عودة مقبور:
قال جحجوح سألتُ أخي جحا عن رجل من بني حدثنا، قال: على الخبير وقعت، كان معنا وكنا نتهمه بالكذب واختلاق الأخبار، وذات ليلة ترك الدار وخرج لوجهة مجهولة، خرج في لبسة المتفضل ليغيب عن الأنظار سنين عددا، ولما رجع من سفره الطويل اظهر توبة وأبدى صلاحا، وربك أعلم به، وعلمنا أنه عزم على مراجعة ما جمع ـ قبل غيبته ـ من كتب، فعكف على الورق مجتهدا يصل الليل بالنهار، ولم يهدأ له بال ولا عرف استراحة حتى حذف كل عنعنة ، ومحا كل صلعمة، وأبطل كل رفع مجزوم أواتصال موهوم، اثم أضاف لمتون الأخبار المختلقة ما أضاف، وسماه: "معجم خرافات العرب العاربة والمستعربة" فلما ختم عاد من حيث أتى مخلفا وصية تقول: تركت فيكم أحسن تخريف مكتتب، أرجوا أن ينال إعجاب العجم قبل العرب، بشراك يا بخاري..فزت بجائزة نوبل في الأدب.