كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُّنّى الذكورى ) : الباب الأول : لمحة عامة
الفصل العشرون : التساوى بين الذكر والأنثى في : ( الأخوة )

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٣ - فبراير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

الفصل العشرون : التساوى بين الذكر والأنثى في : ( الأخوة )
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُّنّى الذكورى )الباب الأول : لمحة عامة
الفصل العشرون : التساوى بين الذكر والأنثى في : ( الأخوة )
أولا : الأخوة / إخوان
يأتى عن الذكور فقط فى قوله جل وعلا فى
1 ـ قصة يوسف عليه السلام : ( وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (58) يوسف )
2 ـ عن أزواج النبى فى تشريع خاص . قال جل وعلا : ( لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ )(55) الاحزاب ). الاخوان هنا هم الذكور فقط .
3 ـ فى تشريع عام عن إبداء زينة المرأة . قال جل وعلا : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ) (31) النور )
عدا ذلك يأتى مصطلح (أخوة / أخوان ) ليدل على الذكور والاناث بلا تحديد فى :
التشريعات :
تشريع الميراث
1 ـ عن الاخوة فى وجود الوالدين أو أحدهما . قال جل وعلا : ( وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ) (11) النساء ). أخوة هنا يشمل الذكور والاناث بلا تفرقة .
2 ـ ( الأخوة ) فى الكلالة . قال جل وعلا : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) (176) النساء ) أخوة هنا يشمل الذكور والاناث بلا تفرقة .
فى تشريع الاحسان لليتيم واصلاحه من ذكر أو أنثى . قال جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ ) (220) البقرة )
فى الأكل فى بيوت الأهل والأقارب والأخوة والأصدقاء . قال جل وعلا : ( لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) النور). تأمّل الروعة فى قوله جل وعلا :( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ ).!! سبحان من هذا كلامه .!
فى تشريع التبنى ( ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )(5) الاحزاب ). هم أخوة فى الدين ذكورا وإناثا .
فى قصص الأنبياء عليهم السلام : قال جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)الانعام ).(إخوانهم) هنا يشمل الذكور والاناث.
فى الأخوّة فى السلام ( دين الاسلام السلوكى )
كل المُسالمين أخوة فى دين السلام ، ذكورا وإناثا طالما لا يعتدى قوم على قوم . ليست الأُخُوة هنا بالنسب ، بل بالسلوك السلمى . وهنا تفصيلات :
1 ـ إذا حدث نزاع مسلح فيجب إيقافه ولو بالحرب حتى تفىء الفئة الباغية وترجع الى السلام أو الاسلام السلوكى . قال جل وعلا : ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (9 ) الحجرات ) . الآية بعدها فيها التأكيد على الأخوّة بين المؤمنين ( بمعنى الأمن والأمان ) أى المسلمين بمعنى السلام : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الحجرات ).
2 ـ كانوا قبل اسلامهم السلوكى بمعنى السلام أعداءا متحاربين ، فأصبحوا أخوة مسالمين بالاسلام السلوكى ، يبقى عليهم ان ينخرطوا فى ( الاسلام القلبى ) الذى ينجون به من الخلود فى الجحيم . بقى عليهم أن يعتصموا جميعا بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وبالايمان بالقرآن الكريم حديثه الوحيد ، هذا هو حبل الله جل وعلا الذى يجب الاعتصام به ، ومتى إعتصموا به واحتكموا به بلا هوى فلن يقعوا فى التفرق فى الدين . قال جل وعلا للمؤمنين بمعنى الأمن والأمان المسلمين بمعنى السلام : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ) (103) آل عمران ). هذا يذكرنا بنفس المعنى : أمر المؤمنين سلوكيا بالايمان قلبيا للفوز يوم الدين ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا) 136 ). النساء ). : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ) سلوكيا بمعنى الأمن والأمان (آمِنُواْ ) قلبيا ( بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ ... )
3 ـ الكافرون المعتدون إذا ركنوا الى السلام وتابوا عن الاعتداء فهذا يكون منهم إقامة ظاهرية للصلاة وإيتاءا سلوكيا للزكاة والتطهر ، و بهذا فهم أخوة للمؤمنين فى الاسلام السلوكى بمعنى السلام . قال جل وعلا : ( لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) التوبة )
4 ـ ولأنها أخوة فى دين الله جل وعلا فهى فوق الزمان والمكان لأنها ليست بالقرابة والنسب ، بل بالسلوك ، فالمؤمنون اللاحقون يدعون لاخوانهم الذين سبقوهم بالايمان ، قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) الحشر ).
5 ـ كل نبى هو أخ لقومه أى منهم ، ذكورا وإناثا ، قال جل وعلا : ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ) الاعراف 65 ) ، هذا حتى لو جاء اليهم مهاجرا وعاش بينهم ، فقد أصبح منهم و ( أخا ) لهم ، وهذا ينطبق على قوم لوط الموصوفين بأنهم ( أخوة لوط ) . قال جل وعلا : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) ق )
وهناك أُخُوّة مناقضة مؤسسة على العدوان والباطل .
1 ـ أُخُوّة بين الكافرين . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا ) (156) آل عمران )
2 ــ أُخُوّة بين طوائف المنافقين . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) آل عمران )
2 / 2 : ( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18)الاحزاب )
3 ـ أُخُوّة بين المنافقين والكافرين . عن عرض للتحالف بينهما قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) الحشر )
وهناك أخوة تجمع الشياطين بأكابر العُصاة ذكورا وإناثا ، ومنهم :
1 ـ المبذرون المترفون . قال جل وعلا ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27) الاسراء )
2 ـ الذين للشيطان عليهم سيطرة وسلطان ، قال جل وعلا : ( إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (202) الاعراف ).
3 ـ ولنتذكر قوله جل وعلا عن الشيطان : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) ( النحل 99 : 100 )
الأخوة بين أصحاب الجنة
1 ـ قد تكون هناك أخوة وصداقة وتآلف وتحالف بين العُصاة فى الدنيا ، خصوصا إذ تجمعهم مناسباتهم الدينية عند قبورهم المقدسة ، عندها يتعارفون ويتوادُّون . يتحول هذا الى عداء وخصومة وتلاعن بينهم وهو فى جهنم . قالها ابراهيم عليه السلام لقومه : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) (العنكبوت 25 ). وتكرّر هذا فى آيات كثيرة ، منها :
1 / 1 : ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ) ( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ) غافر 47 : 48 )
1 / 2 : ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ) ( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) البقرة 166 : 167 )
1 / 3 : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا ) ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا ) ( رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) الأحزاب 66 : 68 )
2 ـ يختلف الحال مع أهل الجنة ، سيكونون فيها جميعا أخوة متحابّين ، حتى لو كان بينهما عداء شخصى سابق . قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) ( ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ ) ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) الحجر : 45 : 47 ). ومثله قوله جل وعلا : ( إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ ) ( فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ ) ( فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) ( عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) ( الصافات 40 : 44 ).
3 ـ وفى إيجاز قال جل وعلا : ( الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ) ( الزخرف 67 )
اجمالي القراءات 3324