ذكرياتي مع الاذاعة الامازيغية الوطنية بمناسبة انطلاق بثها المستمر على مدار 24 ساعة

مهدي مالك في الإثنين ٢٩ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

               ذكرياتي مع الاذاعة الامازيغية الوطنية بمناسبة انطلاق بثها المستمر على مدار 24 ساعة

مقدمة عامة                                                

لعلي قد كتبت العديد من المقالات حول الاذاعة الامازيغية منذ عشر سنوات تقريبا اذا كانت ذاكرتي قوية حيث انني اعشق الاستماع لهذه الاذاعة منذ صيف 1996 و كان  عمري انذاك هو 12 سنة اي كنت طفل معاق بدا يتعرف على اسماء الروايس القدماء او الجدد من خلال هذه الاذاعة او اذاعة اكادير الجهوية بمعنى انني مستمع وافي لهذا المنبر الاذاعي منذ ذلك التاريخ الصعب بالنسبة للقضية الامازيغية بشمولتها بحكم غياب اي اعتراف من طرف السلطة بوجود لغة اسمها اللغة الامازيغية في منتصف تسعينات القرن الماضي .

صحيح انني انتقدت الاذاعة الامازيغية من خلال ملاحظاتي حول برامجها الدينية و خصوصا برنامج الحاج اعمون مولاي البشير حيث وجدت في الاذاعة الامازيغية منذ 1996 و هو يحرم الفن الامازيغي و عاداتنا الامازيغية و اسماءنا الامازيغية مثل تيليلا او يوبا الخ لكن الحاج عبد الله طالب علي لا يريد ان يفهم قصدي مع كامل احترامي له باعتباره قديوم الاذاعة الامازيغية و مناضل امازيغي بالنسبة لي  .

 

مدخل الى صلب الموضوع                       

للاشارة فقط فهذه السطور كتبتها في صيف 2011   

لم يكن احد يتصور ان الاذاعة الامازيغية ستصل يوما الى هذا المستوى من  التقدم و الدفاع عن هويتنا الام و الاصيلة لهذه الارض حيث  كما قلت في  مناسبات عدة  ان الاذاعة الامازيغية كانت ما  قبل خطاب اجدير مجرد وسيلة لنشر خطاب التخلف القروي و السلفية الدينية و الترفيه السطحي باستثناء بعض البرامج حاولت حسب الظروف الصعبة انذاك نشر الثقافة الامازيغية شيئا فشيئا.

 و هنا من واجبي ذكر اسمان و هما الحاج عبد الله  طالب علي  الذي كان يقدم برنامجا حول الشعر الامازيغي في اواسط التسعينات و الاستاذ محمد اكوناض الذي كان يقدم برنامجه المعروف تاوسنا تامزيغت.

و استطاعت الاذاعة الامازيغية منذ سنة 2001 ان تواكب التطور و التحديث و السياق الجديد بالنسبة للامازيغية بعد تاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية الذي ساهم بشكل كبير في تطوير هذا الاثير الامازيغي و برامجه من  خلال زيادة عدد ساعات البث من 12 ساعة قديما الى 16 ساعة حاليا منذ نونبر 2005 الخ من هذه الاجراءات ..

غير ان الاذاعة الامازيغية خلال هذه الشهور الاخيرة اصبحت اكثر تطورا و مواكبة للسياق المغربي ما بعد 20 فبراير و ما بعد خطاب 9 مارس بفضل الجيل  الجديد داخل الاثير الامازيغي و  بينهم  الاستاذ رشيد بوقسيم و المعروف في اواسط الحركة الامازيغية و يستحق منا كل التشجيع و التنويه على عمله الاذاعي حيث انه يقدم برامج في المستوى مثل برنامج اوال ن تاسوتين الذي كتبت مقالا خاصا حوله منذ شهور لان اوال ن تاسوتيناي حديث الاجيالبرنامج جديد على هذه الاذاعة انطلق منذ شتنبر 2010 باسلوب جديد يرمي الى الحوار مع المستمعين  حول مواضيع  من صميم واقعنا المغربي بدون خطوط حمراء لضمان الصراحة و معرفة مشاكلنا الاجتماعية حق المعرفة و  من بين المواضيع المتداولة هي الخيانة الزوجية و الصداقة قبل الزواج و غشاء البكارة الخ من هذه المواضيع ذات حساسة اجتماعية بحكم طبيعة مجتمعنا المحافظ مما جعل بعض المستمعون  يرفضون هذا الاسلوب بدعوة انه يجانب الحياء و الوقار .

و الى جانب هذه المواضيع الاجتماعية تناول برنامج اوال ن تاسوتين مواضيع تتعلق بالقضية الامازيغية خصوصا فترة من بين ظهور حركة 20 فبراير و

حملة  الاستفتاء على الدستور الجديد و من بين المواضيع هي الاسماء الامازيغية و الامازيغية في الاعلام الوطني و استغلال الدين في السياسة الخ.

و كما يقدم الاستاذ بوقسيم برنامج اوال ن ايت تامزيرت يستضيف اسماء معروفة في الشان الامازيغي مثل الاستاذ احمد الدغرني لاول مرة في تاريخ الاذاعة الامازيغية و ربما في تاريخ  فضاء السمعي البصري الوطني و الاستاذ احمد ارحموش رئيس الشبكة الامازيغية من اجل المواطنة الخ.

و كما دخل هذا البرنامج

الى سجل التاريخ حيث استضاف احد اعضاء المجلس الانتقالي الليبي داخل  مقر الاذاعة و اخر عبر الهاتف  حيث كان اللقاء رائعا حيث تعرف المستمعين على معانات الشعب الليبي مع نظامه  السابق و  الكافر كما اسميه باعتباره استطاع ان يدمر شعبه طوال 42 سنة من الخرافات و الغياب التام لمعالم الدولة العصرية مثل الاحزاب السياسية و جمعيات المجتمع المدني ...........

ان الاذاعة الامازيغية الوطنية منذ صيف 2011 الى الان حافظت على خطها التحريري و المدافع عن الامازيغية كلغة و كثقافة و كثراث موسقي متعدد عبر الثراب الوطني و انتاج برامج ذات جودة في مجالات النقاش السياسي كبرنامج مجلة البرلمان الذي يقدمه الاستاذ محمد نمط بكل الاقتدار .

و في المجال الديني هناك برنامج ابرد ن لخير اي طريق الخير الذي تقدمه الاستاذة فاطمة اكبوض اذا صح كتابتي لهذا الاسم مع رئيس المجلس العلمي لمدينة تمارة الاستاذ لحسين استفكل الذي يحاول الجمع بين الامازيغية و الاسلام و ليس ذو نزعة الى الوهابية او الاخوانية حسب متابعاتي الشخصية لهذا البرنامج الاسبوعي و المتميز .

و في المجال الفني فالحاج عبد الله طالب علي له برنامج سمازيغ اوال اي تمزيغ الكلام الخاص بالشعر الامازيغي و الهادف الى اعطاء الكلمة الامازيغية قيمتها و معناها الاصيل و له برنامج اخر خاص بتكريم رموز الاغنية الامازيغية التقليدية و العصرية بمنطقة سوس الكبير .

و بالاضافة الى برامج مسابقات و التحيا و الرياضة مع الاستاذ رشيد عبد الواحد كقيديوم الاذاعيين بسوس منذ تمانينات القرن الماضي كما سمعت لانني كنت انذاك صغير للغاية ..

و خلاصة القول ان الاذاعة الامازيغية اخذت الطريق الصحيح بوجود الجيل الجديد مثل رشيد بوقسيمالذي لم يعد موجود في الاذاعة الامازيغية الوطنيةو امينة اوبلا و زهرة ارجدان و نور الدين نجمي و نادية السوسي الخ من هذه الاسماء الواعية باهمية الهوية الامازيغية و  ضرورة ادماجها في الحياة العامة ..

 

المهدي  مالك

 

 

 

اجمالي القراءات 3459