ف 2 : لُطف الله بضعف البشر

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٣ - أكتوبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

ف 2 : لُطف الله بضعف البشر
كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
مقدمة
1 ـ خلق الله جل وعلا الانسان ضعيفا ، قال جل وعلا : ( وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28) النساء )، ولأنه جل وعلا هو الأعلم بما خلق فقد كان بالإنسان لطيفا خبيرا . قال جل وعلا : ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الملك ).هنا يرتبط لُطفه جل وعلا بعلمه وخبرته بخلقه . نتدبر هنا قرآنيا لطف الله جل وعلا بالبشر وقت ضعفهم .
أولا : الانسان الضعيف مذبذب فليس من المؤمنين الذين يعملون الصالحات .
1 ـ قال جل وعلا : ( إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) المعارج )
1 / 1 ـ هم فقط المؤمنون الذين يداومون على الصلاة ويقدمون زكاة أموالهم مؤمنين بيوم الدين الذى يملكه ويتحكم فيه رب العالمين وحده ، ويخشون عذاب النار ، ويحافظون على عفّتهم ويحفظون أماناتهم وعهودهم ويقومون بالشهادة صادقين . بذلك يجمعون بين أداء الصلوات الخمس يوميا والحفاظ عليها . ومصيرهم الجنة .
1 / 2 ـ هم مؤمنون بقضاء الله جل وعلا وقدره المحتوم ، فإذا أصابتهم مصيبة من الخير أو من الشّر صبروا وشكروا ، وهم يعلمون أن حتميات القضاء مقدرة سلفا ، لذا لا يحزنون ولا يفرحون بل هم لربهم جل وعلا يشكرون . قال جل وعلا :( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد )
1 / 3 ـ غيرهم الذين لا يخشون الله جل وعلا موصوفون بالهلع عند أي كارثة والجزع عند أي مصيبة والبخل والمنع إذا أختبرهم الله جل وعلا بالنعمة .
2 ـ هؤلاء يتذبذب إيمانهم بربهم جل وعلا حسبما يحدث لهم :
2 / 1 : إن إختبرهم الله جل وعلا بالنعمة فرحوا وإن إختبرهم بالنقمة كفروا . قال جل وعلا عن هذا الصنف من الناس : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) ) الحج )
2 / 2 : إن إختبرهم الله جل وعلا بالنعمة إعتبروها كرامة من الله جل وعلا لهم ، وإن إختبرهم بالنقمة إعتبروها إهانة من الله جل وعلا لهم . قال جل وعلا : ( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلا هُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر ).
2 / 3 : إن إختبرهم الله جل وعلا بالنعمة أعرضوا إستكبارا ، وإن إختبرهم بالنقمة اصابهم اليأس . قال جل وعلا :
2 / 3 / 1 : ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً (83) الاسراء )
2 / 3 / 2 : ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) فصلت ).
2 / 3 / 3 : يظل يدعو ربه يطلب الخير لنفسه ، فإذا إختبره الله جل وعلا بنقمة وقع في اليأس والقنوط ، فإذا إختبره الله جل وعلا بعدها بنعمة ورحمة كفر باليوم الآخر لأن قلبه معلّق بالدنيا فقط . وكفره باليوم الآخر بانكار كامل لليوم الآخر ، أو بصناعة يوم آخر يدخل فيه الجنة مهما أجرم . قال جل وعلا : ( لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى ) (50) فصلت ).
3 : بعض الناس يعلن إيمانه ، فإذا تعرض للاضطهاد بسبب إيمانه إستكثر هذا الاضطهاد كما لو كان عذابا من الله جل وعلا فارتد على عقبه . وإن جاء نصر من الله جل وعلا إعتبر نفسه سببا فاعلا في النصر . إنه الصنف المنافق الانتهازى . قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) العنكبوت )
ثانيا : على الانسان في ضعفه أن يستغيث بربه جل وعلا داعيا متضرعا
بمجرد أن تدعو ربك متضرعا فهو يستجيب لك بغض النظر عن مدى ايمانك ، يكفى أن تكون في حالة ضعف تجعلك تتضرع في الدعاء . قال جل وعلا :
1 : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة ) . هنا نلاحظ :
1 / 1 : هو جل وعلا يحيب الداعى إذا دعاه ، مهما كان إيمان هذا الداعى . فلم يقل جل وعلا ( الداعى المؤمن المتقى ).
1 / 2 : لم يقل ( وإذا سالك عبادى عنى فقل لهم إنى قريب ) . ليس هنا ( قل ) ، لأنه لا واسطة بين الناس ورب الناس حتى الرسول ، فقوله جل وعلا : ( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) هو خطاب مباشر من رب العزة جل وعلا اللطيف بعباده عند ضعفهم .
2 : ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر ). . وهنا نلاحظ :
2 / 1 : إن الدعاء فريضة مستقلة . والأمر بها جاء قولا مباشرا من الله جل وعلا للبشر جميعا أن ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وأن الذى يستكبر عن أداء هذه العبادة فمصيره جهنم : ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ).
2 / 2 : ولأن الدعاء عبادة فلا بد أن يكون بخشوع . والخشوع هنا يعنى أن تتضرّع لربك جل وعلا وأنت تدعوه ، إن لم تتضرع في دعائك فأنت تقع في أكبر جريمة ، وهى الاعتداء على جلال الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف ).
2 / 3 : نكرر ونؤكد : أنه لا بد في خطاب رب العزة جل وعلا في الصلاة والدعاء من الخشوع والخضوع والتضرع . أولئك الذين يحوّلون الدعاء الى أغان ورقص إنّما يستهزئون برب العزة ذي الجلال والاكرام . والشائع في الأديان الأرضية أنهم يتخذون الدين لهوا ولعبا . والغناء الدينى في الدعاء وفى قراءة القرآن دليل التدين عندهم ، سواء في المساجد أو عند القبور المقدسة . وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا : ( الأنعام 70 ) ( الكهف 102 : 106 ) ( الأعراف: 30 ، 51 )( الزخرف 36 : 37 )
ثالثا : لُطف الله جل وعلا بعباده عند الضعف
1ـ مهما بلغ غرور الانسان وطغيانه فهو عند ضعفه يدعو الله جل وعلا يستغيث به تضرعا . قال جل وعلا : ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63) قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) ) الانعام ). أي يدعو عند الضعف والشّدّة تضرعا وتأوّها وخُفية ، ثم إذا استجاب له رب العزة جل وعلا عاد الى كفره وشكره وعناده . هو كافر قبل الشدة وحين كان مغرورا بقوته ، ثم حلّ به الضعف فدعا ربه تضرعا . فلما أنجاه ربه جل وعلا اللطيف الخبير عاد الى كان عليه من كفر وعناد . ينطبق هذا على كل من يتفاخر بإلحاده منكرا ربه جل وعلا . تخيل لو لم يستطع التبول ، أو لم يستطع البلع ووقفت شوكة في حلقه ؟ هل ستفاخر وقتها بإلحاده ؟
2 ـ اصعب أوقات ضعف الانسان :
2 / 1 : عندما يقع الانسان في الاضطرار ، فيدعو ربه مضطرا . ويستجيب له الرحمن جل وعلا فيكشف عنه السوء ، وهو اللطيف الخبير القائل يعظ الناس : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (62) النمل ) . ليس غيره جل وعلا يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ، مهما كان قبلها جحود الانسان وكفره ، ومع علمه جل وعلا أنه سيعود بعدها الى كفره وعناده وجحوده .! .
2 / 2 : وتتنوع أوقات الاضطرار ، منها
2 / 2 / 1 : عند المرض . قال جل وعلا :
2 / 2 / 1 / 1 : ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) يونس )
2 / 2 / 1 / 2 : ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) الزمر )
2 / 2 / 1 / 3 : ( فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) الزمر )
2 / 2 / 2 : عند خطر الغرق . قال جل وعلا :
2 / 2 / 2 / 1 : ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) يونس )
2 / 2 / 2 / 2 : ( وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً (67) أَفَأَمِنتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (68) أَمْ أَمِنتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنْ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً (69) الاسراء ).
2 / 3 : مهما بلغ كفر الانسان ــ فحسب علمنا ــ لا يصل الى كفر فرعون الذى زعم إنه ربهم الأعلى وتساءل بأنه لا يعلم لقومه إلاها غيره ، وفى أواخر حياته حشد جيشه ليطارد إثنين من الأنبياء يقودون قوما ضعافا أرادوا الفرار من ظلمه . عندما أشرف على الغرق قال : ( لا اله إلا الله ) . قال جل وعلا : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (90) أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (91) يونس ).
أخيرا : من لُطف الله جل وعلا بضعف عباده أنه يعفو عن كثير من ذنوبهم في الدنيا فلا يعاقبهم بها
1 ـ الموت حتمى ، وكذلك الابتلاء بالخير والشّر . قال جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء ).
2 ـ وتأتى العقوبات بسبب ما يقع فيه البشر من أخطاء وخطايا ، أو بالتعبير القرآنى : ( بما قدمت أيديهم ) . قال جل وعلا عن :
2 / 1 : العرب في عهد النبى محمد عليه السلام : ( وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (47) القصص 2 / 2 : المنافقين في المدينة : ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) النساء )
2 / 3 : عن البشر جميعا : ( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) الروم )
3 ـ الاستثناء الوحيد هو لُطف الله جل وعلا إذ يعفو عن كثير . قال جل وعلا : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) الشورى ) .
اجمالي القراءات 2709