قراءة فى كتاب صحف إبراهيم (ص)

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٣ - أكتوبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى كتاب صحف إبراهيم (ص)
الكتاب تأليف فالح شبيب العجمى من أهل العصر والكتاب صادر عن دار الموسوعات ويبدو أنها طبعة وحيدة لتصنيفه ضمن الكتب الممنوعة والمحرم نشرها
الكتاب يقوم على مقولة أن كتاب الفيدا المقدس عند الهندوس أو حسب المؤلف البراهمانية أو البراهمية هو صحف النبى إبراهيم(ص) وهى مقولة خاطئة لا ترتكز على شىء فالمؤلف لم يقارن بين الفيدا وبين ما ورد مثلا من مقولات نسبها الله للصحف وجل ما قارنه هو نصوص من العهد القديم ونصوص مما يسمى بكتب التراث الإسلامى وليس الوحى مثل طبقات ابن سعد وما شابهها من كتب
والمقارنات التى عقدها بين الوحى القرآنى والفيدا مقارنات فاشلة منها :
مثلا يقارن بين رمى قوم إبراهيم(ص) له فى النار وبين شخص يسمى هارن كشب ادعى الألوهية وادعاها ابنه براهلاد فحاول قتله برميه فى البحر ووضعه تحت أرجل الفيلة وأخيرا رماه فى النار ولكنه خرج سليما وفى هذا قال :
"وتذكر بعض كتب التراث قصة مفادها أن هارن كشب ملك ديتون قد ادعى الألوهية وحدث أن ابنه براهلاد قد أنكر ألوهية والده وادعاها لنفسه فأراد أن يقتل ابنه ص52 بحيل كثيرة منها أنه رماه فى البحر ووضعه تحت أقدام الأفيال وأخيرا ألقاه فى النار ولكن الإله فيشنو حفظه فى جميع هذه المحن" ص53
لا مجال للمقارنة فالأحداث مختلفة فإبراهيم(ص) لم يدع الألوهية كما ادعاها براهلاد وكل ما تشابه هو الرمى فى النار والخروج بسلامة منها وهو يعتقد أن إبراهيم هو براهلاد لمجرد التشابه فى براه
ويخبرنا العجمى أن لا أحد من اليهود او النصارى أو المسلمين سيصدق كون إبراهيم كان براهمانيا أى هندوسيا حسب التعبير الشهير فيقول :

"كما سيعترض أيضا أصحاب الديانات الأخرى خاصة اليهودية والإسلام على ذلك... فلا يرضون بأن يكون أصله هنديا أو آريا أو حيثيا كما سيرد فى تحليل بعض النصوص السنسكريتية والوقائع التاريخية والمواقع الجغرافية"ص55
وأما أدلة العجمى الأخرى فهى :
التشابه بين اسم ابراهيم واسم براهما وبين اسم زوجة إبراهيم(ص) وهو سارة وهو شىء ليس فى الوحى وبين كون زوجة براهما اسمها سارا سوتى والتشابه بين عبور الشعبين النهر وبين التسمية الشعب المختار أى المجتمع المثالى وفى هذا قال "ومع استمرار اتصال الهمزة ضمن أصوات هذا الاسم العلن تحولت إلى همزة قطع مشكلة مع الفتحة والباء فى العبرية والكسرة والباء فى العربية المقطع الأول من الاسم إبراهيم وفيما يخص زوجة إبراهيم نجده فى السنسكريتية ساراسوتى وفى اللغات السامية له صيغتان ساراى وسارا أو سارة فى العربية....أما الصفة الملازمة لهذا الشعب الذى تقوده هذه الشخصية فهى صفة العبور عبور النهر وبدءا منها تنشأ حالة القداسة ومهمة التكليف بتكوين المجتمع المثالى الذى هو فى حالة بلاد السند مجتمع البراهمة وفى حالة الشرق الأدنى شعب الله المختار...."ص65
وهى أدلة واهية فالتشابه الصوتى لا يلزم منه أن يتواجد الرجل وما ارتبط به فى مكان فى الهند أو فى العراق أو فى الشام
والمفترض أن يكمل العجمى أدلته باسم اسماعيل واسحق وهاجر ولكنه لا يجد شيئا سوى تشابه لبعض أجزاء الأسماء
كما أن عبور النهر موجود فى كثير من الحالات كحالة بنى إسرائيل مع موسى(ص) عند الفرار من فرعون وهذا ثابت كونه فى مصر وليس فى الهند أو السند ولا يوجد دليل من الوحى أن عبور طالوت(ص) النهر كان فى الشام أو العراق كما أن قصة إبراهيم نفسه لا يذكر فيها أى نهر فى القرآن وتسمية العبرانيين حسب العهد القديم طرأت بعد إبراهيم(ص) بقرون
صحف إبراهيم (ص) فى القرآن:
ذكرت فى سورتى النجم والأعلى وقد ذكر نصين من الصحف فقال بسورة النجم:
"أم لم ينبأ بما فى صحف موسى وإبراهيم الذى وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزيه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى وأن عليه النشأة الأخرى وأنه هو أغنى وأقنى وأنه هو رب الشعرى وأنه أهلك عادا الأولى وثمودا فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى "
وقال بسورة الأعلى :
"سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذى يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والأخرة خير وأبقى إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى "
هذه النصوص هى التى كان على العجمى أن يستخرج من الفيدا الجمل المشابهة لها كى يكون كلامه صادقا ولكن كتب الفيدا غير المقدسة والتى كتبها بشر باعتراف تلك الكتب لا يوجد فيها شىء من هذا ومعظمها تتكلم عن تعدد الآلهة وعن مغامرات زنى وحروب خداعية ومؤامرات وألوهية المخلوقات حتى براهما نفسه مخلوق وإله وهو إله جاهل كما حكى العجمى فى حكاية العناصر الأربعة
أصل التشابه الحكائى عند الأمم:
حكاية وجود حكايات متشابهة بين الأمم المختلفة شىء طبيعى لأن الوحى الإلهى ذكرت فيه قصص أدم (ص)ونوح(ص) وإبراهيم(ص) وغيرهم ومن ثم نجد حكاية الطوفان موجودة عند الأمم المختلفة ولكن بصيغ مختلفة وكذلك قصة إبراهيم (ص) نفسه فقد ادعى اليهود كونه يهوديا والنصارى ادعوا كونه نصرانيا وجماعات المشركين ومنها الهنادكة أو الهندوس ادعوا كونه هندوكيا وكذلك العديد من الأمم وقد أخبرنا الله بهذا الادعاء فى قوله تعالى :
"ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين"
السبب إذا فى وجود تلك التشابهات فى الحكايا عند الأمم هو أن تلك الحكايا كانت قصصا واحدة الأحداث والأسماء والأماكن وغيرها فى الوحى الإلهى الذى نزل على كل الأمم سابقا كما قال تعالى :
" وإن من أمة إلا خلا فيها نذير"
ومن ثم تم تحريف الوحى الإلهى عند كل أمة بطريقة معينة ولذا اختلفت الأسماء وحتى الأحداث ولكن الحادثة الرئيسية كالطوفان ظلت واحدة
هذا هو التفسير الوحيد لتشابه الحكايات الكبرى فى التاريخ
وقد ناقض العجمى نفسه فى حكاية مانو وهو نوح(ص) عنده فمرة قال أنه من نسل إبراهيم(ص) وهو قوله:
"وفى أحد كتب التراث تروى قصة إقناع مانو بكتابة هذا التشريع حيث طلب كبار الكهنة من مانو وهو من نسل إبراهيم أن يشرح لهم القانون المقدس "ص69
ومرة قال أنه كان قبل إبراهيم(ص) عند الطوفان وفى هذا قال:
"وبعيدا عما يقال عن شخصية مانو ونسبه من أنه ابن الإله وأنه قام بتكليف من فيشنو بعد الطوفان بإعادة البشرية من جديد بعد أن نجا من الفيضان العظيم بسفينة كبيرة وأصبح يطلق عليه أبو البشرية وهو الرمز الذى يقابله نوح فى العهد القديم والقرآن فإن كتابه التشريعى هذا يعد محطة مهمة جدا"ص68
وتحدث العجمى حديثا عاما دون أن يذكر نصوص الفيدا عن التضحية بالابن وعن الحرق بالنار وعن الخلق بالطيور فقال :

"ففى الوقت الذى نجد فيه الأضحية أهم سمات القبول عند إبراهيم فى الفيدا نعرف أن فكرة ذبح الابن ثم إبداله بخروف يذبح للآلهة كان أهم ما يشير إليه فى تاريخ إبراهيم فى كل من العهد القديم والقرآن الكريم كما أن ارتباطه بالنار بوصفها رمزا للعبادة وإحراق القرابين موجود أوصافه فى الفيدا والعهد القديم فى مواضع كثيرة جدا أما حادثة إلقائه فى النار التى ذكرت فى كل من الفيدا والقرآن ...ولا يغيب عن البال ما ورد فى الفيدا عن طريقة الخلق المرتبطة بالطائر ذى الجناحين الجميلين أو بالطائرين اللذين يأكل أحدهما بينما يراقبه الآخر وفى تقريب قصة الخلق فى القرآن يرد أيضا ارتباطهما بالطيور فى مثل " إنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير " أو فى مثل "وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى"ص75
وما ذكره الرجل هنا لى لعنق الآيات القرآنية لإحداث تشابه فمثلا الأضحية تقدم فى المعابد الوثنية على الأنصاب لآلهة متعددة عند الفيدا بينما ما فى قصة إبراهيم القرآنية كان افتداء وليس أضحية ولم يكن بخروف وإنما بذبح كبير أى بقرة أو جمل وهما أكبر الأنعام وذبح البقر محرم فى الفيدا والفادى كان الله والفدية لم تكن مقدمة له لأنه من فدى الابن فى القرآن وفى هذا قال تعالى :
"فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم"
والربط بين حرق القرابين المقدمة للآلهة المزعومة وبين إلقاء إبراهيم(ص) فى النار ليس فيه تشابه لأن حرق إبراهيم (ص) ليس قربانا وإنما هو انتصار أى انتقام للآلهة التى كسرها كما قال القوم " حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين "
وأما حكاية الطائرين أو الجناحين فليس لهما علاقة بقصة طلب إبراهيم(ص) رؤية إحياء الموتى فالمطلوب كان تقطيع أربعة طيور وليس طائر أو اثنين كما أن عيسى (ص) لا علاقة له هو وطيوره الطينية بموضوع إبراهيم(ص)وفى هذا قال تعالى:
"وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم"
ومن ثم فما ذكره إنما هى تمحلات لا تثبت تشابها ومثلها ما ذكره فى حكاية الكذبات حيث قال :
"وتذكر المصادر أن ما أجاب به إبراهيم فى المرات الثلاث الأولى عن سؤال الراهب كان الكذبة الأولى التى يرتكبها حفاظا على سمعته أما الكذبة الثانية فقد صدرت عنه بعد أن اتفق مع فيشنو على ملاحقة نهاية العلامة فأقر فيشنو باخفاقه فى إدراك الحد الأدنى لها بينما أدلى إبراهيم بإفادة كاذبة أنه أدرك الحد الأدنى لتلك العلامة لكن صوتا أظهر كذبه ومدح فيشنو ولعن إبراهيم كما وعد الأول بأن يكون المعبود الأوفر حظا فى العالم وإذا تتبعنا أثر هذه القصة فى التراث الإسلامى نجد إعادة هذه الإشارة بأن إبراهيم لم يكذب سوى مرتين غير أن الكذبتين اللتين يذكرهما المفسرون المسلمون تتعلقان بمضمونين مختلفين الأولى عندما كذب بقوله إنى سقيم والأخرى عندما قال لهم فعله كبيرهم هذا وتعتمدان على القصص التى وردت عن إبراهيم فى القرآن "ص81
نجد العجمى هنا يعترف أن فعل الكذب فقط هو المتشابه ولكن الحوادث المروية هنا أو هناك مختلفة تماما وهو قوله " غير أن الكذبتين اللتين يذكرهما المفسرون المسلمون تتعلقان بمضمونين مختلفين "
وهو لا ينفك يربط بين أحداث غير مترابطة أو متشابهة مثل أن براهما كان زوجته ساراسوتى مصدر ثروته بينما فى العهد القديم كان مصدر ثروة إبراهيم(ص) منحة من أبيمالك فى العهد القديم فيقول :
" ومثلما كانت زوجته ساراسوتى هى مصدر الثروة التى يعتمد عليها براهما فى تسيير مملكته فإن ثروة إبراهيم فى قصص العهد القديم تعود إلى ما منحه إياه أبيمالك بعد اختلاء الملك بسارة ونهى الرب عن ذلك كما تتفق نصوص الفيدا والعهد القديم على وصفها بالمرأة الفائقة الجمال"ص85
ويتكلم العجمى عن كون إبراهيم(ص) هو جد العالم فيقول:
"ومن الإفرازات الثقافية الأنثروبولوجية التى يصعب أن تعد ضمن الصدف أن هذه الشخصية التى يجعلها كل من اليهود والمسلمين أشد التبجيل ويدعى كل فريق أنه الجد البعيد لأنبيائه والملهم الروحى لشعبه باختيار الرب حين أخلصوا العبادة له واختارهم أو فضلهم على بقية الشعوب يوصف من يقابلها فى بلاد السند بأنه جد العالم "ص85
والفقرة بها خطأين هما :
الأول وهو أن إبراهيم(ص) يدعى كونه الجد اليهود والمسلمين فقط وهو خطأ قيل فى فقرة سابقة والعجمى يتناسى أن النصارى أيضا وكثير من المشركين يدعون ذلك كما قال تعالى :
"ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين"
الثانى كون إبراهيم(ص) جد العالم وما يقوله الله هو كونه أب من آباء المسلمين كما قال تعالى :
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل"
ويتحدث العجمى عن كون إبراهيم (ص) الرمز التاريخى للإسلام فيقول:
"والإسلام يتبنى فكرة كون إبراهيم هو الرمز التاريخى الذى يعتز بالانتماء إليه نسل إسماعيل وقد سمى العرب فى بعض المصادر بالإسماعيليين كما أن القداسة التى تحيط بإبراهيم قد استثمرت فى إضفاء بعد تاريخى وطابع عالمى على مكة المكرمة وبناء الكعبة على وجه الخصوص وبالرغم من كون التراث الإسلامى يورد قصص إبراهيم كما هى فى المدراش حيث النمرود حفيد حام وهو الذى تولى عقاب إبراهيم بالنار لأنه حرق أصنامهم فإنه يثير قضية أكثر جذرية فيما يتعلق بأبوة إبراهيم مما هى عليه فى اليهودية فهو مؤسس الحنيفية المذهب الدينى الذى ساد فى القرن السادس ومطلع القرن السابع الميلاديين وهو فى نفس الوقت مسلم قبل ظهور الإسلام بـ24 قرنا" ص218
والفقرة بها عدة أخطاء هى :
الأول أن الإسلام يقول بكون العرب اسماعيليين وأنهم يعتزون بنسبتهم لإبراهيم(ص) ولا يوجد نص قرآنى يقول هذا الخبل فالإسلام أساسا يذم من يسميهم العرب فهم أول من كذب النبى الأخير(ص) وأول من عادى الإسلام وحاربه وهو لا يقيم للنسل وزنا إلا فى الميراث والزواج
الثانى كون الكعبة تبنى فلا يوجد نص واحد فى القرآن يقول أن احد بناها والموجود فى القرآن أن إبراهيم (ص) وإسماعيل (ص)طهراها والمراد كنساها فجمعا القواعد وهو القمامة أى التراب الذى تراكم على أرضيتها فقال تعالى:
"وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"
وقال :
" وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود"
الثالث أن إبراهيم (ص)مؤسس المذهب الحنيفى وهو كلام يعنى أن إبراهيم (ص) لم ينزل عليه وحى وإنما هو من ادعى ذلك وهو اتهام ليس عليه دليل
الرابع أن الرجل يعتبر أن الحنيفية شىء والإسلام شىء أخر مع أنهما نفس الدين ومع أن القرآن نص على أن إبراهيم(ص) هو من سمى المؤمنين المسلمين فقال :
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل"
كما نص على أن ملة إبراهيم (ص) وهى الحنيفية هى الإسلام الذى وصى بها بنيه كما قال تعالى :
"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون"
ونجد العجمى يتهم الإسلام والمسلمين بتبنيهم مقولة كونهم شعب الله المختار فيقول :
" وقد تطورت فكرة الإختيار الإلهى للأمة فى الثقافة الإسلامية بشكل كبير يضاهى ما وجد عند اليهود بالرغم من نفى المسلمين ذلك وتندرهم على الفكرة لدى اليهود والذى ساهم فى إعطاء ثقافة التميز هذه انتشارا كانت بعض الآيات القرآنية مثل " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " و" كنتم خير أمة أخرجت للناس" لكن التعصب للدين او للمذهب استشرى منذ مرحلة مبكرة من التاريخ الإسلامى "ص176
والعجمى هنا فهم الفكرة أى المقولة خطأ فالمسلمون نعم الأمة المختارة عبر العصور المختلفة ولكن بلا تحديد أسماءهم أو إلى أى قبيلة أو شعب ينتمون ولكنهم ليسوا أبناء رجل واحد كاليهود وهم بنو إسرائيل
فالأمة المختارة فى الإسلام هى بناء على طاعة الله وليس على أساس النسب لرجل أو على أساس الانتماء لطبقة كما فى الهندوسية أو على أساس أخر غير طاعة وحى الله
والرجل يقول بأن القرآن تم تحريفه فى الفقرة التالية:
"وفيما يتعلق بكتابة القرآن الكريم لم يكن العرب أمة أصلا تعنى بالكتابة مع ذلك كتب القرآن فى وقت مبكر جدا غير أنها كانت كتابات بدائية وعلى ألواح متفرقة ظهر الخلل فيها عندما أراد المسلمون جمعها وكانت الاختلافات بينها سببا لظهور القراءات المختلفة وقد أعاد تيار من الباحثين تلك الاختلافات إلى بنية مقصودة بتقبل القبائل العربية ذات اللهجات المختلفة تلك النصوص بوصفها تراثا دينيا خاصا بها اعتماد على الأثر الذى نقل عن عثمان وعائشة إن فى القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها"ص187
والأدلة فى الفقرة على اعتقاده التحريف قوله " ظهر الخلل فيها عندما أراد المسلمون جمعها" وذكره مقولة " إن فى القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها" وهو كلام يدل على أن الرجل فى عقيدته خلل أو هو لا يعترف بالقرآن مع أنه يكرر تعبير القرآن الكريم كثيرا وهى كلمة دالة على الإيمان بكونه وحى
بقيت كلمة وهو أن العجمى لم يتكلم خلال مئتى وعشرين صفحة عن الأدلة التى تثبت نظريته فى كون صحف إبراهيم هى الفيدا أكثر من عشرين صفحة بينما بقية الكتاب هى شرح وتعريف لعقائد الفيدا والقارىء لن يستفيد منها شيئا خاصة أن معظم نصوصها نصوص كفر تتحدث عن تعدد الآلهة والتناسخ والتقمص وطرق الخلاص... والشخصيات المشهورة فى الديانة ويبدو فيها العجمى وكأنه يدعو لاتباعها لأنه لا ينتقد تلك العقائد ولا يناقشها كمسلم واكتفى فى بعض المواضع بذكر أنها مخالفة للإسلام

اجمالي القراءات 4605