التابعون وتابعو التابعين

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٨ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

التابعون وتابعو التابعين

مقدمة :

1 ـ درج أئمة الدين السنى على تقسيم البشر الى أربعة درجات  هى :  الصحابة والتابعون وتابعو التابعين والضالون . وجعلوه دينا بإفتراء حديث  يزعمون فيه أن النبى محمدا قال:(خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ). وفى رواة الأحاديث يقسمونهم الى طبقات : الصحابة والتابعون وتابعو التابعين . وأبرز مثل لهذا كتاب ( الطبقات الكبرى ) لابن سعد. وسار على منهجه لاحقون وصار هذا إعتقادا ثابتا لدى السنيين . 

2 ـ هذا كله هجص مضحك لأن :

2 / 1 : خاتم النبيين محمد عليه وعليهم السلام لم يكن يعلم الغيب ، وليس له أن يتحدث فيه ( الأنعام 50 ، الأعراف  188 ، الأحقاف 9 ،  الجن  25 ـ ).

2 / 2 : حصروا خير الناس فى جيل الصحابة والتابعين وتابعى التابعين والحكم على الأجيال التالية بالمروق . هذا يعنى أن :

2 / 2 / 1 : أئمة الحديث ( الذين صنعوا هذا الحديث ونشروه ) هم ضالون ، ينطبق عليهم قول هذا الحديث : ( ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ).هذا يشمل كل أئمة السنييين فى العصر العباسى الثانى ومن جاء بعدهم .

2 / 2 / 2 : قولهم ( خير الناس قرنى ثم ..) يُطيح بالأنبياء السابقين ومن كان معهم من المؤمنين . لقد قال الله جل وعلا عن الأنبياء السابقين يخاطب خاتم المرسلين : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) الانعام ) بهذا الحديث الكوميدى الكافر فإن الأنبياء الذين أمر الله جل وعلا خاتم المرسلين بالاقتداء بهديهم صاروا فى الدرجة السفلى .

3 ـ وفى الوقت الذى يجعل هذا الحديث الأنبياء كفرة فإنه يجعل أبا لهب وكفار قريش ضمن خير القرون . فهم قد عاشوا فى نفس الجيل والقرن مع النبى . هذا الحديث السنى الكاذب السابق يجعل كل من عاصر النبى ( الصحابة ) هم الأفضل ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . وبالتالى فلا يوجد ضلال فى القرن الذى عاصر النبى محمدا ، أى إن  العرب الذين وصفهم رب العزة جل وعلا بالكفر ( ومنهم أبو لهب ومنهم الذين حاربوا النبى ) هم خير القرون . هذا يدل على جهل هائل يتمتع به من إفترى هذا الحديث ومن يؤمن به .

4 ـ ما يهمنا أن هذا التقسيم يناقض القرآن الكريم فى قضيتين : الزمن والإتباع .

أولا : قضية الزمن : التقسيم الالهى للبشر ليس بالزمن وإنما بالايمان والعمل .

1 ـ واضح أن هذا التقسيم يسير مع الزمن من بعد النبى والصحابة الى التابعين وتابعيهم ، ثم الضالين بعدهم الى يوم القيامة . أى أن الخير إنقطع بعد القرن الثالث . هذا يخالف ما قاله رب العزة جل وعلا فى تقسيم البشر حسب الايمان والعمل الى ثلاث درجات ( سابقون مقربون ، مقتصدون من أصحاب اليمين ،( وهما أهل الجنة ) وضالون (أصحاب الجحيم ). يشمل هذا آدم الى آخر جيل يشهد نهاية العالم .

2 ـ  كل فرد عند الموت تتحدد درجته كما جاء فى آخر سورة الواقعة : ( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) الواقعة )

3 ـ وهو نفس التقسيم كما جاء فى أوائل سورة الواقعة : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ (14) ) ،  ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29)) ( لأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ (40) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43))

4 ـ السابقون وأصحاب اليمين قلة من الأولين قبل القرآن وقلة من الآخرين بعد نزول القرآن . وأكثر البشر هم من أصحاب الشمال ، فهم لا يؤمنون إيمانا حقيقيا ، وإذا آمنوا بالله جل وعلا فهم يشركون ، قال جل وعلا : (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف ) ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)  يوسف )  

4 ـ وهو نفس التقسيم للمؤمنين بالقرآن الكريم ، قال جل وعلا :  ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر )

5 ـ وهو نفس التقسيم لآهل الكتاب : منهم المقتصد ( اصحاب اليمين ) والأكثرية فاسقة ، قال جل وعلا : ( مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) المائدة )، ومنهم السابقون ، قال جل وعلا : ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) آل عمران ).

6 ـ وهو نفس التقسيم للصحابة حول النبى محمد عليه السلام . منهم الفاسقون ( المنافقون الصرحاء والذين مردوا على النفاق ) ومنهم أصحاب اليمين التائبون ، ومنهم السابقون ، قال جل وعلا : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) التوبة ).

7 ـ قوله جل وعلا عن السابقين الأولين من الصحابة لا تعنى السبق فى الزمن أى السبق فى دخول الاسلام ن بل السبق فى الايمان الحقيقى والعمل بدليل إضافة الأنصار وهم تأخروا فى دخول الاسلام ، وبدليل إضافة الذين إتبعوهم بإحسان أى الى يوم القيامة .

ثانيا : قضية الاتّباع

  السابقون  يعنى فى الايمان والعمل والذين إتبعوهم فى الايمان والعمل الصالح . هنا قضية الإتّباع . ونعطى بعض التفصيل :

1 ـ الإتباع هو للقرآن الكريم بالايمان به وحده حديثا وبتطبيق شريعته تقوى وسلوكا وعملا صالحا .

2 ـ النبى هو أول المأمورين بإتباع الوحى القرآن . الايات كثيرة منها : ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ  ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )َ (50) الانعام ) (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )(9) الاحقاف ) (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) (106) الانعام ).

3 ـ والمؤمنون مأمورون بإتباع القرآن ومنهيون عن إتباع غيره، قال جل وعلا : (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3)  الاعراف ) هنا الإتباع للقرآن الكريم فقط ، وعدم إتباع غيره . ومثله فى الأمر بإتباع القرآن وحده والنهى عن إتباع غيره جاء فى الوضية الأخيرة من الوصايا العشر فى قوله جل وعلا : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الانعام ) .

4ـ  والإتباع ليس لمحمد شخصيا ولكن للنور القرآنى، قال جل وعلا : (  فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (157) الاعراف ) ، ويقول جل وعلا : ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)الانعام ) كما أن الإيمان ليس بشخص محمد ولكن بالقرآن الذى نزل على محمد ، قال جل وعلا : (  وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) محمد)

ثالثا : الصحابة وقضية الإتباع

1 ـ كان منهم الذين إتبعوا رضوان الله جل وعلا ، قال جل وعلا فى بعضهم : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174 ) آل عمران )  وكان منهم المهاجرون الذين اصبحوا فقراء لانهم تركوا اموالهم وبيوتهم هجرة فى سبيل الله جل وعلا ، ومنهم الانصار الذين كانوا يؤثرون على انفسهم مع الفقر ومن سار على نهجهم ( الحشر( 8 :10 ).

2 ـ والله جل وعلا أكّد أن الأغلبية من البشر مُضلّة وأنه لو إتبعهم النبى فسيضلُّونه هو شخصيا، قال له جل وعلا :  (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116)  الانعام  ) .

3 ـ هذه الأغلبية المُضلّة هى التى تسيدت بعد موت النبى وتحكمت وإرتكبت جريمة الفتوحات ثم الحروب الأهلية فى عهد من يُطلق عليهم ( الخلفاء الراشدون ). هم الذين هلّل لهم التاريخ ، فالتاريخ يسير فى ركاب الحاكم وينام فى أحضانه.

4 ـ حين تسيد المُضلُّون الخلفاء توارى السابقون المهتدون من الصحابة خوفا على دينهم وأملا فى عاقبة الآخرة ، هم الذين ينطبق عليهم قول الله جل وعلا : (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) القصص ) . لذا لا يوجد تأريخ للصحابة السابقين . التاريخ يدور ويطوف حول الذين علوا فى الأرض وملأوها بحمات الدم وجبال الظلم . هؤلاء الصحابة المُضلّون أشار اليهم رب العزة جل وعلا فى أواخر ما نزل من القرآن الكريم وسماهم بالمنافقين والذين مردوا على النفاق .

5 ـ وفى سورة ( محمد ) لمحات عن إتباع هؤلاء الصحابة الباطل مقابل الصحابة المؤمنين الذين إتبعوا الحق القرآنى .

5 / 1 :  قال جل وعلا  :(ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3)) ، فهم اتبعوا الباطل بينما اتبع الصحابة المهتدون الحق القرآنى .  وفى المقارنة بين الفريقين قال جل وعلا : ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14) .

5 / 2 : وعن سخريتهم بالقرآن الكريم بعد أن يستمعوا اليه من الرسول قال جل وعلا :  (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16). وفى المقارنة بينهم وبين الصحابة المهتدين قال جل وعلا :  ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) .

5 / 3 : وقال جل وعلا عنهم : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) محمد). أى إتبعوا أهواءهم وإتبعوا ما أسخط الله جل وعلا وكرهوا رضوانه .

5 / 4 :  لذا استحقوا لعنة الله، قال جل وعلا : ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26))

4 / 5  : ويقول جل وعلا عن حالهم عند الموت :( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) محمد ) . وهذا يذكرنا بما قاله جل وعلا عن حال أصحاب الشمال عند الموت : (وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) الواقعة ).

أخيرا

1 ـ من تقديس الصحابة والخلفاء الفاسقين المُضلين نبع الحديث البائس :(خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) والذى يؤكد التقسيم السنى للناس والبشر جميعا .

2 ـ أئمة الدين السنى جعلوا الخلفاء والصحابة والتابعين مرجعية الدين السُّنّى . أولئك الصحابة المُضلُون ومن تبعهم من أبنائهم حتى نهاية العصر الأموى قضوا حياتهم بعد موت النبى فى فتوحات وصراعات ، وأحفادهم عاشوا فى مجون ولهو ولعب ، ولم يتهيأ لهم وقت لرواية أحاديث . لكن الذين أسسوا دين السُّنّة فى العصر العباسى صنعوا روايات أحاديث من أدمغتهم ونسبوها الى أسماء ممن جعلوهم تابعين وصحابة بعد موت أولئك الصحابة وأبنائهم وأحفادهم وأبناء أحفادهم . وأصدروا قرارا بأن الصحابة ( عدول ) أى لا يكذبون فيما يروون .

3 ـ هذا مع ان الله جل وعلا شهد بأن الصحابة المنافقين كاذبون (التوبة 42 ، 107 )( المنافقون 1 )( المجادلة 18 )( الحشر 11 )  وانهم كانوا يكذبون على النبى فى حياته ( النساء 62 ، 81 ، 105 : 113 ) .

4 ـ أسس أئمة الدين السنى دينهم على الكذب ، ونسبوا رواياته الى صحابة موصوفين بالكذب والنفاق بشهادة رب العزة جل وعلا ، إذ لا يمكن للصحابة المهتدين السابقين فى الايمان والعمل أن يرووا أحاديث عن النبى وهم الذين كانوا يتبعون القرآن الكريم وحده .

5 ـ إتّبع السنيون بشرا مُضلين ضالين . ويوم القيامة سيتبرأ منهم أولئك الصحابة المضلون الضالون . قال رب العزة جل وعلا : ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167) البقرة ) .

6 ـ هل تريد أن تكون من هؤلاء ؟!

اجمالي القراءات 5894