القاموس القرآنى : ( العدل ): حين يكون العدل كفرا ..!!

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٢ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : ( العدل ): حين يكون العدل كفرا ..!!  

أولا : العدل بمعنى الكفر

 على خلاف المألوف والمعروف يأتى ــ  أحيانا ــ مصطلح ( العدل ) فى القرآن الكريم بمعنى الكفر والشرك ، وهذا فى موضع الإيمان بالله جل وعلا والإيمان بأولياء وآلهة أخرى معه . هنا يكون الظلم العظيم ، وهذا معنى قوله جل وعلا : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ لقمان ). وفيما يخص إستعمال مصطلح العدل هنا يكون المعنى أنهم ( بربهم يعدلون ) أى يجعلون للخالق جل وعلا ( معادلا ــ عدلا ) أى آلهة تعادل أو تساوى رب العزة جل وعلا ، وهذا هو الكفر والشرك . وبهذا المعنى جاء مصطلح العدل فى قوله جل وعلا :

1 ـ  ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿الأنعام: ١﴾

2 ـ( قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّـهَ حَرَّمَ هَـٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴿الأنعام: ١٥٠﴾

3 ـ ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴿النمل: ٦٠﴾,

 المحمديون بربهم جل وعلا يعدلون . تكاثرت عندهم الآلهة مع رب العزة . كلهم يعبدون ويقدسون إلاها أسموه محمدا يتناقض مع الشخصية الحقيقية البشرية للنبى محمد عليه السلام، ثم هم يقدسون أعدادا من الأولياء والأئمة والصحابة . أقل الآلهة عددا فى الدين الشيعى ( آل البيت والأئمة وآيات الله ) فى الدين السنّى يصل عدد الآلهة الى عشرات الألوف من الخلفاء والصحابة والأئمة . أما الدين الصوفى فهو كارثة . إذ يجعل الصوفية كل المخلوقات آلهة طبقا لعقيدتهم فى وحدة الوجود ، أى وحدة الخالق والمخلوقات وأن الفارق بينهما كالفارق بين البحر وأمواجه . يؤمنون أن المخلوقات كلها من نبات وحيوان وبشر وجماد هم ( فيض ) من الخالق وجزء منه . المضحك أن أئمة المحمديين حريصون على نشر ( الاسلام ) ويتحسرون على عدم وصول الاسلام الى مجاهل سيبريا وألاسكا والأمازون .!. بينما لم يصل الاسلام اليهم بعدُ .!! ( ضحكة عالية ومريرة لو سمحتم ).!

ثانيا : العدل بمعنى الإفتداء يوم القيامة :

إذا كان الكافرون فى الدنيا يعدلون بربهم آلهة مخلوقة فهم يوم القيامة سيتمنون أن يكون لهم (عدل  / فدية) أو شىء معادل يفتدون به من عذاب الجحيم.

عن الإفتداء الذى يتمنونه ـ بلا جدوى ـ قال جل وعلا :

1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى ٰبِهِ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿آل عمران: ٩١﴾

2 ـ   ( لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴿الرعد: ١٨﴾

3 ـ ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿الزمر: ٤٧﴾.

4 ـ أى لو كان لهم كل ما فى الدنيا ذهبا لافتدوا به ، ولأنه ليس لهم ما فى الدنيا ذهب ولأن الدنيا تم تدميرها فإن أمنياتهم هباء ، هى مجرد أمنيات وفقط ، وليس منها سوى الحسرة وإبداء الندامة. قال جل وعلا : ( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ ۗ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴿٥٤﴾ يونس)

وجاء التعبير عن هذا ( الإفتداء ) بمصطلح ( عدل ) أى ما ( يعادل ) النجاة من الجحيم ، وهذا فى قوله جل وعلا :

1 ـ ( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿البقرة: ٤٨﴾( عدل ) هنا يعنى فداء مقابل النجاة من النار . ومثله :

2 ـ (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿البقرة: ١٢٣﴾. ومثله :

3 ـ ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ) ﴿الأنعام: ٧٠﴾.

المحمديون سيتمنى كل منهم لو يفتدى من عذاب الجحيم بأعز الناس اليه : (  يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾ المعارج ). المستبدون سيكونون بلا مال أو جاه ، سيتمنى المحمديون من أصحاب البترودولار أن يفتدوا أنفسهم من عذاب الجحيم بكل ما سلبوه وما هرّبوه فى بنوك الغرب والشرق بينما لم يعد هناك شرق ولا غرب ..ولا أرض ..

ثالثا : ( عدل ) بمعنى الإبداع فى الخلق

قال جل وعلا فى خلق الانسان فى أحسن تقويم : ( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿الإنفطار: ٧﴾

رابعا : ( عدل ) صفة من صفات القرآن الكريم ، بمعنى الصدق والحق .

قال جل وعلا عن تمام القرآن الكريم : ( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ) ُ﴿الأنعام: ١١٥﴾.

ومع هذا يزعم المحمديون أن القرآن الكريم ليس تاما وأنه محتاج الى ( السُّنّة ) لكى تكمله .! يعتقدون أن الله جل وعلا أنزل كتابا ناقصا وأن أمثال البخارى والغزالى والكلينى يقومون بإكماله.!!

خامسا : بمعنى العدل بين الناس .

العدل بمعنى القسط :

جاء مصطلح العدل مقترنا بالقسط فى تعامل الناس مع بعضهم . ومعروف أن إقامة القسط بين الناس مقصد أساس فى أرسال الرسل وإنزال الرسالات الإلهية . قال جل وعلا عن إقامة القسط بين الناس : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴿٢٥﴾ الحديد ). أنزل الله جل وعلا الرسالات الإلهية ليقوم الناس جميعا ( رحالا ونساءا ) بإقرار القسط سياسيا بالديمقراطية المباشرة ( العدل السياسى ) والقسط الاجتماعى فى كفالة حقوق الفقراء والمحتاجين ، والقسط القضائى فى المحاكم . إن لم يتحقق هذا القسط  بالميزان الإلهى ( الرسالة الالهية ) فالبديل أنزله الله جل وعلا أيضا وهو ( الحديد ) ، أى الحروب والفتن . وهذا موجز تاريخ البشر ؛ كان ـ ولا يزال.!!

وفى  الترادف بين العدل والقسط قال جل وعلا :

1 ـ ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿الحجرات: ٩﴾. هنا الحكم بالعدل والقسط.

2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿النساء: ١٣٥﴾ (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّاتَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿المائدة: ٨﴾ هنا إقامة القسط ومعها العدل .

3 ـ ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ اللَّـهِ أَوْفُوا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿الأنعام: ١٥٢﴾. القسط فى الكيل والميزان وإلتزام العدل فى القول .

4 ـ ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا﴿النساء: ٣﴾. من القسط مع اليتامى أن تتزوج أم اليتيم ليكون لليتيم والد بديل .

5 ـ ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ۚ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٤٢﴾ المائدة ). أمر الله جل وعلا النبى محمدا أن يحكم بين أهل الكتاب بالقسط . وجاء نفس المعنى بإستعمال مصطلح ( العدل ). قال جل وعلا  للنبى محمد عن أهل الكتاب : (  فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّـهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّـهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿الشورى: ١٥﴾.

إقامة العدل

1 ـ أمر إلاهى يشمل كل مناحى الحياة . قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿النحل: ٩٠﴾

2 ـ وإقامة العدل فى المحاكم فريضة إسلامية. قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوابِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿النساء: ٥٨﴾

والعدل يقوم به أشخاص يعدلون بالحق أو يحكمون بالحق . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿الأعراف: ١٥٩﴾.  

2 ـ ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿الأعراف: ١٨١﴾

ولا بد من صفة العدالة فى تحقيق العدل . وهذا فى موضوعات :

1 ـ الطلاق : ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّـهِ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿الطلاق: ٢﴾

2 ـ المعاملات المالية والدين . (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّـهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّـهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴿البقرة: ٢٨٢﴾

3 ـ الوصية لمن يموت فى سفر ، ومن يشهد عليها . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَاعَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّـهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّـهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ ﴿المائدة: ١٠٦﴾

4 ـ فى قتل الصيد فى الإحرام ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْعَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّـهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّـهُ مِنْهُ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿المائدة: ٩٥﴾.

أخيرا :

1 ـ لا حكم بالعدل فى دول المحمديين ، مع وجود لافتة خلف القاضى مكتوب فيها ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوابِالْعَدْلِ  )

2 ـ لا يمكن أن يوجد عدل فى مجتمع يحكمه الاستبداد والفساد . تتحقق نسبة كبيرة من العدل فى الدول الديمقراطية حيث الحرية والشفافية والمساءلة لأولى الأمر . أما فى مجتمع المحمديين فالمستبد مؤلّه وهو يركب الكهنوت ، والكهنوت يركب الشعب ، ومن ينتقد هذا أو ذاك فمصيره السجن والتعذيب ، ويحكم بذلك قاض خلفه الآية الكريمة ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوابِالْعَدْلِ ). يعطى الآية الكريمة قفاه وظهره وهو ينطق بأحكام ظالمة .

3  ـ ليس هذا مستغربا . إذ ظلموا رب العزة حل وعلا بتقديس البشر والحجر فهل تنتظر منهم أن يسود العدل بينهم ؟ المستبد لم يهبط عليهم من السماء ، بل هو منهم ،  ومعظم الشعب  يسبح بحمده ويجتهد فى تبرير جرائمه ويتلمس له الأعذار. شيوخ وجنود المستبد وقضاته وزبانيته هم من داخل الشعب .  وهم الذين يلعنوننا لأننا نطالب بإصلاح سلمى .

4 ـ لا بد من إصلاح دينى . لو كنتم تعقلون .

5ـ التفاصيل فى كتابنا ( وظيفة القضاء بين الاسلام والمسلمين ) . وهو منشور هنا . 

اجمالي القراءات 4893