التواتر الشيطانى فى تبديل التشهد بالتحيات (3 ) إختلافات صيغ التحيات الشيطانية فى العصر العباسى
مقدمة
1 : فى العصر العباسى عصر العلم الباغى والإختلافات فى الدين انتشرت صيغ مختلفة للتحيات الشيطانية تم تدوينها منسوبة إلى أعلام الصحابه الذين ماتوا من قبل دون أن يدروا شيئا عما فعله المفترون من رواة العصر العباسى . وهى إفتراءات شيطانية ألصقوها بدين الله تعالى تخالف التشهد الاسلامى فى الصلاة الذى ذكره رب العزة جل وعلا : (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٨﴾ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) لذلك فلا بد أن يلحقها الاختلاف المشار اليه فى الآية الكريمة : ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾ آل عمران )
أولا :
اختلافات صيغ التحيات الشيطانية من واقع كتب الاحاديث :
1 ـ تشهد ابن مسعود : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، واشهد أن لا إله إلا الله واشهد إن محمد عبده ورسوله .
2 ـ تشهد ابن عباس : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله .
3 ـ تشهد عمر بن الخطاب :التحيات الزكيات لله الطيبات، الصلوات لله.
4 ـ تشهد أبى سعيد الخدرى :. التحيات الصلوات الطيبات ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
5 ـ تشهد جابر :. باسم الله وبالله التحيات الصلوات ..... الخ .
6 ـ تشهد عائشة :. التحيات الطيبات الزكيات لله ........ الخ.
7 ـ تشهد أبى موسى الاشعرى :. التحيات الطيبات الصلوات لله وحده لا شريك له ..... الخ
تشهد سمرة بن جندب :. التحيات الطيبات والصلوات والملك له .... الخ .
ثانيا :
الصلاة على النبى فى تحياتهم الشيطانية
1 ـ صيغة الصلاة على النبى وآله إنما وضعت للرد على ما أحدثة الأمويون فى سب على وآل البيت فى صلاة الجمعة ؛ حين جعلوا لعن على وآل البيت من شعائر خطبة الجمعة كما سبق بيانه .
2 ـ وإذا كان الأمويون يلعنون عليا وآله تحقيرا فقد إستبدل العصر العباسى هذا بالتحيات الشيطانية التى تقدّس محمدا وآله وتجعل هذا فى داخل الصلاة نفسها.
3 ـ إذ أنهم يفهمون الصلاة على النبى ليس بالمعنى القرآنى وهو التمسك بالقرآن الكريم الذى هو الصلة الباقية بين المؤمن وخاتم النبيين ـ عليهم السلام ـ بعد موته ، ولكنهم يفهمون الصلاة على النبى على أنها تقديس له وذكر له يقولونه فى الصلاة بطريقة التحيات الشيطانية ، وهم بذلك يكفرون بقوله جل وعلا عن ذكره جل وعلا وحده فى الصلاة: : (إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾ طه ) .
ثالثا :
إختلافهم فى وجوب الصلاة على النبى فى تحياتهم الشيطانية
وكالعادة فى كل ملامح الدين الأرضى إختلفوا . اختلف أئمة الفقه فى وجوب الصلاة على النبى فى التحيات الشيطانية . وهذه الإختلافات فى صيغ التحيات الشيطانية عندهم يجعلونها تحت عنوان التشهد ، وهم الذين اضاعوا التشهد الاسلامى بتحياتهم الشيطانية .
ونعرض لبعض إختلافاتهم فى الصلاة على النبى :
1 ـ ابو حنيفة وأصحابه لا يوجبونها وأما الشافعى فقد جعلها شرطا [1].
2 ـ وبعدهم بنحو ثلاثة قرون اختراع النووى صيغة للصلاة على النبى لتقال فى التشهد أوردها فى كتابه المنشورات[2] .
3 ـ وجاء فى سبل السلام للصنعانى أنه قيل للشافعى " كيف صرت إلى حديث ابن عباس فى التشهد قال : لما رايته واسعا وسمعته عن ابن عباس صحيحا كان عندى أجمع وأكثر لفظا من غيره فأخذت به غير معنف لمن يأخذ بغيره مما صح "[3]
وبين الشافعى وابن عباس ما يقترب من قرن ونصف القرن فكيف سمعه عنه صحيحا ؟ وما هو معيار الصّحة عند الشافعى وهو كذّاب عريق ؟.
4 ـ وورد أن النسائى روى حديثا ينسبه إلى ابن مسعود يزعم أن ابن مسعود قال: "كنا نقول قبل ان يفرض علينا التشهد : السلام على الله السلام على جبريل وميكائيل فقال رسول الله لا تقولوا هذا ولكن قولوا التحيات ........ الخ " . النسائى الأعجمى التركمستانى المتوفى عام 303 هجرية ما هى علاقته بالصحابة ؟ بل هو يكتشف ما لم يعرفه الأئمة السنيون قبله من مالك الى الشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم ..
5 ـ وقالوا ان الحنفية والنخعى وطاووس يرون أنه لا يدعو فى الصلاة إلا بما يوجد فى القرآن فقط .
6 ـ وجاء فى ( بلوغ المرام ) لابن حجر العسقلانى حديث ( متفق عليه ) على حد قولهم يقول :" اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من أربع فيقول اللهم أنى أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال "[4] .
ونسأل : متى وكيف حدث الاتفاق على هذا الحديث ؟ وإذا إتفقوا عليه فلماذا تكاثرت الأحاديث الأخرى المخالفة له ؟
7 ـ وكالعادة يختلفون دون محاولة لترجيح صيغة على أخرى. وبدأ بهذا إمامهم مالك بن أنس رائد الإفتراء والإفك . فالذى كتب موطأ مالك يذكر الأحاديث المختلفة فى التحيات الشيطانية دون أدنى محاولة لترجيح صيغة على أخرى او تفصيل رواية على رواية ؛
يقول فى باب التشهد فى الصلاة أن عائشة كانت تتشهد فتقول " التحيات الطيبات الصلوات الزكيات لله اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاتة والسلام علينا وعلى عبادنا الصالحين السلام عليكم " وبعده يذكر ان عمر كان يعلم الناس التشهد على المنبر - أى تشريع جديد فى الصلاة فى خلافة عمر فيقول لهم " قولوا التحيات لله الزكيات لله الطيبات الصلوات لله ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ....
وفى الحديث التالى يذكرالامام مالك أن عبد الله بن عمر لم يلتزم بالصيغة التى قالها ابوه فيروى مالك أن ابن عمر كان يتشهد فيقول : بسم الله ، التحيات لله، الصلوات لله ، الزكيات لله، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، شهدت أن لا إله إلا الله وشهدت أن محمدا رسول الله ) .
ثم يروى تشهد عبد الله بن مسعود " التحيات لله والصلوات الطيبات ، السلام عليك أيها النبى ....... الخ"[5]