فاطمة المعدول تكتب : تفاصيل مواجهتي لخالد الجندي في الأراضي المقدسة

في الأحد ١٣ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

فاطمة المعدول تكتب : تفاصيل مواجهتي لخالد الجندي في الأراضي المقدسة

ارسل    اطبع    ( 2 تصويتات )
خالد الجندي
 
البوم الصور و الفيديو
 


مسلمون ومصريون جملة قصيرة ولكن.. هل أصبحت تحتاج إلي جدل أو شك؟

هل يكفي الإنسان كونه مسلما دون وطن؟

 إن الإسلام هو ديننا وعقيدتنا الإيمانية السمحاء ومصر وطننا الذي نعيش علي أرضه، مسلمين ومسيحيين، وطن عزيز دفع شبابه ورجاله من دمائهم عهودا طويلة آخرها بالطبع 25 يناير من أجل حريته وأمنه وسلامه في مقاومة استعمار متغطرس أو عدو خارجي طامع أو حاكم ظالم جائر. وطننا يحمينا من ذل الحوجة أو العيش في بلدان أخري سواء أكانوا مسلمين أو غير ذلك، وطننا عزيز ذكر في القرآن وصنع حضارة عظيمة تحترمها وتقدرها البشرية التي لاتزال حائرة في كثير من أسرارها، ولكن للأسف هناك بشر لا يريدون إلا وطنا علي مقاسهم وإلا «فليولع»!

لن أسامح ولا أستطيع أن أسامح الشيخ خالد الجندي علي مقولته «تولع مصر» كنا بين يدي الله علي «مني»، كل منا يدعو لأولاده وأحبائه ولكننا جميعا ندعو لمصر أن يخرجها من عسرتها، ومما هي فيه، وجاءنا الشيخ خالد الجندي وأفتي وأصاب وأخطأ وأعجب بما قاله البعض ولم يعجب البعض الآخر، ولأننا في الحج فلم نجادل ولم نتكلم، بل قابله البعض منا بكل ترحيب واحترام وفي نهاية اللقاء طلب منه شاب أن يدعو لمصر فإذا بالكلمة الصاعقة «تولع مصر»، وحينما سألته إحدي الحاضرات: ألست مصريا يا شيخ خالد؟ أجاب بسرعة وحزم: أنا مسلم كويتي قطري ثم استطرد: إنكم متعصبون لماذا ندعو لمصر فقط ادعوا لفلسطين، ويبدو أنه شعر بخطورة ما تلفظ به فاستطرد يقول: لن ندعو، بل يجب أن نعمل وإلا «هتولع مصر»، وهذا عجيب.. ألم نأت إلي مراسم الحج لكي ندعو وإذا لم يدع الشيخ خالد الذي رفض أن يدعو لها في «مني» فمن سيدعو لها يا تري؟!

كان قد انتهي اللقاء.. جريت إليه لم أقل له غير كلمتين فقط: يا شيخ خالد نحن مسلمون ومصريون فإذا به يغضب بشدة ويقول بعصبية وعنجهية: أنا مصري غصب عنك!

وتعجبت وهل أنا قلت أنك غير مصري وهل في هذه شتيمة أو تطاول حتي ظل يصرخ: لا يزايد علي أحد.. أنا مصري غصب عنك.

وفي طريق عودتي إلي أرض الوطن علي الطائرة قرأت خبرا في جريدة الأخبار، وإذا بالمحرر يصرح بحديث لي لم أقله وتفسير لموقفي غير صحيح وغير مقنع، لقد ظل يتحدث الشيخ خالد فينا لأكثر من ساعة وأقام حوارا قال فيه مقولات خاطئة وخلط بين أشياء لا يجوز الخلط بينها وقال آراء خطيرة ولكننا كنا حجاجا محترمين وهادئين واحترمناه واحترمنا حق الاختلاف معه فلم يعارض أحد، لكن «مصر تولع» هذا غير معقول وكلام لا يجوز ولا يصح حتي في أي ظروف، لقد التقيت في الحج بمصريين كبار وصغار وشباب وشابات وشاهدت ورأيت قليلا من التطرف وقليلا من التعصب، لكن كثيرا جدا من التسامح ورأيت فيهم إسلامًا سمحًا عظيمًا وحبًا جارفًا لبلدنا جميعا مصر وتسليما بحق المصريين في العيش فيه مسلميه ومسيحييه.

ورأيت عقيدة قوية مذهلة في قلوب الملايين زحفوا من كل بقاع الأرض ليؤدوا الفريضة، أغلبهم فقراء تحملوا سفرا شاقا وجوعا وعطشا وافترشوا الأرض وتلحفوا بالسماء في جو لا يرحم وزحمة قد تدهسهم ولكنه الإيمان.

إن الإسلام عقيدة راسخة وقوية فكيف زرع المتطرفون المتعصبون في أذهان أولادنا وشبابنا الخوف علي الإسلام من الآخر.

إن بناء كنيسة أو الخوف من بناء كنيسة أو وجود أي آخر في حياتنا هو خطر! إن ديننا دين الرحمة والتسامح وقبول الآخر المختلف، دين الوحدة وليس الفرقة.

- ملحوظة أخيرة:

قررت أن أسافر قبل الحج بوقت قليل.. ساعدني وزير السياحة المصري المسيحي منير فخري عبدالنور في الحصول علي تأشيرة الحج بسرعة حينما قلت له: سأدعو لك يا منير في الكعبة قال لي بتأن واضح: «ادعي لمصر يا فاطمة أنت وكل الحجاج، مصر تحتاج إلي الدعوات».. لا تعليق.

اجمالي القراءات 7033