عن القراءات المزعومة للقرآن الكريم
مقدمة :
د . مصطفى إسماعيل حماد المالكى من أعمدة موقع أهل القرآن ، كتب لى : ( تتميز قراءة حفص بخلوها من الغريب والشاذ ،ولكن هناك كلمتان جاءتا فى بعض القراءات بوضع أراه الأقرب للصواب، الأولى فى سورة الأعراف فى عبارة (عذابى أصيب به من أشاء) فقد جاءت فى بعض القراءات(عذابى أصيب به من أساء)، وهى تتفق أكثر مع العدل الإلهى, وكذلك فى آخر سورة الأنبياء(قال رب احكم بالحق) والتى تجعل العبد يأمر ربه أن يحكم بالحق بينما القراءة الأخرى (قل رب أحكمَ بالحق) وهى إقرار وإيمان بعدله سبحانه وتعالى، خصوصا وأن كلمة قال جاءت فى قراءة حفص على صورة قل بألف صغيرة بعد حرف القاف.فما رأى أستاذنا؟ ) . وأقول :
أولا : عن القراءات
1 ـ نزل القرآن مرة واحدة كتابا مكتوبا في قلب الرسول محمد عليه السلام في ليلة القدر حين إلتقى بجبريل ليلة الإسراء ( لنا كتاب منشور عن هذا ) ، ثم كان بعدها يتنزل قرآنا مقروءا على لسان النبى محمد عليه السلام حسب الأحداث . كان النبى حين يتنزل عليه القرآن مقروءا يتذكر الأصل المكتوب في قلبه فيتعجل القراءة ، فقال له ربه جل وعلا : ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴿١١٤﴾ طه ). الاية رقمها ( 114 ) فيها إشارة لعدد سور القرآن الكريم الذى لم يكن قد تمّ نزولا وقتها في هذه السورة المكية .!. كان النبى حين يُسرع بالقراءة يقرؤه بالقراءة العادية ، ولكن للقرآن قراءة واحدة فريدة ، لذا كان عليه حين يتنزل عليه القرآن أن يتعلم الطريقة القرآنية في التلاوة . نفهم هذا من قوله جل وعلا في نفس الموضوع : ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴿١٦﴾ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾ القيامة ).
قوله جل وعلا في سورة القيامة : ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴿١٦﴾ القيامة ) هو معنى قوله جل وعلا في سورة طه : ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ). ولكن جاءت سورة القيامة بتفصيلات إضافية تعنى أن الله جل وعلا هو الذى إلتزم بجمع القرآن وبكيفية قراءته ، لذا فعلى النبى أن يتبع هذه القراءة للقرآن ، ثم إلتزم رب العزة ببيان القرآن ، ( المثانى) بآياته البينات المبينات التي يفسّر بعضها بعضا . ومثلا فآية 114 من سورة طه فسرتها وشرحتها آيات سورة القيامة ( 16 : 19 ). والرقم (19 ) من أوجه الإعجاز الرقمى الذى لم تتضح أبعاده بعدُ .
الذى يهمنا هنا هو قوله جل وعلا : ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ . لم يقل : فإذا قرآناه فإتبع قراءاته . أي إنّ للقرآن قراءة واحدة وحيدة كما أن له كتابة واحدة فريدة . إنه كما قال جل وعلا : ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾ فصلت ).
2 ـ لذا نعتبر هذه القراءات تلاعبا بالقرآن الكريم ، ضمن ما أفرزه العصر العباسى من حرب للكتاب العزيز ، كالنسخ بمعنى الإلغاء و التأويل والتفسير بمعنى تحريف معانى القرآن الكريم وإفتراء الأحاديث وكتابات الفقه . ولا يزال القرآن الكريم معنا محفوظا بهيمنته جل وعلا ، وهو الذى نحتكم اليه في كل مفتريات المحمديين .
3 ـ ما يسمى بالقراءات تطرف الى تغيير النّص القرآنى ، وهو نفس ما جاء فيما يسمى بالتفسير وعلوم القرآن . وقد تعرضنا لهذا من قبل . وندخل بهذا على بعض تحريفات حفص في كلمات القرآن الكريم .
ثانيا : ( خرافة : من أساء )
قال جل وعلا : ( عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ) ﴿١٥٦﴾الأعراف ) . جعلوه ( عذابى أصيب به من أساء ) . وجعل المعنى أنه جل وعلا يصيب بعذابه من يسىء ، وجعل هذا العذاب للمسىء مطلقا في الدنيا والآخرة. أي إن من يقع في السوء يصيبه العذاب . هذا يخالف حقائق القرآن الكريم في الآتى :
1 ـ إنه جل وعلا لو يؤاخذ الناس بسيئات أعمالهم ما ترك على الأرض دابة ، أي لأهلكهم بالتعذيب في الدنيا ، ولكن هذا لم ولن يحدث لأنه يؤخرهم الى يوم القيامة . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٦١﴾ النحل )
1 / 2 : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴿٤٥﴾ فاطر)
2 ـ إنه جل وعلا يعفو عن كثير مما يستحق العقوبة في الدنيا : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴿الشورى: ٣٠﴾
3 ـ ويعفو عن سيئات من يتوب :
3 / 1 :( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴿الشورى: ٢٥﴾.
3 / 2 : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿النساء: ١٧﴾
3 / 3 : ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿النساء: ١١٠﴾
3 / 4 : ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٤﴾ الانعام )
3 / 5 : ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١٩﴾ النحل )
3 / 6 : ( إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾ النمل )
3 / 7 : وقال جل وعلا عن المتقين أصحاب الجنة من الأنبياء وغيرهم : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿٣٣﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٤﴾ لِيُكَفِّرَ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٣٥﴾ الزمر) . في الآخرة يكفّر الله جل وعلا عن الأنبياء والمتقين أسوأ ما عملوا .
ثالثا : ( عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ) : موضوع المشيئة
1 ـ الهداية أو الضلالة مسئولية شخصية ، ومن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعلى نفسه ( الانعام 104 )( يونس 108 ) ( الاسراء 15) ( النمل 40 / 92 ) ( الزمر 41 ). وبالتالي فمشيئة البشر بالهداية أو الضلالة هي التي تحدد مصيرهم يوم الدين؛ هل عذاب أو نعيم . قال جل وعلا : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿٣٠﴾ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٣١﴾ الكهف )
2 ـ المبادرة بالهداية أو الضلالة تأتى من الفرد أولا ، إذا شاء الهداية جاءته هداية الله جل وعلا مؤكدة لهدايته ، وإذا شاء الفرد الضلالة جاءته مشيئة الرحمن تؤكد ضلاله .
3 ـ بالتالى فليس في مقدور النبى محمد أن يهدى أحدا إختار الضلال ، قال جل وعلا يخاطبه :
3 / 1 : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾ القصص ) . الله جل وعلا يهدى من (يشاء ) من البشر الهداية .
3 / 2 : ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر ) فالله جل وعلا يضل من شاء الضلالة ويهدى من شاء الهداية .
3 / 3 : ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) ﴿البقرة: ٢٧٢﴾
4 ـ وقال جل وعلا : ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿البقرة: ١٤٢﴾ ( وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿البقرة: ٢١٣ ) .
5 : وبمجرد أن يشاء الفرد تأتى مشيئة الرحمن لاحقة تؤكد إختيار ذلك الفرد . قال جل وعلا :
5 / 1 : ( إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿٢٩﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٣٠﴾ يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿٣١﴾ الانسان )
5 / 2 : ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾ التكوير )
رابعا : العذاب مرتبط بمشيئة الفرد التي أكدتها مشيئة الرحمن جل وعلا :
1 ـ الذى يهتدى يزيده الله جل وعلا هدى والذى يشاء الضلالة يُمدُّ الله جل وعلا سُبُل الضلالة ليزداد ضلالا . قال جل وعلا : ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾ وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ﴿٧٦﴾ مريم ). أي إن ذلك الذى شاء الضلالة لنفسه قد شاء معها العذاب لنفسه .
2 ـ لذا فإن مشيئة الرحمن بالعذاب تأتى مترتبة على مشيئة الفرد أن يكون ضالا ويستمر في ضلاله بلا توبة حتى الموت . الذى شاء الهداية وحافظ عليها يغفر الله جل وعلا له ، والذى شاء الضلالة دون توبة فقد شاء الله جل وعلا العذاب . قال جل وعلا :
2 / 1 :.( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّـهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ) ﴿١٨﴾ المائدة )
2 / 2 : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤٠﴾ المائدة )
2 / 3 :( يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ ﴿٢١﴾ العنكبوت )
2 / 4 : ( وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٤﴾ الفتح )
2 / 5 : ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢٩﴾ آل عمران ) ليس للنبى دخل في هداية أحد وليس له أيضا دخل في الغفران لأحد أو تعذيب أحد .
خامسا : وعد الله جل وعلا المتقين بالجنة ووعد الكافرين بالنار
1 ـ. هو جل وعلا لا يخلف الوعد ولا يخلف الميعاد . قال جل وعلا :
1 / 1 :( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ ) ﴿١١١﴾ التوبة )
1 / 2 : ( وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ ) ﴿٦﴾ الروم )
1 / 3 : ( وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ الْمِيعَادَ ﴿٢٠﴾ الزمر
2 ـ عن وعده الحق للجميع قال جل وعلا :
2 / 1 : ( إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٤﴾ يونس )
2 / 2 :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿لقمان: ٣٣ )
2 / 3 :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿فاطر: ٥﴾
2 / 4 : ( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿الذاريات: ٥﴾
3 ـ عن وعده الحق للمتقين بالجنة قال جل وعلا : ( خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿لقمان: ٩﴾( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿الأحقاف: ١٦﴾ ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا ﴿النساء: ١٢٢﴾( هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿ق: ٣٢﴾
4 ـ وعن وعده لأصحاب الجحيم : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٣٥﴾ الاحقاف ) ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿الذاريات: ٦٠﴾( فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿٤٧﴾ إبراهيم ) ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴿الروم: ٦٠﴾
5 ـ الأهمية القصوى هنا هي أن الفرد يملك بمشيئته أن يدخل الجنة ، أي يمكن أن يقرر أن يدخل الجنة فيكون من أصحاب الجنة ، بأن يتمسك بالتقوى حتى الموت ، يتقى الله جل وعلا فلا يتخذ معه إلاها ولا شفيعا ولا وليا ، ولا يتخذ مع حديثه في القرآن حديثا آخر ، ولا يقدس مخلوقا ، ويتقى الله جل وعلا فلا يظلم أحد ، ويتقى الله جل وعلا فيعمل الصالحات ويبادر بالتوبة من أي ذنب. إذا مات متقيا فقد ضمن الجنة لأن الله جل وعلا وعد المتقين بالجنة ، وهو جل وعلا لا يخلف الوعد ولا يخلف الميعاد .
6 ـ في ضوء ما سبق نفهم قوله جل وعلا : ( ( عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ )
أخيرا :
عن قوله جل وعلا ( قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ ۗ وَرَبُّنَا الرَّحْمَـٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ﴿١١٢﴾ الأنبياء ):
1 ـ جاءت في سياق محلى في آيات : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٨﴾ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۖ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ ﴿١٠٩﴾ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ﴿١١٠﴾ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١١١﴾ قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ ۗ وَرَبُّنَا الرَّحْمَـٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ﴿١١٢﴾ الأنبياء ). حوار بينه عليه السلام وقومه الكافرين ينتهى بالاحتكام الى رب العزة جل وعلا يوم القيامة .
2 ـ والاحتكام الى الله جل وعلا جاء أيضا في سياق موضوعى في حوار مماثل تكرر في القرآن الكريم ، ومنه :
2 / 1 : ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿الأنعام: ١٣٥﴾
2 / 2 :( وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴿ ١٢١﴾ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴿١٢٢﴾ هود ) ٣٩﴾
2 / 3 : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨﴾ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٤٠﴾ الزمر )