الاجتناب من تانى

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢١ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هذا الأزهرى الذى يقول بأن الخمر حلال يكرر ما يقوله البعض بأن لفظ التحريم لم يأت فى الخمر وإنما مجرد الاجتناب ، ولا يعتبر الاجتناب أمرا بالتحريم . نرجو التعليق
آحمد صبحي منصور

قلنا ونكرر ونؤكد أن الأمر بالاجتناب والنهى عن الاقتراب هو فى التغليظ فى التحريم . والاجتناب يعنى نوعين من الحرام : الكبائر ، ثم السيئات ( الصغائر ) وهى التى تكون قريبة من تلك الكبيرة  ونعطى أمثلة :

الزنا أكبر الكبائر ، وهو الدخول الجنسى الكامل بين الذكر والانثى بدون زواج شرعى. ، ولكن الذى يقرب منه من الكلام واللمس وكل ما هو دون الاتصال الجنسى المعروف هو حرام أيضا ولكنه ليس من الكبائر ، هو ( اللمم ) .

اجتناب الأوثان ،: تقديس الوثن بالصلاة اليه والتوسل به وتقديم النذور اليه ، هو الكفر أو الشرك، ومن أكبر الكبائر . المرور قريبا من ذلك الوثن للمشاهدة دون إعتقاد فى ذلك الوثن حرام ومن السيئات . عمليا : أن تذهب لترى القبر المنسوب للنبى أو القبر المنسوب للحسين دون إعتقاد فيهما ، فهذا حرام ومن السيئات اى الصغائر . ولكن الحج الى هذا القبر الوثن إعتقادا وتبركا ، فهذا هو الكفر والشرك .

إجتناب قول الزور يعنى تغليظ التحريم فى نفى أى تقديس للبشر ، بدءا بالأنبياء ، وهذا بالتأكيد على بشريتهم ، وعدم تفضيل نبى على الباقين كما يفعل المحمديون مع محمد والمسيحيون مع المسيح . وكل الذى يُقرّب من تقديس النبى هو حرام لأنه يؤدى الى الكفر الذى هو أكبر الكبائر المأمور بإجتنابها .

شُرب الخمر من الكبائر . ولكن الاقتراب منها بالتجارة والعمل ومجالسة من يشرب الخمر ــ دون المشاركة فى الشرب يكون حراما من السيئات .

يظهر الفرق واضحا فى المحرمات العادية التى لم يرد فيها لفظ الاجتناب .

يقول جل وعلا : (  حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمْ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (23))  النساء ) الحرام هنا هو الزواج فقط . ولكن الاقتراب من الأم والأخت والبنت .. بالمودة والتعامل ليس حراما ، بل صلة الرحم هى من الواجبات المفروضة .

يقول جل وعلا : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)  المائدة  ). الحرام هو ( أكل ) الميتة ولحم الخنزير .. الخ ..وليس حراما أن تمسك بيدك لحم الخنزير أو الميتة أو الدم المسفوك ..الخ .  

اجمالي القراءات 7429