رُبما خطر على بالك صديقى القارئ العزيز تساؤل مشروع وهو ،ما أهمية أن يكون أخوال النبى عليه السلام من مكة أو من المدينة ؟؟ ولديك كُل الحق فى هذا ، ولكن الهدف من موضوع المقال شيء آخر .
ولنبدأ فى عرض المقال .
لقد علمونا فى دروس السيرة النبوية فى المرحلة الإعدادية بالأزهر ،وكذلك قرآنا بعد ذلك فى كُتب التاريخ ان والدة النبى محمد عليه السلام السيدة (آمنة بنت وهب ) توفت وماتت عندما كان طفلا فى السادسة من عُمره وهما فى طريقهما لزيارة لأخواله بنى النجار فى يثرب (المدينة ) ،وانه عليه السلام دفنها بنفسه ولم يُكمل الرحلة وعاد وحيدا إلى جده عبد المطلب فى مكة. ومن هُنا وطبقا لروايات السيرة و التاريخ فإن اخوال النبى عليه السلام كانوا فى (يثرب ) . جميل ..
ولكن عندما نقرأ القرآن الكريم وتحديدا فى ألآية رقم 50 من سورة الأحزاب التى يقول فيها المولى عزَّ و جلّ ((ا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ )) يتضح لنا ان اعمام النبى علبه السلام وعماته وخاله وخالاته كانوا من أهل مكة . لأن من هاجر من المؤمنين معه إلى يثرب هم أهل مكة وليسوا أهل يثرب ،فكيف يُهاجر المؤمنون من أهل يثرب إلى يثرب !!!!!!!!!
وان القرآن العظيم عندما يتحدث عن المهاجرين يقولوا عنهم ((المهاجرين )) وعندما يتحدث عن اهل يثرب الذين استقبلوا النبى فى ديارهم فى يثرب يُسميهم ب (( الأنصار )) ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ)).
والقرآن هُنا لم يقل (وبنات خالك وبنات خالاتك من الأنصار اللاتى نصروك ،او ناصروك )) وإنما قال (( وبنا ت خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك )) أى ساوى بينهم وبين بنات عمه وبنات عماته فى الحُكم الشرعى ، وفى الرُتبة وفى مكان المعيشة وفى الفعل الذى فعلوه وهو الهجرة معه من مكة ليثرب .
ومن هُنا فإن السيدة (آمنة بنت وهب وإخوتها اخوال النبى وخالاته ) كانوا من أهل مكة ،ولم يكونوا من اهل يثرب ....
ونستخلص من كل هذا أنه دائما صدق الله العظيم وكذب أهل التراث والتراثيون الذين هُم فى عداء دائم ومخالفة لكتاب الله فى كُل شيء حتى فى أبسط الأمور .
وسبحانك ربى القائل ((( ومن اصدق من الله حديثا )) ....
(( ومن أصدق من الله قيلا )) ... النساء 87 و 122.
فما رأيك عزيزى القارىء بعد ذلك فى التراث ،وفى الأزهر ،وفى مناهجه وتعليمه المخالف للقرآن حتى فى ابسط الحقائق ؟؟
تحياتى .