آحمد صبحي منصور
في
السبت ٠١ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ــ المفروض دفع الزكاة أولا بأول ، فالموظف يستلم راتبه الشهرى وعندما يستلمه يُخرج زكاته حسبما يرى فى حدود الاعتدال ، أى يُخرج عشرة فى المائة أو أقل ، عالما بأن الله جل وعلا رقيب عليه وأنه الله جل وعلا سيُخلف عليه ويعوضه أضعاف ما أنفق ، وليس بالضرورة أن يُخلف عليه ويعوضه ويرزقه مالا أى رزقا عينيا ، لأن الرزق الخفى هو الأهم ، والرزق الخفى يشمل الصحة والتوفيق والنجاة من الكوارث . والانسان لو خُيّر بين أن يرزق ببليون جنيه ومعها مرض السرطان أو أن يرزق بعشرة جنيهات ويشفيه من مرض السرطان فلا بد أن يختار الصحة والشفاء .
2 ــ إذا كنتى تدفعين الزكاة أولا بأول وتوفر معك ما تشترين به الحُلىّ فليس على التوفير النقدى أو العينى ( الحُلىّ ) زكاة . إذا لم تكونى تدفعين زكاة اموالك أولا بأول فهى عليك دين لله جل وعلا، وهذه ديون لرب العزة لا تسقط بالتقادم . وهنا أنصح أن تجلسى مع نفسك وتحسبى ما عليك من ديون لربك جل وعلا ، وتقومى بإخراج هذا الدين من مدخراتك أو من الذهب الذى تحتفظين به . بدون ذلك فأنتى تكنزين الذهب وسيكون هذا الذهب عذابا لك يوم القيامة : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة ).
3 ــ هذا الذهب ـ قليله وكثيره ـ وذاك المال ـ قليله أو كثيرة سنتركه حتما وسيتركنا حتما ، هو رزق يتخللنا فى حياتنا الدنيا ، يأتى ويخرج كالشهيق والزفير ، ولا يتبقى منه سوى الأثر ، أو العمل الصالح أو السىء ، هل حصلنا عليه بالحلال وأنفقناه فى الحلال و دفعنا زكاته ؟ ام أكلناه سُحتا وأنفقناه ظُلما ؟
4 ــ لنا الفرصة فى الاصلاح قبل أن يحلّ بنا الموت . ولنتذكر قوله جل وعلا للذين آمنوا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون ).