شيوخ المحمديين تجّار مخدرات دينية

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٠ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

شيوخ المحمديين تجّار مخدرات دينية

أولا : الدين الأرضى أفيون الشعوب  ( تغييب للوعى )

  حدث بالفعل :

  1 : شخص سكران عاد في الليل متأخرا ، خوفا من أن يصحو متأخرا عن عمله دق باب جاره يقول له ( سأدق على بابك غدا الساعة السابعة صباحا لتوقظنى من النوم حتى لا أتأخر عن عملى ).! . بعد أن تبتسم عليك أن تفكر في حال هذا السكران . إنه ببساطة ( غائب عن الوعى ) . وغيابه عن الوعى مؤقت . وسيكون شاكرا لمن يوقظه ويُعيد إليه وعيه . وهو يعلم إن المخدرات التي يتعاطاها ضارة ، وأنها جريمة في تعاطيها وفى حيازتها وفى الإتّجار بها .

2 ـ شيخ الأزهر الحالي زار من أيام مدينة ( بخارى )  في دولة أوزبكستان ، ووقف متضرعا قانتا أمام ضريح البخارى . هو هنا غائب عن الوعى بفعل المخدرات الدينية . فالذى يتبتل ويتعبد له مجرد قطع من الرخام المنضود ، وستائر وزجاج . وعلى فرض أن البخارى مدفون في هذا المكان فقد تحول الى عظام نخرة وتراب لا يختلف عن التراب الذى نسير عليه بأحذيتنا . وعلى فرض أن البخارى لا يزال حيا يُرزق فهو بشر لا ينفع ولا يضر ولا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا . شيخ الأزهر لم يسأل نفسه ما هي الصلة المكانية بين بخارى في أوزبكستان والمدينة في الحجاز ، وما هى الصلة الزمانية بين عصر النبى وعصر هذا البخارى المتوفى عام 256 ؟ . شيخ الأزهر غائب عن وعيه بإستمرار ، هو الآن يقترب من الثمانين ولا يزال مؤمنا بالبخارى ( الكتاب) وبالبخارى (القبر المقدس ).

إذا كان مدمن الأفيون يفيق من غيبوبته فإن شيخ الأزهر مستحيل أن يعود اليه وعيه . إذا كان للأفيون بعض منافع طبية فإن الأفيون الدينى خسارة محققة في ( يوم الدين ) . إذا قام شخص بوعظ متعاطى الأفيون العادى أو بإيقاظه يكون مٌمتنّا شاكرا له ، أما إذا قام شخص بتلاوة الآيات القرآنية يعظ شيخ الأزهر فسيحكم عليه شيخ الأزهر بالردة وإستحقاق القتل .

3 ـ في أوائل التسعينيات كنت في ندوة في مسجد أتكلم في أحاديث البخارى التي تطعن في رب العزة جل وعلا وفى الرسول عليه السلام وفى القرآن الكريم . كان بين الحضور رجل ضخم ينظر الىّ شذرا . وقف الرجل فجاة وصرخ  في وجهى : كيف تقول هذا الكلام ؟ قلت له " ليس هذا كلامى بل كلام البخارى ". قال : "وكيف يسكت الأزهر عن هذا الكلام ؟"  قلت : " هذا ما قلته لشيوخ الأزهر وكانت النتيجة أنهم فصلونى من الجامعة" . قال : " وكيف تسكت الدولة على هذا الكلام "؟ قلت : " إن الدولة وضعتنى في السجن مرتين بسبب إنتقادى للبخارى ". قال : أنت كافر ملعون ، وترك المجلس غاضبا . هذه عاقبة من يقوم فجأة بإيقاظ الغائب عن الوعى .  لا يجد أمامه طريقا سوى الهجوم عليك . وهذا ما نتلقّاه من أكثر من أربعين عاما من المحمديين الغائبين عن الوعى .

4 ـ الشيخ الحوينى قبل أن يأتيه الأمر بأن يخرس ، كان يتكلم في جدية شديدة داعيا الشباب الى غزو الغرب وسبى نسائه وإتخاذ أمواله غنيمة . لم يتوقف مع نفسه سائلا : ( كيف )، مثله مخلوقات أخرى أتحفنا بها الانترنت تبيح الزنا بالأم وبالبنت وبالبهيمة وإباحة الإغتصاب وجهاد المناكحة . قيل لهم ( إخرسوا ) فخرسوا . إن لم يكن هذا إنفصالا عن الواقع وغيابا عن الوعى فماذا يكون ؟ إذا لم يكن هذا صادرا عن مدمن للمخدرات الدينية فماذا يكون ؟

5 ـ  ظلّت أوربا غائبة عن الوعى ، أعطت عقلها ممسحة للكنيسة وكهنوتها ، وقد أدمنت الأفيون الدينى . ثم أفاقت ، وتحرّرت من سلطان الكنيسة ، ومن يومها دخلت أوربا بالعالم في نهضة وتقدم علمى وتكنولوجى وإنسانى. إختصرت أوربا تجربتها المريرة في مقولة ( الدين أفيون الشعوب ) . أوربا تقصد الدين الأرضى ، وأنه حين يسيطر ويتحكم يصبح أفيونا مدمرا . وقد دمّر أوربا بالفعل حتى أفاقت منه ، وهو الآن لا يزال يدمّر المحمديين الذين لا يزالون في طغيانهم يعمهون .   

ثانيا : الدين الإلهى صحوة العقل  

1 ـ على عكس الدين الأرضى فإن الدين الإلهى هو صحوة الوعى والعقل والضمير . يتردد في القرآن الكريم في هذا السياق تعبيرات ( تعقلون ، تتفكرون ، يفقهون ، يبصرون )

2 ـ بل إن رب العزة جل وعلا يناقش المشركين ويسألهم في آلهتهم المزعومة ، وهى أسئلة تُفحمُ الخصم فلا يستطيع إجابة . والأمثلة كثيرة ، منها قوله جل وعلا :

2 / 1  : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴿١٩٥﴾ الأعراف )

2 / 2 ( هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿لقمان: ١١﴾

2 / 3 :(    قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّـهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿سبإ: ٢٧﴾

2 / 4 : (   قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَتٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ﴿فاطر: ٤٠﴾

2 / 5 : (   قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿الأحقاف: ٤﴾

2 / 6 : (   قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿يونس: ٣٤﴾

2 / 7 : (   قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿الرعد: ١٦﴾

2 / 8 : ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٢١﴾ النحل ).

3 ـ غير ذلك الكثير من الآيات البينات التي لا تحتاج الى شرح ، المطلوب فقط أن يتفتح عقلك وأنت تقرؤها .

تخيل نفسك أمام قبر الحسين تسأل من يقدس هذا القبر المقدس تقول لهم ( أرونى الحسين ) هل يستطيعون أن يجيبوا لك مطلبك ؟ هل بإمكانهم إستخراج شىء من تحت القبر سوى التراب ؟ كلمة ( أرونى ) غاية فى الإعجاز وفى الإفحام للخصم .!

4 ـ ولكن حرصا على حياتك : إياك أن تتلوها على شيخ الأزهر . إذ أن شيخ الأزهر وأمثاله هم كبار التجار في المخدرات ( الدينية ). إذا كانت عصابات المخدرات العادية تقتل الآلاف من المدمنين على أفيونها فإن تجار المخدرات الدينية كانوا ولا يزالون يقتلون البلايين من البشر ، ويجعلونهم يخسرون الدنيا والآخرة . وإذا كان تجار المخدرات العادية مجرمين من حيث القانون ومصيرهم الى السجون فإن الشيوخ من تجار المخدرات الدينية في قلوب الملايين يتربعون .!

ثالثا : التصوير القرآنى لمدمن المخدرات الدينية

هو نفس الحال للغائب عن الوعى بفعل المخدرات العادية . تخيل نفسك تتكلم مع شخص تحت التخدير الكلى أو الموضعى أو تحت سيطرة مخدرات قوية ، هل سيعى ما تقول ؟

هو نفس الحال مع ضحايا المخدرات الدينية .  أضعنا سنوات غالية من عُمرنا نعظ المحمديين بالقرآن الكريم دون جدوى . كانوا ينظرون الينا بعيون زجاجية لا تُبصر البصائر القرآنية ، كانوا يسمعون بآذانهم دون أن يصل هدى القرآن الى قلوبهم فبينهم وبين القرآن الكريم حجاب ، وقلوبهم ( غُلف ) مُغلّفة بالمخدر الدينى يحول بينها وبين سماع الحق ، وهم في حالة ( عمى ) و ( صمم ) . وإذا تكلم أحدهم خطيبا فقد يكون مظهره خطيرا يعجب الناس ، ولكن كلامه يؤكد أنه مجرد ديكور بشرى مزخرف، تمثال خال من العقل والفهم ، وما أروع قوله جل وعلا عن المنافقين : (  وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾ المنافقون ) . وهذا ينطبق تماما على شيوخ المحمديين .

 نعطى مزيدا من التفصيل :

1 ـ الواقع تحت تأثير المخدرات العادية يسمعك بأذنيه ويراك بعينيه ولكنه لا يعى ما يسمع ولا يدرك ما يرى ويبصر . نفس الحال مع ضحية المخدرات الدينية . قال جل وعلا : ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾ الأعراف )

2 ـ بالتالى فهو أبكم أصمّ أعمى طالما أنه لا يعى ما حوله . هذا حال مدمن المخدرات العادية ومدمن المخدرات الدينية . قال جل وعلا :

2 / 1 : (  وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿  ٤٢ )  وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿يونس: ٤٣﴾

2 / 3 : ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿الزخرف: ٤٠﴾

2 / 4 : ( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥﴾ الأنبياء  )

2 / 5 : (  إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿النمل: ٨٠﴾

2 / 6 : (   فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿الروم: ٥٢﴾

3 ـ ومن مصطلحات القرآن الكريم كلمة ( يعمهون ) ، وهى عن (عمى القلب ) وليس العينين ، وهى صفة أساس لضحايا المخدرات الدينية ، تجعل الضحية في طاعته للطاغوت في عمى عقلى كامل يتخبّط في ظلمات الضلال .  

3 / 1 : في دعوتهم الى الإيمان بالقرآن الكريم وحده حديثا وفى إستحالة إيمانهم  بالحق يقول جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾ مَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٨٦﴾الأعراف )

3 / 2  : (  اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿البقرة: ١٥﴾

3 / 3 :(  وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿الأنعام: ١١٠﴾

 3 / 4 :  (   وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿يونس: ١١﴾

3 / 5 :(  إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴿النمل: ٤﴾

4 ـ بالتالى لا بد أن يكون بينه وبين القرآن الكريم ( أكنّة ) أو ( أغلاف ) أو حجاب مستور غير مرئى بسبب سيطرة الشيطان بمخدراته على قلب هذا الكافر وتغليفه بهذا المخدر. قال جل وعلا :

 4 / 1 : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ الاسراء )

4 / 2 : ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ﴿٥﴾ فصلت )

4 / 3 : (   وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ) ﴿الأنعام: ٢٥﴾ .

4 / 4 : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴿محمد: ١٦﴾  . هذا عن بعض الصحابة ، كان يحضر مجالس النبى ثم يخرج متسائلا عما سمع لأنه لم يسمع شيئا .  

5 ـ والمنتظر من مدمن المخدرات الدينية أن يكون تائها غافلا لا ترسو سفينة حياته على مرفأ الحق بل تظل في ضلال ، ثم يفوق وينتبه بعد فوات الأوان ، عند الموت ، وفى يوم القيامة . قال جل وعلا :

5 / 1  : ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٠٨﴾  النحل  )

5 / 2 :  ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴿٧﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨﴾ يونس )

5 / 3 : ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿مريم: ٣٩﴾

5 / 4 : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿ 1﴾ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٢﴾ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ ) ( 3 ) الأنبياء )

5 / 5  ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾المؤمنون )

5 / 6 : ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿الأنبياء: ٩٧﴾

 5 / 7 :  ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ ق )

6 ـ ضحايا المخدرات الدينية هم أضلّ الحيوانات .

ليس هذا قولنا . هو ما تكرر من قول رب العزة جل وعلا : .

6 / 1 ـ في تشبيه الكافر بالحيوان الذى ينعق بما لا يفهم قال جل وعلا : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿البقرة: ١٧١﴾

6 / 2 ـ وجاء هذا صريحا في قوله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ﴿١٢﴾ محمد )

6 / 3  ـ بل جعلهم رب العزة جل وعلا أضلّ وأقلّ شأنا من الحيوان . قال جل وعلا :

6 / 3 / 1 :( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾  الفرقان  )

6 / 3 / 2  : (  وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾ الأعراف )

6 / 3 / 4 : (   إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿الأنفال: ٢٢﴾

6 / 3 / 5 : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٥٥﴾ الانفال )

7 ـ وجه التشابه بينهما ليس فقط في إنعدام العقل وغياب الوعى ، ولكن في الأساس وهو المخدرات .

7 / 1 : أنظر الى الجمل يسوقه طفل صغير والجمل يسير خانعا ، مثله بقية الأنعام التي سخرها الله جل وعلا للإنسان يركبها ويأكلها . قال جل وعلا عنها : (  وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّـهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿ا : ٣٦﴾  لَن يَنَالَ اللَّـهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴿الحج: ٣٧﴾. تسخير الأنعام بكل قوتها يعنى علميا وجود كمية كبيرة من مخدر المورفين داخل أمخاخها ، لذا فهى مغيبة ومخدرة . لو تناقصت كمية المورفين في مخ الجمل فالويل لمن يقوده . أي نحن هنا أمام مخدر قوى يتم به التسخير .

7 / 2 : المشركون يقعون بإختيارهم تحت سيطرة مخدر دينى اشد تأثيرا ، وبه يسيرون خلف تجار المخدرات الدينية طيّعين طائعين ، يكون أحدهم حريصا على ماله لكنه إذا سمع النداء ( تبرع يا أخى لبناء مسجد نفق شبرا ) سارع بالتبرع وهو مغيب عن الوعى ، لا يسأل عن مصير تبرعه ، إذا قال الخطيب ( قال رسول الله ) فقد عقه وإتّزانه وزعق مع الزاعقين بالصلاة على النبى ،لا يسأل نفسه من أدراه أن الرسول قال هذا الكلام ، وهل كان الخطيب جالسا مع الرسول من قليل ثم جاء يروى عنه .! أي هم في تبعيتهم لتجار المخدرات الدينية يزعقون خلفهم كمثل الحيوانات التي تسير خلف قائدها. نسترجع قوله جل وعلا : (  وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿البقرة: ١٧١﴾

7 / 3 : قال جل وعلا عن الأنعام ( وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ۚ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ) ﴿١٤٢﴾الانعام ) ( وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴿٥﴾ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴿٦﴾ النحل ) . الشيوخ ( أصحاب الفضيلة ) يركبون أتباعهم المحمديين ويمتصٌّون دماءهم ، والمحمديون وهم في نار جهنم سيلعنون سادتهم وكبراءهم . قال جل وعلا : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿٦٨﴾ الاحزاب )

أخيرا

الشيوخ من تجار المخدرات الدينية هم الذين يقومون بصياغة (عقول ) المحمديين فملأوها رجسا . وبهم صار المحمديون اليوم شرّ الدّواب وشرّ أُمّة أُخرجت للناس .!

اجمالي القراءات 6271