سؤال هام عن أهل القرآن

فوزى فراج في الأربعاء ١٣ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

لفت نظرى احد الأصدقاء الى مقالة فى احدى الجرائد الإليكترونيه على النيت والتى تهاجم بضراوة وإنتظام اهل القرآن ( او القرأنيين) كما يحلو لهم تسميتهم, وكانت المقالة بعنوان ( هل هم اهل القرآن اما ابناء الشيطان؟ ), ثم ذيلت المقاله بعدد من التعليقات التى فى اغلبيتها العظمى قد اتفقت مع مضمون المقاله, ومع ما جاء بها ومع ما توصل اليه كاتب المقاله المحترم فى تخيله لأهل القرآن او القرأنيون.

 
والسؤال الذى هو موضوع المقاله والذى جاء فى العنوان, سؤال من حق اى انسان ان يسأله, هل هؤلاء الذين يدعون انهم اهل القرآن , هل هم فعلا اهل القرآن ام انهم اهل الشيطان او ابناء او اقرباء او معارف او حلفاء الشيطان, بمعنى اخر, هل هم اناس اهتدوا بالقرآن ام اضلهم الشيطان فخيل اليهم انهم ممن اهتدوا وان كانوا فى الواقع ممن ضلوا واضلهم ذلك الشيطان اللعين لعنة الله عليه.


ولست بصدد ان اسرد بعض ما جاء فى المقالة والتعليقات من ما يشبه الى حد كبير, والله أعلم, عفن فكرى وتخلف اخلاقى يكاد يزكم الانوف برائحة الصديد المتراكم من كم من الحقد والكراهية التى تكاد تقتل أصحابها من الغيظ, ويذكرنى ذلك بقوله سبحانه وتعالى (هاانتم اولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور ) , كما لن اكرر ما جاء بها من اتهامات ان دلت على شيئ فإنما تدل على جهل ليس من النوع البسيط ولكن من النوع المركب, ليس فقط فى وصف من يسمونهم اهل القرآن بل فى معرفة ما هية الاسلام الحقيقية ,و بدائياته التى قد يعرفها طفل فى العاشرة من عمره لم يمتلئ صدره بالحقد والغل والكراهية. ولكنى ولأنى اكتب على هذا الموقع هنا, وقد رفضت من قبل فى اكثر من مرة الا ان اكون منتميا الى الإسلام, (مسلما فقط وهو الأسم الذى سمانى به الواحد الأحد فى كتابه الكريم) لأنى اعتبر ان كل مسلم سواء اراد ام لم يريد هو من (اهل القرآن او قرآنيا ) وليس من اهل كتاب اخر, وفى الكثير من مقالاتى اشرت الى ذلك, غير انى احس اننى قد اصابنى من سبابهم وسفاهاتهم بعضا منها, لمجرد اننى اكتب على هذا الموقع, فكان لابد ان اعلق , ولأنى لم اكتب على موقعهم كما كنت اكتب من قبل بإنتظام, لأسباب كثيرة لا داعى لذكرها الآن, بل ربما قد يأتى الوقت الذى سأشرحها, لذلك فقد قررت ان اكتفى بكتابة تعليقى هنا, علما بأن عددا من الكتاب الذين يكتبون هنا على هذا الموقع يكتبون هناك ايضا, وعلما بأن الكثير من كتابهم الذين لايكتبون هنا, يقرأون ما يكتب على موقع اهل القرآن ويتابعونه ورغم ذلك فلم يتعلم منهم احدا من شيئ ولم يستخدم منهم احدا ما يسمى (بالمنطق) ولربما تلك الكلمة هى من الكلمات الغريبة التى لم توضع فى قواميسهم ولايتبادلونها ولا يعرفون عنها شيئا بعد.

 
ويتحدى الكاتب المحترم الجميع بأن يأتى احد بأى "حديث" من الأحاديث يخالف القرآن, غير ان اقرانه الذين يطبلون له لم يقل واحد منهم له ان هناك بعض الأحاديث التى قد تختلف عن القرآن او ان هناك عددا منها قد يبدوا على سطحه اختلافا مع ما جاء فى كتاب الله, وقد يتساءل من يريد ان يتساءل , لماذا لم يقل واحد منهم شيئا من هذا القبيل رغم ان بعضهم قد اعترف فى الماضى بأن هناك من الأحاديث ما هو مدسوس مما سموه اسرائيليات, ربما نسى من قال ذلك انه قاله كما هى عاداتهم من النسيان وفقدان الذاكره فى الوقت الذى يناسبهم, وربما لم يقرأ المقاله بعناية كافية ولكنه رأى ان من واجبه ان يشجع مع المشجعين ويطبل معهم المطبلين .

وبالطبع عندما يتحدى احدهم بمثل ذلك التحدى فأول ما يخطر بالبال ان تعطيه ما طلب ,وليس حديثا واحد بل عشرات او مئات الأحاديث التى تختلف نصا ومعنى وموضوعا مع القرآن بل وأكثر من ذلك فإنها تختلف وتتناقض مع بعضها البعض فى نفس الكتاب " الصحيح", ولكن بعد ان تفكر قليلا , تجد نفسك تتساءل , هل حقا يستحق ذلك ( الشخص !!!) ان يستجيب له احد. ألا يذكرك ذلك بالأطفال الصغار الذين يستوقفونك فى الشارع بعصيهم الصغيرة وهم يتحدونك ( أجدع واحد ييجى , فى الحته دى ييجى) فهل تتوقف وتقبل ذلك التحدى !! هل تنزل الى مستواهم العقلى والطفولى .


وما دمنا بصدد التحدى فقد حدث ان كتب احدهم على نفس الموقع منذ اكثر من عام ونصف او ما يقارب على العامين شيئا غير صحيح بالمرة ولايقبله العقل, فقد قال على ما أذكر ان هناك عددا من البلدان قد وصلت بها نسبه الأناث الى الذكور ثلاثه اضعاف او اكثر, وحاورته فى ذلك وقدمت له عددا من الإحصائيات العالميه فلم يقتنع, ثم قررت ان اتحداه ان يثبت صحة ماقاله, وقد رصدت له مبلغا بسيطا جدا من المال ( الف جنيه) ان استطاع ان يثبت ما قاله, غير ان احد الكتاب الأخرين تصدى لذلك وقرر ان ينوب عنه فى قبول ذلك التحدى وتقديم الأدله التى ادعى انها لديه وفى ملفاته, وماطل وراوغ ولم يستطع ان يثبت ذلك او غيره من الأشياء الأخرى التى تحديته فيها فيما بعد, حتى توفاه الله رحمه الله وغفر عنه سيئاته, ولأن ذلك الموقع كان فى حاجة ماسة الى النقود فى ذلك الوقت كما كان يتضح من كتاباتهم, فقد قررت ان اتبرع بذلك المبلغ البسيط اليهم وأرسلته الى رئيس التحرير الذى قبله شاكرا وأشار الموقع الى ذلك بل بدأ بعد ذلك حملة للتبرعات لتدعيم إنشاء جريدة ورقية, بالطبع كان ذلك من قبل , الا ان الموقع الأن يبدو وانه قد استطاع ان يدعم نفسه ماليا دون  حاجة الى اى تبرعات.


ذكرت ذلك فى معرض التحدى الذى القاه كاتب المقال ,ذلك لأن هناك قولا فى الولايات المتحده يقول:


Put your money where your mouth is


اى بما معناه ان التحديات المماثله لماقاله الكاتب الفاضل, هى تحديات فارغه, ولو انه كان واثقا تماما من نفسه, لوضع شيئا ذا قيمة فى تحديه بدلا من الكلمات والسباب والطعن والعنتريات الفارغه الذى امتلأ به المقال, وهذا ليس نوعا من الرهان الذى يحرمه الإسلام, اذا لم يتوقع من قام به بأن يربح شيئا, كأن يقول اذا اثبت ذلك سأعطيك كذا او كذا كمكافأة لك على مجهودك, وهذا ما فعلته انا عندما تحديت الكاتب المذكورالذى تحدثت عنه أعلاه.

 
اعود مرة اخرى لصلب الموضوع, وهو هل من حق اى انسان ان يتساءل ان كان اهل القرآن هم اهل القرآن ام ابناء الشيطان, هل هم ممن اهتدوا بالقرآن ام انهم ممن أضلهم الشيطان, هل اهتدوا ام ضلوا؟؟؟ هذا هو السؤال وهذا هو مربط الفرس, وكما قلت بالطبع من حق اى انسان ان يتساءل بمثل ذلك السؤال, ولكن هل من حق اى انسان ان يجيب على هذا السؤال, بالطبع يمكن لأى انسان ان يتصدى للإجابه على هذا السؤال ان توافر فيه احد الشرطين.

 
الشرط الأول , لقد قال الله عز وجل, (ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين) لم يقلها عز وجل مرة واحده بل قالها اربعة مرات بنفس المعنى , فى سورة الأنعام 117 , وسورة النحل 125, وسورة النجم 30, وسورة القلم 7, كما قالها بطرق اخرى فى آيات اخرى, وقوله كلمة ( هو) وتكرارها فى نفس الآيه, رغم ان المعنى لم يكن سيتغير ان لم يقل فيها كلمة ( هو) , إلا انه قالها لكى يؤكد تأكيدا قويا لا شك ولا جدال فيه لمثل ذلك الكاتب وغيره, ان معرفة الضلال والهدى انما هو شيئ قد اختصه لنفسه ولنفسه فقط. ومن ثم فمن حق الكاتب واى انسان ان يجيب على ذلك السؤال المطروح بشرط ان يكون قد اصبح مندوبا أووكيلا عن الله عز وجل على الأرض وقد اعطاه بعض سلطاته واختصاصاته وبذلك يمكن له ان يعرف بيقين من الذى ضل ومن الذى اهتدى , هل هم اهل قرآن ام ابناء شيطان.


أما الشرط الثانى للأجابه فيغرينى ضعفى الأدمى الذى يدفعنى ان ارد لهم بعضا من الإهانات التى كالوها لنا عملا بمنطق العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم, لأقول ان يكون من يتصدى لها احمقا او تافها او جاهلا اوغبيا او خليطا من هؤلاء ولا يدرى ما يقول. غير انى لن اقول ذلك حاشا لله, ولكن بالبداهة هنا فإن السادة الذين أجابوا و عادة ما يجيبون على هذا السؤال بالذات دون تردد او دون ان تحركهم ضمائرهم ودون ان يرجعوا الى قول الله عز وجل, فلايمكن بحال من الأحوال ان يكونوا اغبياء او حمقى او اصابهم عته مفاحئ او كانوا من الجهلة, وإلا لما سمح لهم ذلك الموقع الموقر بالكتابه عليه والإدلاء بأرائهم واعمالهم وإبداعاتهم الأدبية وقصصهم الفلسفية العميقه قصرت ام طالت وتحليلاتهم العبقرية لكل شيئ بدأ بالديموقراطية التى تفوقوا فى معرفتها وممارستها على اى انسان اخر بصرف النظر عن اصله او مكانه, ثم حرية التعبير التى رضعوها منذ ولادتهم, حتى ان اى منهم قد تفوق على نفسه فى ممارستها, وهلم جرا, اذن فمن المرجح بل من المؤكد انهم قد تم انتدابهم او تعيينهم مندوبين عن الله عز وجل ووكلاء له على الأرض, ولا يسعنا الا ان ننتظر منهم تعديل وتغيير آيات الله التى ذكرتها من قبل كى توضح لنا بما لا يدع مجالا للشك انهم ايضا ممن لهم الحق المطلق و المكتسب بمعرفة وتحديد من ضل عن سبيل الله ومن اهتدى اليه.

اجمالي القراءات 19621