مصطلحات أهل الكتاب ودلالاتها
مقدمة:
1- الذين أوتوا الكتاب
2- أهل الكتاب
3- الذين آمنوا
4- والذين آتيناهم الكتاب
معظم المسلمين يعتقدون أن هذه المصطلحات بمعنى واحد فلماذا لم نجد مصطلح واحد يجمعهم ؟
هل من الحكمة أن بكون هناك ثلاث مصطلحات تعنى فئة واحدة فما الفائدة من ذلك وهل يمكن أن نستبدل بأخر فى نفس الأية؟
مثال: { وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ } (الرعد 36)
هل نستطيع أن نقول : والذين أوتوا الكتاب؟
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) (سورة آل عمران 100)
هل نستطيع أن نقول : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ؟
أولا: الذين أوتوا الكتاب: كل من وصلتهم الرسالة الصحيحة سواء تقبلوها أو رفضوها. وكل إنسان يصله الرساله صحيحة يخرج من فئة الأميين ويدخل فى فئة الذين أوتوا الكتاب. قوم إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد حين وصلتهم الرسالة الصحيحة أصبحوا من الذين أوتوا الكتاب.
يقزل الله تعالى: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29
ماذا فعل هؤلاء؟ أنظر قول الله تعالى:
{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ........ } (سورة البقرة 102-101)
ثانيا: أهل الكتاب: كل من تقبل الرسالة وإعترفوا بها سواء طبقها أو لم يطبقها . كل أهل الكتاب من الذين أوتوا الكتاب لكن ليس كل الذين أوتوا الكتاب من أهل الكتاب.
جزء من أهل الكتاب صدق بالرسالة ولكن لم يطبقوها ، اليهود والنصارى والمسلمين صدقوا بالرسالة ولكن لم يطبقوها.
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (سورة المائدة 68)
الله وصف فى عدة آيات بأن من أهل الكتاب فاسقين لأنهم لم يطبقوا الرسالة التى وصلتهم. فالفاسق هو الذى لا يحكم بما أنزل الله. { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (سورة المائدة 47)
يدعى المسلمون أن الفاسقين هم اليهود والنصارى فقط وتناسوا أنهم هم أيضا من أهل الكتاب وفينا من لم يحكم بما أنزل الله.
النتيجة أن أهل الكتاب وصلتهم الرسالة وتقبلوها ولكن ليس بالضرورة أنهم طبقوها.
ثالثا: الذين أتيناهم الكتاب: عندما يأتى رسول ويبلغ القوم الرسالة سواءا تقبلوها أو رفضوها فهم من الذين أوتوا الكتاب.
كل من يتلوا الكتاب حق تلاوته ويؤمن بها بمعنى التدبر والتفكر ثم الإتباع أنظر إلى قول الله تعالى:
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (سورة البقرة 121)
الخلاصة:
الأمى: كل من لم يأته كتاب أو لم يُبَّلغ برسالة صحيحة .
الذين أوتوا الكتاب: كل من وصلتهم الرسالة سواء قبلوها أو رفضوها.
الذين آمنوا : كل من وصلتهم الرسالة وقبلها وطبقها وإتبع الحق من ربهم.
الذين آتيناهم الكتاب: كل من يتلوا الكتاب حق تلاوته ويؤمن به.