لا تلعب دور المتواضع أمام جاهل متعالم!
بعضُ الحوارات استغباءٌ متعمد، واستجحاش سفسطي يرفع ضغطَ دمِك إذا زعم الجاهلُ المعرفة.
في هذه الحالة فأنت الخاسرُ لأنَّ استمرارَك في الحوار مع جاهل مُتعالم جريمة؛ أما الحوار مع جاهل متواضع فأمر طبيعي.
كبرياءُ الجاهل مُضرٌّ عليك، نفسيا وعقليا ، وتواجدُك معه في نفس المكان .. نفس الصفحة .. نفس الحوار، يُفرّغ طاقاتك الإيجابية!
لا تلعب دورَ المتواضع طوال الوقت؛ فأنت إذا نفختَ الجاهلَ سينفجر في وجهك، وسيعتزل كل وسائل المعرفة، ويكتفي بشهادتك المزيفة عنه.
أنت لست في مدرسة لتعليم التلاميذ الخائبين ألف باء المعرفة، ولكن لا مانع أنْ يستأذنك الجاهلُ أن تــُـلقي عليه مما أفاء اللهُ عليك به، أما أنْ يهجر هو الكتاب ووسائل المعرفة ثم تتساويان فهو الظلم عينه، والتواضع المقيت.
في كثير من الأحيان يضيق صدري بالمتعالم، ليس من المرة الأولى أو الخامسة؛ فإذا صعد إلى البرج ليحدثك فأنت مخطيء إنْ أعطيته أذنيك.
فمن يؤكد لك أن الفلسطينيين باعوا أرضهم، ومن يُقسم أن عبد الناصر أخطأ عندما أخرج الاستعمار البريطاني الذي كان صادق الوعد عندما تعهد بالانسحاب من مصر طواعية، ومِن الذي يتحداك أنْ تثبت أن النظام المصري ليس من أفضل دول العالم في جامعاتها ومن المؤمن يقينا أن الله بعث الرئيس السيسي لحماية الأقباط!
هنا يكون الحوار أو حتى الردّ حالة من البؤس التجهيلي يلعب فيه الذي يعرف دور الجاهل، ويتشبث فيه الجاهل بموقف المتعالم.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 15 يناير 2019