آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٠٨ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
مساعدة المعتدى عليه واجبة ، وبأى طريق ممكن لإنقاذه من عدوان قائم . ولا تتنافى هذه المساعدة مع الاختلاف العقيدى والدينى ، ولا تتنافى مع النصيحة والوعظ .
بمعنى : قوة معتدية ( تزعم الانتماء الى الاسلام أو المسيحية ) تعتدى على بلد أو قوم ظلما وعدوانا ، ليس مهما الانتماء الدينى أو المذهبى لأولئك القوم الذين يتعرضون للإعتداء . وليس مهما الانتماء الدينى أو المذهبى للمعتدين . العقائد هنا لا دخل لها فى الموضوع . العقائد يحكم فيها رب العزة يوم الحساب ، وكلنا فيها مختلفون متخاصمون ولا يصح أن يكون أحدنا خصما وحكما على الآخر .
الأساس هنا هو الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، والكفر السلوكى بمعنى الاعتداء . وهذا هو السلوك الظاهر الواضح الذى نحكم عليه . فالمسالم هنا هو المسلم بغض النظر عن ملته وعقيدته ، والكافر هنا هو المعتدى بغض النظر عن الشعار الذى يرفعه . المعتدى الكافر يجب الوقوف ضده لردعه عن الاعتداء . والمُعتدى عليه الذى يتعرض للهجوم والبغى والظلم يجب مساعدته لأنه معتدى عليه ، وليس لأنه على نفس عقيدتنا وملتنا ومذهبنا .
هذا لا يتعارض مع الدعوة السلمية الوعظية والنصيحة فى الدين ، ننصح أنفسنا وننصح الآخرين . هذه النصيحة والاصلاح السلمى هى الجهاد السلمى بالدعوة السلمية . وهى موضوع آخر . أما مساعدة الشعب الذى يتعرض للإعتداء عليه ظلما وعدونا فهى فرض إسلامى
ن الله جل وعلا يقول : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) الحجرات ) أى لو إعتدت دولة ( مؤمنة ) على دولة أخرى ( مؤمنة ) فيجب على الدولة المؤمنة ( الثالثة ) أن تُصلح بينهما . فإن أصرت الدولة المعتدية على الاعتداء فيجب قتالها حتى ترجع عن الاعتداء وتنصاع لأمر الله جل وعلا بعدم الاعتداء . فإن رجعت وكفّت عن إعتدائها يجب العودة لمحادثات الصلح وتنفيذ العدل والقسط فى معاهدة صلح بينهما . والأصل أن يكون كل المؤمنين أخوة مسالمين ، وان يكون حل النزاع بينهم بطريقة سلمية إصلاحية ، يقول جل وعلا فى الآية التالية : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) ) الحجرات )