فى العذاب : الله جل وعلا لا يظلم أحدا ( 2 : 3 )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٨ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

فى العذاب : الله جل وعلا لا يظلم أحدا ( 2 : 3 )

لأن الله جل وعلا لا يظلم أحدا : نلاحظ هذه الحقائق القرآنية :

أولا : رحمة الله جل وعلا  فوق عدله ، وهى لمن يستحق

قال جل وعلا : (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف ). رحمته الواسعة متاحة للمتقين المؤمنين . وعذابه لمن يستحقه ويشاء الكفر والعصيان .

رحمته فى الدنيا تتجلى فى التشريع :

1 ـ أنه جل وعلا لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ( البقرة 286 ، 233) ( الانعام 152 ) ( الاعراف 42 ) ( المؤمنون 62 ) ( الطلاق 7 ) ، وما جعل رب العزة فى الدين من حرج ( المائدة 6 ) ( الحج 78) ( النور 61 ) ( الفتح 17) ، والتخفيف أساس فى التشريع ( النساء  28)( البقرة 178 )

2 ـ وهو جل وعلا لا يؤاخذ الناس باللغو فى ايمانهم ولكن بما عقدوا عليه قلوبهم (البقرة 122 ( المائدة 89  )، فهو جل وعلا لا يؤاخذ الفرد إلا على التعمد ( الأحزاب 5 ) ويعفو عن الخطأ غير المقصود والنسيان ( البقرة 286 )

وتتجلى رحمته جل وعلا فى عذابه الدنيوى

1 ـ أنه لا يعجّل العذاب لمستحقّيه، بل يعطى فرصة التوبة، قال جل وعلا : ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (58) الكهف )

2 ـ وأنه لو آخذ البشر بذنوبهم ما ترك دابة فى الأرض ، قال جل وعلا :( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45) فاطر ) (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61) النحل )

وتتجلى رحمته فى الآخرة :

1 ـ أنه لا يظلم مثقال ذرة ، ويضاعف الحسنة ، قال جل وعلا : (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (40) النساء )

2 ـ لذا فالسيئة بمثلها يكون العذاب عدلا ، أما الحسنة بأكثر منها فضلا ورحمة ، قال جل وعلا : (  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84) القصص )، وقال جل وعلا : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90) النمل )

3 ـ وتبلغ الحسنة بعشر أمثالها ، قال جل وعلا : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (160) الانعام ) ، وقال جل وعلا : (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (160) الانعام  ) ، واحيانا اكثر من ذلك ، قال جل وعلا : ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) البقرة )

ثانيا : الدرجات والدركات فى جزاء المتقين والكافرين :

1 ـ سورة الواقعة من أروع السور الوعظية ، وهى ثلاثة أقسام : القسم الأول عن يوم القيامة وتقسيم الناس الى أصحاب الجنة من السابقين واصحاب اليمين ، ثم أصحاب الشمال ( سورة الواقعة  1 :  56 )، والقسم الأخير عن نفس التقسيم للبشر عند الاحتضار : ( 83 : ـ ). وما بينهما خطاب وعظى مباشر للبشر ليتلافوا الجحيم .

2 ـ تقسيم البشر الى هذه الدرجات مؤسس على أعمالهم ، أى هى درجات طبق ما كانوا يعملون ، قال جل وعلا : ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19)الاحقاف ).إذ لا يمكن فى عدل الرحمن جل وعلا أن يتساوى من إتبع رضوان الله بمن أسخط الله جل وعلا :( أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163 ) آل عمران )، أى هم درجات عند الله جل وعلا وهو البصير بما يعملون .

3 ـ درجات أصحاب الجنة ــ من مقربين سابقين ثم اصحاب اليمين المقتصدين ــ أشار اليه قوله جل وعلا : ( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95)النساء ) فالقاعد لا يتساوى بالمجاهد ، بعدها قال جل وعلا : ( دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (96) النساء ).

4 ـ أصحاب النار دركات .

4 / 1 : المنافقون هم فى الدرك الأسفل من النار ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) النساء )

4 / 2 : أشد الناس عذابا فى الجحيم هم الكهنوت الذين يتخصصون فى إضلال غيرهم ، يأتون يوم القيامة يحملون أوزارهم وأوزار من اضلوهم بغير علم، قال جل وعلا : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) النحل )

4 / 3 : وجاء وصفهم بأنهم الذين يصدون عن سبيل الله جل وعلا يبغونها عوجا وفسادا . عن عذابهم الزائد ، قال جل وعلا : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) النحل )

4 / 4 : خصومنا يحاربوننا ينقمون علينا أننا نعظ بالقرآن الكريم صراط الله المستقيم وحده ، وندعوهم لنبذ تقديس غيره . نرجو أن يجعلنا ربنا جل وعلا أشهادا عليهم يوم القيامة. عن مشهد من مشاهد يقوم القيامة يقول جل وعلا عن  الكهنوت الذى كان يفترى على الله جل وعلا الكذب ، وكيف أن الأشهاد سيشهدون عليهم : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) هود ) وصفهم جل وعلا بأنهم : ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) هود ( وهم الأخسرون أى الأشد عذابا يوم القيامة ( لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) هود ).

4 / 5 : وفى سياق آخر يقول جل وعلا عن عذابهم : (فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) البقرة )

ثالثا : تخاصمهم فى النار  

الأتباع الكافرون وهم فى النار سيتخاصمون مع سادتهم من الملأ السياسى والدينى الذين اضلوهم فى الدنيا ، وهذا إعتراف بأنهم ما ظلمهم الله جل وعلا ، ولكنهم ظلموا أنفسهم بإختيارهم . ونعطى لمحة قرآنية :

1 ـ قالها ابراهيم عليه السلام لقومه يعظهم : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25 ) العنكبوت ) . هم فى الدنيا كانت بينهم مودة فى الدين ، تجمعهم الأوثان البشرية والحجرية . فى النار تنقلب هذه المودة الى عداوة وتلاعن وتكفير . وما لهم من نصير .

نتوجه بهذا وعظا لأتباع الوهابية ودعاتهم وأتباع أئمة الشيعة وأولياء الصوفية . 2 ـ الكافرون يحبون اولياءهم حب تقديس بينما يجب عليهم أن يتوجهوا بهذا الحب لرب العزة جل وعلا القائل : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) بعدها يقول جل وعلا عن يوم القيامة حين يرون العذاب أنهم سيعرفون بعد فوات الاوان ان القوة هى لرب العزة جل وعلا : ( وَلَوْ يَرَى الَّذِينَظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) البقرة ) عندها يتبرأ الملأ والسادة من الأتباع ، فيندم الأتباع يتمنون لو كانت لهم فرصة ليردوا لهم نفس الصنيع  (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا )(167) البقرة ). نتوجه بهذا وعظا لأتباع الوهابية ودعاتهم وأتباع أئمة الشيعة وأولياء الصوفية .

3 ـ يقول جل وعلا : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ (32)سبأ ) الأتباع يلومون سادتهم بأنهم السبب فى الإضلال ، فيتهم سادتهم بأنهم كانوا فى الأصل مجرمين ، ويرد الأتباع بأنه مكر الملأ بهم ليل نهار بالدعاية ومختلف وسائل التأثير :( وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) سبأ ).

4 ـ يقول جل وعلا : ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنْ النَّارِ (47) غافر ) يطلبون من سادتهم أن يتحملوا عنهم نصيبا من العذاب ، ويرفض الملأ : ( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) غافر )

5 ـ فى النهاية ووجوههم تتقلب فى النار يدعون ربهم أن يعذب سادتهم وكبراءهم ضعفين من العذاب وأن يلعنهم لعنا كبيرا :( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الاحزاب )

أخيرا

1 ـ الله جل وعلا أتى بهذا وعظا للأحياء لكى ينجو من عذاب الآخرة . أى هو نوع من الرحمة . والله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) . وجعل للبشر الحرية الكاملة فى أن ينعموا برحمة يوم القيامة ويتزحزحوا عن النار ، أو أن يكونوا بإرادتهم وإختيارهم خالدين فى عذاب النار ، بلا إمهال وبلا تخفيف وبلا خروج . بهذا الوعظ للأحياء فإن ربك جل وعلا لا يظلم الناس ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون .

2 ـ الغفلة عن الحق ليست حُجّة .

3 ـ هل يدرك كهنوت عصرنا هذا ؟ 

اجمالي القراءات 4831