أبى هو مشكلتى .!!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٩ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أبى هو مشكلتى

مقدمة :

1 ـ هذه رسالة مؤثرة ، قد لا تنطبق على كثيرين من الآباء ، ولكنها تعطى مؤشرا على تغيير أخلاقى خطير . أعرض الرسالة وأجيب عليها :

2 ـ قال صلحب الرسالة : ( أنا أعمل صحفي فى جريدة محترمة ، وأحظى بإحترام فى عملى . وأداوم على قراءة موقعكم . ولهذا أكتب اليك بمشكلتى . أبى هو مشكلتى . أشعر بالعار بسببه . بسببه تركت مصر ، ومع هذا فهو يطاردنى يطالبنى بالانفاق عليه وعلى ملذاته ويشتمنى بالفاظ بذيئة بالتليفون أحس معها بالخجل والعار . فى طفولتى لم أحس بحنانه ، وذكرياتى مؤلمة معه ، هى خليط من الضرب والاهانة لى ولأمى واخواتى البنات . الحقيقة انه لم يصرف علىّ ولا على أخواتى البنات ولا مليم . الذى كان يعطف علينا ويرعانى ويحوطنا بحنانه هو عمى رحمه الله . هو أصغر من أبى بعشر سنين ، وكان مريض بالقلب ، ولا يستطيع الزواج ، فأفرغ فينا شحنة الحنان والطيبة . هو الذى كان ينفق على اخواتى البنات من الألف الى الياء ، وهو الذى أنفق عليهم فى التعليم ، وفى الزواج هو الذى قام بتجهيزهم ، وهو الذى يقوم بالواجب لهم فى المناسبات ، وأبى  غائب تماما عن الموضوع . ايضا عمى هو الذى كان يعطينى المصروف والذى يشترى لى ملابسى . والتزم بهذا من الابتدائى وحتى تخرجت من الجامعة . وفى الاجازة كنت أقضى معظم وقتى فى شقته حتى لا أرى أبى ولا أتعرض لشتائمه . نصحنى عمى باكمال الدراسات العليا والتزم بالصرف على ، وأخذت ماجيستير إعلام ، وسافرت للعمل فى الخليج لكى ابتعد عن أبى ومشاكله ، لأن مشاكله تطورت مع عمى الطيب النبيل . هم شركاء فى ورشة . عمى هو المتفرغ لها ، بينما أبى  مدمن الشيشة والحشيش والنهم على الطعام . يعنى هو لا يعمل إلا فى ملذاته فقط . وعمى راضى ومستحمل . مات والد أمى وترك لها قطعة أرض  وصمم أبى على أن يبيع حقها فى الارض التى ورثتها ، ومعروف أنه سيصرفها على الحشيش والكباب ( مطعم الكباب بجانب القهوة  وهو يخرج من القهوة ليأكل كباب فى المطعم . وهذا كل عمله كل يوم ويأتى للبيت ليقرف من فيه ) . رفضت أمى أن تبيع ورثها فقام أبى بطرد أمى وصمم على طلاقها . عمى لأول مرة وقف ضد أبى . وانتهى الأمر بان افترق كل منهم عن الآخر . قسموا الورشة . وأخذ عمى نصيبه ، وباع أبى نصيبه لعمى فاصبحت الورشة كلها ملك عمى وحده . كنت على علم بكل هذا وانا خارج مصر . ثم أخطرونى بموت أمى فرجعت لمصر لاحضر ميتمها . ورأيت أبى بشع المنظر . هو فى العادة لا يعتنى بمظهره ، ولكن إدمانه على الحشيش والأكل زاد منظره قبحا . تخيلت لو رآه رئيسى فى العمل أو رآه من أريد مصاهرته ؟ أنا فى الحقيقة أحافظ على مظهرى وعلى سُمعتى . ولكن ابى عار علىّ . وما فعله مع أمى ومع عمى اخوه الشقيق الصغير الطيب جعله فضيحة فى البلد ، وهو لا يبالى . لأن كل حياته فى الأكل وفى الحشيش . تجنبت أبى فى العزاء بقدر ما استطيع . إختلى بى عمى وقال لى إن أبى ظل يقهر أمى حتى ماتت كمدا ، وكانت تخاف حتى آخر لحظة أن يطلقها فتنازلت له عن ميراثها فباع أرضها وهو ينفق منها ، ومع ذلك ظل يسىء معاملتها حتى ماتت مقهورة منه . وقال لى إنه يحسّ ان أبى سيقضى عليه ايضا كمدا ، وهو يخشى أن يموت فجأة مع مرض قلبه ، وحتى لا يرث أخوه ( أبى ) فإنه يريد أن يبيع لى على الورق شقته والورشة ، وتكون بإسمى ، مع إلتزامى أن أعطى النصف لإخواتى البنات . حاولت الرفض فصمم. وذهبنا ومعنا اخواتى البنات الى المحامى وكتبنا العقد ثم الى الشهر العقارى وسجلناه . ثم ودعت أخواتى البنات وعمى واسرعت بالعودة الى عملى . ثم بعدها بشهور عرفت بوفاة عمى الحبيب فجأة كما توقع . ربما بسبب مشاكله مع ابى . عمى كان اشترى نصيب أبى في الورشة وحافظ عليها . وأبى صرف معظم ثمنها على الحشيش والشلة التى تسهر معه . حضرت عزاء عمى ، وحاول أبى وضع يده على الورشة ولكن تصدى له العمال فيها وعرفوه أنها مملوكة لى بعقد بيع مسجل فى الشهر العقارى. وحضرت وأكدت له هذا ورأى العقد المسجل فأصبح كالمجنون وانهال على بالضرب فى الورشة أمام العمال . تحملت إحتراما له . ليكيد لى قام بتأجير الشقة التى هى لى ولاخواتى فى البيت ، واصبح يهدد ببيع البيت إن لم أتنازل له عن تركة عمى . لأتخلص من مشاكله بعت الشقة والورشة وأعطيت حق اخواتى البنات ، ورجعت الى عملى عازما ألا أرجع لمصر الا بعد موته إن كنت ساعيش بعده . الآن أصبح أبى اكبر عدو لى يلاحقنى بالشتائم فى التليفون لأنه يريد أن يأخذ منى مصروف كل شهر ، ويريد أن يأخذ كل المال الذى حصلت عليه من تركة عمى ، ومعه فتوى بأنه الوارث الوحيد لأخوه المتوفى . فهل هذا صحيح ؟ وهل يصح لى أن أعطى صدقة لهذا الأب ؟

وأقول :

أولا : من حيث الميراث

طالما ان عمك كتب لك فى حياته كل ثروته فقد مات لا يملك شيئا . وبالتالى ليس له تركة ، وليس لأبيك حق فيما كتبه عمك لك .

ثانيا : طلب منى بعض الأحبة أن أكتب مقالا قرآنيا عن الاحسان للوالدين . وهذه الرسالة تستوجب هذا المقال . وأقول :

 الله جل وعلا أمر بالاحسان الى الوالدين : قال جل وعلا  فى الميثاق الذى أخذه على بنى اسرائيل : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )(83) البقرة )، وقال جل وعلا أمرا لنا : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36) النساء )، وقبلها جاء لنا فى الوصايا العشر : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً .. ) (151) الانعام )وتكرر هذا أيضا فى قوله جل وعلا :  ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) 23 ) الاسراء ) (  وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً )الاحقاف). وهنا نلاحظ :

1  : إن الأمر بالاحسان جاء تاليا للأمر بعبادة الله جل وعلا وحده لا شريك له . وهذا يدل على أهمية الاحسان بالوالدين .

2 : الاحسان هو للوالدين بلا تفرقة بين الأب والأم . هنا مساواة تامة بينهما :

2 / 1 : يظهر هذا فى وصفهما بوصف واحد ( الوالدين ) بلا تحديد للذكر أو الأنثى .

2 / 2 : حين ذكر رب العزة جل وعلا معاناة الأم فى الحمل والرعاية فإنه جل وعلا لم يعطها تميزا ولا تفضلا على الأب ، بل قال جل وعلا : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) الاحقاف ). وقال أيضا جل وعلا :( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان ) .

2 / 3 : هذا ينفى الحديث الكاذب السمج الذى يزعم أن بعضهم سأل النبى :  ( من أحق الناس بحسن صحابتى : قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك ) . يبدو أن مؤلف هذا الحديث كان حانقا على أبيه مثل صاحب هذه الرسالة.!

3 ـ يزداد الاحسان للوالدين إذا بلغا الشيخوخة ، وما تعنيه الشيخوخة من متاعب صحية ونفسية وإحتياج الى الرعاية .

3 / 1 : فى الشيخوخة يكون الضعف ، قال جل وعلا : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً )(54) الروم ) ، وفى أرذل العمر يصاب الانسان بالنسيان ، بما يشبه الطفولة ، قال جل وعلا عن مرحلة الطفولة المبكرة : (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً  )(78) النحل )  وقال جل وعلا نفس الوصف عن مرحلة الشيخوخة المتأخرة : ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً ) (70) النحل ) (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً )(5) الحج ). الإصابة بالنسيان شائعة لدى كبار السّن ، وقد تتطور مرضا الى ( الزهايمر) حيث  لا يعرف الانسان من حوله وما حوله ، ولا يعرف  اين دورة المياه أو ما يجب أن يفعله حين يأخذه البول أو الغائط .!!.

3 / 2 : هنا نرى روعة قول رب العزة جل وعلا فى رعاية الوالدين ـ أو احدهما ـ فى هذه المرحلة :( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) الاسراء ).

3 / 3 : ينقلب الأب أو الأم فى هذه المرحلة الى ما كان عليه فى مرحلة الطفولة . الطفل يحتاج الى رعاية مستمرة وعطاء بلا حدود . وهكذا الوالدان فى مرحلة الشيخوخة . الفارق أن الوالدين فى شبابهما حين يُرزقان بطفل يتحملانه بكل الحب وكل الصبر ، ويسعدان بهذا . أما حين يكبر أبواهما فقد يضيقان بهما ويتأفّفان منهما . لهذا يجب شرعا معاملة الوالدين فى هذه المرحلة العُمرية بكل الصبر وكل التّحمُّل ، الى درجة التذلل لهما .  

4 ـ على أن الأمر بالاحسان لهما لا يصل الى طاعتهما فى المعصية ، خصوصا ( لا إله إلا الله ) . إذا أمرا الابن ( الابنة ) بالشرك فلا يطعهما . فالاحسان شىء والطاعة شىء آخر، فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق جل وعلا  .

4 / 1 : قال جل وعلا : (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)  العنكبوت ) .

4 / 2 : إذا أمرا بالشرك بالله فعلى الأولاد عصيانهما ، ولكن عليه ( عليها ) أن يصحباهما بالمعروف . قال جل وعلا :  (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان ) .

5 ـ الله جل وعلا أمر بالاحسان للوالدين والأقارب . قال جل وعلا: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى ) ( 36 ) النساء ) وقال جل وعلا : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)الاسراء )  ثم قال جل وعلا فى الاحسان الى ذوى القربى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) (26) الاسراء ) . فماذا إذا كان الأب أو الأم أو الأقارب من تلك النوعية الى جاءت فى الرسالة السابقة ؟ قال جل وعلا : (   وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28) الاسراء ). اى الإبتعاد مع القول الميسور أى الحسن .

أخيرا :أقول لصاحب الرسالة :

1 ـ نحن نصدق ما يقوله السائل ، ونحكم على أساس ما قال . وربما نقوم بتحليل ما قال لنستشف إن كان فيه إختلاق أو تناقض . ولقد صوّر صاحب الرسالة أباه بصورة مُفزعة .

2 ـ مع إفتراض صحة ما يقول فإن هناك حقيقة غائبة عنه . لا شك أن أباه ـ مهما بلغت قسوته ـ كان فرحا جدا به حين كان مولودا وطفلا صغيرا واعتنى به . خصوصا وهو الطفل الأول . العادة أن السنوات الأولى من عُمر الانسان تسقط من ذاكرته حين يكبر . لا أحد يتذكرها . ولقد قال رب العزة جل وعلا عن هذه الفترة أو ( النشأة الأولى ) : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62)  الواقعة ).

3 ـ مهما كان أبوك .. فهو ( أبوك ) . تحمّله وإصبر عليه ما ظلّ حيا . لأن الله جل وعلا أوصى بالاحسان للوالدين لمجرد أنهما ( والدان ) ، يستوى إن قاما بواجب الأبوة والأمومة أم لا .

4 ـ وتذكر أنك ستكون أبا ، وقد تصل الى مرحلة الشيخوخة ، وستحتاج الى رعاية . وما تقدمه من خيره ستجده خيرا. وتذكر أن الله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا . 

اجمالي القراءات 6626