تواصل معى الكاتب المغربى المعروف «رشيد أيلال» مؤلف كتاب «البخارى.. نهاية أسطورة» شاكياً أن كتابه قد تمت مصادرته من معرض كتاب القاهرة بواسطة الجمارك، وأخبرنى بأنه يخشى من أن ينزل إلى مصر نتيجة حملة الكراهية التى تم تدشينها ضده وضد كتابه، طمأنته بأن مصر لا يمكن أن ترفض استضافته وأن ما حدث لا يمكن أن يكون موقف وزارة الثقافة منك ومن كتابك، وأن الجمارك لا تستطيع مصادرة كتاب من المعرض، وتقصيت الأمر من دار المتوسطية التونسية التى تتولى توزيع الكتاب فى مصر، فأخبرنى بأن كراتين الكتب التى وصلته من الجمارك كانت مفتوحة ودون نسخ كتاب البخارى التى كانت موزعة كذا نسخة فى كل كرتونة!، يعنى انتقاء مع سبق الإصرار والترصد، مما يدل على أن الجمارك قد حجزت الكتاب وصادرته، وأن الموظف المختص قرر الجهاد الأصغر بمنع كتاب رشيد أيلال!، وللأسف هذه التصرفات تفسد حدثاً كبيراً وجميلاً وعظيماً كمعرض الكتاب الذى بذلت فيه هيئة الكتاب ووزارة الثقافة جهداً أسطورياً فى تنظيمه، والذى هو قبل أن يكون مبانى فخمة وقاعات مكيفة، هو حرية قراءة كتب وتداولها، معرض الكتاب مشتل أفكار وليس مخزن أوراق، معرض الكتاب برلمان عقول وليس رفوف عناوين، وما يحدث عموماً فى تعامل الجمارك مع الكتب سواء فى المعرض أو فى غيره عندما يصلك طرد كتب من صديق فى الخارج، هو تعامل ينتمى إلى القرون الوسطى وما قبل عصر جوتنبرج!، هل الجمارك لا تعرف «جوجل» والـ«بى دى إف» وتحميل الكتب من الإنترنت؟!، أحب أن أطمئن الموظف المبجل الذى صادر كتاب نقد البخارى أن هذا الكتاب قد تم تحميله بعد تلك المصادرة من أكثر من مائة ألف قارئ مصرى، وليطمئن رشيد أيلال الذى كان حزيناً على مصادرة مائة نسخة، بأنه قد وصل مصر مائة ألف نسخة!، لم تستطع الحماية الجمركية مصادرة أفكاره، فالأفكار تستطيع التحليق بأجنحة من أثير لا يستطيع قصقصة ريشها ألف جمرك.