ملخص خطبة الفرق بين القرآءة والتلاوة
كل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة
مقدمة:
أولا- بيان المعنى والفرق بينهما.
ثانيا - آيات من القرءآن توضح الفرق بينهما.
أولا – بيان المعنى والفرق بينهما:
القراءة:
قرأ الكتابَ تعنى تتبّع كلماته نظراً ونطقا أو من الذاكرة فتكون قارئأو حافظ، وأيضا تتبّع كلماته ولم ينطق بها.
قرأ ت آية من القرءآن على شخص تعنى أنك أبلغته إياه. الأيات التى جاء فيها كلمة إقرأ لايرطبت بها أى أوامر بأعمال
يطلبها الله سبحانه وتعالى.
التلاوة :
تلاه: "التاء واللام والهاء" أصل واحد لغويا وهو الإتباع. يقال تلوته إذا إتبعته ومنه تلاوة القرءآن، لأنه يُتبع آية بعد آية. والإتباع يكون تارة بالجسم وتارة بالاقتداء في الحكم. التلاوة تختص بالقرءآن الكريم خصوصية منفردة له فإذا تلوته وجب عليك اتباعه بالعلم والعمل. لذلك تجد أن الأيات التى جاء فيها التلاوة ترطبت بأحكام وأوامر. والتلاوة تكون غالبا من الذاكرة أو من شيئ منظور. التلاوة أشمل من القرآءة :
ثانيا - آيات من القرءآن الكريم تؤكد الفرق بينهما.
القرآءة:
1- أول كلمة جاءت فى التنزيل هى "إقرأ" وليس "أتلو" يقول سبحانه { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) (سورة العلق 1 - 3) فالله سبحانه إستخدم كلمة إقرأ لعدم وجود العلم بعد. ثم جاءت الإشارة على بداية العلم فى الايات التالية:
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) (سورة العلق 4 - 5)
وأيضا سبب آخر جعل الله سبحانه يختار كلمة إقرأ فى بداية التنزيل هو عدم علم الرسول بالكتاب فقال سبحانه: " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ.." (الشورى 52
2- اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا..."الإسراء 14 ليس مطلوب أى عمل .
3- فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" للحفاظ على قدسية القرءآن الكريم وتجنب وساوس الشيطان.
4-- وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا"الإسراء 45 ليس مطلوب أى عمل.
5- عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ" ليس مطلوب أى عمل.
التلاوة:
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (البقرة 121)
يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ = الإيمان والتصديق والعمل بما فيه.
يقول الله سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى (لماذا ؟) حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ } (النساء 43
لماذا ؟ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ:
هذه الأية تعنى أنك فى الصلاة تتلو آيات الله التى يتطلب العلم والعمل بها فهنا القرآءة تدخل ضمن التلاوة لأن كل تلاوة قرآءة يتطلب فيها الفهم والعمل وليس كل قرآءة تلاوة.
1- "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (سورة الجمعة 2)
2- الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَىعَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) } (سورة القصص 52 - 55)
3- وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ (البقرة 102
4- قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
5- ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } (سورة الحج 30)
6- إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ" فاطر 29
صدق الله العظيم...