رسالة ذات أهمية خاصة :

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٣ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

رسالة ذات أهمية خاصة :

مقدمة طويلة :

1 ـ فى أواخر عصر مبارك اللعين نشرت صحيفة ( المصريون ) التى تنتمى الى ( الإخوان المسلمين ) خبرا إستقته من تقرير لأمن الدولة يؤكد أن هناك 20 ألف خطيب فى مساجد الأوقاف من ( القرآنيين ) . حين قرأت هذا على موقع ( المصريون ) أشفقت أن يكون نشر هذا التقرير مقدمة لإعتداء جديد على أهل القرآن ، إذ أدمن مبارك اللعين إضطهادنا تقربا للسعودية .

 2 ـ بعدها عملت عشرة أشهر استاذا باحثا فى معهد ( وودرو ويلسون ) فى واشنطن والذى يقدم المشورة للبيت الأبيض والكونجرس والخارجية الأمريكية. كان هذا عام 2010 . وقتها جاء وفد مصرى إقتصادى للتباحث مع البيت الأبيض ، وزار الوفد معهد ( وودرو ويلسن ) قبيل اللقاء مع المسئولين الأمريكيين فى البيت الأبيض والخارجية والكونجرس. طلب منى رئيس مركز وودرو ويلسن ـ بإعتبارى مصريا ـ أن أحضر هذا اللقاء بين الوفد المصرى وقادة المعهد. كان واجبا ثقيلا على نفسى ، فأنا مكروه فى مصر ، وقد يعبر عن هذا بعض أفراد الوفد المصرى ، فيكون هذا إفسادا للمقابلة وإحراجا لى . ولكن كان لا بد من الحضور. عند إستقبالنا للوفد المصرى فوجئت بسيدة من الوفد تهلل بالانجليزية عندما رأتنى ، سلّمت علىّ بحفاوة ، وإنطلقت تتكلم عنى وعن ( أهل القرآن ) مدحا ربما لم أسمع مثله من قبل. إندهش قادة معهد ويدرو ويلسن ، خصوصا بعد أن قال مثلها خبير إقتصادى مصرى قبطى أشاد بدفاعى عن الأقباط. أكرمهما الله جل وعلا ، رفعا راسى فى وقت كنت أتوقع فيه الإحراج . من بين ما قالته السيدة المصرية إن ( مذهب القرآنيين ) فى إنتشار.

3 ـ تنهال الرسائل تؤكد أن إنتشار فكر اهل القرآن أصبح ظاهرة ملحوظة فى مصر وفى غيرها ، رغم إنه إنتشار مكتوم لا يعلن عن نفسه خوف الإضطهاد ، مع إن أهل القرآن مسالمون لا يتصارعون حول حطام الدنيا كما يفعل المستبد ومناوئه .

4 ـ إخترت هذه الرسالة تعبيرا عن هذا الانتشار الهادىء المكتوم. أنشرها ، وأعلق عليها :

أولا : يقول صاحب الرسالة :

( بسم الله الرحمن الرحيم : الدكتور احمد صبحي منصور المحترم. تحية وبعد :  

توفي والدي قبل ما يقارب الاربع شهور وكان اخر حوار ديني بيني وبينه ان الرسول الامي لا يعني انه لم يكن يقرا او يكتب. قال لي يا ولدي انا لا اعتقد بان الرسول لم يكن يقرا او يكتب. قلت له يا والدي لا يهم ان كان يقرا او يكتب او لم يكن. المهم انه بلغ الرسالة . كنت مخطا...... بل يهم كثيرا ان نعرف انه كان يقرا ويكتب. ليس للمعلومة فقط بل لضحد كل كذبهم وافترائهم على الله. رحمك الله يا والدي كنت على حق .  

اصيب والدي بجلطة قلبية حادة فاخذناه الى المستشفى وبقي يومين في العناية الحثيثة ثم توفي رحمه الله. خلال اليومين في العناية الحثيثة كان قادرا على التواصل معنا لكن بصعوبة وذلك بسبب الاجهزة الطبية التي كانت على جسمه ومنها جهاز التنفس الاصطناعي الذي منعه من الكلام فكان يكتب على الورق ليتواصل معنا. كلما قلت له يا والدي ان الله سيقيمك سالما وسترجع قويا مرة اخرى كان يؤشر بيده بالنفي ثم يؤشر بيده الى الاعلى اي انه  ذاهب الى اعلى. كان يعلم انه ميت قريبا بل كتب على ورقة سوال "كم بقي لي من وقت؟" .

خلال يومي الاحتضار شاء الله ان اكون وحيدا مع والدي في غرفة العناية الحثيثة وقد كان نائما. فلما استيقظ من النوم فوجيء بوجودي وحدي معه وطلب مني قلما و ورقة وكانه كان ينتظر هذه اللحظة لاكون وحيدا معه. بدأ بكتابة وصيته ولكن كتابته كان من الصعب قراءتها وذلك لسوء حالته الصحية. لذلك كنت كلما كتب شيئا اقرا له ما كتبه لاتاكد من فهمي لما كتبه فاذا كان فهمي صحيحا اومأ براسه بالايجاب واذا كان خطأ اومأ برأسه انه خطأ ويصححه لي وهكذا. استمر الامر ما يقارب الساعة او اكثر. كانت اصعب ساعة في حياتي لانني احببت هذا الرجل حبا شديدا والحديث معه بالوصية كان وداعا صعبا جدا علي. ثم بعدها لم يلبث يوما حتى فارق الحياة. انا لله وانا اليه راجعون. ادعو الله ان يجمعني واياه في الجنة.  

كنت مميزا لدى والدي من غير اخوتي وكان يحبني كثيرا وذلك لانه كان يراني مجتهدا في حياتي ولكنه ايضا كان عادلا مع كل اخوتي فقد كانوا يحبونه كثيرا.  فرح كثيرا عندما حصلت في الثانوية العامة على علامة عالية ودرست الهندسة مثله وبعدها حصلت على ماجستيرفي ادارة الاعمال وثم حصلت على شهادة "محترف في ادارة المشاريع" و حصلت على وظيفة مشابهة لوظيفته بكل اجتهاد مني وتوجيه منه وبتوفيق من رب العالمين. كان يحبني كثيرا لدرجة انه كان يخفي عني الامه ومرضه ومعاناته في الحياة و كان يطلب من والدتي واخوتي ان لا يطلعوني على اية مشكلة حتى لا يصيبني القلق وبالتالي افقد تركيزي في عملي او ان اتاثر اواحزن. كان لي الاب و الاخ واعز صديق. كنا نتحاور كثيرا في السياسة و الاقتصاد والدين وكنا على وفاق في معظم  الاراء. كنا نحلل ونقيس ونتبين ونصل الى نتائج رائعة ننطلق منها ونسير حياتنا بناء عليها ونترك قدر المستطاع ما كان عليه اباءنا. كان يصلي ويصوم ويتصدق ويصل رحمه ويومن بالله واحد احد وان القران فقط هو كلام الله وما دون ذلك يحتمل الصواب و الخطأ. كان  يذهب الى صلاة الجمعة ولكن فقط في وقت الصلاة ولا يشهد الخطبة وذلك لانه كان يردد دائما ويقول: انهم لا يتكلمون في القران بل يروون ويستشهدون بالحديث فقط وهذا ليس بدين الله. اما انا فكان لي قناعاتي بان الذهاب الى صلاة الجمعة انما هو تأييد ومساهمة في دين يومنون به وكنت اشبه الذهاب الى صلاة الجمعة بالمشاركة بالانتخابات التي يعلم الشخص انها ستزورمسبقا. فاذا شاركت فيها شرعتها وهنا تكمن خطورة المشاركة. على الاقل هذا رأيي .  

قبل ان يتوفاه الله بشهرين كنت ووالدي واختي نتحدث في موضوع عائلي عن احد اقاربنا ولا اذكر بالتحديد تفاصيل الموضوع ولكن اذكر ان اختي اعترضت على نقاشنا عندما قلنا ان قريبنا لم يوصي لابنه لانه حسب الشرع يجب توزيع التركة للذكر مثل حظ الانثيين والخ. فجاءت اختي بكلام  قراته كثيرا لكن لم افقهه من قبل (من بعد وصية يوصى بها او دين). من اين اتت هذه الاية وماذا عن "لا وصية لوارث" ! هذا وطبعا لم نومن انا و والدي بالكثير من الاحاديث وكنا نفند كثيرا منها لتعارضها الواضح مع القران. بعد تدبر ايات الميراث والوصية انتهى الحوار بالاتفاق على ترك هذا الحديث الكاذب الذي يتعارض مع القران.

 بعد وفاة والدي بيومين كشفت عن الوصية لاخوتي و والدتي وان والدي ترك شاهدا من زميله في العمل على الوصية قبل ان يقولها لي. الحمدلله انه فعل لكي اطمئن انني فهمت وصيته. وفعلا تواصلت مع زميله في العمل واكد لي الوصية واكد لي انه شاهد على ذلك .  

رفض الجميع الوصية ولم يقبلوا تنفيذها ولم يقبلوا حتى ان يتصلوا بالشاهد ومنهم  اختي التي ذكرتنا بآية (من بعد وصية يوصى بها او دين). حيث انهم ادعوا ان "الشرع" لا يطبق في بلادنا بهذه الطريقة ، فحاورتهم كثيرا وقرات لهم ايات الله (يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)  وفعلا كنت استغرب جدا فكلما قرات الاية لاحظت انهم كأن لم يسمعوها او كانني اتحدث مع نفسي !. وقلت لهم ان هذا الذي تطلقون عليه الشرع هو شرع البشر وليس شرع الله وهذا "الشرع" اصبح قانونا فاذا خالفته اعاقب  بالقانون  من قبل البشر وبالتالي اذا اردنا تطبيق شرع الله يجب ان توافقوا على تطبيق الوصية وان يكون الامر بالتراضي حتى نتجنب تدخل شرع البشر. رفضوا اجمعين فوجئت حينها ولا استغرب الان (وتحبون المال حبا جما). 

ان الوصية بالطبع تميزني عن باقي الورثة ومن اجل ذلك رفضوا الوصية. وانا على علم بان والدي ميزني بالوصية من خلال الحصول على الحصة الاكبر من تركة امواله المنقولة وغير المنقولة وذلك لانني الابن الاكبر ولانني الابن الذي ساحمل المسؤولية المباشرة لاخي واختي الذين يصغرونني سنا و الغير متزوجين ووالدتي. اضافة الى المسؤولية الغير مباشرة لاخواتي المتزوجات والتي تصبح مسوؤلية مباشرة في ما لو انفصلن عن ازواجهن. فجاءت وصية والدي من باب العدل الذي حاول الوصول له قدر المستطاع. ومن المضحك المحزن ايضا ان اخواتي المتزوجات يؤكدون ان مسؤولية اخي واختي الغير متزوجين ووالدتي هي على عاتقي لوحدي لانني الابن الاكبر وذلك لان هذا المتعارف عليه في العرف السائد. ومع ذلك يرفضون تنفيذ الوصية التي كتبها والدي من اجل تلك المسوؤلية التي هم انفسهم يؤمنون بانها عليّ. بل يؤمنون بالعرف السائد ولا يومنون بكتاب الله لانه غير سائد !   

 المتعلمين من حولي من ازواج اخواتي واصدقائي و اقاربي وغيرهم اضعفوا موقفي واصبحت وحيدا في عالم  يومن بسنة واحاديث كاذبة ولا يريدون الا اتباع ما وجدوا عليه اباءهم. فاصابني الشك وكادوا ان يفتنونني عن فهمي لايات الله في القران بل جعلوني اشعر اني نصاب واني اريد تنفيذ الوصية لاكل حق باقي الورثة واني اتهرب من تطبيق "الشرع". نظراتهم لي كانت و مازالت توحي باني كاذب واني اريد ان اخذ حقهم. بل من اقاربي من وقف مع اخوتي وبدأ "يشرح" لي الوصية و التقسيم "الشرعي" واخوتي من حوله مستمعين وكانني جاهل فانا لا افقه الا في ايات الميراث في القران فجاء من يريد ان "يكمل" القران ويشرح لي ما علمه كهنته.  وانا اهز براسي واتذكر ما قاله جل وعلا: ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ

وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا  ) . وافقت على ان لا نطبق الوصية كما ارادوا وان نتبع شرعهم وذلك لايماني انه ليس علي اثم (فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

اتذكر انه كلما كان غضب والدي من نقاش مع اقاربنا في الدين وخاصة عندما يفترون على الله الكذب في عقوبة الزاني المحصن بالرجم وغيرها من الدجل وينسبونها لله و رسوله كان يردد قوله جل وعلا: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )  

بدات رحلة البحث المكثف لانني اردت ان اقوي موقفي ليس لاقنعهم فقد استحوذ الشيطان على قلوبهم ولا مجال للعودة ولكن لكي اتاكد باني اتبع الصراط المستقيم واتبع دين الله. اذ قال لي احد اصدقائي "معقول كل الناس على خطأ وانت صح!". ومن خلال بحثي في موضوع لا وصية لوارث لم اجد سوا الاحاديث والاقاويل والقصص حتى وجدت مقالة لشخص يدعى احمد صبحي منصور عن الناسخ و المنسوخ ومن هنا تعرفت عليك واشكر الله اني تعرفت عليك واشكرك على بحوثك القيمة التي انارت دربي في التدبر القراني.

 رجعت الى صديقي و اجبته: في الحقيقة القرانية ستجد الله تعالى يصف ان اكثر الناس على خطأ وقليل على صواب (لكن اكثرهم لا يعلمون. اكثرهم فاسقون. وقليل من عبادي الصالحون. وقليل من عبادي الشاكرين. وما آمن معه إلا قليل).  

لقد توصلت لنتيجة هامة. على الاقل بالنسبة لي وهي: لا يمكن ان تزول الاقفال عن قلوبنا ولا يمكن ان نبدأ بتدبر كتاب الله الا بطريقة واحدة وهي انكار كل ما يسمى بالسنة والاحاديث لان الله لا يقبل ان يقارن الحق بكلام بشر فهذا كلام الله وذاك كلام الشيطان و لا يستويان. فاذا جاء احدهم متوهما انه انسان وسطي لا يريد ان يتعجل بانكار السنة والحديث كاملا وانه سيبدأ رحلته القرانية و المقارنة وانه سيفند الاحاديث المتعارضة من الاحاديث "المنطقية" فانه لن يستطيع وسيفشل مهما فعل لانه لن يرى الصورة الكاملة الا عندما يومن بان الرسول لم يبلغ سوى القران وما عدا ذلك كان كلاما لا معنى له في عصرنا الحالي او العصور التي بعده. ربما سيصل الى بعض النتائج ولكنه سوف لن يستطيع ان يفهم ويصل الى الحقيقة وهي ان السنة والحديث هما خطة الشيطان الكبرى لاغوائنا عن الصراط المستقيم .  الحمدلله لقد كانت هذه الحادثة (الوصية) التي كرهتها سببا في سبيلي الى الله ودينه . ).

 أخيرا  : أقول :

1 ـ ألهم الله جل وعلا النفس البشرية الفجور والتقوى ، وترك لها حرية المشيئة أن تهتدى بكتابه الكريم أو أن تضل بإتّباع أحاديث الشيطان . ووعد الله جل وعلا أن من يشاء الهداية يزيده هدى. قال جل وعلا :   (  وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ﴿٧٦﴾ مريم ) (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿١٧﴾ محمد ) (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾ العنكبوت ) . نرجو أن نكون ممن شاء الهداية فزاده الله جل وعلا هدى . لا نقول غير ذلك حتى لا نزكّى أنفسنا ، فهو جل وعلا وحده الأعلم بمن (إتّقى ) . قال جل وعلا : (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ﴿٣٢﴾ النجم )

2 ـ فى موضوع الوصية التى جعلها الله جل وعلا للورثة فقط نرى مشيئة الهداية ومشيئة الضلالة . من لا يؤمن بالله جل وعلا وكتابه واليوم الآخر شاء إغفال شرع الله جل وعلا مقابل ثمن قليل .

3 ـ للإنسان حريته فى مشيئة الهدى أو الضلال . ولكن ليست له حريته فى الحتميات الخاصة بالميلاد والموت والمصائب والرزق . كل إنسان يريد أن يكون ميليونيرا ، ولكن الرزق بيد الرزّاق جل وعلا وحده . من يريد الدنيا وثروتها يزقه الله جل وعلا نصيبه المقرر يبسطه أو يضيّقه ثم يكون مصيره جهنم. ومن يريد الآخرة ويسعى لها سعيها وهو مؤمن يعطيه جل وعلا رزقه المقدر له سلفا ـ يبسطه أو يضيّقه ، ثم يكون من أهل الجنة . هنا يكون التفضيل الحقيقى ليس بالرزق الدنيوى الزائل بل بالخلود فى الجنة مقابل الخلود فى النار. قال جل وعلا : (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴿١٨﴾ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾ كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴿٢٠﴾ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴿٢١﴾ الاسراء  )

3 ـ اهلا بصاحب الرسالة فى موقع ( أهل القرآن ).

ورحم الله جل وعلا والده الراحل وجمعنا به فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ، سبحانه وتعالى .

اجمالي القراءات 6839