الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد)
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 5 ) : مشكلة البشرية في ( النبى الرسول ) لدى الكفار المشركين

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٧ - يناير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 5 )

الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)

مشكلة البشرية في ( النبى الرسول ) لدى الكفار المشركين

أولا : أساس المشكلة

1 ـ بموت محمد بن عبد الله رسول الله لم يعد موجودا بشخصه في عالمنا وحياتنا ، شأن كل من مات ويستحيل ان يعود الى هذه الحياة الدنيا ، من آدم الى آخر فرد رؤى حيا ثم مات . هذه الحقيقة يرفضها من يعبد الموتى من المحمديين والمسيحيين والبوذيين والأيزيديين والبهائيين ..الخ . هم لا يعتبرون أولئك بشرا إذا مات أحدهم إستحال عليه الرجوع ، بل يؤمنون بحياتهم الأزلية ، ليس مجرد حياة ولكن أحياء يتحكمون في هذه الحياة الدنيا .

هم يؤمنون بالله جل وعلا ولكن يؤمنون بآلهة معه ، يجعلونها شريكة لرب العزة الذى لا يُشرك في حكمه أحدا :( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ الكهف ).

2 ـ هم في تعاملهم مع النبى يرونه بشرا مثلهم ( يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون ، يأكل الطعام ويمشى في الأ سواق ) فكيف يتميز عنهم بالنبوة والوحى الالهى ؟ هم يرون النبى في مخيلتهم إلاها أو به مسحة إلاهية يتميّز بها عليهم ، كأن يأتي اليهم في موكب من الملائكة . يرفضون الرسالة الإلهية و ( النبوة ) لأنها نزلت على بشر مثلهم .

3 ـ والملأ من كبار المجرمين يرفضون أن يكون من هو ( أقل منهم مكانة ) هو الرسول المُختار من رب العالمين ، ويستخدمون نفوذهم وسُلطتهم في التآمر والمكر ، وينقلب ضدهم مكرهم ، قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الأنعام ) . بهذا أهلك الله جل وعلا الأمم السابقة ، وأنجى النبى والمؤمنين ، وتدور الأيام والسنون ويزحف الشرك الى القلوب يتطرف في حُبّ النبى ـ  الذى كان  ـ الى درجة تأليهه وتأليه أصحابه ، ويستلزم الأمر مبعث نبى جديد يكرّر ما قاله النبى الذى كان ، وهكذا ، الى أن نزلت الرسالة الخاتمة على خاتم  النبيين فرفضه قومه لأنه ( بشر ) مثلهم ، وكرروا مقالات الكفار السابقين ، هو يؤكّد أنه ( بشر) وهم يرفضونه لأنه ( بشر ) ويمكرون به . وحاق بهم مكرهم . ثم ما لبث أن تسلل الكفر الى الأجيال اللاحقة فتحول النبى محمد في قلوبهم الى إله يتحكم في العالم بعد موته ، متخذا عاصمة حكمه في قبر يقومون بالحج اليه والتوسل به ، ثم يوم القيامة جعلوه الشفيع في الناس الذى لا مبدل لحكمه  .  

ثانيا : إعتراض الكافرين السابقين على الأنبياء لأنهم بشر :

1 ـ عموما قال جل وعلا :

1 / 1 :(  وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّـهُ بَشَرًا رَّسُولًا ﴿الإسراء: ٩٤﴾. هنا أسلوب قصر ، يعنى أن المانع الوحيد في إتباعهم الهدى أو ان الله جل وعلا بعث بشرا رسولا .

1 / 2 : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا ۚ وَّاسْتَغْنَى اللَّـهُ ۚ وَاللَّـهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿٦﴾ التغابن ). أي كل الكافرون في الأمم السابقة قالوا نفس الإعتراض إستكبارا : ( أبشر يهدوننا ) وكفروا .

2 ـ ورغم إختلاف الزمان والمكان فقد دار نفس الحوار بين كل نبى وقومه الكافرين ، وأتى به رب العزة في صورة موحدة ، قال الرسل كذا وقال الأقوام كذا . نقرأ قوله جل وعلا : ( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿  10 )  قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿ابراهيم: ١١﴾ . كل الأقوام قالوا للرسل : ( إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿  10 )) وكل الرسل ردوا فقالوا : ( إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿ابراهيم: ١١﴾.

3 ـ وأورد رب العزة جل وعلا أمثلة من السابقين :

3 / 1 : الملأ السادة من قوم نوح قالوا عن نوح :(  مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿المؤمنون: ٢٤﴾. في نظرهم هو بشر مثلهم ويريد ان يتفضّل عليهم بزعم النبوة ، وهم يؤمنون بالله جل وعلا ولكن يرون أن الله جل وعلا لو شاء أن يرسل رسولا لأرسل ملائكة وليس بشرا مثلهم ، وأنهم ما سمعوا هذا في تاريخهم من قبل .

3 / 2 : الملأ السادة المترفون من قوم عاد ، قالوا لقومهم عن النبى ( هود ) : ( مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴿ ٣٣﴾ المؤمنون ) وحذّروهم بالخسران إذا إتبعوا بشرا مثلهم : ( وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ ﴿المؤمنون: ٣٤﴾

3 / 3 :  قوم ثمود قالوا للنبى صالح: ( مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿الشعراء: ١٥٤﴾

3 / 4 : قوم مدين قالوا للنبى شعيب: (  وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿الشعراء: ١٨٦﴾

3 / 5 : قال جل وعلا : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ يس ). هنا قرية  تؤمن بالرحمن جل وعلا ولكن كذّبت بثلاثة من الرسل وقالوا لهم: ( مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ  )

3 / 6 : كان لقوم فرعون سبب إضافى مع بشرية موسى وهارون، هو أن بنى إسرائيل كانوا خاضعين وعابدين للفرعون وقومه : ( فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴿المؤمنون: ٤٧﴾

ثانيا : إعتراض كفار العرب على خاتم النبيين لأنه بشر :

1 ـ دعا إبراهيم عليه السلام ــ وهو يرفع قواعد البيت  ــ أن يرسل في ذرية إبنه إسماعيل رسولا ( منهم ) :  (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾ البقرة ). وإستجاب الرحمن جل وعلا فبعث محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رسولا ( منهم ):  ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢﴾ الجمعة ) . ( منهم ) أي عربيا مثلهم ، ولكن إختاره الرحمن جل وعلا ليكون رسولا ( منهم )

2 ـ وأمره ربه جل وعلا أن يعلن أنه بشر ( مثلهم ) ولكن قد أوحى الله جل وعلا اليه :

2 / 1 : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَامَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴿١١٠﴾ الكهف )

2 / 2 : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ﴿٦﴾ فصلت ) . ( مثلهم ) أي هو مثلهم في طبيعته البشرية وعجزه البشرى ، ليس فوق مستوى البشر ، غاية ما هنالك أن الله جل وعلا إختاره من بينهم رسولا .

3 ـ مثل الكفار السابقين:

3 / 1 : ( إعترض ) العرب ورفضوا أن يكون الرسول بشرا ( مثلهم )، قالوا : ( هَلْ هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿الأنبياء: ٣﴾

3 / 2 : ( تعجّب ) العرب أن يكون النبى بشرا ( منهم ) :

3 / 2 / 1 : ( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴿١﴾ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٢﴾ ق )

3 / 2 / 2 :( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ ﴿٢﴾ يونس )

3 / 2 / 3 :( وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤﴾ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾ ص )

4 : الحسد والتكبر هو الدافع لهذا .

4 / 1 : فالملأ من السادة يرفضون أن يختار الله جل وعلا رسولا من غيرهم يتميّز عليهم . قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الأنعام )

4 / 2 : وقالها قوم ثمود من قبل : لماذا إختار الله جل وعلا صالحا بالذات من بينهم ؟ وهل يصحُّ أن يتبعوا فردا من البشر من بينهم : ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴿٢٣﴾ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿٢٤﴾ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴿٢٥﴾ القمر )

4 / 3 ـ وتكرر نفس الأمر في عصر النبى محمد عليه السلام .

4 / 3 / 1 : قالوا مقالة الملأ من قوم نوح ( وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧﴾ ص )

4 / 3 / 2 ـ وقالوا نفس مقالة ثمود : ( أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾ ص )

4 / 3 / 3 : وأتوا بجديد ن إذ نظروا الى النبى محمد فلم يروه عظيما بمعيار العظمة عندهم ، فقالوا : ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ الزخرف ) وجاء الردُّ من رب العزة ، فالعظمة المبنية على المال فقط ليست عظمة ، لأن الله جل وعلا هو الذى يقسّم الأرزاق إختبارا للناس ، وهو جل وعلا الذى يختار الأنبياء من صفوة الخلق . قال جل وعلا : ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿٣٢﴾ الزخرف ).

4 / 3 / 4 : هذا الحقد وذاك الحسد وصل الى كثير من أهل الكتاب الذين كانوا يعرفون القرآن الكريم كما يعرفون أبناءهم ، ولكن كفروا حسدا . قال جل وعلا :

4 / 3 / 4 / 1 :( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿البقرة: ١٠٩﴾

4 / 3 / 4 / 2 :  ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴿النساء: ٥٤﴾.

اجمالي القراءات 4944