هذه مقولة الزعيم سعد زغلول فى افتتاح الجامعة المصرية، عندما قال عن خطبة د. أحمد زكى، التى خصّصها للحديث عن أمجاد الإسلام فى جامعة علمية تضم كل الأديان، قالها سعد زغلول، وكان عنده من الموضوعية والجرأة أن يصف الخطبة بأنها ثقيلة على السمع، بعيدة عن الموضوع، مجافية للذوق، وأنه ليس من اللياقة أن يتحدّث أحمد زكى هذا الحديث الدينى فى جامعة لا دين لها إلا العلم، هكذا قال وكتب سعد زغلول، ماذا لو استيقظ الزعيم من قبره ووجد جامعة المنصورة ترعى مؤتمراً للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة؟!، جامعة تفتتح بوتيكاً لمناقشات لا تمت إلى العلم بصلة، وتنتمى إلى عالم الدروشة، وهل الجامعة ستُخصص مؤتمرها القادم لمناقشة الإعجاز العلمى فى التوراة والإنجيل؟!، وتتحول ساحة الجامعة إلى جلسة زار ضخمة يحضرها شمهورش وعفركوش وكل الزغاليل النجارين من سماسرة إعجاز بول البعير وأنتيبيوتيك جناح الذبابة!!
هل يوافق على ذلك وزير التعليم العالى الذى أعرف عنه التزامه بالمنهج العلمى وتشجيعه للبحث العلمى؟!
كنت فى قمة الدهشة عندما قرأت الخبر، رئيس جامعة المنصورة ورئيس قسم الباطنة ومدير مركز الأورام ونائب رئيس الجامعة للبحوث العلمية يشرفون على مؤتمر الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة فى تلك الجامعة العريقة!!، هل الدولة ممثلة فى أكبر صروحها العلمية والبحثية قامت بتأجير عقلها مفروشاً وسلمته تسليم مفتاح للسلفيين والوهابيين؟!، كيف يحدث هذا الترويج لتلك التجارة اللاعلمية فى أروقة جامعة المنصورة، التى بها أعظم مركز كلى وكبد فى مصر والشرق الأوسط؟
هل زغلول النجار وقبيلته من تجار بوتيكات الإعجاز هم الذين أنقذوا مرضى الفشل الكلوى وفيروس سى، أم د. غنيم، ود. عبدالوهاب؟، هل هم سماسرة الوهم الإعجازى أم شينازى اليهودى المصرى الإيطالى هو من أنقذ مرضى الكبد بالسوفالدى بأبحاثه؟، هل رئيس قسم الباطنة يعالج الضغط والسكر بالحجامة أو جناح الذبابة، أم بأدوية علاج الضغط الحديثة والأنسولين؟، هل مدير مركز الأورام سيلجأ إلى بول البعير والسبع تمرات لعلاج السرطان أم سيلجأ للدواء المناعى الجديد، الذى تسهم إسرائيل وغيرها فى أبحاثه؟، العلم لا دين ولا جنسية له، هل نائب رئيس الجامعة للبحوث سيعتمد للترقية أوراق هذا المؤتمر العجيب أم سيعتمد مقالات المجلات العلمية المحكمة المحترمة؟؟!
ولا ترهبونا بفزاعة أن الإعجاز جزء من الإيمان، هذه فزاعة زائفة، فالشيخ شلتوت رفض المتاجرة بالإعجاز العلمى، و«بنت الشاطئ» كتبت مقالات نارية فى الهجوم على هذا المنهج، رداً على مقالات مصطفى محمود وقتها، وغيرهما الكثير، ممن لا نستطيع التشكيك فى إيمانهم ودفاعهم عن صورة الإسلام.
أعشقُ جامعة المنصورة، لكنى أعشق الحقيقة أكثر، لى أصدقاء من تلك الجامعة أفخر بهم فى كل مكان، عيب على إدارة جامعة المنصورة أن توافق على مثل هذا المؤتمر الذى اتضح أنه يُعقد هناك منذ سنوات، يا سيادة رئيس جامعة المنصورة مع كامل الاحترام والإجلال لشخصك الكريم، الجامعة محراب علمى وليس ساحة دروشة.