ثنائيات القرءآن
اليوم سنتكلم عن مصطلح " أقيموا الصلاة وأتوا الزكاة"
مقدمة:
المصطلحات الثنائية فى القرءآن لها أهمية كبرى ويجب دراستها بعناية لأهميتها فى المسار الدينى.
مثال: مصطلح آمن وعمل ، مصطلح أقيموا الصلاة وأتوا الزكاة
مصطلح آمن وعمل: فكره سريعة للتوضيح
فالإيمان يجمع معاني التصديق والثقة والطمأنينة والاستقرار وعدم الخوف.
{ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور
وَأَقِيمُوا الصَّلوةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) (سورة النور)
فجاءت الأية التاليه لتؤكد صحة الإرتباط بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإرتباط المعنى لكل من الصلوة والزكاة ولا يصح أن يختلف مدلول الصلوة عن مدلول الزكاة وإلا لسقط الغرض من الإقتران، ففى الإقتران إما تشابه أو تضاد مثل ثنائية الليل والنهار فهى ثنائية تضاد وأيضا الجنة والنار ثنائية تضاد.
فبما أن معنى إقامة الصلوة تتوافق مع معنى آتوا الزكاة، فماذا تعنى كلمة الزكاة ومدلولاتها.
وبما أن الإقتران يسبب التوافق فى المدلول فلا يمكن أن نربط الزكاة بالمال وإن ربطنا المفهوم للزكاة بالمال فقد إنتفى الغرض من ألإقتران بينهما. وزيادة للتوكيد أنه لا يوجد آية واحدة فى القرءآن تربط الزكاة بدفع المال أو جزء منه.
ولكن ما جاء فى التراث فهو يناقض القرءآن الكريم حيث أن التراثيون وضعوا من عندهم نسبة معينة تدفع مرة فى السنة بعد مرور الحول عليه وإعتبروا أن هذا هو الفرض وأن الصدقات هى سنة وهذا أيضا يخالف صريح القرءآن.
وهنا المشكله التى أخفوها أصحاب اللحى عن الناس إما بقصد أو بغير قصد ففى كلتا الحالتين هى إفتراء على الله ورسوله ويخالف القرءآن وهذا هو الدليل:
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة 60)
معنى كلمة الزكاة فى اللغة: النماء والزيادة والبركة والثناء والصلاح والطهارة حسية أو معنوية
والزَّكاةُ في الشرع: حِصّةٌ من المال تقدر بإثنين ونصف بعد أن يحول عليه الحول أى مرة فى العام .
تعريف الزكاة والصدقة عند التراثيين: هى أن الزكاة إعطاء جزء من المال مرة واحدة فى العام أى ما يُسمى بالحول حقا فرضه الله أما الصدقة فهى سنة للتقرب إلى الله.
لاتوجد أيه فى القرءآن تقول أن الزكاة هى دفع المال، ولكن نجد آيات تقول : { وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ } (سورة البقرة 177)
{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) } (سورة المعارج 24 - 25)
{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ } (سورة البقرة 215)
وأخرين يقولوا ماذا عن : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } (سورة التوبة 103)
فى هذه الأيه الصدقة هى التى تزكى صاحبها.
والذين يقولون الزكاة مرة واحدة فى السنة نقرا فى سورة الأنعام 141: { وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الأَنعام 141) وهذا ينطبق على كل دخل مادى ليس فقط المزارعين.
الخلاصة:
والأن ماذا تعنى كلمة الزكاة : الذى يتحتم أن يتوافق مع مفهوم إقامة الصلاة فى ثنائية "أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة".
الزكاة هى العمل الصالح الذى يزكى ويطهر صاحبه.
والسؤال هنا، ماذا كنا نعمل فى كل السنين السابقة، الإجابة فى منتهى السهولة: كنا نتبع ما ألفينا عليه آبأئنا ....
صدق الله العظيم.