معذرة د. احمد : قولكم صحيح ولكن لا تلزموا المؤمنين به
السلام عليكم وعلى كتاب وقراء أهل القرآن الكرام ، على الرغم من أنني قد خرجت من موقعكم الكريم ، بالطبع ما زلت أكن لكم ولموقعكم الكريم كل المحبة والحرص والتقدير ، كما أقرؤ لكم كل ما يخطه يمينكم.
د. أحمد أعزكم الله العزيز القدير ، أنتم الأستاذ الشامخ الباحث المجاهد ، ليس لمثلكم أن يصل الى ما وصلتم إليه حول موضوع التحيات في أخر كتاب لكم ، (كتاب الصلاة ) ، يؤسفني ويحز في نفسي أنني لم أجد من يسألكم لا بالتنبيه ولا بالتلميح ، ناهيك عن التصريح .
يؤسفني أن أكتب هذا ولكن مضطر أخاكم لا بطرا مني أو تعرضا لكم ، وقد آليت على نفسي أن لا أكتب في موقعكم الكريم ، كما إنني لا أسعى للعودة لا بالتلميح ولا بالتصريح ، ولكن محبتي دفعتني لاكتب ما ترون .
أسأل الآتي :
1-- على أي أساس إخترتم الآية الكريمة في موضع السجود دون غيرها من الآيات الكريمة وهي كثر : (شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ ۥ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآٮِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَڪِيمُ (١٨) 3 آل عمران ، ألأنها قد تفردت وجمعت الشهادة ، ربما ولكم ذلك.
ولكن وأنت أستاذي ، تعلم أن الدين لا يؤخذ وفقا لما يرتئيه المؤمن وما يستحسنه بل هو إتباع للنص القرآني ، يؤسفني أنك لم تأت بنص قرآني أو حتى بحديث أو رواية ضعيفة ، لتلزمنا بما تدعوننا إليه على الرغم باننا لا نأخذ بالحديث ولا بالرواية ، فإذا كانت المسألة مسألة إختيار واستحسان لإختار كل منا ما يحب وما يهوى وانت بالطبع لا تقر ذلك .
2 -- قرأت لكم فيما قرأت ، قولكم : إختلف العلماء حول ما يقال في الصلاة ولم يتفقوا إلا حول قراءة الفاتحة ، وهذا صحيح ، لأن الفاتحة تقرؤ جهرا في صلاة المغرب والعشاء والصبح ، وقد سُمعت من الرسول محمد عليه السلام ، فلا شأن ولا قول للعلماء بها .
3 -- أما هيئة الصلاة والقيام بها ، من وقوف وركوع وسجود وما خص عدد ركعاتها وقراءة الفاتحة عند الوقوف وأوقاتها ، هو ما أخذناه عن رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وما نص عليه القران الكريم ، فيما لو راجعتم الإعجاز العددي للأستاذ عدنان الرفاعي ، فالرسول أسوة لنا في ذلك .
4 -- كما لم نر عبر التاريخ الإسلامي من قال أو أمر بخلاف ذلك ، (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٌ۬ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأَخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرً۬ا (٢١) 33 الاحزاب.
5 -- أستاذي الكريم ، أعزكم الله ، إنما الصلاة : صلة وتواصل ما بين العبد وخالقه رب العالمين ، بالشروط وبما ذكرت آنفا ، أما ما دون ذلك للمؤمن أن يقول ما يطيب له من حسن القول والتعبد عند السجود ، ولا ينسى أنه ماثل ومخاطب رب العالمين ، ذي الجلال والإكرام.
نعم ما وصل إلينا وما تدعوننا إليه اليوم ما هو إلا صورة من الصورة المستحسنة عند السجود. فنحن نتوجه بالدعاء والتذلل لله رب العالمين.
6 -- نعم الرسول محمد عليه السلام ، في الغالب قد صلى وقال التحيات المعروفة ، أما قولهم : ليس من المعقول أن يقول النبي في التحيات : السلام عليك يا رسول الله مخاطبا نفسه ، ألم نقرأ قول النبي عيسى عليه السلام ، (وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيًّ۬ا (٣٣) 19 مريم.
قولكم صحيح ولكن لا تلزموا المؤمنين به ، دعوا لنا أن نلتزم بما نختار من حسن القول .
وآخر دعوانا : (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ يَہۡدِيهِمۡ رَبُّہُم بِإِيمَـٰنِہِمۡۖ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُ فِى جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ (٩) دَعۡوَٮٰهُمۡ فِيہَا سُبۡحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُہُمۡ فِيہَا سَلَـٰمٌ۬ۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَٮٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١٠) 10 يونس.
.