النفس البشرية : ذلك الفضاء الداخلى المجهول
مقدمة :
1 ـ هذا سؤال أجيب عليه فى هذا المقال :
2 ـ يقول : ( أستاذ أتمنى أن أنال منك نصيحة في هذا الموضوع فقد تعبت و أراقني الأمر و أصبح خارجا عن يدي و لم أجد من أستغيث إليه . منذ فترة و أنا أشعر أني فقدت إحساسي، لقد بت إنسانا لا يفرق عن الروبوت بشيء لا أضحك و لا أبكي و لا أشعر بشيء مطلقا و كأن شعلة قلبي إنطفأت و بت إنسانا جامد القلب، و لم أعد بنبض قلبي حتى إن هذا أثر سلبا بشكل فظيع على حياتي، أصبحت منعدم الإرادة لا تهمني أحلامي و طموحاتي و أصبحت مهملا لنفسي و مسؤولياتي و كل أهدافي . و لم يتوقف هذا البرود الذي أصابني هنا بل بت أصلي بلا خشوع و لا أشعر بشيء نابع من قلبي أثناء عبادتي أفكر و أحاول أن استحضر بتفكيري الخشوع و لم أستطع . هذا أيضا جعلني غير قادر على الدعاء و لم أعد استطيع الدعاء برغباتي و لا حتى بالمغفرة و رضا الله . لم أعد استطيع ترتيب كلماتي مما أطفأ في داخلي شعلة الحياة . بت كائنا يعيش أيامه بلا بركة و لا طاعة تفيدني و تقربني من الله . وأقضي كل الوقت أتشاجر مع والدتي و إخوتي و لم أعد أطيق أحدا فيهم . في يوم من الأيام كنت إنسانا طموحا مشتعل المشاعر و المحبة . لم أعد أعلم ماذا حصل لي . و هذا يضايقني جدا . لم أعد أعرف كبف استعمل قلبي و قد تعطل حرفيا . لم أعد أجيد إلا التفكير المفرط في أشياء ذات قيمة أو بدون قيمة . أرجوك يا أستاذ أن تنصحني ماذا أفعل . و الله دعوت و رجوت الله أن يعيد لي إحساسي و لو حتى سأشعر بالألم و القهر . المهم أن أحس من جديد . و حاولت البكاء تضرعا لله . و لم استطع البكاء من قلبي . لم أعد أشعر بقلبي ينبع منه شيئا كالسابق . مع اني كنت في السابق ضالا متعلقا ببشر لم أعن لهم شيئا و لكنني لم أعد أهتم لأحد منهم . و أدركت أن طموحي كان في سياق ضيق معتمد على بشر لا ينفعون و لا يضرون. و لكنني ما زلت عند حالتي المزعجة هذه التي لم أجد لها حلا . فجئت اطلبه منك.). وأقول :
أولا : عن النفس
1 ـ يأتى على كل إنسان وقت من الخمول العقلى والارتخاء الذهنى ، أو يصيبه قرف وملل . هذا شىء طبيعى ولا يستحق القلق . هو من أعراض عادية تحدث للنفس وليس لما نعرفه بالقلب . .
2 ـ القلب ليس هو هذه العضلة التى تضخ الدم ، بل هو النفس والفؤاد . نفسك التى تسيطر وتتحكم فى جسدك وتقوده هى مجهولة بالنسبة لك وبالنسبة للآخرين . ما يسمى بعلم النفس أو الطب النفسى لا يستطيع إخضاع النفس البرزخية غير المرئية وغير المادية للفحص بالأجهزة العلمية كما يفعل العلماء مع الأشياء المادية من النباتات والحيوانات والأجساد البشرية والمواد الطبيعية . يقتربون من هذه النفس يطرقون أبوابها بالتنويم المغناطيسى وبالتخدير وبعقاقير تؤثر على المخ . وليس المخ سوى عجلة القيادة التى تمسك بها النفس وهى تقود عربة جسدها . بما يفعلون بالمخ يحاولون إستنطاق النفس ذلك المجهول . نفسك ونفس أى إنسان هى ( فضاء داخلى ) لا ندرك أعماقه . الفضاء الخارجى نستكشفه لأنه مادة يمكن رؤيتها وإجراء الحسابات وتحليل البيانات والأشعة ..الخ . أما الفضاء الداخلى المسمى ( النفس ) فهو غيب عنا ، مع أنه يعيش فينا .
3 ـ النفس البشرية هى ( مستقر ومستودع ) . قال جل وعلا : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) الانعام ) فيها (مستقر) ما سبقها من أنفس أسلافها التى إنبثقت من النفس الأولى ( نفس آدم ) وما تلاها ، وبها (مستودع ) لما سيتأتى بعدها من أنفس أحفادها الى قيام الساعة .
4 ـ النفس حين تغادر جسدها بالنوم تتجول فى البرزخ الذى أتت منه ، مستريحة من سجن جسدها المادى ، قد تتعثر ببعض ملامح البرزخ فيتذكرها الشخص بعد اليقظة أحلاما ورؤى لا تخلو من تشويش ، وقد تكون الأحلام رغبات دفينة لا تجد التعبير عن نفسها بحواس الجسد . وفى النوم قد ينطق جسدها بلسان غريب ( لغة غير مفهومة ) ويمكن بتسجيلها يتضح أنها ( لغة ) منقرضة من عشرات القرون . وواضح أن هذا بعض ما إستقر فى فضاء هذه النفس من أسلافها ( أنفس الماضين ).
5 ـ النفس تمرض كالجسد . وحين تمرض قد تؤثر على جسدها . القلق النفسى يؤثر على المعدة والقلب وإرتفاع الضغط . وهناك ما يسمى بالأمراض النفسية من الإكتئاب والانفصام والوسوسة القهرية ، وقد يصل الأمر الى غياب جزئى للنفس أو غياب كلى لها بما يُعرف بالجنون المتقطع أو الدائم . وقد يعتريها بعض الزهق والملل . كما وصف السائل ، أكرمه الله جل وعلا .
والسائد طبيا هو التعامل مع الأمراض النفسية والعقلية بالأدوية والجلسات الكهربية . وهو علاج مؤسس على المخ لأنهم لا يؤمنون بما هو خارج عن نطاق المادة ( الميتافيزيقا / ما وراء الطبيعة)، ولا يرون الانسان سوى الجسد فقط ، وأن المخ هو المتحكم فى هذا الجسد . كما قلنا فإن المخ هو غرفة التحكم التى بها تسيطر النفس على جسدها . بالتالى فقد يمكن بالطرق على هذا المخ المادى أن نؤثر على النفس . ولكن يظل هذا التاثر محدودا ، ليس فقط لأن النفس هى صاحبة التأثير الفعلى والمخ أداة لها ولكن الأهم أن هذه النفس هى كائن برزخى من الغيوب ، أو( فضاء داخلى ) مجهول بالنسبة لنا مع أنها كينونتنا الحقيقية .
6 ـ وفى المجتمعات التى يسيطر عليها الكهنوت الدينى يتعاملون مع المريض النفسى والعقلى على أن به مسّا شيطانيا . الشيطان لا يستطيع أن يضرّ جسد الانسان . الشيطان فقط يوسوس لكل نفس بشرية ( حتى أنفس الأنبياء ) . والنجاة منه بالاستعاذة بالله العظيم من الشيطان الرجيم . الشيطان يتحكّم فى النفس الضالة ، فيجعل بينها وبين الحق القرآنى حجابا مستورا ، ويجعلها ترى الحق باطلا والباطل حقا ، ثم قد يهبط بها الى درك الإضلال فتكون النفس داعية للضلال ( أى مُضلّة ) تفترى على الله كذبا وتكذب بآيات الله ، وفى هذه المرحلة يتعدى الأمر الوسوسة ليصل الى مرحلة الوحى الشيطانى . وفى كل الأحوال فإن للضال من البشر قرينا له من الشياطين ، يكون له سلطان عليه ، بالوسوسة أو بالوحى يزين له سوء عمله فيراه حسنا . أما الذى يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا فهو يستعيذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ، ويقرأ القرآن الكريم فتصل أنوار القرآن الى قلبه ، تمسّ قلبه ، إذ لا يمس القرآن إلا الأنفس الطاهرة من تحكم الشيطان . أى إن موضوع المسّ الشيطانى يخص الضلال ، والمسّ القرآنى يخص الهداية والايمان بالقرآن الكريم وحده حديثا . الشيطان حين يتحكم فى نفس الانسان يمدّه فى الغى ، إذا كان محبّا للمال جعله مجنونا بالمال ، أو بالتعبير المجازى : كأنما يتخبطه الشيطان من المسّ . إذا كان مغرما بالشذوذ الجنسى أو الزنا جعله يتعتبر هذا وذاك شريعة دينية كما يفعل الصوفية ، وشرحنا هذا فى كتاب عن الانحلال الخلقى فى مصر المملوكية منشور مقالاته هنا . وإذا كان مغرما بالسلطة والحكم جعله يشرع القتل جهادا والظلم دينا . هنا فعلا يتخبطه الشيطان من المسّ . وانظر الى حال المستبد العربى الحالى وه على كرسى السلطة مجنون بها ، مع أنه رأى ويرى مصارع زملاءه المستبدين.إن لم يكن هذا ممّن يتخبطه الشيطان من المسّ فماذا يكون ؟! وعليه فإن من الخرافات الاعتقاد فى أن الجن أو الشياطين تمسّ الجسد البشرى .
ثانيا : الطب النفسى فى لمحة قرآنية
1 ـ ومع هذا فإن فى القرآن الكريم ما يمكن أن نسميه ( طب النفس ) .
2 ـ المرض والشفاء من مصطلحات القرآن .
2 / 1 : يأتى بأسلوب علمى تقريرى عن المرض الجسدى والشفاء الجسدى ، نقرأ : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) الشعراء ) (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) 184) البقرة )( لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ) 61 ) النور )( الفتح 17 ) ( فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) (69) النحل ) .
2 / 2 : ويأتى باسلوب مجازى ، فالمرض للنفس بمعنى الضلال والشفاء للنفس بمعنى الهداية للمؤمنين . قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) يونس ). وفى المقابل يكون القرآن خسارة للضالين الظالمين ، قال جل وعلا :( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء ) ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ) (44) فصلت ) . وعن الضلال مرضا فى النفس قال جل وعلا عن المنافقين : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً ) (10) البقرة) (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم ) (52) المائدة ) (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ )(49) الانفال ) (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) الاحزاب ).
3 ـ بالتالى فإن القرآن شفاء ، بتلاوته وبتنفيذ شريعته ، وهو أعظم ذكر للرحمن جل وعلا ، وبذكره جل وعلا تطمئن القلوب ، قال جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29) الرعد ). والذى يُعرض عن هدى الرحمن ــ الذى نزل فى القرآن وما سبقه من كتب إلاهية ــ يعيش فى ضنك نفسى . وهذا قانون نزل مع آدم حين هبط الى الأرض . قال جل وعلا لأبناء آدم : ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه ). (الضنك ) أبلغ تعبير عن العذاب النفسى . لا يهم إن كان الفرد غنيا أو فقيرا ، أميرا أو أجيرا ، لا فارق ، فطالما هو قد أعرض عن الهداية فقد أسلم نفسه للشيطان يمسه بضنك ، من قلق وشكّ وخوف وسوء ظن ووساوس وحيرة وتخبط ، وقد يؤثر هذا على صحته الجسدية .
4 : الشفاء من الضنك : أساس الضنك هو تنافس الناس على حُطام الدنيا ، يتسابقون اليه ويتقاتلون عليه ، وعند الاحتضار يدرك أحدهم انه أضاع حياته فى غرور وخداع . قال جل وعلا فى خطاب مباشر لنا يحذرنا ويعلمنا : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ(20)الحديد) .
4 / 1 ـ فما هو البديل ؟ بدلا من التسابق فى سبيل الدنيا نتسابق فى الحصول على مغفرة الله جل وعلا ورضوانه وجنته . قال جل وعلا فى الآية التالية : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد )
4 / 2 ـ فماذا إذا أصابتك مصيبة؟ يقول جل وعلا فى الآية التالية:( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)الحديد ) أى إن كل مصائب من خير أو شر هى مكتوبة سلفا ، أمر الله جل وعلا رسوله أن يقول : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) (51) التوبة ) ،
4 / 3 : فماذا نفعل عند المصيبة ؟ قال جل وعلا :( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد ). أى طالما هى أقدار مكتوبة سلفا ، وفى كتاب من قبل وجودنا فلا مهرب منها ، سواء كانت بالخير أو بالشّر . الذى علينا أن نأخذ منها موقفا محايدا ، لا نفرح ونغتر بما يصيبنا من منحة ، ولا نيأس ونغضب بما يصيبنا من محنة. بل نشكر ونصبر فى هذا وذاك .
4 / 4 : هنا يتحقق الرضا والقبول بما كتبه الله جل وعلا علينا من حتميات لا فرار منها . بهذا الرضا النفسى تكون الصحة النفسية ، فرعا من الهداية لمن آمن بربه جل وعلا لا شريك له .
أخيرا : أقول للسائل أكرمه الله جل وعلا :
1 ـ ليس ما تمرُّ به شيئا خطيرا . عليك أن تفكر فيما أنعم الله جل وعليك به ، وقارن حالك بأخوة واخوات لك . منهم مستضعفون لاجئون ، ومنهم من تطاردهم القنابل والتفجيرات والأوبئة ، ومنهم من تتعقبهم كلاب السّلطة يعيشون فى خوف وهلع ، ومنهم من يقبعون فى الزنازين بلا جريمة سوى أنهم شرفاء ـ فى عصر الإجرام الذى أضحى الشرف فيه جريمة تستحق السجن والسّحل والتعذيب .
2 ـ أعظم نعمة هى الهداية بالقرآن الكريم . جرّب أن تستعمل الدواء القرآنى ، ومنه :
2 / 1 : مُتاح لنا اليوم الأفلام العلمية فى التليفزيون وعلى الانترنت ، تصحبنا الى آفاق الفضاء والى أغوار المحيطات والى أدغال الغابات والى أعماق الخلية والذرة . الكل يشاهدها مبهورا . قليلون هم الذين يقولون ( سبحان الله ) . شاهد بعينى قلبك لتزداد إيمانا بالخالق جل وعلا الذى أحسن كل شىء خلقه .
2 / 2 : المؤمن الحقيقى يسعى الى المعرفة ويستعمل عقله باحثا منقبا ، وفى كل ذلك يذكر الله جل وعلا قائما قاعدا مضطجعا ( آل عمران 191 )، فى كل ما يرى بعينيه يكون قلبه حاضرا ذاكرا مؤمنا ( الكهف 101 ). لا يمكن أن يُعرض عن آلاء الله جل وعلا فى السماوات وفى الأرض وفى نفسه وجسده: (يوسف 105)(الأنبياء 30 : 32 )(الذاريات 20 : 21 ) .
2 / 3 : بكل هذا يشغل المؤمن نفسه بالحق فلا تجد وقتا لتنشغل بالباطل .
3 ـ هذه هى نصيحتى لك .