بديع: لا دولة دينية في الإسلام

في الخميس ١٣ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

أكد المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد بديع مجددا أن الجماعة لم تعقد أي صفقات مع المجلس العسكري. ونفى وجود اتصالات أو تنسيق بين جماعته والإدارة الأميركية، وقال إن الإخوان يدعمون الدولة المدنية "بمرجعية إسلامية"، وإنهم إذا فازوا بالانتخابات فسيدعمون فصل السلطات وتحجيم صلاحيات رئيس الدولة.

وقال بديع في حوار مطول مع وكالة الأنباء الألمانية إن نقطة الخلاف بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري تتركز في تمسك المجلس بوضع الدستور أولا قبل إجراء الانتخابات، وأضاف "وقد رفضنا ذلك لمخالفته الإعلان الدستوري الذي وافق عليه الشعب المصري" نافيا أن يكون السبب الحقيقي لهذا الخلاف حول هوية الدولة المصرية بعد الثورة وهل ستكون مدنية أم دينية.

 


الشعب كله، ونحن منه، اتفق على مدنية الدولة. وبالأساس لا يوجد في الإسلام ما يعرف بالدولة الدينية، نحن فقط نطالب بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية وهذا اتفاقا مع نص الدستور

محمد بديع 

وقال بديع "الشعب كله، ونحن منه، اتفق على مدنية الدولة. وبالأساس لا يوجد في الإسلام ما يعرف بالدولة الدينية، نحن فقط نطالب بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية وهذا اتفاقا مع نص الدستور، بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع... بالطبع الدولة المصرية مرجعيتها إسلامية منذ النظام السابق بحكم النص الدستوري، ولكننا نرغب ونصر على توضيح أنها ذات مرجعية إسلامية عند تعريف مرجعية وهوية الدولة للتوضيح فقط لأن هناك من يريد دولة مدنية ذات مرجعية علمانية".

 

خادم الأمة
من جهة أخرى، شدد بديع على أن مرشحي الإخوان إذا ما فازوا واستطاعوا تشكيل أغلبية داخل البرلمان المقبل فسيضغطون باتجاه إقرار مبدأ الفصل بين السلطات وتحجيم الصلاحيات الممنوحة لمنصب رئيس الجمهورية حتى يكون شاغل هذا المنصب مطابقا للنص الشهير في السيرة الإسلامية الذي يقول إن الأمير "خادم للأمة أجير عندها".

وكشف المرشد العام عن أن الجماعة وذراعها السياسي حزب "الحرية والعدالة" لن يعلنا عن دعمهما لأي مرشح رئاسي إلا بعد إغلاق باب الطعون لمرشحي الرئاسة، مشددا على أنه "حتى الآن لم تختر الجماعة مرشحا بعينه وأن جميع المرشحين للرئاسة سواسية بالنسبة لها" مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يوجد من أعضاء الجماعة والحزب وتحديدا من قطاع الشباب "من يشارك ويدعم حملة المرشح المحتمل للرئاسة محمد سليم العوا".

ونفى المرشد العام للإخوان المسلمين أن يكون هناك تنسيق بين الإخوان والولايات المتحدة، بل وصف الموقف الأميركي من التطورات في مصر بأنه متناقض، وقال إن الخارجية الأميركية أعلنت أكثر من مرة أنها على استعداد للتعاون مع أي حكومة ستأتي بمصر حتى لو كانت إسلامية "شريطة احترام الحريات وحقوق الأقليات"، في حين أعلن الكونغرس الأميركي أنه يدرس قطع المعونة عن مصر خشية استخدامها في تمكين الإسلاميين من الحكم. وأضاف "هذا هو التناقض وازدواج المعايير الذي رفضناه ولا نزال نرفضه".

 


من قال إننا نقيم علاقات ونجري اتصالات مع الإدارة الأميركية والبيت الأبيض؟ هذا أمر لم يحدث


"

العدوّ الأول
ورفض بديع وصف موقف الإخوان بأنه متناقض، حيث تعتبر الجماعة المشروع "الصهيو-أميركي" العدوّ الأول، وتجري اتصالات ولقاءات معلنة وغير معلنة مع الإدارة الأميركية منذ فترات طويلة، وأوضح ذلك بقوله "المشروع الصهيو-أميركي يهدف للهيمنة على المنطقة ودعم النظم الديكتاتورية ونحن بلا شك لا نوافق على ذلك ونتصدى له والحقيقة أن هذا ليس موقفنا وحدنا بل هو موقف كل القوى الوطنية.. ثم من قال إننا نقيم علاقات ونجري اتصالات مع الإدارة الأميركية والبيت الأبيض؟ هذا أمر لم يحدث".

 

وردا على سؤال حول أسباب فتور العلاقة بين جماعة الإخوان وحزب الله اللبناني، قال بديع "الشعب المصري كان يقدر لحزب لله وقفته ضد الكيان الصهيوني وحربه ضده بلبنان ووقوفه مع إخواننا بفلسطين، لكن موقف حزب الله من الأوضاع السورية هو ما أحزننا.. ولا بد أن يكون لنا موقف مبدئي واضح وهو أننا لابد أن نقف مع الشعوب في جميع القضايا".

اجمالي القراءات 8027