الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد)
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 9): إسم خاتم النبيين فى القرآن الكريم

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٤ - فبراير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 9): إسم خاتم النبيين فى القرآن الكريم  

الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)

أولا :

1 ـ خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ـ له إسمان في القرآن الكريم ، هما :

1 / 1  ـ أحمد : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) ﴿٦﴾ الصف )

 1 / 2 :  ـ محمد . وقد جاء أربع مرات ، سنعرض لسياقها فيما بعد .

2 ـ وله صفات خاطبه بها ربه جل وعلا بها ، وهى :

2 / 1   :(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿١﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٢﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿٣﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿٤﴾ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴿٥﴾)

2 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿١﴾ قُمْ فَأَنذِرْ ﴿٢﴾ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿٣﴾ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿٤﴾ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴿٥﴾ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ﴿٦﴾ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴿٧﴾)

2 / 3 :  ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴿٤٦﴾ الأحزاب

2 / 4 : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٨﴾ الفتح ).

ثانيا :

إسم ( محمد ) في القرآن الكريم

جاء اسم ( محمد) فى القرآن أربع مرات في السور المدنية فقط ، وفى كل موضوع منها تأكيد على بشريته عليه السلام . ونعرض لها :
1ـ  عن موته عليه السلام ، قال جل وعلا عنه وكان وقتها حيّا يسعى في الأرض : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٥﴾ آل عمران )

 

 وقد جاءت الآية فى التعليق على موقعة أحد ، وقد حدث فيها أن أستقتل بعض المسلمين ظنا منهم أن النبى قد قتل فى المعركة , فأخبر رب العزة أن محمدا "عليه السلام " مجرد رسول قد خلت من قبله الرسل ، وسيموت ، ولكن الدعوة ستبقى بعده ، لأنها ليست مرتبطة بوجوده فى الحياة بشرا، ولكنها مرتبطة بالقرآن الذي سيبقى محفوظا بقدرة الله تعالى إلى يوم القيامة.

2 ـ وعن كونه بشرا يتزوج ويمارس الجنس وينجب ، يقول جل وعلا : ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾ الاحزاب )   

2 / 1 : وهذه الآية أخبرت مسبقا بأن محمدا (عليه السلام ) لن يعيش له ابن حتى يبلغ مبلغ الرجال وينجب ذرية. وأنه خاتم الأنبياء و لانبى بعده ، أى أنه أيضا خاتم رسل الله جل وعلا، فلا وحى بعده لأى مخلوق الى قيام الساعة. 

2 / 2 : هنا مفارقة عجيبة . تخيل لو عاش للنبى إبن من صُلبه وصار رجلا وله ذرية ، سيجعلونه إلاها . هم يقدسون الحسين الى درجة رفعه فوق مستوى رب العزة جل وعلا ، وهو ابن بنت النبى ، فكيف لو عاش للنبى محمد إبن ؟
3ـ وعن الإيمان بالقرآن وليس بمحمد البشر، يقول جل وعلا في أول سورة محمد : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿١﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ﴿٣﴾ محمد).

3 / 1 :هنا مقارنة بين الكافرين الصّادين عن القرآن الكريم وبين المؤمنين حقا بالقرآن الكريم . الكافرون أضلّ الله جل وعلا أعمالهم ، أي أحبط ثمرتها . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾ الزمر )( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾  الفرقان) ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾ المائدة). أما المؤمنون بالقرآن الكريم وحده حديثا متبعين الحق من ربهم فإن الله جل وعلا سيكفّر عنهم سيئاتهم ويصلح بالهم .

3 / 2 : لقد قال الله جل وعلا : (  وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ) أي آمنوا  بالقرآن الكريم الذى نزل على محمد ، ولم يقل " وآمنوا بمحمد " فالإيمان ليس بالشخص ، لأنك إذا آمنت بشخص فقد جعلته إلها مع الله ، ولا إله إلا الله . وإنما الإيمان بالوحى الذى ينزل على النبى أو الرسول ، هنا يكون الايمان بالنبى أى بالوحى الذى صار به شخص ما نبيا ينطق بنبأ السماء أو وحى الله تعالى ، يقول تعالى: ( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ .)( المائدة 81 ).لاحظ قوله تعالى بعد كلمة النبى (وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ) أى أن الوحى هو مدار الايمان و التصديق ـ وبه يختلف النبى عن أى انسان آخر، ويكون المطلوب الايمان بهذا الوحى الذى تميز به ذلك الشخص عن الآخرين فأصبح نبيا.
3 / 3 : ونفس الحال فى الايمان بالرسول، إنه الإيمان بالرسالة التى نزلت عليه وحيا من العلى العظيم ، يقول جل وعلا :  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) ( النساء 136) وبالتدبر فى الاية الكريمة يتضح أن الايمان بالكتاب الإلاهى يتضمن الايمان بالله تعالى و اليوم الاخر و جميع الأنبياء ، و أنه مهما اختلفت الكتب الإلهية من حيث الزمان و المكان و الألسنة والأشخاص فانها ( كتاب ) واحد فى أساساته ، والايمان بواحد منها على حقيقته هو ايمان بها جميعا ، وإيمان بالله الواحد الذى لا شريك له ، وايمان بما نزل منه جل وعلا على كل الأنبياء و المرسلين . وفيما يخص موضوعنا عن (محمد ) فالايمان بالرسول ايمان بالقرآن الكريم الذى جاء مصدقا لما نزل من قبل ، وليس ايمانا بشخص ( محمد ) الانسان وذاته.
4
ـ ويقول جل وعلا عن بشريته هو والذين كانوا معه من البشر : (  مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾ الفتح )

4 / 1 : الآية الكريمة هنا تتحدث عن محمد عليه السلام وأصحابه بشرا يتعايشون مع بعضهم شأن البشر . وتصف الآية الكريمة الملامح الأساس الظاهرة لهم من الشدة على الكفار والتراحم فيما بينهم والمداومة على العبادة . وحتى لا يعطيهم الله جل وعلا ـ وهم أحياء عاشوا بعد موت النبي ـ وعدا بالجنة يمكن أن يتكلوا عليه ولا يعملون ، فقد قال سبحانه وتعالى فى نهاية الآية : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) في البداية تحدث عنهم جميعا ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) وفى النهاية  قال : ( مِنْهُم ) ولم يقل ( وعدهم الله جميعا).

 4 / 2 : وحين نقرأ تاريخهم بعد وفاة النبى محمد عليه السلام وكيف اعتدوا على من لم يعتدوا عليهم فيما يعرف بالفتوحات ( الاسلامية ) وحين تقاتلوا صراعا على الغنائم المنهوبة من الأمم المفتوحة فيما يُسمّى بالفتنة الكبرى ـ نفهم لماذا قال تعالى مسبقا ( منهم ) أى ليسوا كلهم من أصحاب الجنة . فالجنة لا يدخلها الظالمون حتى لو كانوا ممن وصفهم الله تعالى فى القرآن الكريم بأنهم كانوا فى فى حياة محمد مظهرا جميلا للتقوى. لأن المهم أن تظل بالتقوى الى أن تموت مسلما ، مصداقا لقوله جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ آل عمران  ).والإسلام هو السلام في التعامل مع الناس وهو اللتسليم طاعة وإنقيادا لرب العزة جل وعلا . وهذا ما تناقض معه الخلفاء ( الراشدون ) ومعظم الصحابة في إحتلالهم البلاد وظلمهم الأبرياء .
4 / 3 : والعادة أن أصعب اختبار هو اختبار المنحة وليس المحنة، وهو اختبار النعمة ، وليس النقمة. ولذلك فان نبى الله يوسف عليه السلام حين وصل الى أوج عزه وسلطانه وإجتماعه بأهله بعد طول فراق أخذ يتضرع لله سبحانه وتعالى شاكرا فيقول : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) ( يوسف 101). دعا ربه جل وعلا أن يتوفاه مسلما على الاسلام الحق وأن يلحقه ربه جل وعلا بالصالحين لأن العبرة بالخواتيم.
4 / 4 : إن عظمة القرآن الكريم تتجلى أكثر فى هذه الآية الكريمة لأنها ترد مسبقا على أولئك الذين جاءوا بعد نزول القرآن بعدة قرون يقدسون الصحابة (أى الذين وصفتهم الاية الكريمة بأنهم (الذين) كانوا( معه ) ـ إنهم أولئك الذين يقدسون الصحابة جملة وتفصيلا ـ ويقولون بعدالتهم المطلقة يعتقدون أنهم جميعا من أهل الجنة ، وأنهم جميعا قد وعدهم مغفرة وأجرا عظيما. ولكن يأتى قوله تعالى يرد مقدما بأنه ليس كل أولئك الذين كانوا حول محمد رسول الله هم من أصحاب الجنة برغم أنهم جميعا ـ من حيث الظاهر( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) أما من حيث الباطن فقد كان منهم منافقون مردوا على النفاق لا يعلم النبى محمد نفسه حقدهم وكراهيتهم له وللاسلام . قال جل وعلا : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) ( التوبة 101) . أى إن من الصحابة من مرد على النفاق وسيظل منافقا الى ان يموت ، وسيعذبه الله تعالى مرتين فى الدنيا ثم ينتظره الخلود فى النار. هذا غير المنافقين المشهورين بالنفاق الذين كشفوا انفسهم باقوالهم وأفعالهم ، ثم كانوا يسارعون بالحلف كذبا أنهم ما قالوا وما فعلوا.أولئك الصحابة المنافقون مصيرهم الدرك الأسفل من النار ، خصوصا وقد كانوا يتأرجحون بين الايمان و الكفر ، ثم فى النهاية رضوا بالكفر وإزدادوا كفرا ، يقول تعالى فيهم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ويقول عنهم :( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) ( النساء 137 ـ ، 145).أولئك الصحابة المنافقون كانوا ضمن من قال الله سبحانه وتعالى فيهم (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُود) لذلك إستثناهم من المغفرة ودخول الجنة فقال جل وعلا فى نهاية الآية ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾ الفتح ).

أخيرا

1 ـ   نشرت الفتوحات الكفر بالإسلام ، واسفرت عن نشأة أديان أرضية  شيطانية، بقى منها حتى الآن أديان السُّنّة والتشيع والتّصوّف . كلها متنافرة وفى شقاق ، ولكنهم يتفقون في إتخاذ القرآن مهجورا ، أي إتخاذ الإسلام الحق مهجورا ، وانهم يرفعون إلاها أسموه محمدا فوق رب العزة جل وعلا ، وأنهم إتخذوا معه أربابا آخرين من الأئمة والأولياء .

2 ـ وفى تأليههم لما جعلوه ( النبى ) و ( محمد ) إخترعوا له أسماء ( حُسنى ). نتوقف معها ببعض تفصيل . 

اجمالي القراءات 5008