قراءة فى كتاب علم الخوارق

رضا البطاوى البطاوى في السبت ١٣ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى كتاب علم الخوارق
 الكتاب اسمه الباراسايكولوجى ومؤلف الكتاب هو سامى الموصلى والباراسيكولوجى اسم أجنبى يعنى ما وراء النفس ويسميه البعض علم نفس الخوارق وفى هذا قال مؤلف الكتاب ص33:
"يتكون مصطلح الباراسايكولوجى من مقطعين البارا والسايكولوجى وتعنى البارا قرب أو يجانب وسايكولوجيا تعنى علم النفس فالمصطلح يعنى ما يجاور علم النفس وهناك ما يدعوه علم نفس الخوارق وهناك من يدعوه ما وراء علم النفس ..الخ من مصطلحات تجتمع عند معنى ما يتجاوز علم النفس من ظواهر خارقة وغريبة؟ "
بداية لا يوجد شىء اسمه خوارق بشرية فقد انتهى زمن المعجزات وهى الآيات التى يعتبرها الكثيرون خرق لقوانين الطبيعة كما قال تعالى :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
الكتاب كتب فى الثمانينات من القرن العشرين ومن ثم فهو نتاج لما كان يسمونه الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالى والشيوعى فقد عمد الفريقين إلى حرب الإشاعات فأذاعوا أخبار الخوارق وخصصوا لها مؤسسات ودراسات بغرض تخويف كل طرف للأخر من خلال ما يملكه من بشر لهم خوارق يتم نشر أخبارهم
الخوارق أو الكرامات كما يطلق عليها فى مجتمعاتنا هى نتاج التخلف والجهل وتخويف الناس كى يخضعوا للسلطات الحاكمة وقد ارتبطت بما يسمى الحركة الصوفية وهى حركة مرتبطة فى نشأتها بالفرق الكافرة التى هدمت دولة الإسلام الأخيرة والتى أرادت أن يستمر حكمها لمنطقتنا باسم الإسلام المحرف الذى اخترعوه ليطبقه الناس فى حياتهم
ما يسمى خوارق فى حياتنا على نوعين:
الأول :خوارق الدجل والنصب وهى أمور تعتمد إما على استخدام مبادىء علمية لا يعرفها الناس وإما على حيل خداعية كما يروى عن بعض الصوفية أنه كان يصنع جيوبا كثيرة خفية فى الجلباب أو القفطان ويطلق منها العطور أو ينثر منها الدنانير والدراهم وإما على إطلاق الإشاعات مثل طيران نعش فلان أو علان من الأولياء المزعومين
الثانى الشذوذ ويقصد به وجود أمور مخالفة لطبيعة الجسم مثل وجود مرونة فائقة عند البعض بحيث يحرك عظامه أو عضلاته أو الاثنين معا بطريقة لا يفعلها بقية البشر ومثل قدرة البعض على لى القضبان المعدنية ومثل قدرة البعض على أكل الزجاج وهو أمور يعتبرها الأطباء خلل فى الخلق
لو توجهنا إلى القرآن للبحث عن الأمور التى يعتبرها البعض خارقة لوجدنا عدة أمثلة هى :
الأول :صرح سليمان (ص) وهو صرح مبنى على مبادىء علمية وهى شفافية مادة البناء سواء كانت زجاج أو غيره ولذا ظنت ملكة سبأ أنه لجة أى ماء متحرك فرفعت ملابسها حتى لا يبلها الماء وفى هذا قال تعالى :
"قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين
الثانى عصى وحبال سحرة فرعون وهى أمور مبنية على حيل خداعية حيث ظهر الثابت لمظهر المتحرك وفى هذا قال تعالى :
"قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس فى نفسه خيفة موسى"
الثالث:الإشاعات عن ملك سليمان (ص) وفى هذا قال تعالى :
"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر"
الرابع الشذوذ البصرى المؤقت وهو متمثل فيما حدث فى غزوة بدر حيث جعل الكفار يرون المسلمين قلة قليلة حتى يستهتروا بهم فى الحرب والمسلمون يرون الكفار قلة حتى يقويهم ويشجعهم على قتالهم وفى هذا قال تعالى :
"وإذ يريكهم إذا التقيتم فى أعينكم قليلا ويقللكم فى أعينهم ليقضى الله أمرا كان مفعولا"
الخامس نقل كرسى ملكة سبأ من بلد لأخرى فى لمح البصر وفيه قال تعالى :
"قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين قال الذى عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر"
الباراسايكولوجى إذا ليس علما ولا علاقة له بالعلم الحق ولكنه يستخدم فقط فى تسيير الكثرة البشرية فى اتجاهات معينة من أجل تحقيق أهداف الحكام كى يحتفظوا بسلطاتهم وكى تبقى المظالم البشرية موجودة خوفا مما قد يحدث لهم من أذى من جانب تلك القوى المزعومة من سحرة وكهنة وغيرهم
كاتب الكتاب كالكثيرين منا ممن تربوا على المفاهيم الخاطئة فهو يعتقد فى قوى الجان والشياطين وفى قدرة السحر على جنون الإنسان فيقول:
"والتدرب عليها فقد استثنى بحث الظاهرة الخارقة كعلم لهذا الإيمان واليقين الدينى العقائدى أما الجانب السحرى فهو أيضا حرام دينيا وهو من قدرات شيطانية تستعين بقوى الجان والشيطان وهو من الكبائر المحرمة فى الإسلام وتؤدى بالمتعامل بها إلى جهنم ويكلف صاحبها إضافة إلى أن السحر قد يقود إلى جنون الإنسان وإصابته من قبل هذه القوى الشريرة إذا لم يستطع السيطرة عليها عند استحضارها لهذا تركت هذه الظاهرة ولم تدرس من جانب البحث العلمى والمعرفى العربى "ص4
بالقطع الجن والشياطين ومنهم بشر ومنهم جن لا قدرة لهم على أذى الناس بالسحر لأنهم فقط يتكلمون الكلام المزخرف كما قال تعالى:
" وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
وأما الجنون وهو المس فلا يقصد به الجنون العقلى وإنما يقصد به قيادة الشيطان وهو الشهوة للنفس كما فى قوله تعالى " كالذى يتخبطه الشيطان من المس"
والدليل أن الله سمى الوسوسة طائف من الشيطان يصيل المسلمين فيعودوا للحق لعد ارتكاب الذنوب فقال:
"إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم فى الغى ثم لا يقصرون"
ونجد الموصلى يصدق الأوهام ويوهمنا أن العين المجردة تؤكد أن الأرض ليست مركز الكون فيقول:
"وحتى بعد أن أكدت العين المجردة أن الأرض ليست مركز الكون وجدنا العلماء يرفضون قبول حتى مجرد التجربة بالنظر بالتلسكوب على الفضاء للتأكد من المعلومات الجديدة وما أكثر العلماء الذين أحرقت كتبهم واضطهدوا واعدموا لأنهم طرحوا أفكارا علمية جديدة"ص11
وهو تخريف فالعين لاتقدر على مشاهدة الكون كله حتى تقرر ذلك ولكن العين المجردة تخبرنا أن الشمس تدور فوقنا أى فوق الأرض
كما أن المقراب وهو التلسكوب لو نظرنا فيه لن نرى فيه الأرض التى نحن عليها وهى تدور حول الشمس كما يزعمون لننا فوق الأرض والإثبات المحال لتلك الخرافة هو بالخروج لمكان فوق الشمس لمشاهدة من يدور فوق من
ويحكى الله لنا سامى حكايات ليثبت لنا وجود ظواهر خارقة فيقول :
"ومن أكثر الأمثلة ورودا على لسان مؤرخى الباراسايكولوجى فى حديثهم عن الظواهر الباراسايكولوجى فى التاريخ القديم مثال الملك كروسيس ملك ليديا مع عرافة دلفى لقد كان الملك كروسيس يريد معرفة قدرة الكهان على إعطائه استشارة صحيحة فى مسألة محاربته لجيش الفرس وأراد قبل أن يتخذ قراره باستشارة أحدهم أن يمتحنهم ليعرف الصادق منهم من الكاذب وهذه تعد أول محاولة تجريبية فى تاريخ الباراسايكولوجى حيث عمد الملك على اختبار معقد بما فيه الكفاية لكى يستبعد أعمال الحدس والتخمين والصدفة عمد إلى أن يسلق حملا وسلحفاة مها فى وعاء نحاسى ذى غطاء نحاسى وأرسل وفوده إلى الكهان المعروفين طالبا منهم إخباره عما يفعله المل فى هذه اللحظة حيث أن هذا العمل لا منطقى ولا معقول ولا واقعى ...ومن هنا وصفت التجربة بأنها تجربة نموذجية لاختبار قدرات الباراسايكولوجية للكهان والعرافين وفعلا إجابة عرافة دلفى كانت وحدها الصحيحة حيث وصفت ما كان الملك يفعله من سلق الخروف والسلحفاة فى وعاء نحاسى وبغطاء نحاسى " ص26
بالقطع الحكاية لا علاقة لها بالخوارق فكل ما فى الأمر إنها عملية تخمين أو أن عيون العرافة فى القصر أخبرتها بما فعله الملك
وحكى لنا الحكاية التالية:
"وإذا ما تدرجنا مع التاريخ نجد من الروايات النادرة ما ذكره الفيلسوف الألمانى كنت عن صديقه سويدنبرغ وكان مختصا بعلم المعادن وله بحوث مختلفة عديدة حيث أنه كان فى مدينة جودنبرغ عام1749 وشعر أنه يرى حريقا قد حدث فى مدينة ستوكهولم فى السويد على بعد 300 ميل عنه ووصف الحريق إلى السلطات وسمى لهم اسم صاحب الدار التى احترقت وقد أطفأت النار على بعد ثلاثة أبواب من منزله الخاص وفعلا جاءهم البريد فى اليوم التالى ليؤكد لهم كل ما قاله سويدنبرغ بالضبط"ص27
ما حدث فى الحكاية تفسيره أمر من اثنين إما أن سويدنبرغ حلم بالحادثة والأحلام ما هى إلا أحداث المستقبل تأتى فى صورة رموز غالبا كحلم السجينين مع يوسف(ص) أو تأتى واضحة تماما كما تحدث فى الحقيقة كحلم دخول المسلمين المسجد الحرام وإما أن سويدنبرغ اتفق مع أحد سكان ستوكهولم على إشعال الحريق
وحكى لنا سامى بعض خدع القديسين فقال :
" وفى العصور الوسطى تعددت ظواهر باراسايكولوجية لدى المتصوفين والقديسين جعلت الأسئلة المطروحة بلا جواب فالقديس فرانسيس كان يرتفع فى الجو إلى علو يصل إلى نهايات الأشجار ومرة اصطحب معه أحد الرهبان ووضعه على قمة شجرة أما المشاهدين وأما القديسة تريزا التى عاشت فى القرن16 فقد رويت عنها حوادث عديدة فى هذا الجانب علما أنه بالرغم من تلك الظواهر إلا أنها حتى ذلك الوقت لم تبحث بشكل علمى تجريبى ولم يجرؤ أحد من العلماء أن يجعلها مجاله حتى ولو فى مجال البحث النظرى علما أن ظواهر التنويم المغناطيسى كانت قد أخذت مساحة أكثر ومع هذا لم تبحث بشكل تجريبى"ص27
وما حكاه هنا يشبه ما يحكيه لنا أهلونا عن طيران النعوش أو طيران الولى فلان وهو كلام كله قائم على الإشاعات فالكاذب الأول يقول لفلان انه رأى وفلان وفلان ممن لا يعرفهم فلان السامع فيقوم السامع بنقل الكلام لجماعة أخرى وتنتشر الاشاعة عن كذا وكذا دون أن يكون لها حقيقة
وقد يكون الأمر خدعة مبنية على علم مثل المرايا فالزجاج عندما يوضع بطرق معينة يظهر لنا صورا ليست حقيقية فيظهر فيها الشىء مثلا وهو طائر أو أضخم مما هو فى الحقيقة أو اصغر مما هو فى الحقيقة
ولا يتوقف سامى عن الحكايات فيحكى لنا التالى :
"لقد وقف كروكس مشدوها رغم كل الوسائل العلمية أمام تجربة يقوم بها دانيال هود الذى كان فى استطاعته فى غرفة مضاءة اضاءة باهرة وهو مربوط بأسلاك كهربائية تجعل أى حركة منه كافية بقرع جرس تنبيه أن يجعل جميع أثاث الغرفة يتحرك"ص28
خدعة أخرى مبنية على العلم بمبادىء علمية لا يعلمها الناس فأرضية الحجرة قد تكون متصلة بسلك زنبركى قوى ومع الرجل جهاز تحكم عن بعد يرسل الإشارة للآلة التى بها السلك فيحركها
ويظل الرجل يحكى لنا وهو يتكلم عن التخاطر وعن كونه حقيقة ثابتة فيقول:
"لعل التخاطر هو أكثر الظواهر الباراسايكولوجية شيوعا وأكثرها قبور لدى جميع العلماء سواء كانوا علماء نفس أم علماء فى الباراسايكلوجى كما أن التخاطر هو أكثر موضوع بحث من قبلهم دورات المناقشات والندوات والمؤتمرات حوله كما أنه أكثر الظواهر قربا إلى التصديق وذلك لكثرة تكرار حالاته ولدى أشخاص عاديين "ص43
والتخاطر أو توارد الخواطر أو اتفاق الكلمات شىء واقع وهو ليس أمر خارق لكونه يحدث عشوائيا دون اتفاق وقد أشار له عنترة بن شداد فى قوله :
ما أرنا نقول إلا معادا من قولنا مكرور
ويحكى لنا حكاية أخرى فى التخاطر فيقول:
ولعل أنضج التجارب التى يرويها علماء الباراسايكولوجى فى جانب التخاطر هى تجارب جامعة ديوك التى قام بها راين فى قسم الباراسايكولوجى حيث صمم أوراق زنر الخمسة المعروفة دائرة مربع نجمة خطوط متموجة وأجرى تجارب على أشخاص ليرى مدى استطاعتهم معرفة الرموز دون رؤية البطاقات وكان من بين الأشخاص الذين أجراها عليهم طفلة فى التاسعة من عمرها استطاعت أن تعرف الخمسة والعشرين رمزا المخفية إلا أن حالات النجاح كانت فردية وبقى يجرى التجارب لمدة 40 عاما مستنتجا أن هناك طاقة أو قدرة للتخاطر لا يتطرق إليها الشك "ص45
ما يحكيه هنا ليس اتفاق للخواطر وإنما تخمين فقط أو ما يسمونه التنبؤ ويربط الرجل التخاطر بالتجارب العلمية فيقول:
" لقد أثبتت بعض الدراسات أن توارد الخواطر يرتبط بإشارات ألفا فى الدماغ ويبدو أن الظاهرة تحدث تحت ظروف سيكولوجية معينة كما أن ضغط الدم لدى الشخص يتغير وتتغير سرعة دقات القلب ويتم التوافق بينها لدى كل من المرسل والملتقى ص46
بالقطع ما يحدث هو حوادث تحدث عشوائيا ولا علاقة لها بالتجارب العلمية فكل الأدمغة فيها نفس الإشارات إلا أن يكون بها خلل
ويجرنا الرجل إلى اسم غريب أخر وهو السيكو كينزيا فيقول:
"ثانيا السيكو كينزيا لاشك أن من أهم الظواهر الباراسايكولوجية بعد ظاهرة التخاطر هى ظاهرة السيكو كينزيا والتى تعنى تحريك الأشياء ورفعها عن الأرض والتأثير فيها دون أى إتصال مادى معروف وقد تفسر بأنها قدرة العقل على التأثير فى المادة وقد يسميها بعض الكتاب بالتحريك النفسى" ص59
وهو تخريف فلا يوجد أحد قادر على تحريك الأثقال عقليا وكل ما يحدث هو وجود جهاز تحكم عن بعد يقوم بالتحريك لا يراه من يشاهد تلك الأمور وهو من المؤكد أن مخفى فى طيات ملابس من يقوم بالعمل ويروى الرجل الحكاية التالية:
"ويذكر أن أكثر حوادث هذه الظاهرة وضوحا وقوة هى حادثة هارى برايس الذى قام بتجربة على فتاة كانت تستطيع أن تضغط مفتاح تلغراف حتى تغلق الدائرة الكهربية وبذلك تضىء لمبة حمراء بدون أن تلمس أى شىء بيدها وقد استطاعت الفتاة ولعدة مرات متكررة أن تقوم بهذا العمل ص59
كما يروى حكاية ثانية فى نفس المجال فيقول:
"على أن أشهر الشخصيات فى تاريخ البارسايكولوجى والتى تحدث عنها الشرق والغرب على السواء فى مجال السيكوكينزيا هى السيدة ميخائيلوفا الروسية التى ولدت عام1927والتحقت بصفوف الجيش الأحمر بعد محاصرة الألمان مدينة لينينغراد وقد وصفت إنها كانت تحارب ببسالة على متن دبابة من طراز ت 34 كعاملة راديو وقد أصيبت فى المعارك وبغض النظر عن قصة حياتها وتفاصيلها فإن هذه السيدة كانت تستطيع تحريك الأشياء أمامها وكانت تستطيع جعل حركة البوصلة عكس مسارها "ص60
وحكاية تحريك البوصلة عكس مسارها تتطلب العلم ببعض علم المغناطيسية كتنافر الأقطاب أو انجذابها والحكاية الأخرى لها عن تناولها الطعام عن بعد والتى لم نكتبها هنا تحتاج لإعداد المنضدة من أسفل لكى تقذف الطعام فى فمها أو عن طريق جهاز تحكم عن بعد وإن كانت كل الحكايات المتعلقة بالروس والأمريكان والانجليز وغيرهم من المعسكرين تدخل فى باب التخويف بالاشاعات وليس من باب الحقيقة
وأما حكاية رمى الزهر للحصول على أرقام عالية فقط فى قوله:
"ففى أواسط عام 1933 دخل أحد المقامرين المحترفين على قسم علم النفس فى جامعة ديوك فى ولاية كارولينا وطلب مقابلة راين وكان يدعى أن بإمكانه رمى الزهر للحصول على أرقام عالية فقط وطلب من راين أن يقوم بفحصه للتأكد من هذا الإدعاء واستهوت المغامرة راين وقام الاثنان بإجراء العديد من التجارب التى أسفرت عن نتائج غير طبيعية ص63
فنحيلها للاعبى الطاولة وغيرهم والكثير منهم يجيد شىء يسمونه قرص الزهر حيث يرمون الزهر بطريقة تدربوا عليها فتأتى فى الغالب بالنتيجة المرجوة
ويحيلنا الموصلى على كتاب صينى للتنبؤ فيقول:
"ولو عدنا على أعماق التاريخ الإنسانى سنجد أن أقدم وثيقة مكتوبة وصلتنا من عمق التاريخ الصينى البعيد هو كتاب أى جنك الذى يرجعه بعض الباحثين على عام 3322 قبل الميلاد وتنسبه التقاليد الصينية إلى الحكيم الملك فيوهس البطل الثقافى الأسطورى وأول من ابتكر المتواليات ذات الخطوط أساس الكتاب "ص74 وقال/
"هذا هو كتاب الآى جنك أول كتاب تنبؤى عرف فى التاريخ وهذه أهميته يقول مؤلف كتال حكمة الصين الأستاذ فؤاد محمد شبل أن أصل الكتاب كان سجلا للعرافة والكهان إذ ضم بين دفتيه رسوما اقتبسها مؤلفه أو مؤلفوه من الرسوم التى تنشأ عن حرق صدف السلحفاة فهذه الرسوم بعضها مستقيم والبعض الأخر مكسور فكان أن وضع الكهان والعرافون لكل مجموعة من الخطوط مغزى خاصا ورموزا تشير إلى معان محددة وأتت قراءة هذه الشقوق بالصعوبة البالغة فكان أن اتخذ العرافون متواليات ثلاثية ووضعوا بكل متوالية معنى خاص وشاعت هذه الطريقة لمعرفة الطوالع حتى لقد باتت الجيوش نفسها تستخدمها فى المعارك ويستعين بها الملوك فى رسم سياساتهم ويعتمد عليها الشعب فى توجيه شئونهم الخاصة"ص70
بالقطع كل هذا تخريف فلا يوجد شىء التنبؤ فى الأحداث والأخبار وإنما يوجد شىء يسمى الدورات فى الكثير من الظواهر وهو ما يجعل التخمين صحيح فى كثير من الأحيان لمعرفة ما يحدث
ويحكى الرجل لنا من ركام التاريخ عن نبوءات نوسترا أدامواس فيقول:
"لقد حدد نوسترا أداموس بنفسه طريقة وأسلوب عمله فى التنبؤ فيحدث ابنه قائلا إنك تستطيع أن تلقى نظرة على المستقبل إذا ركزت على السماء والأماكن التى تنسجم مع اتصالات فلكية معينة وعن طريق الإلهام توحى الأماكن والاتصالات بالأمور الخفية ؟...لقد تحدث نوسترا ادامواس فى رسالته هذه عن أنه كتب النبوءات على طريق 100 رباعية فلكية مكثفة وغامضة وأن نبوءاته تشكل كل ما سيجرى فى العالم حتى عام 3798"ص83
والكلام هو تخريف فالرجل كاذب وكل من يحاولون لإثبات صحة أقواله هم مجموعة ممن يريدون للخرافة أن تبقى فلا أحد يعلم الغيب كما قال تعالى "قل لا أعلم الغيب "
ويحيلنا الموصلى على حكاية تيتانك فيقول:
"لاشك أن من اشهر الظواهر التنبؤية فى القرن العشرين والتى طرحت مسألة التنبؤ على بساط البحث الجدى العميق والمصداقية التى جعلت التنبؤ مسألة لا يمكن غنكارها من الجميع هى حادثة الباخرة تيتانك وهذه الحادثة تعود إلى عام 1898 حينما ألف الكاتب الأميركى مورغن روبرتسون كتابا ذكر فيه قصة باخرة تدعى تيتانك كانت تحمل 70ألف طن وتنقل ثلاثة آلاف مسافر وكجهزة بثلاث محركات وطولها800 فدم وقد غرقت هذه الباخرة فى إحدى ليالى نيسان بعدما اصطدمت وسط الضباب بقالب ضخم من الجليد هذه هى القصة التى ذكرها الكاتب المريكى عام 1898 وقد ذكرها لا ليتنبأ وإنما كقصة عادية فهو إذن من الناحية المنطقية لم يكن يبنى فكرة نبوءة معينة وإنما خياله رسم مفرد هذه القصة كما شاء وكما تصور ولكن لنرى ما حدث فعلا فى هذا الصدد ص102
وقال:
فى عام 1913 غرقت سفينة تسمى تيتانك فيها جميع الأوصاف التى ذكرها الكاتب الأمريكى بالدقة والأرقام المحددة نفسها وبنفس التفاصيل ... لقد حلم السيد أوكونور قبل عشرة أيام من موعد سفره مع عائلته فى السفينة بأنها ستغرق واعتبر خلمه لأول مرة أضغاث أحلام ولكن الحلم تكرر مرات عديدة .. عندئذ قرر البقاء وأعاد بطاقة الشفر إلى الشركة وأعلن عن حلمه أصحابه الذين كتبوا إلى الجمغية الباراسايكولوجية الملكية فى لندن مخبرين بهذا الحلم وذلك قبل أسبوع من إقلاع السفينة "ص103
الحكاية أساسا ليس فيها أى نوع من العلم فالرجل كتب رواية وقرأها أحد الأغنياء فقرر بناء سفينة بنفس الاسم والمواصفات ولكنه لم يبنها لتغرق وحدثت مصادفة أن غرقت بنفس الطريقة فى الرواية التى سبقت وجود الحقيقة بعقدين
قد يكون هذا مصادفة أو أن أحدهم قرأ الحكاية ولما عرف بأمر بناء السفبنة قرر أن يغرقها فقادها للاصطدام بجبل جليدى أو احدث فيها انفجارا جعلها تغرق وقيل أنها ارتطمت بجبل الجليد خاصة أن روايات الناجين ليست متوافقة
ويقودنا الموصلى إلى امر أخر وهو الشفاء بالقرآن والدعاء فيقول:
بل إنها تتعدد بعدد رجال الكرامات والصوفية الذين يستخدمون القرآن وكلماته كوسيلة للشفاروهكذا نجد أن ظاهرة الشفاء الروحى فى الأديان تأخذ عبر التاريخ مساحة كبيرة لا يمكن نكرانها .....خاصة وأن هذه الظاهرة كمن يمارسها أصحاب الكرامات يؤكدون أنها ليست من عندهم وإنما هى من الله وما هم إلا وسطاء يقدمون دعواتهم وابتهالاتهم إلى الله وهو الذى يشفى ص112
وهو كلام يناقض القرآن ذاته فالله جعل القرآن شفاء لما فى الصدور وهى النفوس وهو الكفر فقال :
"وشفاء لما فى الصدور"
وما يحدث فى تلك العمليات ليس سوى عملية إيحاء نفسى من صدقها من المرضى تزداد مقاومة جسمه للمرض ويتغلب عليه فى العديد من الأحيان لأن النفس عندما ترتاح وتصدق أن الشفاء قادم تجعل الجسم يفرز المواد المسكنة بكثرة وهو ما يزيح الآلام جانبا فيصدق البعض أنه شفى وقد يشفى أحيانا فى الأمراض السريعة الزوال والبعض الأخر يفاجىء أن المرض عاد له من خلال عودة الآلام
ويعود سامى للحكايات وكأنه يطلب منا أن نصدق ذلك فيقول:
"ماذا نقول لهذا الإنسان المريض حينما يقرأ أن معالجا مشهورا هو وليم لليلى عندما قامت الحرب العالمية الأولى وقف أمام محكمة فى مانشستر قائلا أن جهده فى العلاج يمكن أن يكون له أهمية قومية فى ظروف الحرب ويأتى بعده هارى إدواردز الذى حصل على اعتراف واسع فى أكثر المجالات مما أدى إلى قيام بريطانيا عام1977 وعبر المجلس الطبى العام بانجلترا أن تدعو إلى امكان قيام التعاون بين الأطباء والمعالجين وهو الأمر الذى كان محرما فى السابق بل نرى بعض المعالجين مجورج تشامبان يقسن وقته بين مراكز العلاج فى بريطانيا وبين الولايات المتحدة المريكية وسويسرا بل إن بعض الدول مثل هولندا تقوم بمراجعة قوانينها بهدف الاعتراف بأشكال العلاج غير الأكاديمية "ص115
تكرار لحكاية الشفاء ومثلها حكاية الطبيب مسمر التالية:
"لاشك أننا إذا أردنا أن نرجع إلى أشهر المعالجين الذين اصبح لهم تأثيرا كبيرا ومدرسة نفسية لا يمكن تجاهلها فى تاريخ علم النفس المعاصر فعلينا أن نرجع إلى فردريك انطون مسمر صاحب نظرية المغناطيسية وإذا ما كتب تاريخ التنويم المغناطيسى فلابد من الرجوع إليه كأول من افترض وجود المغناطيسية فى التبادل الشفائى بين المريض والمعالج لقد كان هذا الطبيب النمساوى يعتقد كما جاء فى كتابه الذى أصدره عام 1766 والمسمى تأثير الكواكب إلى أن هناك فى الكون قوة تسرى فى الكائنات كلها وتؤث فيها كالمغناطيسية والكعرباء........وقد سرد مسمر تجاربه فى كتابه بعد ان استطاع أن يشفى الكثيرين من امراضهم عن طريق استخدام هذه القوة المغناطيسية وذلك بإمرار قضيب ممغنط على أجسامهم أو بالربت بهذا القضيب عليهم وأثناء علاجه لمرضاه كان يسمعهم هزفا على آلة موسيقية حيث رحظ أن نوعا من حالة النوم تستولى على المرضى أثناء الجلسة العلاجية وعزا ذلك على قوة مغناطيسة تنتشر فى جسمه وتنتقل إلى جسم المريض"ص120
وكل هذه الحكايات لا تثبت القدرة الشفائية لغير الأدوية ولكن كل هذا هو إيحاء نفسى إن صدقه المريض فإنه قد يشفى إن كان المرض متعلق بشىء مما يزول سريعا بزوال السبب فالبعض مثلا قد يعانى صداعا مزمنا بسبب تناول الملح من نوع معين فإن توقف لسبب ما عن هذا الملح شفى كدخوله مشفى أو جاوسه فى مكان أخر لا يستعمل نفس الملح والبعض مثلا قد يعانى مرضا بسبب الروائح فى بيته والتى قد يكون جسمه لديه حساسية ضدها فإن ذهب للمشفى أو عند المعالج عدة ايام يحس بتغير فى جسمه يجعله يظن أنه قد شفى والبعض الأخر لا يشفى لتعلقه بخلل فى عضو ما لا يمكن إصلاحه دون أدوية يتم تناولها أو جراحات تستأصل الجزء أو تغير شىء فيه
ويختتم الرجل كتاب حكايته وليس كتابه العلمى فيحكى الحكاية التالية:
"وتروى الصحف الإيطالية حديثا عن شاب إيطالى عمره 16 سنة يدعى بيندتو سوبينو ظهرت عنده قدرة غريبة على إشعال الحرائق بمجرد النظر ووصل الأمر بعائلته إلى مناشدة رئيس الجمهورية كى يتدخل لخل المشكلة التى عجز العلماء عن تفسيرها وقد اضطر والده على سجنه فى المنزل خوفا من كوارث جديدة"ص132
حكاية تقوم على إشاعة تروى فيصدقها الناس فلا يوجد حريق بدون سبب ولا أحد يقدر على إحداث حريق عقليا ولو كانت الحكاية صحيحة فليس لها تفسير إلا كون الشاب يضع متفجرات أو قنابل صغيرة ومعه جهاز تحكم عن بعد يضغط عليه عند النظر للشىء فيشتعل أو يكون متفق مع صديق له يقوم بوضع المواد المشتعلة على الشىء الذى ينظر به ويشعل الولاعة فيشتعل الشىء
وكما قلنا كل الحكايات فى الكتاب مرتبطة بالحرب الباردة وإطلاق الاشاعات لتخويف الأخر من الأسلحة الخفية التى لا وجود لها عنده
ومما يروى فى الأحاديث من خوارق أى معجزات ما يلى:
1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة وإذا نور بين أيديهما حتى تفرق النور معهما). البخاري (7/124 فتح).
2- وقصة أبي بكر الصديق مع أضيافه الثلاثة -وهي مخرجة في الصحيحين- لما ذهب بهم إلى بيته، فكانوا لا يأكلون لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا جميعاً، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر، فقال لامرأته: ما هذا؟! قالت: لا، وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار، قال فأكل منها أبو بكر، ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده، قال: وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل، فعرفنا اثنا عشر رجلاً مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل، فأكلوا منها أجمعون(.البخاري (2/76فتح)، ومسلم (3/1628).
- وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ، ثم جالت أخرى فقرأ، ثم جالت أيضاً، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أرها قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله بينما أن البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ ابن حضير) قال: فقرأت ثم جالت أيضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ ابن حضير) قال: فقرأت ثم جالت أيضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ ابن حضير) قال: فانصرفت، وكان يحيى قريباً منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرُج عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم)
4- وفي البخاري في قصة أسر المشركين لخُبيب الأنصاري رضي الله عنه، وسياقها طويل، وفيها تقول ابنة الحارث بن عامر الذي لبث خبيب عندهم أسيراً: والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب، والله لقد وجدته يوماً يأكل من قطف عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خبيباً
5 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي أنا عمر بن أحمد قال ثنا عبد الله بن سليمان قال ثنا أيوب بن محمد الوزان قال ثنا خطاب بن سلمة الموصلي قال ثنا عمرو بن أزهر عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه خطب يوما بالمدينة فقال يا سارية بن زنيم الجبل من استرعى الذئب فقد ظلم قال فقيل له تذكر سارية وسارية بالعراق فقال الناس لعلي أما سمعت عمر يقول يا سارية وهو يخطب على المنبر فقال ويحكم دعوا عمر فإنه ما دخل في شيء إلا خرج منه فلم يلبث إلا يسيرا حتى قدم سارية فقال سمعت صوت عمر فصعدت الجبل
"وهذه المعجزات لم تحدث لأن الله منع المعجزات وهى الايات فى عهد النبى(ص) فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"

اجمالي القراءات 7650