الأحاديث المفيدة

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
الا تعتقد بان ولو اليسير مما قوله الرسول الاعظم قد وصل الينا , فانا باعتقادى ان كل حديث فيه الحث على الفضائل وترابط المجتمع وتكافل المسلمين واعطاء كل ذى حق حقه دون تمييز هو من قول رسول الله حتما اما احاديث المناقب وتمجيد السلاطين واحاديث الغيبيات فنحن نستبعدها
آحمد صبحي منصور
إن القضية هنا ايمانية لا تحتمل أنصاف الحلول.وبهذا صاغها الله تعالى فى القرى الكريم ، فليس بعد الحق القرآن إلا الضلال ، وليس هناك ايمان بحديث آخر غير القرآن الكريم. وليس هناك اتّباع لغير ما نزل فى القرآن الكريم كما جاء فى أوائل سورة الأعراف. . وعليه فكل هذه الأحاديث ليست جزءا من دين الله تعالى, ولو اعتبرناها جزءا من دين الله تعالى لكان ذلك طعنا فى خاتم النبيين واتهاما له بأنه ما أبلغ الرسالة كاملة ، وأنه ترك جزءا منها يكتبه البخارى وغيره بعد موت النبى محمد عليه السلام بقرون.
لا شك فى وجود الغث والسمين فى تلك الأحاديث، وفى أى كتاب بشرى آخر. وحتى السفاح هتلر له بعض الحكم فى كتابه ( كفاحى) وهناك من الملحدين والمشركين بالله تعالى من هم حكماء ودعاة للأخلاق. فهل وجود هذا يكون مبررا لادخاله فى دين الله تعالى؟
نحن ننكر نسبة تلك الأحاديث للنبى محمد عليه السلام. ونراها تعبر عمن رواها وعن العصر الذى قيلت فيه. صحيح أن النبى محمدا كانت له أقوال خارج القرآن الكريم رووها عنه فى التاريخ والسيرة بعد موته بقرنين وأكثر من وفاته. ولكن هذه روايات تاريخية بشرية لا تدخل فى دين الله تعالى ولسنا مطالبين بها.
قد يكون هناك من تلك الروايات ما يتفق مع القرآن. وهنا فلا نحتاج اليها فى ديننا لأن لدينا الأصل الواجب إتباعه وهو القرآن الكريم , إذا كانت مختلفة فلا حاجة لنا بها أيضا.
فى النهاية
من الممكن لأى انسان أن يزداد بالقرآن الكريم هدى. ومن الممكن لأى انسان أن يزداد بالقرآن الكريم ضلالا.( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا )
الفيصل هو موقفك من القرآن. إذا كنت مؤمنا به حق الايمان بحيث لا تؤمن بوجود حديث آخر غيره أو معه ، وبحيث تعتبره الوثيقة الالهية الوحيدة التى فيها الهداية ـ عندها ستدخل على القرآن الكريم مباشرة طالبا من الله تعالى الهداية / ومستعدا لأن تضحى بكل ما توارثته من أفكار ومعتقدات إذا تعارضت مع القرآن الكريم. ثم تقرأ القرآن الكريم قراءة موضوعية وتفهم مصطلحاته من خلاله هو وليس من خلال كتب التراث.
إذا كنت تؤمن بالقرآن وبغيره من الأحاديث فستدخل على القرآن الكريم بفكر الأحاديث ومفاهيم التراث. ولأنها مفاهيم تراثية متعارضة وفقا لأديان المسلمين الأرضية وأهوائهم الشخصية فانه سيكون لك رأى مذهبى مسبق تدخل به على القرآن وتبحث عما يوافقك من ظاهر الايات وتتجاهل غيرها حتى تتلاءم الآية مع ما لديك من حديث أو فهم تراثى. ومن هنا تتعارض الأهواء وتتعارض الاستشهادات بالقرآن ولتشريع هذا كله اتهموا القرآن الكريم قديما فقاتلوا إنه (حمال أوجه ) أى يحمل الرأى ونقيضه فى نفس الوقت. وكذبوا فالقرآن الكريم كتب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. وحاليا اتهموا حسن حنفى بأنه قال ان القرآن الكريم سوبر ماركت. وهذا تصوير بذىء لما يفعله أئمة الأديان الأرضية بالقرآن الكريم. كل منهم يأخذ منه ما يوافقه ويتجاهل مالا يوافقه ـ أى جعلوا القرآن عضين.
وبهذا لم يزدادوا بالقرآن ـ وهو معهم ـ إلا ضلالا.
وفى النهاية أيضا
فلكل انسان الحرية فى الايمان بالقرآن وحده أو بالكفر به واتخاذ غيره معه. والله تعالى يقول ( قل : آمنوا به أو لا تؤمنوا )
إن الله تعالى لم ينزل مع القرآن الكريم فرقة حربية من الملائكة لترد عنه اتهامات الظالمين والحاد الملحدين. فقط قال لهم ( إعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير) وسيأتى يوم القيامة قريبا جدا, وعندها سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.
والله تعالى هو المستعان على ما تصفون.
اجمالي القراءات 17335