رسالة الى الرئيس السيسى حول إنفجار الأزهر الأخير
أولا :
حول إنفجار الأزهر الأخير.. هل يكون الأخير ؟
1 ـ فى أغسطس 2006 حدث إنفجار فى منطقة الأزهر فكتبت مقالا بعنوان ( نرجو من الله تعالى أن يكون الأخير:انفجار الأزهر الأخير )
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=32
2 ـ وتوالت الانفجارات فى شتى أنحاء مصر ، ثم كان الانفجار الأخير أمس ( الاثنين 18 فبراير 2019 )
2 / 1 حيث ذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية أنه : ( في إطار جهود البحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف تمركز أمني أمام مسجد الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة الماضية، أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديرى بالدرب الأحمر. وأضاف البيان أن "قوات الأمن قامت بمحاصرته وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته، مما أسفر عن مصرع الإرهابي، واستشهاد أمين شرطة من الأمن الوطني، وأمين شرطة من مباحث القاهرة، وإصابة 3 ضباط من الأمن الوطني ومباحث القاهرة والأمن العام . ).
2 / 2 : وقال موقع مصراوى : ( شهدتمنطقة الدرب الأحمر حادثًا إرهابيًا، مساء أمس الاثنين، إثر تفجير إرهابي عبوة بدائية راح ضحيتها 3 شهداء من رجال الشرطة فيما أصيب 6 آخرون. ولقي العنصر الإرهابي مصرعه فيانفجار عبوة ناسفة أثناء القبض عليه من قبل قوات الشرطة بمنطقة الدرب الأحمر.وكشف مصدر أمني مسؤول عن هوية العنصر الإرهابي، ويدعى "الحسن عبدالله"، يبلغ من العمر 37 سنة. وأفاد المصدر بأن الإرهابي لا يقيم بالمنطقة التي شهدت الواقعة، مؤكدًا أن والد المتهم طبيب، ويقيمون في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن المتهم يحمل الجنسية الأمريكية هو وعدد من أفراد عائلته.وأوضح أن المتهم له أقارب يقيمون بمنطقة الكحكين في الدرب الأحمر، مشيرًا إلى 10 معلومات تخص الانتحاري:1- متهم بزرع عبوة ناسفة أمام مسجد الاستقامة يوم الجمعة الماضي. 2- أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديري في الدرب الأحمر.3- حاصرته قوات الأمن أثناء تواجده في الدرب الأحمر، أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة أخرى بالأزهر.4- فجّر الانتحاري نفسه بعد محاصرة الأمن له.5- كان الانتحاري ملثما ويتجول في الشارع بدراجته الهوائية.6- طارده أمين الشرطة محمود أبواليزيد قبل تفجير نفسه.7- بعد محاولاته الفاشلة للهروب من القبضة الأمنية فجّر نفسه.8- كان يرتدي كمامة على وجهه للاختباء من أعين رجال الأمن.9- الكاميرات رصدته اليوم قبل تنفيذ الواقعة. ) .
3 ـ ويأتي ذلك بعد يومين على استهداف نقطة أمنية بشمال سيناء، وهو حادث تبناه الدواعش : ( تنظيم الدولة الإسلامية) ، وأسفر عن مقتل ضابط و14 جندياً جميعهم من قوات التدخل السريع التابعة للجيش.
ثانيا :
هذا الانفجار الحالى : لن يكون الأخير .. لماذا ؟
1 ـ من 13 عاما وفى مقال أغسطس 2006 قلت ( نرجو من الله تعالى أن يكون الأخير) . فهل سيأتى الغد بإنفجار آخر فى (الأزهر ) ونعيد القول : ( نرجو من الله تعالى أن يكون الأخير).
2 ـ لن يكون الانفجار الأخير طالما ظل الحال على ما هو عليه لأن الله جل وعلا يقول : (إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ ) الرعد 11 ) .
3 ـ ولأن الأزهر بقيادته الداعشية الحالية يؤمن بدين الارهاب ويدافع عنه ويضطهد من يناقشه ، ويصمم على أن تظل مناهج الارهاب الداعشية مقررة على الطلبة فى التعليم الأزهرى قبل الجامعى وفى كليات أصول الدين والشريعة والدراسات الاسلامية. ولأن شيخ الأزهر الداعشى الحالى يتحدى الرئيس السيسى علنا يرفض المساس بالخطاب الدينى الداعشى السائد ، والرئيس السيسى لا يستطيع الضغط عليه ، بل صودر فى معرض القاهرة للكتاب كتاب ينتقد البخارى ( إله الدواعش ) ، مع أن فضاء الانترنت يمتلىء بنقد البخارى ـ بعد أن قمنا بهدم قدسيته ولكن الأزهر بقيادته الداعشية الراهنة لا يزال يصمم على تحصين البخارى وغيره من أى نقد .
4 ـ ولأن فى سلطة الرئيس السيسى ـ لو أراد ـ أن يقوم بتحجيم شيخ الأزهر الداعشى ونزع صلاحياته فى التحكم فى ميادين الفكر والدين والثقافة والابداع الفنى والدرامى .. ولكن الرئيس لا يفعل ويرضى بإنتصار شيخ الأزهر الداعشى عليه ، بل يخاطبه بكل إحترام وهذا الشيخ الداعشى لا يستحق الاحترام .!، ثم يتكلم الرئيس فى مؤتمر دولى عن إصلاح الخطاب الدينى وهو لا يستطيع تنفيذه فى مصر .
5 ـ طالما لا يتغير شىء فى مصر خلال نصف قرن تقريبا فستظل مصر تنتقل من تفجير الى تفجير .
ثالثا :
المؤسف فى هذا كله أنّ :
1 ـ الجانى الارهابى ضحية ، مثله مثل ضحاياه .
2 ـ الجانى الحقيقى هو ذلك الفكر الارهابى الداعشى أو الخطاب الارهابى الداعشى الذى يتم تقديمه على أنه الاسلام ، و يغسلون به عقول الأطفال والشباب فيعتبرون القتل العشوائى جهادا فى سبيل الله جل وعلا. مع إنه فى تشريع الاسلام ( وحتى فى تشريعات الفقه ) جريمة كبرى تستحق القتل والصلب وتقطيع الأطراف ، قال جل وعلا : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤﴾ المائدة )
3 ـ ولأننا لا يمكن أن نعاقب الفكر الارهابى الداعشى فيمكننا معاقبة من يصمم على نشره وحمايته ويمارس سلطاته فى فرضه على الناس.
4 ـ وإذا كان القانون يعتبر المحرض على القتل شريكا للقاتل فإن شيخ الأزهر الداعشى وقادة الأزهر الدواعش هم طبقا للقانون شركاء للإرهابيين الداعشيين فى كل جريمة قتل تقع منذ تولى منصبه وحتى الآن .
5 ـ وإذا كان صعبا محاكمة شيخ الأزهر الداعشى جنائيا لأنه ( فوق القانون ) فعلى الأقل عزله ، وإذا كان عزله مستحيلا فعلى الأقل محاصرته وتحييده وكف يده عن التدخل فى اصلاح مناهج الأزهر ، وإعتماد قانون يجعل معاش الأزهريين هو بلوغهم 60 عاما ، وعدم تمديد العمل لأحدهم . وتكوين لجنة لمراجعة مناهج الأزهر بما يتمشى وحقائق الاسلام فى الحرية الدينية والسلام والرحمة والعدل والاحسان والنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى والعدوان .
رابعا :
الرئيس السيسى يمكنه الاصلاح وإنقاذ مصر بأقل التكاليف ، بل يجنى البلايين من الأرباح بهذا الاصلاح . كيف ؟
1ـ فتح الأبواب على مصراعيها أمام الابداع والفكر بدون متاريس قانونية ، ومنع تدخل الدولة فى ميادين الفكر والنشر والابداع الفنى والدرامى ، ولنتذكر أن محاكمة الفكر والدين تنافى العدالة ، لأنه إذا جاء ( متهم ) بكتابة فكر أو بعمل درامى أمام القاضى فإن القاضى لا يمكن أن يكون محايدا ، لأن للقاضى رأيا فى القضية المطروحة أمامه ، إما أن يؤيد فكرة المتهم وإما أن يعارضها ، وفى الحالتين ليس محايدا بل يحكم بهواه . لذا فإن الفكر والإبداع ليس محلا للتقاضى. الذى يكون محلا للتقاضى هو السّب العلنى لأشخاص بالاسم . هنا قضية واضحة لا خلاف فيها ، أما الآراء فلكل شخص راى ، بل يغير الشخص آراءه حسب إقتناعاته الوقتية . وبالتالى أيضا لا يصح مصادرة الفكر أو القول. ألا يكفى أن الله جل وعلا أورد فى كتابه الكريم أقوال المشركين واليهود ولم يصادرها ولم يتجاهلها بل ذكرها وردّ عليها. أى إن الفكر نواجهه بالفكر ، ولا يلجأ للعنف ضد صاحب الفكر إلا المفلس من الفكر والذى لا يملك الحُجّة ، ولكن يملك النفوذ والقوة ، وهذا ما يفعله شيخ الأزهر الحالى ، وهو فى خصومته لا يعرف الحدود ، وكفى ما حدث لضحاياه من سجن وظلم.
2 ـ شنّ الحرب الفكرية ضد الارهاب الداعشى فى الاعلام ، بإستضافة المفكرين المستنيرين ليتكلموا بكل حرية وفى نقاش حُر بلا إرهاب أو تخويف ، يتكلمون ويقوم آخرون بالرد عليهم .
3 ـ إعادة نشر كتاباتنا فى موقع أهل القرآن ونشر حلقاتنا فى قناة أهل القرآن على اليوتوب لتكون مُتاحة للمصرين ، فى الصحف والتليفزيون ، ومناقشتها بكل حرية ، والرأى مقابل الرأى . الأهمية القصوى هنا أن المدافعين عن دين داعش الارهابى سيظهر جهلهم ،وسينشغلون بالدفاع عنه ، وسينفض عنهم كثيرون من ضحاياهم المقتنعين بقكرهم ، وفى كل الأحوال فإن هذا الانشغال بالفكر والنقاش سيلهيهم عن حمل السلاح ، على الأقل نسبة كبيرة منهم . نحن نقدم المعلومات الموثقة ونحللها ، سواء من القرآن الكريم أو من كتب التراث. لهم أن يناقشونا فى حجية ما نقدمه من معلومات وفى تحليلنا لها .
تخيل لو نوقشت كتبنا ( القرآن وكفى ) ( حد الردة ) ( التأويل ) ( عذاب القبر والثعبان الأقرع ) ( الاسناد فى الحديث ) ( الاسلام دين السلام ) ( لا وجود لحد الرجم فى الاسلام ) ( حق المرأة فى رئاسة الدولة الاسلامية : دراسة أصولية تاريخية ) )وغيرها مما كان منشورا فى مصر ؟
وماذا لو نوقشت كتبنا ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) ( دين داعش الملعون ) ( الحنبلية ــ أم الوهابية ــ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) ( مبادىء الشريعة الاسلامية وكيفية تطبيقها ) ( مسلسل الدماء فى تاريخ الخلفاء ) ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاسلام ) ( الفتنة الكبرى الثانية (61 : 73 ) صفحة من التاريخ الأسود للسلف الصالح )( مذبحة كربلاء ) ( الدين الوهابى المعاصر: تأسيسه فى نجد وإنتقاله الى مصر )( كتاب الشفاعة : النبى لا يشفع يوم الدين ) ( (قل ) فى القرآن الكريم: ليست للرسول أقوال خارج القرآن ) ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين )...عدا عشرات الكتب الأخرى المنشورة فى موقع أهل القرآن .
4ـ شن الحرب الناعمة بالدراما ضد الارهاب الدينى الداعشى . بل إن الحرب الناعمة ستجلب البلايين لمصر . مصر ( كانت ) من رواد الفن السينمائى فى العالم كله ، ثم كانت رائدة الفن الاعلامى فى الإذاعة ثم التليفزيون ، ثم ظلت رائدة فى الانتاج الدرامى من مسلسلات وأفلام ، ثم إنتقلت الريادة منها الى لبنان ثم الى سوريا . الآن ظهرت تركيا وملأت الفراغ مع أن إنتاجها ينطق بالتركية . وبالدراما التركية غزت تركيا قلوب العرب وقدمت تاريخها العثمانى بصورة دعائية غير حقيقية ، ونحن نعرف هذا بخبرتنا التاريخية . فى مصر حدث العكس ، ليس فقط فى فقر الانتاج الدرامى وتفاهة معظمه ، وليس فقط فى خضوعه للأزهر ومقص الرقيب ومحاكمات الفنانين ولكن أيضا ــ وهذا هو الأخطر ـ فى أن الدراما المصرية ساهمت فى نشر الارهاب الدينى الداعشى بتقديم صورة مزيفة عن عصور الخلافة بما جعل الشباب يتشوقون الى إسترجاع عصر الخلافة ، وبهذا تأسست خلافة داعش وأصبح لها فروع فى مصر .
5 ـ مصر متخمة بالكفاءات الفنية والاعلامية والأدبية والفكرية ، وقد أدت السياسة الحالية المتبعة من عصر مبارك الى تجريف مصر من هذه الكفاءات وهجرتها ، ومن بقى فيها يعانى من التهميش والحصار. وقد آن الأوان لارجاعهم ليستعيدوا لمصر ريادتها الفكرية والاعلامية والفنية والدرامية . يحتاج هذا الى مجرد إصلاح تشريعى ينسف كل المتاريس التى تعرقل إنطلاق المواهب المصرية . وبعودة الريادة المصرية ستجنى مصر البلايين ، وأهم من ذلك ستتخلص من الدواعش داخل الأزهر وخارجه . ستتخلص منهم سلميا بإظهار جهلهم وكراهيتهم لمصر والمصريين .
6 ـ بهذا الاصلاح يستحق الرئيس السيسى أن يحكم مصر طيلة حياته . هذا رأيى .
7 ـ بدون ذلك قد أكتب غدا ــ إذا عشت ـ مقالات أخرى عن إنفجارات تالية أدعو الله جل وعلا ألّا تحدث ، وهى تحدث طالما أن القائد المصرى لا يريد تغيير ما يجب تغييره.