في خطوة لحصول الطائفة على "مزيد من الحقوق"
استثناء الطلبة العلويين بتركيا من دروس الدين الإسلامي الإلزامية

في الأربعاء ٠٥ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تمكن ذوي الطلبة من الطائفة العلوية في تركيا بالحصول على حكم قضائي باستثناء أبنائهم من حضور دروس الدين الإلزامية في المدارس، وذلك بعد أن حكمت محكمة التمييز لمصلحة ابوين علويين تقدما بدعوى لاستثناء أبنائهما من تلك الدروس.

وبذلك يكون العلويون، بحسب مراقبين، قد خطوا خطوة كبيرة نحو الحصول على جزء من مطالبهم في الخصوصية في العبادة والتعليم، علماً أن إقرار المحكمة بحق الطالب العلوي في عدم حضور دروس الدين وعدم احتساب درجاتها في سجله، يعفيه من هذه المادة ككل باعتبار أن تعليم المذهب العلوي يتطلب تعديلاً كبيراً في قانون التعليم التركي، وهو أمر ليس على اجندة الحكومة التركية في الوقت الحالي.


وكان جاء في حيثيات القرار الصادر عن المحكمة أن مناهج الدين التي تدرّس في تركيا تركز على الدين الإسلامي والمذهب السني الحنفي، "ما لا يتناسب" مع مذهب ذوي الطلاب العلويين. واستندت محكمة التمييز في حكمها إلى مواد الدستور التي تؤكد علمانية التعليم في تركيا، وذلك وفقا لما ورد في صحيفة "الحياة" اللندنية الأربعاء 5-3-2008.

وكانت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية اصدرت قبل عامين حكماً مماثلاً طالبت فيه تركيا بتوفير تعليم ديني خاص للعلويين والاقليات الدينية والمذهبية الأخرى. ووجدت الحكومة التركية نفسها أمام خيارين: إما إلغاء درس الدين بالكامل وتحويله درساً اختيارياً، أو توفير دروس ومناهج للعلويين بدل دروس الدين الحالية. وفضّل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الحل الأول بجعل دروس الدين اختيارية، لكنه تراجع بضغط من قاعدته الشعبية الإسلامية التي رأت في هذه الخطوة تراجعاً كبيراً عن الصفة المحافظة لحزب العدالة والتنمية الحاكم.


ويطالب العلويون بتخصيص أموال لتدريس شعائرهم وإحيائها في تركيا، كما يطالبون بتخصيص أموال من الدولة لبناء دور عبادة تعرف ببيوت الجمع، وكذلك أموال لشيوخ الطريقة وأساتذتها، إضافة إلى تدريس العلوية في المدارس الحكومية كدرس اختياري أو على الأقل رفع الإلزامية عن تعليم أبنائهم درس الدين الحالي في المدارس التركية.

يذكر أن علويي الاناضول الذين يقدمون هذه المطالب ويقيمون الدعاوى القضائية على الحكومة، يختلفون عن علويي سوريا ولبنان ولواء الاسكندرون. فعلويو الاناضول يعتبرون علويتهم ديناً منفصلاً وليس مذهباً، لكن الحكومة التركية تعتبرهم مسلمين.

كما تجدر الإشارة إلى أن النظام العسكري الذي حكم تركيا بعد انقلاب عام 1980 بقيادة الجنرال كنعان افرين، فرض دروس الدين في المدارس التركية للمرة الاولى في تاريخ الجمهورية التركية، وذلك ضمن خطط سياسية لحلف شمال الاطلسي لمواجهة الخطر الشيوعي في حينه.

اجمالي القراءات 5435