آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ٠٥ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ــ يقول جل وعلا : ( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) الانبياء ) ، ويقول جل وعلا : ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18) الشورى ). هذه من صفات المؤمنين أنهم ( مشفقون ) من قيام الساعة ، أى أن يشهدوا قيام الساعة ويكونوا أحياءا وقت قدومها ، وهو موصوف فى قوله جل وعلا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) ) الحج ). شهود قيام الساعة فى حد ذاته عذاب شديد . تخيل أن تكون موجودا عند حدوث زلزال .. تخيل مقدار الفزع والهلع والخوف . زلزلة الساعة شىء عظيم ليس له مثيل فى الزلازل التى تعرفها البشرية أو عرفتها من قبل .
2 ـ لقاء الله جل وعلا موقف آخر ، يسبقه يوم البعث ويوم الحشر ويوم العرض ، ثم يكون لقاء الله جل وعلا يوم الحساب .
يوم الحساب هو يوم العدل المطلق ، يوم الانصاف ، اليوم الذى يحصل فيه المظلومون على حقهم ، وتتم فيه معاقبة الظالمين على ظلمهم . لهذا فإن البشر نوعان : نوع عمل لليوم الاخر وتعرض للظلم ويرجو الانصاف لذا يرجو لقاء الله جل وعلا .
وفى هذا معنى الآية الكريمة : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) الكهف ). وصنف ظالم كافر مات على ظلمه وكفره دون توبة لذا فهو لا يرجو لقاء ربه ويكفر بلقاء ربه ، وفى كفره بلقاء ربه يقول : ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً (21)) الفرقان ).