القاموس القرآنى : الصراط

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٥ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : الصراط

  مقدمة :

( بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾)

1 ـ لفظ ( الصراط ) تكرر في الفاتحة التي يقولها ـ ولا يفقهها ــ معظم المحمديين .

2 ـ تبدأ الفاتحة بما يؤكّد الايمان ، وهو الحمد لله جل وعلا رب العالمين ( كل العوالم )، ووصفه جل وعلا بالرحمن ( الذى يدل على الهيمنة ، وشرحنا هذا هنا في القاموس القرآنى ) والرحيم . والرحمن الرحيم معا موجز معجز لأسماء الله الحسنى . وهو جل وعلا مالك يوم الدين ، خلافا لمعتقدات المحمديين ، ثم الإقرار بعبادته وحده والاستعانة به وحده ، خلافا للمحمديين الذين يتوسلون بجاه النبى وبمدد الأولياء ، ويقدمون شتى صنوف العبادة من صلاة وحج وصدقات للقبور المقدسة . الذى يقول هذه الآيات ويعيها في قراءته وفى صلاته يكون بالطبع مؤمنا ، ولكن مع هذا عليه أن يدعو ربه جل وعلا أن يهديه ( الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله جل وعلا عليهم بنعمة القرآن الكريم ) ليس هذا فقط بل أن ينجيه ربه جل وعلا من صراط الشياطين المغضوب عليهم الضالين الذين يكفرون بنعمة القرآن الكريم .

3 ـ المؤمن يكرر هذه الفاتحة خمس مرات في الصلاة ، وربما أكثر في غيرها . المؤمن الحقيقى يؤمن بما يتلفّظ به في الفاتحة . المؤمن من المحمديين لا يفقه ما يقول ، وينطقها بحُكم التعود ، وبلا وعى . هو يستدعى الوعى فقط وهو يقف متبتلا أمام قبر يقدسه ، تراه يقرأ الفاتحة خاشعا في صلاته لإلهه المقبور، ناسيا أن هذه الفاتحة هي للإيمان برب العزة جل وعلا وحده . هنا تبدو المهزلة الدينية للمحمديين في جهلهم بالفاتحة التي يتعبدون بها ظاهريا لرب العزة جل وعلا ، ويتبعدون بها فعلا وواقعا أمام قبورهم المقدسة . يكفيهم عارا فى الكفر قولهم ( الفاتحة للنبى ) ، وليس للرحمن جل وعلا.

4 ـ هم فقط لا يفقهون معنى الفاتحة وأهميتها ، بل أيضا لا يفقهون مدلول كلمة ( الصراط ) فيها ، وقد جاءت مرتين ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾) . المحمديون هم الضالون وهم المغضوب عليهم ، والصراط الذى يؤمنون به هو الصراط الأعوج الشيطانى ، وقد حق عليهم وعد إبليس القائل متحديا رب العزة جل وعلا : (  قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿الأعراف: ١٦﴾. لذا يقول ربنا جل وعلا يعقد مقارنة بين الفريقين : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الملك: ٢٢﴾. العجيب أن المحمديين ـ وهم في ضلالهم يعمهون ــ قد أصدروا قرارا بأن المغضوب عليهم هم اليهود وأن الضالين هم النصارى .

6 ـ نتوقف أخيرا مع مصطلح ( الصراط ) ، وهو بمعنى الطريق . ويأتي الصراط بمعنى الطريق المعنوى ، ويأتي بمعنى الطريق المادى الذى يسير فيه الناس وغيرهم . والصراط المعنوى  نوعان :يأتي بمعنى دين الله الحق ، وبمعنى دين الشيطان .

7 ـ نأتى للتفاصيل :

أولا :  الصراط المستقيم بمعنى الدين الالهى :

1 ـ الصراط الالهى الحق هو الفطرة التي فطر الله جل وعلا عليها الناس ، هو جل وعلا الذى أخذ على الأنفس البشرية العهد علي الصراط المستقيم . قال جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾ الاعراف ). أي ذكّرهم وحذّرهم في عالم البرزخ من نسيان الفطرة ، وأن يأتوا يوم القيامة يعتذرون بعبادة الثوابت الى وجدوا عيها آباءهم . وحين يأتي يوم القيامة سيذكّرهم رب العزة بهذا العهد بالتمسك بالصراط المستقيم ، وكيف خالفوه وعبدوا الشيطان الرجيم جيلا بعد جيا . سيقول لهم رب العزة جل وعلا : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿يس: ٦١﴾ . بعدها : ( وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿٦٢﴾ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٦٣﴾ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٦٤﴾ يس )

2 ـ الصراط المستقيم هو دين رب العالمين .  إشتهر ( المسيحيون ) بزعم أن المسيح إبن الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا . وهذا زيغ فظيع عن الصراط المستقيم . لذا تكرر في القرآن الكريم قول المسيح عليه السلام :

2 / 1 :(إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ آل عمران  )

2 / 2 :(  إِنَّ اللَّـهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿الزخرف: ٦٤﴾

2 / 3 :  (  وَإِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿مريم: ٣٦﴾

3 ـ وجاء الصراط المستقيم وصفا للإسلام ملة إبراهيم . قال جل وعلا : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿الأنعام: ١٦١﴾ ، وجاء الشرح تاليا لمعنى الإسلام العقيدى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٦٣﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ) ﴿١٦٤﴾.

 ثانيا : الصراط المستقيم وصفا للقرآن الكريم

 دين الرحمن ( الصراط المستقيم ) هو الآن القرآن الكريم بآياته البيّنات المبيّنات .

1 ـ عن تفصيلات القرآن الكريم ( الصراط المستقيم )، قال جل وعلا : ( وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿الأنعام: ١٢٦﴾.  وجاء ذكر التفصيلات القرآنية التي يفقهها من يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا في قوله جل وعلا :

1 / 1 : (  وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿الأنعام: ٩٧﴾

1 / 2 :(   وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴿الأنعام: ٩٨﴾   

1 / 3 : (   وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ٥٢﴾  

2 ـ وجاءت التأكيد على الأمر بإتّباع القرآن الكريم صراط الله المستقيم وحده مقترنا بتأكيد على النهى عن إتّباع غيره من سُبُل وطُرُق مختلفة ، هذا في الوصية العاشرة من الوصايا العشر في قوله جل وعلا : (  وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿الأنعام: ١٥٣﴾.

2 / 1 : وفى سياق الآيات جاء تأكيد آخر بالأمر بإتباع الكتاب وحده ، قال جل وعلا : ( وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ الانعام )

2 / 1 : و جاء تأكيد آخر بالتنبيه على أن الرسول برىء ممّن فرقوا دينهم واصبحوا شيعا ، من سُنّة وشيعة وصوفية ..الخ . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾ الانعام). العظمة القرآنية في هذا الآية تقيم الحُجّة مقدما على المحمديين ، الذين يتمسحون باسم النبى محمد ، وكل فرقة منهم تجعله على رأس آلهتها . وهو برىء منهم جميعا ، وليس منهم في شىء .

3 ـ والقرآن الكريم ( الصراط المستقيم ) هو (علم للساعة ) قال جل وعلا : (  وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿الزخرف: ٦١﴾.

4 ـ وبالقرآن الكريم ( صراط العزيز الرحيم ) يخرج الناس من الظلمات الى النور. قال جل وعلا : (  كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿ابراهيم: ١﴾.

5 ـ والجن المؤمنون قالوا عن القرآن الكريم : (   قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الأحقاف: ٣٠﴾

ثالثا : مشيئة الهداية للصراط المستقيم

الهداية مطلوبة للصراط الالهى المستقيم . ونلاحظ الآتى :

1 ـ بنزول الكتاب الالهى يحدث إختلاف ، هناك من يؤمن به وهناك من يكفر به ، ويستعمل الكافرون كل أدوات الصّدّ عن دين الله صراطه المستقيم ، الباحث عن الهداية مخلصا يتمتع بهداية الله جل وعلا .

1 / 1 : قال جل وعلا : (  كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿البقرة: ٢١٣﴾. الله جل وعلا يهدى من البشر من يشاء الهداية .

1 / 2 : عن مخترعى الأحاديث الشيطانية قال جل وعلا :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾ بعدها قال جل وعلا عمّن يجاهد في سبيله جل وعلا ضد هذا الوحى الشيطانى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾ العنكبوت )

1 / 3 : مشيئة الهداية للصراط المستقيم تبدأ بالإنسان ، والذى يشاء الهداية يزيده رب العزة جل وعلا هُدى ، والذى يشاء الضلالة يُمدُّ له جل وعلا في الضلالة . قال جل وعلا :

1 / 3 / 1 : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿١٧﴾ محمد )

1 / 3 / 2 : ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾ وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ﴿٧٦﴾ مريم ).

2 ـ الانسان عندما يشاء الهداية للصراط المستقيم عليه أن يثبت هذا لكى تأتى مشيئة الله جل وعلا تؤكد هدايته للصراط المستقيم وتزيدها هدى .  هذا الإثبات قد يكون :

2 / 1  : إيمانا مرتبطا بالعلم ، قال جل وعلا :

 2 / 1 / 1  : (   وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الحج: ٥٤﴾

2 / 1 /  2 : (  وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿سبإ: ٦﴾

2 /  2 : إعتصاما بالله جل وعلا وبكتابه الكريم. قال جل وعلا :

2 /  2 / 1 : (  وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿آل عمران: ١٠١﴾

2 /  2 / 2 : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾ النساء )

2 / 2 / 3 : ثباتا على طاعة الأمر الالهى . قال جل وعلا : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ النساء ).

3 ـ بهذا نفهم قوله جل وعلا عن مشيئته في الهداية الى الصراط المستقيم والتي هي تالية لمشيئة الفرد :

3 / 1 : (   يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿المائدة: ١٦﴾

3 / 2 :  ( وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿يونس: ٢٥﴾

3 / 3 : ( لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿النور: ٤٦﴾

3 / 4 : ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿  ٥٢﴾ صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿الشورى: ٥٣﴾.

3 / 5 : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الأنعام: ٣٩﴾ .

3 / 6 : (  سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿البقرة: ١٤٢﴾

4 ـ وقال جل وعلا على منكرى الصراط المستقيم : ( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿  ٧٣ ) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴿المؤمنون: ٧٤﴾

5 ـ وقال جل وعلا عن بعض متبعى الصراط المستقيم :

5 / 1 : إبراهيم عليه السلام : (  شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿النحل: ١٢١﴾

5 / 2 : موسى وهارون عليهما السلام : ( وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿الصافات: ١١٨﴾

5 / 3 : محمد عليه السلام :(  لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿الفتح: ٢﴾

 5 / 4 : بعض الصحابة المؤمنين :( وَعَدَكُمُ اللَّـهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿الفتح: ٢٠﴾

5 / 5 : أتباع وأقارب الأنبياء السابقين المؤمنين : (  وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الأنعام: ٨٧﴾

6 ـ وسيظهر هذا جليا لأصحاب الجنة الذين إهتدوا في حيتهم الدنيا لصراط الحميد جل وعلا ، قال عنهم جل وعلا : ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴿الحج: ٢٤﴾

رابعا : تعبير : ( على الصراط )

1 ـ جاء فيما يخُصُّ وعد رب العزة ، قال جل وعلا :

1 / 1 : قال النبى هود عليه السلام لقومه . (  مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿هود: ٥٦﴾. هو جل وعلا الذى أنزل الصراط المستقيم كتابا فيه الوعد للمتقين بالجنة والوعد للكافرين ، وهو جل وعلا لا يخلف وعده .

1 / 2 : وجاء فى الحوار بين رب العزة وإبليس اللعين : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ الحجر ) جاء في الحوار وعده جل وعلا  بتعبير : ( قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿الحجر: ٤١﴾

2 : وجاء دعوة للنبى محمد عليه السلام بالتمسك بالقرآن الكريم . قال له جل وعلا :

2 / 1 : (  فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الزخرف: ٤٣﴾

 2 / 2 : ( يس ﴿١﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾  ﴿يس: )

2 / 3 : وهذا معنى قوله جل وعلا عن القرآن الكريم نعمة رب العالمين :( مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ القلم )

2 / 4 :وعن الدعوة الى دين الله الصراط المستقيم ( وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ ﴿الحج: ٦٧﴾.

أخيرا : الصراط المادى

1 ـ جاء بمعنى قطع الطريق ، وهو ما كان يفعله قوم مدين ، قال لهم شعيب عليه السلام : (  وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ) ﴿الأعراف: ٨٦﴾

2 ـ وقال جل وعلا :(  وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ ﴿يس: ٦٦﴾

3 ـ وعن الطريق الى جهنم قال جل وعلا عن الكافرين ( فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿الصافات: ٢٣﴾.

اجمالي القراءات 3696