آحمد صبحي منصور
في
السبت ٠٣ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
منا من يصلى الصلوات الخمس بالطريقة السنية المعتادة ، ومنا من يصلى لله جل وعلا ويخلط صلاته بالرياء و بالصلاة أى التوسل بغير الله جل وعلا . ومنا من يصلى الصلوات الخمس قرآنيا ـ اى بلا التحيات مكتفيا بالتشهد ( الآية 18 من سورة آل عمران ) ، وهناك من يتطرف فيصلى على هواه صلاتين أو ثلاث ، ويقوم بالتشريع لنفسه ، وهناك من يتطرف أكثر فيخلط بينفرض الصلاة وفريضة قراءة القرآن ويجعل قراءة القرآن كافية وبديلا عن الصلاة بل وعن الصيام والحج . هذا كله من الناحية الشكلية للصلاة .
ثم هناك من يصلى خاشعا فى صلاته ومن يصلى ساهيا سكرانا ، وهناك من يصلى جاعلا الصلاة هدفا وبعدها يستحل الحرمات معتقدا أن صلاته تمحو ذنوبه . وهناك العكس ، اى الذى يعتبر الصلاة وكل العبادات وسائل للتقوى يستعين بصلاته على تزكية نفسه وتطهيرها بحيث تتجسد فى سلوكه صدقا فى القول والعمل وإحسانا فى التعامل مع الناس وإبتعادا عن الفحشاء والمنكر .
الخلاصة : الكل يصلى .. ولكن الأهم هو قبول الصلاة . ما هى الصلاة المقبولة يوم الحساب ؟
إنه الذى يداوم على صلاته طيلة حياته (إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) ثم يتقى الله جل وعلا فى صلاته ،أى يحافظ عليها يقول جل وعلا بعدها : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) ) المعارج ). الذى يُداوم على صلاته يحرص على أن يقضى ما فاته من صلوات سابقة لإيمانه أنه مدين لله جل وعلا بكل فريضة من الفرائض اليومية الخمس : (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً (103) النساء ) الذى يتقى الله جل وعلا يقدم الأعمال الصالحة من صلاة وغيرها بقلب مؤمن خاشع ، ويخشى ألا تكون مقبولة من ربه جل وعلا يوم القيامة . ويؤتى الأعمال الصالحة وقلبه فى وجل من عدم قبولها : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) المؤمنون ) . وهناك الذى يصلى ويمتنّ على رب العزة أنه يصلى ، وينتظر من الناس أن تدفع ثمن صلاته بأن تسمع له وتطيع وأن يعلو عليهم فى الدنيا . وهناك الذى يعيش فى غفلة تامة مُعرضا عن الآخرة الى أن يستيقظ من غفلته عند الموت فيرجو ــ بلا فائدة ـ فرصة أخرى .(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ) ويأتى يوم القيامة ينطبق عليه قوله جل وعلا () فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) القيامة ) . هذا المؤمن يخشى أن يكون يوم القيامة ممّن قال فيهم جل وعلا () فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) القيامة )
المؤمن بالله جل وعلا واليوم الآخر عليه أن يتحرى صحيح الدين حتى لا يكون يوم القيامة من الخاسرين ( قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) الزمر)