليمان -فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏ النمل
الحواريون: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)المائدة
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)آل عمران
وعموم أهل الكتاب- الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ‎﴿٥٢﴾‏ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ‎﴿٥٣﴾‏القصص
والآيات كثيرة تثبت أن دين الله هو الإسلام حتى سحرة فرعون -وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)الأعراف ،بل وفرعون نفسه وهو فى سكرات الموت- وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿٩٠﴾‏ يونس
وأركان هذا الدين هى الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح.
أما اليهودية والمسيحية والإسلام الخاص بالرسالة المحمدية فهى مناهج داخل الملة الإبراهيمية-يقول الله تعالى فى سورة المائدة: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ‎﴿٤٨﴾‏ ويقول فى سورة الحج : وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ‎﴿٧٨﴾‏
تسميتنا بالمسلمين لم تكن لتتخطى اليهود والنصارى بل هم أيضا أبناء لإبراهيم وتشملهم التسمية بالمسلمين أيضا.
أمامقولة أن كل فئة من الفئات الثلاثة ضمنت لنفسها الخلاص ففيها نظر لأن الله تعالى يقول فى سورة النساء: لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ‎﴿١٢٣﴾‏ويقول فى سورة الحجرات يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ‎﴿١٣﴾‏ بل ذكر أن كثيرا من ذرية إبراهيم فاسقون: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ‎﴿٢٦﴾‏الحديد ،أى أن معيار التفاضل هو التقوى وليس الجنس أو النوع.
لنر أولا ما إذا كان القرآن قد أقردخول اليهود والنصارى مع المسلمين فى الجنة أم لا:-
يقول الله تعالى: وقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿١١١﴾‏البقرة فهل نفى الله دخولهم الجنة؟لا ولكنه نفى انفرادهم بدخولها عندما أجابهم: بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿١١٢﴾‏البقرة،أى أنه سبحانه وتعالى قد كفل الجنة لكل من أسلم وجهه لله وهو محسن.
ويقول تعالى فى سورة البقرة وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‎﴿١٤٨﴾‏ ولما كان الأمرالإلهى لم يكن ليصدر إلا لمن يملك القدرة على تنفيذه فمعنى ذلك أن القدرة على استباق الخيرات متوفرة لدى أتباع المناهج الثلاث وبالطبع هذه الإستطاعة لن تتوفر لدى الكافر أو المغضوب عليه أو الضال.
ويقول تعالى فى سورة المائدة: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ‎﴿٤٨﴾‏
أى أن الله لو شاء لجعلنا أمة واحدة ولكن جعل لكل منا شرعته ومنهاجه داخل إطار الملة الإبراهيمية وذلك ليختبرنا فيما آتانا وأمرنا بالتسابق لفعل الخيرالذى اعطانا القدرة على فعله ،كما أنبأنا سبحانه وتعالى أن الخلاف بيننا لن يحسم إلابعد البعث والرجوع إليه جل وعلا
فهل من المنطق أن يأمر الله كافرا أو ملعونا أوضالا أو مغضوبا عليه بفعل الخير؟مستحيل طبعا.
يقول تعالى فى سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿٦٢﴾‏
ويقول جل شأنه فى سورة المائدة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿٦٩﴾‏
نلاحظ فى الآيتين أن الله تعالى قد وعد من يؤمن بالله واليوم الآخرويعمل صالحا من أتباع الشرائع الأربعة بأنهم لاخوف عليهم ولاهم يحزنون.
بينما فى سورة الحج يقول تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ‎﴿١٧﴾‏لماذالم يعدهم فى هذه الآية بالنجاة؟ذلك لأن معهم المشركين والمجوس لهذا ختمها بأنه جل شأنه سيفصل بينهم يوم القيامة مما يدل على أن المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين فريق والمشركين والمجوس فريق آخر مغاير.
معنى ذلك أن أتباع الشرائع الثلاثة ناجون بشرط تطبيقها كما أنزلت،ولما كان الرسول محمد مذكورا فى التوراة والإنجيل ،ولما كان الكتابى مطالبا بالإيمان بكتابه المقدس إيمانا كاملا فلن يتحقق هذا الإيمان الكامل إلاإذا آمن بمحمد كرسول وبالقرآن ككتاب سماوى وله أن يعبد الله حسب ما جاء فى منهاجه وشريعته فله النجاة إذا آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا.
والدليل على ذلك الآيات القرآنية التى سبق ذكرها
والآية التالية تؤكد ما ذهبنا إليه:-
ليْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ‎﴿١١٣﴾‏ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿١١٤﴾‏ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ‎﴿١١٥﴾‏ أى أنهم سينالون جزاء فعلهم للخير،فهل يمكن أن يتحقق ذلك فى جهنم؟مستحيل طبعا.
ولكن هل هناك فارق فى الحساب بين من اقتصر على الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وآمن بمحمد كرسول وبالقرآن ككتاب سماوى ولكنه لم يعتنق الإسلام ولم يلتزم بتعاليمه وبين من آمن بالرسالة المحمدية وعبدالله طبقا لأوامرها؟نعم هناك فارق كبير.
وعد الله الفريق الأول بأن لهم أجرهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون،وهى أدنى درجات النجاة،أى أن الله تعالى أبعدهم عن النار وآتاهم أجرهم،والأجر يكون عادة مكافئا للعمل لاأكثر. ولكن ماذا إذا عن الفريق الثانى؟
يقول تعالى فى سورة النساء: لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ‎﴿١٦٢﴾‏
أى أن الراسخين فى العلم منهم وآمنوا بالقرآن الكريم وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وآمنوا باليوم اآخر وعبدوا الله طبقا لشريعة الإسلام سيكون أجرهم عظيما.
ويقول تعالى فى سورة الأعراف: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ‎﴿١٥٧﴾‏وشتان ما بين الفلاح ومجرد النجاة وتقاضى الأجر.
اجمالي القراءات 2429