آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٠٧ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
يقول جل وعلا : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)طه )
( َاصْطَبِرْ ) لا تعنى مجرد الصبر ، بل المُصابرة ، والتحمل والمجاهدة . وقد جاءت فى سياق العبادة والصلاة ، يقول جل وعلا : (رَبُّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً (65) مريم ) . الاصطبار على العبادة أمر للنبى والمؤمنين ، والاصطبار هنا يشمل ناحيتين فى الصلاة : المُداومة على الصلاة ، بلا تضييع لأى فرض من فروضها اليومية الخمسة ، والاصطبار على الخشوع فى الصلاة بحيث يحاول المُصلّى ما أمكنه ألّا يسهو فى صلاته ، بل يحاول ما استطاع أن يعايش كل كلمة يقولها فى صلاته من ( الله أكبر ) الى قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن الى التسبيح . المحافظة على الخشوع يستلزم إصطبارا . كما أن إقامة الصلاة بالتقوى والابتعاد عن المعاصى بين الصلوات الخمس يستلزم أيضا لإصطبارا . لم يقل جل وعلا ( واصطبر فيها ) لأنها حينئذ تفيد الخشوع فى الصلاة فقط . ولكن الاصطبار ( عليها ) يشمل كل شىء يخص الصلاة . هذا بعض تدبر فى قوله جل وعلا ( وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا).
اما قوله جل وعلا (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) فهو واجب المؤمن مع أهله أن يأمرهم بالصلاة . والأهل هم أهل منزله الذين يعيشون معه . والأمر هو وعظ وتذكير ، وليس إلزما ، لأن الصلاة التى فيها مُراءاة لا جدوى منها . على المؤمن أن يقتنع بفرضية الصلاة ، وأن يخشع فيها بقلبه أملا فى رضى ربه جل وعلا . وكان اسماعيل عليه السلام يأمر أهله بالصلاة والزكاة :( وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً (55) مريم ) . ونُذكّر أن ملة ابراهيم عليه السلام التى توارثناها خلال الأنبياء من اسماعيل واسحاق وحتى خاتم النبيين تشمل الصلوات الخمس والصوم والحج وتأدية الزكاة المالية . وكان خاتم النبيين عليهم جميعا السلام مُتّبعا لملة ابراهيم التى تشمل إخلاص الدين والعبادات لله جل وعلا من الصلاة والزكاة المالية والصيام والحج . والتفصيل فى كتابنا المنشور هنا عن الصلاة .