قراءة فى كتاب الشاء

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ١٢ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى كتاب الشاء
المفترض فى تراثنا أن يحوى كتبا فى العلوم العملية كتربية الأغنام وتربية الخيل والآلات والروافع وهندسة البيوت وهندسة المساجد والجسور وما إلى ذلك ولكن الموجود من هذه الكتب لا يمثل ألف كتاب من مائة ألف كتاب وغالبية الكتب فى العلوم العملية تمثل الجانب الطبى الإنسانى والحيوانى وعلم الفلك وغالبا ما تكون كتبا به الكثير من الخرافات
السؤال الذى يطرح نفسه أين ذهبت كتب العلوم العملية فى حضارتنا او ثقافتنا ؟
الغريب أيضا أن هناك ألوف مؤلفة من أسماء العلماء مرتبطة بمهن عملية والمفروض فيمن يعمل بمهنة ان يؤلف كتابا فى أصول مهنته أو قل على الأقل واحد من عشرة أو واحد من مائة أو حتى من ألف ولكن حتى تلك النسبة غير موجودة
فى كتاب كعيون الأنباء فى أخبار الأطباء هناك حوالى أربعمائة ترجمة لأطباء وما ألفوه من كتب فى الطب يتعدى الثلاثة آلاف كتاب ومع هذا لا يوجد منها عشرين أو ثلاثين كتاب فأين ذهبت باقى الكتب؟
الغريب فى الأمر هو كثرة الكتب فى العلوم اللغوية والأشعار وبقاء أغلبها وكأن هناك يد محت كتب العلوم العملية وأبقت مالا نفع منه كالكتب المرتبطة باللغة نحوا وبديعا وبيانا وغير ذلك حرصا على ألا يكون هناك تقدم تقنى فى بلادنا وأبقت على ما يحدث الخلافات فى كل شىء
كتاب الشاء للأصمعى كتاب فى الغنم والمفترض فى كتاب كهذا أن يكون كتابا شاملا وليس مجرد ذكر تسميات فالكتاب خالى من الآيات القرآنية فى الغنم والأنعام والتى توضح الأحكام الخاصة بهم كحكم إتلاف الغنم للزرع واستخدام العصا فى جمع الغنم كما قال موسى(ص) "وأهش لها على غنمى " والكتاب خالى حتى من الروايات التى تتناول زكاة الأغنام وهو خالى أيضا من كيفية تربية الغنم والماعز
استهل الرجل كتابه بباب حمل الغنم ونتاجها فقال "
"الوقت الجيد في الشاء أن تخلى سبعة أشهر بعد ولادها فيكون حملها خمسة أشهر، فتضع في كل سنة مرة، فإن أعجلت عن هذا الوقت حتى يحمل عليها مرتين في السنة فذلك الإمغال يقال أمغل بنو فلان، وهم ممغلون، والشاة ممغل، ويقال أمغلت المرأة، فهي ممغل إذا حملت بعد طهرها من النفاس
قال القطامي
بيضاء محطوطة المتنين بهكنة ريا الروادف لم تمغل بأولاد
أي لم تتابع بأولاد فتنكسر لذلك
فإذا أرادت الشاة من المعز الفحل، قيل قد استحرمت، وهي شاة حرمى بينة الحرمة، وهي عنز حرمى، وحرامى للجميع، أي قد استحرمت، فإذا كانت من الضأن قيل نعجة حان، وقد حنت تحنو حنوا، مثل استحرمت، وكما يقال في النوق ضبعة بينة الضبعة
وفي ذات الحافر الوداق، يقال قد استودقت، وفرس وديق، وأتان وديق، أي قد استحرمت
ويقال في السبعة لبؤة مجعل، وقد أجعلت إجعالا، أي استحرمت وأنشد في صفة امرأة
فأتتك مجعلة بجرو واحد والمجعلات يلدن غير فراد"
هنا ذكر مدة حمل الشاة وهى خمسة شهور ومن المعلومات من كليات الطب البيطرى أن مدة حمل الأنواع المختلفة من الغنم والماعز تكون ما بين أقل من خمسة شهور بأيام إلى أقل من ستة أشهر بثلاثة أيام
والغريب فى الفقرة أن يذكر السبعة وهى أنثى الأسد فى كتاب عن الشياه
ثم ذكر رواية عن علامات حمل الشاة فقال :
"قال أبو سعيد قلت لأعرابي ما آية حمل الشاة؟ قال أن تدجو شعرتها، وتستفيض خاصرتها، ويحشف حياؤها تستفيض تنتفخ لتبين، وتدجو تحسن وتصفو، والحياء من الشاء والمعز والناقة، ومن ذوات الحافر الظبية، ومن كل سبع الثفر فإذا استبان حمل الشاة فأشرق ضرعها ووقع فيه اللبأ، قيل قد أضرعت أي عظم ضرعها، وهي مضرع فإذا حسن ضرع الشاة، قيل شاة ضريع فإذا دنا ولادها، قيل شاة مقرب فإذا دفعت باللبأ على رأس الولد، قيل، شاة دافع فإذا كان أوان ولادها، قيل شاة متم ويقال ولدت الشاة والغنم، وولدت ولا يقال نتجت، إنما النتاج للإبل والخيل، يقال نتجت الناقة، أي ولدت فإذا تمخضت الشاة، قيل مخوض فإذا نشب ولدها، أي لم يخرج من الرحم، قيل طرقت فإذا اعترض ولدها في رحمها فعسر ولادها، أي احتبس فيه، قيل عضلت فهي معضل، ومطرق
قال الشاعر:
ترى الأرض منا بالفضاء مريضة معضلة منا بجيش عرمرم
فإن ولدت واحدا فهي موحد، ومفرد، فإن كان ذلك من عادتها قيل شاة ميحاد، ومفراد فإن ولدت اثنين فصاعدا فهي متئم، فإن كان ذلك من عادتها أن تلد اثنين، فهي متئام مفعال "

وطبقا لموقع أغنام وهو موقع خاص بتربية الغنم فإن علامات للحمل المبكر او الشهور الأولى هى:-
الأغنام التي تكون حامل سوف تكون أكثر هدوءا وزيادة الشهية لديها في الأكل وان كانت الحامل ترضع سيقل الحليب ومن ثم سينشف وسيرتفع الضرع
علامات للحمل في وسط فترة الحمل :
بعد 12 أسبوع يبدأ البطن بالتضخم ويبدأ البطن بالاستدارة
وفي الشهر الثالث تستطيع ان تلاحظ الوليد بالجس بأصابعك ومكان الجس باليد في أسفل البطن امام الضرع مباشره ستلاحظ الحركة للجنين
علامات الوضع :
احمرار الضرع ونزوله
احمرار الحيا وبروزه
امتلاء الضرع بالحليب
صعوبة بالقيام
بعض الأنواع من الغنم قد يصاحب قبل فترة الوضع ضلعه او عرج خفيف

ثم ذكر الرجل باب أسماء أولادها فقال :

"فإذا ولدت فولدها سخلة، والجميع سخال فإن كان ولد الشاة من المعز ذكرا فهو جدي، وإن كانت أنثى فهي عناق فإن كانت ضائنة وكان ولدها ذكرا فهو حمل وإن كانت أنثى فهي رخل، ويقال رخل ورخلان ورخال مضموم الأول، وهذه حروف شواذ ليس في الجمع غيرها ربى ورباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، وتوأم، وتؤام، ورخل ورخال"
" قال قيل للضائبة كيف تصنعين في الليلة القرة المطيرة؟ قالت أجز جفالا، وأولد رخالا، وأحلب كثبا ثقالا، وآتي الحالب إرقالا، ولم تر مثلي مالا الجفال الكثير والكثب واحدتها كثبة، وهي ما انصب في شيء فصار فيه، ومنه سمي الكثيب من الرمل، لأنه انصب من مكان فاجتمع فيه، أي حولته الريح من مكان إلى مكان، فصار في ذلك المكان مجتمعا "
الغريب فى الفقرة عدم اقتصار الرجل على ما يخص أسماء الأولاد وغنما تذكر حكايات لا فائدة منها كحكاية قيل للضائبة
ثم ذكر باب من نعوتها في ولادتها فقال:
ويقال للشاة إذا ولدت ثم أتى لها عشرة أيام، أو بضعة عشر يوما شاة ربى، وغنم رباب مضموم الراء فإذا انقطع عنها الدم، وماء أحمر يخرج منها، قيل قد انقطعت صاءتها مثل صاعتها "
وكأن مشكلة الناس فى تسمية الشياه عند الولادة وما بعدها ثم ذكر باب سبق أن تناوله وهو :
"باب أسماء أولادها
ويقال لأولاد الشاة كلها بهم، والواحدة بهمة، وجمعها بهام، وقال الجعدي
فضم ثيابه من غير برء على شعراء تنقض بالبهام
فإذا أكل ولدها من الأرض قيل قارم، وقد قرم يقرم قرما، أي أكل الحمل من الأرض، فإذا أرادوا أن يفطموه من اللبن، قيل افطموه، فإذا فعل ذلك به فهو الفطيم، ومعنى الفطم القطع، يقال فطم الحبل وما أشبهه فطما فإذا انتفج جوفها من الماء والشجر، فهي جفرة، والذكر جفر
الحلان الجدي الصغير فإذا تحرك الجدي، ونبت قرناه فهو عتود، وجمعه عتدان فإذا أدرك السفاد فهو عريض، وجمعه عرضان فإذا أتت عليه ثمانية أشهر، أو تسعة أشهر، أو نحوها، قيل قد أجذع، وهو جذع، وهي جذعة فأما الرواغي فلا تكاد تجذع إلا بعد السنة الثالثة والرواغي الإبل والإجذاع ليس بوقوع سن من الأسنان، إنما هو بلوغ وقت "
والمفترض هو أن يكون الباب فى مكان واحد وليس جزء منه على مبعدة من الجزء الأول
ثم ذكر باب نعوتها من قبل أسنانها فقال:
"فإذا وقعت ثنية الشاة، قيل قد أثنى فهو مثن وثني، فإذا وقعت رباعيته، قيل قد أربع إرباعا، وهو رباع، وهي رباعية فإذا وقع سديسها وهي السن التي تلي الرباعية، قيل قد أسدس، وهو سديس وسدس، الذكر والأنثى فيه سواء فإذا وقعت السن التي خلف السديس، قيل صلغت تصلغ صلوغا فإذا وقعت أسنانها فلم تبق لها سن إلا وقعت ثم نبتت أسنانها كلها والصلوغ في الشاة مثل البزول في الجمل والناقة ومثل القروح في الخيل، إلا أن الجمل يبزل بفطور نابه، ويبزل الجمل في السنة التاسعة من نتاجه، والشاة تصلغ في السنة الخامسة فهي صالغ فإذا حالت بعد الصلوغ قيل شاة جامع، وقد جمعت، كما يقال في البعير مخلف "
والتسميات هنا يبدو أنها مركبة منحولة حيث أسماها بأسماء الأسنان الزوجية وكأنه لا توجد أسنان فردية وكأن ألسنان لا تقع إلا زوجية مع أن المعروف أن الأسنان تقع فرادى فى الغالب
ثم تناول باب نعوتها من قبل ألبانها فقال :
"فإذا كان لبن الشاة كثيرا، قيل قد غزرت تغزر غزرا، ولا يقال غزرا هذا قول الأصمعي وهي شاة غزير، وغنم غزار، ويقال قد أغزرت هي إذا كثر نسلها ويقال بنو فلان مغزرون، أي هم كثير فإذا كانت الشاة كريمة غزيرة، قيل هي شاة صفي، وبنو فلان مصفون إذا كانت غنمهم صفايا، وكذلك هي من الإبل قال أبو النجم العجلي
كأنما أبكؤها أصفاها
يجزيك عن أبعدها أدناها
فإذا كان لبنها قليلا، قيل قد بكأت تبكأ، وبكؤت تبكؤ، وهي شاة بكيء
والصمرد والدهين مثل البكيء من الإبل والغنم، قال القلاخ:
هاج وليس هيجه بمؤتمن
على صماريد كأمثال الجون
وقال آخر
لها أحور أحوى متى يدع تأته جواد بسيء الحالبين دهين
فإذا أتى على الشاة أربع أشهر من ولادها فأخذ لبنها في النقصان قيل شاة لجبة، وغنم لجاب ومن الغنم القطوع وهي التي لا يبقى لبنها إلا شهرين أو ثلاثة ثم يذهب والمنوح التي يبقى لبنها ويدوم والمكود مثل ذلك
قال حدثني خلف عن رجل من بلحرماز عن أبيه قال جاءني العجاج فقال أعندك شاة على نعتي ببكر؟ قال وما نعتك؟ قال حسراء المقدم، شعراء المؤخر إذا استقبلتها حسبنها نافرا، وإذا استدبرتها حسبتها ناثرا فقال لولا أنه العجاج، وأن غنمي تشتهر به ما فعلت، فطلب في غنمه فلم يصب على نعته إلا واحدة فأعطاها إياه وأخذ منه بكرا الحسراء المقدم القليلة شعر المقدم والشعراء المؤخر الكثيرة شعر المؤخر والناثر التي تنثر من أنفها كالعاطس، ويقال من ذلك نفطت العنز تنفط نفطا، وعفطت الضائنة تعفط عفطا، ومن هذا يقال ما له عافطة ولا نافطة فالعافطة الضائنة، والنافطة الماعزة، أي ما له سبد ولا لبد ومن علامة غرز الشاة أن تكون عريضة الوركين طويلة العنق، واسعة الجوف "
وما ذكر هنا من أسماء وحكايات لا يحفل به من يربون الشياه فما يهمهم هو زيادة العدد والأوزان والألبان وليس الأسماء
ثم ذكر باب ضرع الشاة وعيوبه فقال :
فإذا عظم الضرع وارتفع خلفاه، قيل ضرع مقنع وهو أحسن الضروع فإذا انمسح أصل الضرع وطال وانصب خلفاه، قيل ذات الطرطبين، وهو من أمسح الضروع وسواعد الضرع مخارج اللبن أي عروقه التي تدر بها أي العروق التي تجلب اللبن إلى الضرع والموضع الذي لا يخلو من الضرع إذا حلبت الشاة ويمتلىء الضرة وهو أصل الضرع والموضع االذي يخلو من الضرع إذا حلبت الشاة ويمتلىء إذا حفلت المستنقع وجراب الضرع الخيف وما كان من الظلف، والخف، والحافر، فهو منه الضرع وموضع يد الحالب الخلف والطبي، ولا يكون في الكلاب والسباع واللبوء إلا الأطباء، لا يقال في شيء منها ضرع فإذا انصب ضرعها قيل منكوسة الخلفين، وكان ذلك عيبا ومن عيوب الضرع الحضان، وهو أن يصغر أحد شقي الضرع فإذا كان كذلك قيل شاة حضون ومن عيوب الخلف الشطار، وهو أن يكون أحد شطري الخلف أصغر من الآخر ومن عيوب الضرع العجن، وهو أن يرتفع الخلف، ويكثر لحم الضرع فلا يستمكن منه الحالب، يقال شاة عجناء والكمشة التي يقصد خلفها فلا تحلب إلا فطرا والعزوز الضيقة الإحليل التي لا يخرج لبنها إلا بشدة على الحالب، والمصدر العزز والثرة الواسعة الإحليل التي تحلب ضفا بأربع أصابع، والأحاليل مخارج اللبن والشخب ما خرج من تحت يد الحالب عند كل غمزة، وأنشد بعض الرجاز
ونجذتني هذه الصروف عزوزها والثرة الضفوف
ومن الغنم الفخور وهي التي يكثر لحم ضرعها، ويقل لبنها، وكذلك من الإبل ومن عيوب الضرع الخزب محرك الأول والثاني، وهو أن تصيبه عين أو برد فيرم ضرعها ويغلظ، فعند ذلك يقال قد خزبت الشاة تخزب خزبا، وهي شاة خزبة فإذا ربضت على ضرعها فخرج لبنها مختلطا بالدم، قيل شاة ممغر ومنغر، وقد أمغرت إمغارا، وأنغرت إنغارا بمعنى واحد، وإذا كان ذلك منها عادة، قيل شاة ممغار ومنغار، ويقال ذلك في الناقة أيضا فإذا خثر لبنها في ضرعها فخرج بعضه مثل قطع الأوتار، وبعضه مثل الماء الأصفر، قيل شاة مخرط، وقد أخرطت إخراطا، فإذا كان ذلك من عادتها، قيل شاة مخراط، وكذلك في الناقة أيضا والنفوح التي إذا مشت خرج لبنها من خلفها فإذا أنزلت الشاة وصار في ضرعها اللبأ قبل ولادها بعشرين ليلة أو نحوها، قيل شاة مبسق، وقد أبسقت إبساقا، وذلك مما يمسخ ويضر باللبن فإذا يبس لبن الشاة من غير قدم ولاد، ثم أكلت الربيع، فأنزلت اللبن، قيل شاة محل، وقد أحلت إحلالا، وهي غنم محال "
هنا ذكر الرجل ما سماه عيوب ضرع الشاة وهى ليست عيوبا وإنما هى سوء تصرف من المربين فى الغالب نتيجة عدم الحلب فى اوقات محددة بحيث لا يتجمع اللبن تجمعا مؤذيا ونتيجة الضغط الشديد على الحلمات عند الحلب ونتيجة عدم ترك الأولاد يرضعون كفايتهم من الأم
ثم تناول باب نعوتها من قبل هزالها فقال :
"فإذا مرضت الشاة فاشتد هزالها، قيل هرهر فإذا هرمت الضائنة، وهزلت، قيل هرطة فإذا اشتد هزال الشاة وهي حامل ولم تستطع القيام إذا ربضت إلا بمن يقيمها، والمشي إلا بمن يحملها، قيل شاة ممجر، وقد أمجرت إمجارا، ويقال أيضا مجرة مفتوح الأول ساكن الثاني، قال بعض الرجاز
كمجرة تسمع حس الأكلب
وأنشد لابن لجأ
تعوي ذئاب الجو من عوائها وتحمل الممجر في كسائها
ويقال للجيش إذا كثر وثقل جيش مجر ساكن الثاني أي ثقيل كبير "
وكالعادة الرجل يذكر أمرا فى الباب لا علاقة له بالشاة كالجيش
ثم ذكر باب نعوتها من قبل أمراضها وعيوبها فقال :
"ويقال للشاة إذا أصابها مرض فهلكت قد عرضت عارضة من غنم فلان ومن عيوب المعز الإرتضاع، وهو أن تشرب لبن نفسها ومن عيوبها القري على تقدير الرمي، يقال شاة تقري قريا، وهو أن تجمع الجرة في شدقها حتى تراه كالورم ومن أدوائها النقرة مسكن الثاني، وهي قرحة تأخذ في أجوافها والنقار داء يأخذ الشاة، فبينا الشاة قائمة إذ وقعت فماتت والنحطة وهو سعال يأخذ الشاة حتى تموت وربما أفرقت والسواد داء من أدواء الغنم يسود لحمها ويقال للشاة والناقة إذا ولدت، ثم اشتكت رحمها بعد الولاد شاة رحوم ويقال للشاة إذا خرج بها الجدري مأموهة، والاسم الأميهة، قال الأصمعي وهو جدري الغنم
قال رؤبة بن العجاج
تمسي به الأدمان كالمؤمه
جدب المندى شئز المعوه
المعوه المحبس
والنفاض وهو داء يأخذ الغنم فتنفض إحداهن ببولها ثم تموت والكباد داء يأخذ الغنم فتحترق أكبادها وتسود، ويقال إن هذه الشاة لمكبودة السلاق بثر يخرج في ألسن الشاة حتى تمتنع من العلف والبغر والنجر أن تشرب الماء فلا تروى حتى يكسرها ذلك فيفسدها وإذا أكلت الشاة أو الراعية كلها ضربا من البقل فانتفخت بطونها ومرضت، قيل قد حبطت تحبط حبطا، وهي شاة حبطة والثول كل داء يأخذ الشاة فيعتريها منه كالجنون، يقال تيس أثول، وشاة ثولاء ويقال شاة رعوم إذا سال أنفها، والذي يخرج منها الرعام فإذا خرج بفيها كالسلعة، قيل شاة جدراء، وتسمى السلعة الجدرة، وبعض العرب يسمى السلعة الضواة
وأنشد لمزرد بن ضرار
قذيفة شيطان رجيم رمى بها فصارت ضواة في لهازم ضرزم"
ذكر الرجل هنا بعض أمراض الشياه ولكنه لم يذكر علاجها وقد سبق أن ذكرأن الغيوب فى باب سابق ويذكر عيوبا أخرى فى باب لاحق فيقول فى
باب نعوتها من قبل أخلاقها:
فإذا ساء الشاة عند الحلب، قيل شاة عسوس، وفيها عسس، وأهل نجد يقولون فيها عساس، وهي من الإبل خاصة تسمى الضجور
قال الحطيئة
عوازب لم تسمع نبوح مقامة ولم تحتلب إلا نهارا ضجورها
يقول لا تحتلب الضجور إلا نهارا حين تطلع عليها الشمس فتسخن ظهرها، فتطيب نفسها، ومثل من الأمثال " قد تحلب الضجور العلبة "
فإذا ضربت الشاة أو الناقة مرارا فلم تلقح، قيل هي ممازن وقد مارنت فإذا يبس ولد الشاة في بطنها، قيل ولد حشيش، وقد أحشت وشاة سالح وهي التي تسلح عن أكل البقل، أو شيء لا يوافقها "
وكما هى العادة حشر الإبل فى الباب رغم أن الكتاب عن الشياه
ثم ذكر باب من عيوبها فقال :
"ومن عيوبها الحلمة وهي دودة تكون بين جلدها الأعلى وجلدها الأسفل، تبقى في الجلد إذا سلخ، ومنه يقال حلم الأديم
باب نعوتها من قبل أسنانها
والدردبيس الهرمة من الشاء والإبل فإذا كبرت الشاة وهزلت، قيل إنما هي عشبة وعشمة
قال الراجز
جهيز يا بنت الكرام أسجحي
واعتقي عشبة ذا وذح
بلي في إثر الجلاد الوقح
وإثر كل دردبيس مسردح
فإذا طال بها العمر فذهبت أسنانها، قيل شاة كاف فإذا ذهبت أسنانها، أو أسنان الناقة، وسال لعابها، قيل ناقة وشاة دلقم وأنشد
والهوزب القمر إذا القمر انكسر
والدلقم الجمعاء في العام النكر
ويقال ناقة وشاة ماجة إذا ذهبت أسنانها فلم تمسك الماء في فيها
فإذا ذهبت أسنان الناقة أو الشاة أو العجوز فتحاتت، قيل لطعت تلطع لطعا، وهي لطعة، وهو اللطع محركا، وعند ذلك يقال كحكح، ولطلط والكحكح التي قد انحنت أسنانها حتى ذهبت من الكبر واللطلط الدرداء التي ليست لها أسنان، وأنشد والكحكح واللطلط ذات المختبر
لا يبرح التالي منها إن قصر فالتالي المستأخر عنها، يقول إن قصر عنها لم تفارقه حتى تلحقه بها "
وكما سبق أن نبهنا انه يذكر فى كل باب تفريبا شىء لا علاقة بها لموضوه الكتاب كذكر النوق هنا
ثم تناول باب نعوتها من قبل قرونها فقال :
"وإذا كانت الشاة منصوبة القرنين، قيل شاة نصباء، وتيس أنصب وإذا ذهب قرناها قبل ظهرها وهو أحسن القرون نبتة قيل شاة جناء وتيس أجنأ وإذا تفرق ما بين القرنين تفرقا قبيحا، قيل عنز فشقاء، وتيس أفشق "
والغريب هنا هو وصغ خلقة الله بالقبح والله يخلق كل شىء خلقا حسينا كما قال " الذى أحسن كل شىء خلقه"
ثم تناول باب نعوتها من قبل علفها فقال :
"ويقال شاة راجن وداجن وهي التي تكون في البيوت ليست من الواعي، وبعض العرب يقول راجنة وداجنة "
ثم تناول باب نعوتها من قبل أخلاقها:
"وشرط الإبل والغنم شرارها ولئامها، الواحدة والجمع سواء وكذلك القزم من المال والناس "
والخبل هنا وصفه الحيوان بكونها شريرة ولئيمة وهى اوصاف نوعين من الخلق هما الإنس والجن وهى الأنواع التى خيرها الله وأما الحيوانات فلا يصح وصفها بتلك الأوصاف التى اوصاف الناس
ثم ذكر باب نعوتها من قبل جماعاتها فقال :
"والقوط القطيع من الشاء الرف القطيع من الشاء والصبة قطعة قدر عشرين ونحوها "
ثم ذكر باب من أسمائها فقال :
"قال والعمروس الحمل بلغة أهل الشام"

اجمالي القراءات 3474