نقد كتاب اليقين لابن أبي الدنيا

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٢٥ - يونيو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب اليقين لابن أبي الدنيا
حدثنا عبد الله ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن خالد بن أبي عمران ، أن ابن عمر قال : قل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : « اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا "
الخطأ كون الوارث اليقين أو الأسماع والأبصار وورثة الجنة هم المؤمنون أى المسلمون كما قال تعالى "قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون"
3 - حدثنا عبد الله ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا مروان بن محمد ، عن ابن لهيعة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد ، ويهلك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل "
الخطأ نجاة الأمة بالزهد وهو أمر لم يشرعه الله فالله لم يحرم التمتع بزينة الله وهى الطيبات من الرزق فقال :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
4 - حدثنا عبد الله ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن سوقة ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « اليقين على أربع شعب : على غائص الفهم ، وغمرة العلم ، وزهرة الحكم ، وروضة الحلم ، فمن فهم فسر جميل العلم ، ومن فسر جميل العلم عرف شرائع الحكم ، ومن عرف شرائع الحكم حلم ولم يفرط في أمره وعاش في الناس "
الخطأ أن عرف أى علم حلم ولم يفرط فى أمره وهو ما يخالف أن كل من كفر كفر بعد معرفته أى علمه بأحكام الله وهى البينات وفى هذا قال تعالى ""وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم"
ونلاحظ أن أنواع اليقين هنا تخالف أنواع اليقين فى الرواية التالية:
10 - حدثنا عبد الله ، نا عبد الرحمن بن صالح ، نا أبو مالك الجنبي ، عن صباح المزني ، عن محمد بن سوقة ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، قال : حدثني الذي سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : « اليقين على أربع شعب ، على تبصرة الفطنة ، وتأويل الحكمة ، وموعظة العبرة ، وسنة الأولين ، فمن أبصر الفطنة تأول الحكمة ، ومن تأول الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين "
فهم فى الأولى غائص الفهم ، وغمرة العلم ، وزهرة الحكم ، وروضة الحلم وفى الثانية تبصرة الفطنة ، وتأويل الحكمة ، وموعظة العبرة ، وسنة الأولين والخلاف هو فى روضة الحلم وزهرة الحكم وموعظة العبرة وسنة الأولين والغريب أن الروايتان عن شخص واحد وهو ما يعنى أنه افتراء ظاهر عليه
5 - حدثنا عبد الله ، ثنا إبراهيم بن سعيد ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا بشر بن بكر ، عن أبي بكر بن أبي مريم : « عن الأشياخ ، قال : " ما نزل في الأرض شيء أقل من اليقين ، ولا قسم بين الناس شيء أقل من الحلم «
الخطأ كون اليقين أقل شىء نزل الأرض وهو ما يناقض أن اليقين أساسا لا ينزل الأرض لكونه فيها فى قلوب المؤمنين كما قال تعالى "وبالآخرة هم يوقنون"
6 - حدثنا عبد الله ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن فطر ، عن أبي يزيد المديني ، قال : كان من دعاء أبي بكر رضي الله عنه : « اللهم هب لي إيمانا ويقينا ومعافاة ونية "
الخطأ طلب النية والنية لا تطلب على اطلاقها وإنما تطلب النية الحسنة فقط فى الدعاء
7 - حدثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن وهب الدمشقي ، نا بقية بن مخلد ، عن العباس بن الأخنس ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، قال : « تعلموا اليقين كما تعلموا القرآن حتى تعرفوه فإني أتعلمه "
الخطأ تعلم اليقين كتعلم القرآن فاليقين أساسا يكون بالقرآن كما قال تعالى "هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون"
8 - حدثنا عبد الله ، نا يعقوب بن عبيد ، نا يزيد بن هارون ، نا أبو سعيد الكندي أنه بلغه ، عن أبي الدرداء ، أنه كان يقول : « يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم ، كيف يعيبون سهر الحمقى وصيامهم ، ولمثقال ذرة من بر من صاحب تقوى ويقين أفضل وأرجح وأعظم من أمثال الجبال عبادة من المغتربين "
الخطأ كون البر غير العبادة فهما شىء واحد وهو طاعة أحكام الله
والخطأ كون العمل الواحد له ثواب عند فريق وثواب أخر عند الفريق الثانى والثواب واحد كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
9 - حدثنا عبد الله ، نا أحمد بن عيسى ، نا عبد الله بن وهب ، ثنى سعيد بن أبي أيوب ، عن عبد الرحمن بن بزرج ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين "
الخطأ تسمية ضعاف اليقين من الأمة فلو ضعف اليقين عند المسلمين ما كانوا مسلمين وإنما كفار
11 - حدثنا عبد الله ، نا هارون بن عبد الله ، نا حجاج بن محمد ، نا أبو هلال محمد بن سليم ، عن بكر بن عبد الله المزني قال : فقد الحواريون نبيهم عيسى عليه السلام فقيل لهم : توجه نحو البحر ، فانطلقوا يطلبونه ، فلما انتهوا إلى البحر إذا هو قد أقبل يمشي على الماء ، يرفعه الموج مرة ويضعه أخرى ، وعليه كساء مرتد بنصفه ومتزر بنصفه حتى انتهى إليهم فقال له بعضهم - قال أبو هلال أظنه من أفاضلهم - : ألا أجيء إليك يا نبي الله ؟ ، قال : بلى فوضع إحدى رجليه في الماء ثم ذهب ليضع الأخرى ، فقال : غرقت يا نبي الله ، قال : « أرني يدك يا قصير الإيمان لو أن لابن آدم من اليقين قدر شعيرة مشى على الماء "
39-حدثنا عبد الله ، ثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، عن فضيل بن عياض ، قال : « قيل لعيسى : بأي شيء تمشي على الماء ؟ قال : " بالإيمان واليقين « ، قالوا : فإن آمنا كما آمنت وأيقنا كما أيقنت ، قال : " فامشوا إذا « ، قال : فمشوا معه فجاءهم الموج فغرقوا ، قال لهم عيسى : " ما لكم ؟ « ، قالوا : خفنا الموج ، قال : " ألا خفتم رب الموج « ، قال : فأخرجهم ثم ضرب بيديه إلى الأرض فقبض بهما ثم بسطهما فإذا من إحدى يديه ذهب ومن الأخرى مدد أو حصا فقال : " أيهما أحلا في قلوبكم ؟ « قالوا : هذا الذهب قال : " فإنهما عندي سواء «
الخطأ المشترك بين الروايتين أن الآيات المعجزات لعيسى(ص) المشى على الماء وهو ما يخالف أنه الله لم يعطه ذلك فمعجزاته هى ما ذكره الله فى قوله:
"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين"
12 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو السري الباهلي ، قال : « كان يقال : " الاهتمام بالعمل يورث الفكرة ، والفكرة تورث العبرة ، والعبرة تورث الحزم ، والحزم يورث العزم ، والعزم يورث اليقين ، واليقين يورث الغنى ، والغنى يورث الحب ، والحب يورث اللقاء «
يوجد العديد من الأخطاء منها أن اليقين يورث الغنى وهو ما يخالف لأن المؤمنين ومنهم النبى(ص) ابتلوا بالفقر كما قال تعالى ""ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
13 - حدثنا عبد الله ، ثنا محمد بن عثمان العجلي ، ثنا أبو أسامة ، عن جرير بن حازم ، ثنا الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الناس لم يؤتوا في هذه الدنيا خيرا من اليقين والعافية فسلوهما الله عز وجل " قال الحسن : « صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم باليقين طلبت الجنة ، وباليقين هرب من النار ، وباليقين أوتيت الفرائض ، وباليقين صبر على الحق ، وفي معافاة الله خير كثير قد والله رأيناهم يتقاربون في العافية فلما نزل البلاء تفارقوا "
المستفاد أفضل العطاء الإلهى للناس اليقين بالله وعافيته
14 - حدثنا عبد الله ، ثنا علي بن إبراهيم السهمي ، ثنا داود بن المحبر ، عن الحسن بن دينار ، عن قتادة قال : « قال لقمان لابنه : يا بني إن الصبر على المكاره من حسن اليقين ، وإن لكل عمل كمالا وغاية ، وكمال العبادة الورع واليقين "
نلاحظ تناقضا بين بناء الأعمال على حسن اليقين بالقول" الصبر على المكاره من حسن اليقين" وبين كون العبادة يكملها اليقين فى القول "وكمال العبادة الورع واليقين" فالعبادة وهى طاعة الله مبنية على اليقين بالله وهو تصديق وحيه
15 - حدثنا عبد الله ، ثنا محمد بن إدريس ، ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله ، ثنا مدرك بن أبي سعد الفزاري ، عن يونس بن حلبس ، أنه كان يدعو : « اللهم إني أسألك حزما في لين ، وقوة في دين ، وإيمانا في يقين ، ونشاطا في هدى ، وبرا في استقامة ، وكسبا من حلال "
نلاحظ خبلا وهو كون الحزم فى اللين وكلاهما ضدان لا يجتمعان والخبل الخر كون البر فى الاستقامة لكون الاستقامة نفسها البر وهو طاعة الله
16 - حدثنا عبد الله ، ثنا عبد الرحمن بن صالح ، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن محمد بن سعيد ، عن الحسن قال : « ما أيقن عبد بالجنة والنار حق يقينهما إلا خشع ووجل ، وذل واستقام ، واقتصر حتى يأتيه الموت "
المستفاد الموقن بالجزاء يطيع أحكام الله حتى يموت
17 - حدثنا عبد الله ، قثني محمد بن الحسين ، قثني صدقة بن بكر السعدي ، قثني مرجى بن وداع الراسبي ، عن المغيرة بن حبيب ، قال : « رأى رجل عبد الله بن غالب فيما يرى قال : " يا أبا فراس ، ما صنعت ؟ قال : خير الصنيع ، قال : إلام صرت ؟ قال : إلى الجنة قال : ثم قال : بحسن اليقين وطول التهجد «
الخطأ ان دخول الجنة يكون بحسن اليقين وطول التهجد فقط والمعروف أنه يكون بالعمل الصالح كله كما قال تعالى "وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
18 - حدثنا عبد الله ، ثنا علي بن أبي مريم ، عن موسى بن عيسى ، قال : اجتمع حذيفة المرعشي ، وسليمان الخواص ، ويوسف بن أسباط ، فتذاكروا الفقر والغنى ، وسليمان ساكت فقال بعضهم : « الغني من كان له بيت يكنه ، وثوب يستره ، وسداد من عيش يكفه عن فضول الدنيا " ، وقال بعضهم : « الغني من لم يحتج إلى الناس " ، فقيل لسليمان ما تقول أنت يا أبا أيوب ؟ فبكى ثم قال : « رأيت جوامع الغنى في التوكل ، ورأيت جوامع الشر من القنوط ، والغني حق الغنى ، من أسكن الله قلبه من غناه يقينا ، ومن معرفته توكلا ، ومن عطاياه وقسمه رضى ، فذاك الغني حق الغنى وإن أمسى طاويا وأصبح معوزا " . فبكى القوم جميعا من كلامه «
كون الغنى التوكل يناقض كون الغنى هو اليقين فى الرواية التالية:
21 - حدثنا عبد الله ، ثنا منصور بن أبي مزاحم ، عن إسماعيل بن عياش ، عن أبي سيار المكي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الكرم التقوى ، والشرف التواضع ، واليقين الغنى "
19 - حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن طارق ، عن سالم : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) قال : « الموت " حدثنا عبد الله ، قال : وقال بعض الحكماء : « من ضعف اليقين تدخل الآفة على المريدين ، وبقوة اليقين وصدق المطالبة يكون الجد والاجتهاد ، وبصدق الخوف والحذر تسلو النفس عن الشهوات "
المستفاد عبادة الله حتى الموت فاليقين ياتى بمعنى الموت
20 - حدثنا عبد الله ، قال : كتب إلي علي بن حرب ، ثنا القاسم بن يزيد ، ثنا قيس بن مسلم الجدلي ، قال : كان عطاء الخراساني لا يقوم من مجلسه حتى يقول : « اللهم هب لنا يقينا بك حتى تهون علينا مصيبات الدنيا ، وحتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كتب لنا علينا ، ولا يأتينا من هذا الرزق إلا ما قسمت به "
المستفاد الدعاء هنا مباح بهذا الكلام
22 - حدثنا عبد الله ، ثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا أبو أسامة ، ويعلى بن عبيد ، عن ابن أبي خالد ، عن زبيد ، قال : قال عبد الله : « إن الروح والفرج في اليقين والرضا ، وإن الغم والحزن من الشك والسخط " وقال يعلى : « الروح والفرح "
الخطأ كون الغم والحزن من الشك والسخط فبعض الحزن والغم ليس شكا ولكن شفقة على الأخرين كما فى الحزن على فراق البعض مكانيا وليس موتا كما قال تعالى على لسان يعقوب(ص) "إنى ليحزننى أن تذهبوا به "
23 - حدثنا عبد الله ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال مالك بن دينار : « أشهدكم أن يقيني ، شكور "
المستفاد أن اليقين هو شكر أى طاعة الله
24 - حدثنا عبد الله ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا حماد بن زيد ، عن عامر بن عبيدة ، عن رجل ، قال : « كنت أسير من جوف الليل ، فإذا خلفي رجل أظنه الأحنف ، فسمعته يقول : " اللهم هب لي يقينا تهون به علي مصيبات الدنيا «
المستفاد الدعاء هنا مباح بهذا الكلام
25 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو زكريا البلخي ، ثنا مبشر بن إسماعيل ، عن الأوزاعي ، عن العلاء بن عتبة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : « اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي ، ويقينا حتى أعلم أنه لا يمنعني رزقا قسمته لي ، ورضا من المعيشة بما قسمت لي "
المستفاد الدعاء هنا مباح بهذا الكلام
26 - حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد بن محمد بن جبلة ، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا سعيد بن أبي أيوب ، ثنا عبد الرحمن بن أبي هلال ، عن عبيد الله بن أبي جعفر : « أن رجلا أصابه مرض فمنعه من الطعام والنوم ، فبينا هو ليلة ساهر سمع وجبة في حجرته ، فإذا هو يسمع كلاما فوعاه فتكلم به فبرأ مكانه : " اللهم إني أعبدك ولك أصلي ، فاجعل الشفاء من جسدي ، واليقين في قلبي والنور في بصري ، والشكر من صدري ، وذكرك بالليل والنهار في لساني ، أبدا ما أبقيتني ، وارزقني منك رزقا غير ممنوع ولا محظور «
الخطأ حدوث أية معجزة وهى الشفاء بالكلام وهو ما يناقض منع الله الآيات المعجزات فى عهد النبى(ص) كما قال تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
27 - حدثنا عبد الله ، ثنا علي بن أبي مريم ، عن عصمة بن المتوكل ، ثنا زافر بن سليمان ، قال قال عون بن عبد الله : قال لقمان الحكيم لابنه : « الإيمان سبع حقائق ، ولكل حقيقة منها حقيقة ، اليقين ، والمخافة ، والمعرفة ، والهدى ، والعمل ، والتفكر ، والورع ، فحقيقة اليقين الصبر ، وحقيقة المخافة الطاعة ، وحقيقة المعرفة الإيمان وحقيقة الهدى البصيرة ، وحقيقة العمل النية وحقيقة التفكر الفطنة ، وحقيقة الورع العفاف "
كلام تخريفى لا تصح نسبته لنبى الله لقمان (ص) فالمتكلم قسن الإيمان لسبعة وناقض نفسه فجعل جزء من السبعة هو الإيمان نفسه وهو المعرفة بقوله "وحقيقة المعرفةٌ الإيمان"
28 - حدثنا عبد الله ، ثنا القاسم بن هاشم ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا شهاب بن خراش ، ثنا عبد الله بن راشد ، عن عون بن خالد ، : قال : وجدت في بعض الكتب : إن آدم عليه السلام ركع إلى جانب الركن اليماني ركعتين ثم قال : « اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ، ورضني بما قسمت لي " ، فأوحى الله عز وجل إليه : « يا آدم إنه حق علي أن لا يلزم أحد من ذريتك هذا الدعاء إلا أعطيته ما يحب ونجيته مما يكره ، ونزعت أمل الدنيا والفقر من بين عينيه وملأت جوفه حكمة "
الخطأ الأول أن الفقر يكون بين العينين وسواء كان فقرا ماليا أو فقرا فى الإسلام فإنه لا يكون بين العينين وإنما فى المال أو فى القلب وهو النفس
والثانى أن هذا الدعاء مجاب فى كل الأحوال وهو ما يخالف وجود أدعية مردودة ولو كان هذا صحيحا لطلب المسلمون رفع عذاب الكفار عنهم فى مكة ولطلبوا إقامة الدولة دون إراقة دماء ما دام ذلك بالدعاء وطبعا هذا لم يحدث لأن الدعاء ليس سوى جزء من العمل المطلوب عمله من المسلم
29 - حدثنا عبد الله ، ثنا علي بن إبراهيم اليشكري ، ثنا موسى بن إسماعيل الجبلي ، ثنا حفص بن سليمان أبو مقاتل ، عن عون بن أبي شداد ، عن الحسن قال : قال لقمان لابنه رضي الله عنهما : « يا بني العمل لا يستطاع إلا باليقين ، ومن يضعف يقينه يضعف عمله " ، قال : وقال لقمان لابنه : « يا بني : إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والصحة ، وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والضمة ، وإذا جاء من قبل الرغبة والرهبة فأخبره أن الدنيا مقارفة ومتروكة "
الخطأ وجود ضمة القبر وهو يخالف أن الجنة والنار فى البرزخ موجودتين فى السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود هو الجنة مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات "والموعود النار مصداق لقوله بنفس السورة "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "
30 - حدثنا عبد الله ، ثنا هارون بن عبد الله الحمال ، ثنا سيار ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن يونس ، قثني من ، سمع عمار بن ياسر ، يقول : « كفى بالموت واعظا ، وكفى باليقين غنى ، وكفى بالعبادة شغلا "
هنا اليقين الغنى وهو ما يخالف كونه أن لا ترضي الناس بسخط الله فى الرواية التالية:
31 - حدثنا عبد الله ، ثنا الحسن بن الصباح ، ثنا سفيان ، عن أبي هارون المديني ، قال : قال ابن مسعود : « اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله ، ولا تحمد أحدا على رزق الله ، ولا تلم أحدا على ما لم يؤتك الله عز وجل ، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ، فإن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه وحلمه جعل الروح والفرج في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط "
32 - حدثنا عبد الله ، ثنى عبد الرحمن بن صالح ، عن الحكم بن ظهير ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، قال : « من علامات المسلم قوة في دين ، وحزم في لين ، وإيمان في يقين ، وحلم في علم ، وكيس في رفق ، وإعطاء في حق ، وقصد في غنى ، وتجمل في فاقة ، وإحسان في قدرة ، وطاعة معها نصيحة ، وتورع في رغبة ، وتعفف في جهد ، وصبر في شدة ، لا ترديه رغبته ، ولا يبدره لسانه ، ولا يسبقه بصره ، ولا يغلبه فرجه ، ولا يميل هواه ، ولا يفضحه بطنه ، ولا يستخفه حرصه ، ولا تقصر به نيته "
هذا القول والعديد من الروايات تبدو عبارات موضوعة على لسان بعض أدباء الإنشاء الذين يولدون الألفاظ دون مراعاة لصحة المعنى خداعا للقراء الذين يحبون زخرف القول فالحزم واللين كما سبق أن قلنا ضدان لا يمكن اجتماعهما معا كما أن الإيمان واليقين يأتيان بمعنى واحد وهو تصديق وحى الله
33 - حدثنا عبد الله ، قثني أبي رحمه الله ، أنا عبد العزيز القرشي ، عن سفيان ، عن زياد بن المضفر ، قال : سمعت الحسن ، يقول : « يا ابن آدم إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل "
المستفاد من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله
34 - حدثنا عبد الله ، ثنا سعيد بن سليمان ، عن سنان بن هارون ، ثنا عمرو بن قيس ، قال : « كان رجل من التابعين خيارا يقال له زيد الأعسم وقعت عليه صرة وهو قائم يصلي فنظر فإذا فيها : اللهم إني أسألك يقين الصادقين ، وصدق الموقنين ، وعمل الطائعين ، وخوف العاملين ، وعبادة الخاشعين ، وخشوع العابدين ، وإنابة المخبتين ، وإخبات المنيبين ، وإلحاقا برحمتك بالأحياء المرزوقين "
نفس الكلام وهو أن هذا كلام إنشاء حيث يتلاعب المنشىء بالكلمات وهو لا يعرف هل المعنى صواب ام خطأ والمسلم لا يتقعر فى الكلام وغنما يطلبه بالألفاظ العادية لا يراعى هذا الجنون الإنشائى
35 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو يعقوب التميمي ، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي قال : حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب البصري ، قال : سمعت بلال بن سعد ، يقول في موعظته : « عباد الرحمن اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال ، في دار زوال لدار مقام ، ودار حزن ونصب لدار نعيم وخلد ، ومن لم يعمل من اليقين فلا يتعن "
الخطأ كون الدنيا دار حزن ونصب وهو ما يخالف وجوب التمتع بمتاعها الحلال كما قال تعالى ط قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق" وهو ما سماه عقلاء بنى إسرائيل عدم نسيان النصيب الدنيوى فقالوا ناصحين لقارون"ولا تنس نصيبك من الدنيا"
36 - حدثنا عبد الله ، قثني أبو يعقوب التميمي ، ثنا العباس بن الوليد ، عن أبيه ، ثنا الأوزاعي ، قال ربما سمعت بلال بن سعد ، يقول : « كأنا قوم لا يعقلون وكأنا قوم لا يوقنون "
هنا رجل يصف ما يجرى من الناس فى عهده
37 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو يعقوب ، ثنا العباس بن الوليد ، قثني أبي ، قثني الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب قال : سمعت بلال بن سعد ، يقول : « عباد الرحمن ، أما ما وكلكم الله به فتضيعونه ، وأما ما تكفل لكم به فتطلبونه ، ما هكذا نعت الله عباده الموقنين ، أذووا عقول في طلب الدنيا وبله عما خلقتم له ؟ ، فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعة الله عز وجل ، فكذلك اشفقوا من عذاب الله بما تنتهكون من معاصي الله عز وجل "
هنا الرجل يعظ الناس طالبتا طاعتهم لله كما يريدون من الله العطايا
38 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبي ، ثنا الحسين بن عبد الرحمن ، عن أحمد بن أبي الحواري ، ثنى أبو سليمان ، عن عبد الواحد بن زيد ، قال : مررت براهب في صومعته فقلت لأصحابي : قفوا حتى أكلمه فدنوت منه فقال لي : « يا عبد الواحد إن أحببت أن تعلم علم اليقين فاجعل بينك وبين شهوات الدنيا حائطا من حديد "
الخطأ أن علم اليقين يكون فى الدنيا وهو علم الموت برؤية النار والجنة كما قال تعالى "كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم"
40 - حدثنا عبد الله ، ثنا محمد بن عباد بن موسى ، عن محمد بن مسعر اليربوعي ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للحسن بن علي رضي الله عنه : « كم بين الإيمان واليقين ؟ قال : أربع أصابع . قال : بين ، قال : اليقين ما رأته عينك ، والإيمان ما سمعته أذنك وصدقت به ، فقال : أشهد أنك ممن أنت منه ذرية بعضها من بعض "
الخطا كون اليقين المرئى بالعين وهو ما يخالف أن السراب يرى ماء بالعين ومع هذا هو ليس ماء كما قال تعالى " كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا" فليس كل المرئى يقين وإنما بعضه وهم
41 - حدثنا عبد الله ، قثني الحسين بن علي ، ثنا عبد الجبار بن يحيى الأزدي ، ثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : قال الحسن : « ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه من شك لا يقين فيه من أمرنا هذا "
كلام عن الفتنة وهى تحول الدولة المسلمة لدولة كافرة فى عهد الصحابة المؤمنين باقتتالهم على الحكم وهو ما لم يحدث لأن الدولة لا تتحول للكفر فى عهد الصحابة وإنما فى عهد الخلف وهم من بعدهم بقليل أو كثير وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "

اجمالي القراءات 4924