صحابة الفتوحات

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٤ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السلام عليكم انا احترم اجتهاداتكم استاذ أحمد وكل الكاتبين في الموقع, لكنني أود التساؤل باختصار عن امر معين (ولو اني لي العديد من التاسؤلات والملاحظات على العديد من مقالاتكم وكتبكم واستفسارات بخصوص بعض الفتاوى الاخرى), وهو ما ورد عن صحابة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام, فمما استخلصته من بعض مقالاتك وكتبك ان عمر طواغوت, وابو بكر يمكن اعتباره طاغوت ايضا, والامر نفسه ينطبق على عثمان, ويمكن تصنيف علي في خانة اقل جرما ولكنه افضل... اعذرني لكن هذه هي الخلاصة التي يمكنني الخروج بها مما كتبته. انا هنا لا ادفع عن احد, لكنني استفسر, الا يدل هذا عن ضعف شديد في ثقتك برسول الله؟ اذ كيف يكون اربعة من اكثر وافضل من صاحب الرسول منذ اول لحظة حتى اخر نفس طواغيت يقمعون المسلمين ويقتلونهم ويعتدون على الاخرين ويسرقون المناصب (او على الاقل يقتلون من يعترض على اعتلائهم تلك المناصب)؟؟؟ قد يكون هناك منافقون من الصحابة لكن لا يمكنني كمسلم ان اقتنع ان الرسول اختار ان يصاهر طاغوتا منافقا بجانبه ! ولا يمكنني ان اهضم كيف لرجل امن بالرسول من دون تردد وصاحبه في الهجرة ومر معه مما مر (مثل قصة الغار, التي قصها لنا الله عز وجل في القران) واخر يفديه بنفسه بالنوم في سريره, واخر يفديه بروحه في حروب اجمع عليها كل المؤرخون والمهتمون بالشان الاسلامي, واخر كان من اغنياء العرب فتصدق ومول الجيوش وفدى المسلمين بامواله.. بل ضحى بنفسه لاجل ان لا يشعل فتنة واقتتال بين المسلمين (من ارادو قتله ومن يدافعون عنه)..... وفي الاخير اجد ان هؤلاء كانوا طواغيت او مجرمين مثلا؟؟ كيف يستقيم هذا؟ وكيف يمكنني ان اصدق ان اصحابه المقربون (وليس اي شخص راه او جالسه) ومن هاجروا معه وقاتلوا معه وو و و و كيف يصبحوا فجأة كما وصفتهم في (المستور من تاريخ عمر... وغيره)؟ من جهة اخرى, لقد استدللت بالتاريخ او الروايات, واغلبها يعتبره رواة الحديث (في المذاهب) بالضعيف... فبغض اتفاقي مع ما جاء وانه هناك حديث ام لا, ان كنت ساصدق, هل ساصدق ما جاء باجماع الكثيرين (رغم معارضة البعض) ام ساصدق روايات قد لا يصدقها احد او على الاقل يضعفونها ؟؟ ارجوا ان لا اكون اطلت عليك استاذنا الكريم, وتقبل فائق الاحترام والتقدير.
آحمد صبحي منصور

أهلا ابنى العزيز

أتفهّم الصدمة التى تشعر بها من قراءة هذه المقالات التى تُحطّم ما تعودنا عليه من تقديس الصحابة والخلفاء الراشدين . لذا أنصح أن تعيد قراءة الموضوع بهدوء مع الأخذ فى الاعتبار الآتى  وقد سبق شرحه فى المقالات :

1 ــ  الروايات التاريخية ( السنية )عن الصحابة والخلفاء الراشدين هى أساس الحكم عليهم عند الاحتكام بشأنها الى القرآن الكريم . نحن لا نخترع شيئا . هى روايات تاريخية نبحثها بالمنهج البحثى التاريخى ، ثم نعرضها على القرآن الكريم .

2 ـ هناك حقيقة قرآنية تؤكد ان المتقين هم الذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا ، والوصول للحكم والسيطرة والصراع السياسى والفتوحات والاعتداء الحربى والاحتلال كله من أبشع أنواع الظلم الذى لا يقوم به المتقون أبدا . المتقون من الصحابة هم من ابتعدوا عن هذا ولم يهتم بهم التاريخ فليس لهم ذكر فى سطوره ، بينما هم عند الرحمن من السابقين الأولين من المهاجرين والانصار. وهنا نتذكر أن النبى عليه السلام لم يكن يعلم سريرة أصحابه وأن منهم من ( مرد على النفاق ) أى كان قريبا منه جدا وهو الأشد كفرا ونفاقا ، وقد توعدهم رب العزة بعذاب مرتين فى الدنيا وعذاب عظيم فى الآخرة . ومنفهوم انهم هم الذين إنقلبوا على الاسلام وحولوه الى غزو واحتلال بعد موت النبى عليه السلام .وصاروا من أعلام التاريخ العربى والعالمى فى هذه الدنيا .

3 ـ وفى النهاية فإن النبى نفسه عليه السلام لا يُجسّد الاسلام . ولنا مقال منشور بهذا العنوان .

 لذا أرجو أن تتحمل وتتصابر وتقرأ المزيد من أبحاثنا .

أكرمك الله جل وعلا وهدانا وإياك الى الصراط المستقيم .

اجمالي القراءات 7896