يجب اعادة النظر في مسالة الاعياد الوطنية الان لماذا ؟

مهدي مالك في الأربعاء ٢٥ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

   

 
يجب اعادة النظر في مسالة الاعياد الوطنية الان لماذا ؟
مقدمة اولية                                   
ان الاعياد بصفة عامة هي مناسبات للفرح و لتخليد حدث ديني او وطني حيث ان كل شعوب العالم بدون استثناء لها اعياد ذات صبغة دينية او وطنية حتى السعودية نفسها التي تتوفر على عيد وطني واحد الا و هو عيد تاسيس الدولة السعودية الحالية في 13 شنتبر 1932 اي ان السعودية تدعي انها ضد احداث اعياد وطنية باعتبارها جاهلية و ضد الاحتفال ببعض الاعياد الدينية من قبيل عيد مولد الرسول الاعظم عليه الصلاة و السلام تحت ذريعة ان الاسلام قد شرع عيدان للمسلمين الا و هما عيد الفطر و عيد الاضحى المباركان حسب فتاوى شيوخ الفتنة الوهابية ...............
قد يتساءل البعض لماذا استحضرت السعودية هنا و الجواب لان مذهبها الخطير قد ساهم منذ عقود من الزمان في انتاج وعي عام اسلامي يقدس الماضي الذهبي للمسلمي كما يعتقده اغلب المسلمين و يكفر التعدد و الاختلاف داخل الدائرة الاسلامية الكبرى بمذاهبها الفكرية و بثقافاتها المختلفة و تقديسها  للعرب و للعروبة كجاهلية قبل الاسلام و بعده.....
ان الوهابية او السلفية لا تعترف بشيء يسمى بالوطن كارض و كشعب و كنظام سياسي يتميز بالديمقراطية و لو شكليا لان فقهاء السلف قد عملوا في نطاق دولة الخلافة حيث اجتهدوا اجتهادات كانت تصلح لذلك الزمان البعيد عنا فكريا و سياسيا و حتى اخلاقيا اي ان هذا الفكر الكافر بحقائق الاسلام يريد الرجوع بنا الى عصر الخليفة و الى عصر الجواري الخ من هذه الوثائق السرية كما سماها المفكر المصري السيد القمني .......... 
مدخل الى صلب الموضوع               
ان تاريخ المغرب هو حافل بالاحداث التاريخية العظيمة سواء قبل الاسلام و بعده كما اقوله دائما لكن منذ سنة 1930 قد تغير كل شيء على المستوى السياسي بولادة الحركة الوطنية كما تسمى الى حدود اليوم.
 لكن في الحقيقة انها حركة جهوية باعتبار ان اغلب رموزها هم من محور الرباط سلا فاس بمعنى انها لم تكن وطنية في يوم من الايام و لا تملك اية شرعية تاريخية و دينية و وطنية لسبب بسيط الا و هو ان المقاومة الامازيغية للاستعمار المسيحي اي الفرنسي و الاسباني قد انطلقت منذ اكثر من 20 سنة في مناطق الريف و الاطلس الكبير و المتوسط و سوس و الجنوب الشرقي و الصحراء ...
ان ميلاد الحركة الوطنية قد جاء اثر صدور ظهير 16 ماي 1930 الهادف الى تنظيم شيء كان عدنا منذ غابر الازمان الا و هو العرف الامازيغي الذي لا يتعارض مع القيم العليا للدين الاسلامي دون اي تدخل لقيم السلف  على الاطلاق بمعنى ان هذا الظهير يحمل كل الشرعيات بما فيها الدينية و الوطنية حيث وقعه امير المؤمنين محمد الخامس رحمه الله .........
غير ان الحركة الوطنية اخترعت اكذوبة الظهير البربري لوضع حد نهائي للامازيغيين و حقوقهم لما بعد الاستقلال الشكلي حيث استطاعت هذه الحركة العنصرية ان تقوم بحملة عظيمة داخل المغرب و خارجه لغرض تشويه الامازيغيين و هويتهم الاصلية الى ابعد الحدود من خلال القول ان الاستعمار الفرنسي قد اصدر الظهير البربري لتنصير البرابرة كما يسمون في ادبياتهم و في ادبيات تيارات الاسلام السياسي فيما بعد.....
و هكذا استطاعت الحركة الوطنية بالضوء الاخضر من طرف المخزن التقليدي طبعا ما بعد سنة 1956 في فرض بعض الاحداث المعينة كاعياد وطنية من قبيل تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ليوم 11 يناير 1944 باعتباره حدث اقل شانا من الاحداث الوطنية الكبرى قبل الاسلام مثل انتصار اجدادنا الامازيغيين على الفراعنة في سنة 950 قبل الميلاد . 
و بعد الاسلام كم من انتصار حققه اجدادنا الامازيغيين منذ طردهم لبني امية الى استرجاع حاضرة قبائل ايت باعمران سيدي ايفني الى احضان الوطن بتاريخ 30 يونيو 1969 حسب اعتقادي المتواضع حيث ربما اخطئ في هذه المساحة التاريخية ...
ان الاعياد الوطنية ببلادنا قد همشت هذا الكم الهائل من الانتصارات من منطلق عنصري صريح يقول ان الامازيغيين ليس لهم اي تاريخ او اية حضارة او اي بعد ديني حيث ان هذا الكلام كان يقال في عهد الراحل الحسن الثاني بشكل علاني بسبب سيادة ايديولوجية الظهير البربري كما اسميها..............
لكن الان في دجنبر 2019 ماذا تغير منذ ترسيم الامازيغية في دستور 2011 ؟؟
و الجواب هو لا شيء على الاطلاق لاننا كحركة امازيغية مازلنا نطالب بترسيم السنة الامازيغية كعيد وطني  في يوم 13 يناير من كل سنة اي بعد يوم واحد من  ذكرى 11 يناير الحزبية بمعنى ان هذه الذكرى الموقرة  تخص حزب الاستقلال و لا تخص الشعب المغربي حسب رايي الشخصي لان هناك احداث كبرى تستحق ان تكون عيد وطني مثل يوم معركة انوال الخالدة بتاريخ 21 يوليوز 1921 في منطقة الريف ............
مثل يوم استرجاع حاضرة قبائل باعمران سيدي ايفني الى احضان الوطن بتاريخ 30 يونيو 1969 الخ من هذه التواريخ العظيمة في الوطنية الخالصة لوجه الله سبحانه و تعالى و لهذه الارض الطاهرة  .....
و لهذه الاسباب ادعو الى اعادة النظر في مسالة الاعياد الوطنية  من منطلق وطني خالص بعيدا عن ايديولوجية الظهير البربري و بعيدا عن تاريخنا الرسمي لان الدستور الحالي قد اعترف بكون ان الامازيغية هي لغة رسمية اي انها اصبحت ثابت من ثوابت الدولة المغربية على المستوى النظري فقط....
لكن مستوى الواقع هناك كلام اخر و تراجعات خطيرة للقضية الامازيغية على مستوى الدولة و المجتمع بسبب الاسلاميين و فقهاءهم الخ....
قد  سمعنا بخروج ما يسمى بقانون تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية المرفوض شكلا و مضمونا من طرف الحركة الامازيغية لاسباب كثيرة يطول شرحها في هذا المقام ....
المهدي مالك                                          
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

          

اجمالي القراءات 3373