أيها المحمديون! لماذا لا تستنكرون

موسى إبراهيم في الثلاثاء ٢٣ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

قُتل في سريلانكا أبرياء مؤمنون مسلمون، بسبب أحاديث الإفك والقتل والسبي والإضهاد التي أنتم لها مؤمنون، لم تعتدوا فقط على البشر والحجر بل وبالإفتراء على الله رب العالمين، بقولكم أن خاتم النبيين أُوحي إليه غير القرآن الكريم، من أحاديث القتل والفتوحات ونشر الدين، بسيف الشيطان الرجيم، الذي أنتم له عابدون، مالكم كيف تحكمون! أنسيتم قول الله العزيز الحكيم: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)) البقرة.

 

ما لكم لا تستنكرون.... في مواقع التواصل الإجتماعي والأخبار لا أراكم تشجبون، وخاصة شيوخكم المعروفين، الذين لهم أتباع بالملايين! وأقول عن علمٍ وبحثٍ أنني بعد الإطلاع على الكثير من مواقعهم وصفحاتهم في آخر يومين لم أرى لهم أيّ تغريدة أو تدوين، وأخص بالذكر إحدى أشهر منابر الإخوان المسلمين، قناة أخبار ودين، لم تذكر حتى خبراً ولو على الهامش عن أولائك الأبرياء المساكين، الذين ماتوا بتفجير الإرهابيين... أنا شخصياً أعتبر سكوت مواقع الأخبار عن هذا الفعل الجبان نوعاً من الرضى أو الحياد أو "مثّل أننا ميتين"....!    

 أم أنّ سيريلانكا وأبناؤها أقل درجة من النيوزيلنديين المسلمين ؟!

 هل قاتلوكم أو هاجموكم أو تجرأوا عليكم  "لا سمح الله" فقالوا مثلاً أن أحاديث قتل غير "المسلم" في البخاري هي السبب في نشر هذا الفكر العقيم،أو أنها هي السبب لما حصل في كنائس المسيحين!

على الأقل قولوا واستنكروا وانشروا على الفيس بوك وتويتر: أنّ هذا ليس من عمل المسلمين، وأنه ليس في ديننا أن نقتل من لا يؤمن بالله تعالى وخاتم النبيين، وأنّ لهم دينهم ولنا دين، وأنّه لا إكراه في الدين، كما يقول ربنا في القرآن الكريم وكما خاطب خاتم النبيين، سبحانه وتعالى قائلاً: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) يونس)........ وأنّ البخاري من أكذب الكاذبين... ثم احلفوا بالله العظيم لكلّ الأمم أنّ البخاري هو من شوّه صورة الإسلام والمسلمين بقوله أن محمداً هو الذي قال أن نقتل الأبرياء المسالمين بحجة نشر الدين، وأنه إفترى الكذب على الله تعالى خاتم النبيين... وأننا اكتشفنا هذا متأخراً ولكم منّا اعتذارٌ على عمل كل أجدادنا الضّالين.... وأننا نحمد الله تعالى على أن جعلنا من المهتدين.... وأننا من اليوم سوف ننطلق بجهادنا السلمي، وتبيين الإسلام الحقيقي، وأنّ هذا ما أمرنا به رب العالمين وما عمل به خاتم النبيين..... وأننا سنتمسك فقط بالقرآن الكريم....وأننا سنغير المناهج في المدارس والجامعات لتكون فقط في تدبر القرآن العظيم، ونقد كتب الأفّاكين، ثم نظهر للعالم دين الإسلام السمح الكريم، وأنه دين كل إنسان مسالم مؤتمن الجانب بغض النظر عن معتقده برب العالمين، الذي لا نعلمه ولن نستطيع أن نعرف إن كان من الكافرين، وأن كلّ معتدٍ بغير حق هو ليس من الإسلام في شيء وأنه ليس من المسلمين.....ثم تُنهوا خطابكم قائلين: مجدداً نعتذر عن السلف الفاسقين، ونستغفر الله العظيم ونرجوه وندعوه تضرعاً وخفية أن يغفر لنا خطيئتنا يوم الدين ......... هل تجرؤون؟

 

بل قست قلوبكم ولا تستطيعون ....ولأنكم أيضاً لا تخافون الله رب العالمين، بقدر خيفتكم من شيوخكم وأسيادكم الذين سوف يُكفّرونكم ثم يرجمون، علماً أنّكم في معظم دول الإضّهاد يحكمكم شبه علمانيين، يغازلون الغرب ويدعون إلى محاربة الإرهاب وفي نفس الوقت هم الدّاعمون، لهذا الفكر المجرم فكر المحمديين!

  ولكن مهلاً، إنّهم هم المسيطرون ويعتقلون كثيراً من شيوخ الفتنة والضلال ويرموهم في السجون، غريبٌ هذا التناقض في منهجهم الغير مفهوم...... بل هو مفهوم... ولكن ليس هذا هو الموضوع، لأنني أريد أن أتحدث عن فكر المحمّديين، الذين صنعوا أولائك الإرهابيين الذين قتلوا المُصلّين في سريلانكا في عيد قيامة مسيح المسيحين

 

 لكنكم أيها المسلمون المشركون..... الذين فقط في الفعل مُعتدلون، ليس لأنّكم ترغبون بل لأنكم محكومون، أما في الفكر فيجب قتل المرتدين وقتال الناس حتى يدخلوا الدين.... نسيتم أنّ هذا المنهج "الغير مفهوم" هو الذي حماكم من أولائك الذين في السجون، الذين لو حكموكم لقتلوكم لمجرد مخالفتكم لهم في المسح على الخفيّن، هل علمتم الآن معنى أن الله تعالى هو أرحم الراحمين ... تلك الرحمة في الحياة الدنيا ولكن لا تشعرون، فالشيطان يعدكم ويُمنّيكم أنّها في الآخرة مهما كنتم في الدنيا تعملون .... لكنكم كعادتكم أعرضتم ونسيتم أن الله تعالى يقول في كتابه الحكيم: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)) النحل.

 أم أنّكم فعلاً تؤمنون، أن تفجير المعابد في سريلانكا عمل كريم !!!! مهلاً أنا لا أتهمكم بهذا، إنما أستنكر سكوتكم بصيغة سؤال ربما يستفزكم، فتستيقظون فتستنكرون..... لا أتّهمكم لأني أفهم فطرة رب العالمين في القرآن الكريم.... أنا أعلم أنكم ساكتون ولكن متعاطفون وأنّ أكثركم لا يرى هذا العمل الجبان عملاً سليم.... لأنّكم عند رؤية ألم الآخرين والدماء وقتل الأبرياء فقط ترجعون، إلى الفطرة الإلهية التي فطر الله تعالى الناس عليها حتى لو كنتم من أكثر الضّالين، فتلك الفطرة السليمة لا يستطيع أن يُبّدلها الشيطان الرجيم في وقت الخوف والحاجة وقتل النفس بغير حق لا من خلال البخاري ولا مسلم ولا شيوخ السلفيين، يقول رب العالمين: (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) المائدة. وتلك الآية تجعلني أؤكد لنفسي أنّ أكثركم متعاطفون، قلبياً، مع ضحايا سيريلانكا البريئين......  

 ثم بعد أسبوعين يأتي الشيطان الرجيم، ويُغطّي تلك الفطرة الإلهية، فتنسون أن تتخذوه عدواً لكم كما أمركم الله تعالى في كتابه الحكيم، وتركضون إلى خطبة الجمعة وتسمعون، قول شيخ الإرهابيين، أن أحد الدجّالين، إفترى على الرسول الكريم، أنّ الله أوحى إليه أن يُقاتل الناس أجمعين حتى يشهدوا أنه لا إله إلاّ الله وأنّ محمد سيد المرسلين، وأنه خاتم النبين، ويضرب لكم الأمثال في بطولات الخلفاء الراشدين، وفتحهم لمصر والأندلس والصين، بجيوش القادة المسلمين، الذين أيّدهم الله بالنصر وجعلهم الوصيين على البشرية الكافرة الفاسقة المشركة بالله العظيم، كما قال حسن البنا شيخ الإخوان المسلمين في رسائله العظيمة للاّحقين.

ثم يُخفّف الخطيب النبرة لأن هناك مخابرات جالسين، فيقول: يا إخوتي يجب أن تعرفوا أن الحديث الذي أمر به الله تعالى رسوله أن يُقاتل الناس حتى يكونوا مؤمنين، يستغلّه الآن الإرهابيون، في تبرير أعمالهم ضد العُزّل المدنيين، علماً أنّ هذا الحديث له تفسير ويجب أن لا يعمل به أي إنسان حتى يفهم من علماء الحديث المختصين، عن أسباب نزوله، والظرف في ذلك الوقت الذي قاله فيه خاتم النبيين، فلا تفجروا أنفسكم إلاّ بموافقة الجماعة كما أفتى الشيخ القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين.   

 ثم إنّ هذا كان أيام الصحابة والعباسيين والأمويين ونحن لسنا مثلهم، ولن نصبح مثلهم لأننا ابتعدنا عن الدين، وأن حربهم وفتوحاتهم كانت من أجل السلام ونشر الدعوة وتحقيق العدل الذي أراده رب العالمين، أما الآن فلا تعتدوا على البريئين وأطيعوا رؤساءكم وأسيادكم وشيوخكم الذين هم يفتون متى يُعتبر الجهاد في سوريا وليبيا فرض على المسلم، ومتى لا يكون...

 ثم يُنهي خطبته داعياً جاهراً لا متضرعاً معتدياً قائلاً: اللهم انصر الإسلام والمسلمين،  اللهم انصر المجاهدين في كل مكان الذين يُقاتِلون في سبيلك لتكون كلمتك هي العليا يارب العالمين..... ثم لا تتساءلون ... عن أي مقاتلين ومجاهدين يتحدث شيخ الإرهابيين!؟  وتُنهون صلاتكم وتخرجون، من مسجد الضرار معتقدين أن هذا هو الدين، هذا إذا كنتم للخطبة أصلاً مستمعين، ثم أنتم مرة أخرى تشركون، ألم تكونوا على الفطرة الإلهية قبل أقل من أسبوعين، وقلوبكم مستنكرة عمل الإرهابيين! ما الذي حدث لكم ولماذا قبلتم كلام البخاري وخطيب الجمعة وأعوان الشياطين..... أنا أعرف السبب، لقد أخبرني الله الفاطر العظيم، في كتابه الحكيم، عن تصرفكم أيها المسلمون المشركون:(قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64)) الأنعام.      

رحم الله تعالى ضحايا الإرهاب في سريلانكا، ولا أستطيع أن أواسي نفسي وأقول أنّكم يوماً سوف تهتدون، أو أن هذا العمل المشين، سوف ينتهي، لأن الله العظيم قال في كتابه الحكيم:( لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)) الزخرف. صدق الله العظيم 

اجمالي القراءات 4286