الرجال يرضعن في الأزهر

سامر إسلامبولي في السبت ١٩ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الرجال يرضعن في الأزهر كنا مجموعة من الموظفين في مؤسسة من مؤسسات الدولة ، ومن الطبيعي أن يكون معنا وبيننا زميلات متزوجات أو عازبات ، وقسم منهن ذو اتجاه ديني تراثي لا يعملن شيئاً إلا بعد الرجوع إلا المؤسسات الدينية مثل مؤسسة الأزهر .
وصادف أن يكون إحداهن عملها في مكتب مع زميل لها بصورة منفردة دون وجود ثالث معهما . مما أثار الحرج في نفسها وقررت أن ترجع إلى مؤسساتها الدينية وتستفتيهم في مسألتها .
وعندما عادت إلى ممارسة عملها لا حظنا أنها رجعت بغير الوجه الذي ذه&EgraEgrave;ت به .
سألتها زميلتها زينب : يا حليمة !! ما الذي جرى لك!؟ لماذا أنت شاردة الذهن وكأنك تفكرين بأمر هام !؟.
حليمة : نعم يا زينب!! يوجد أمر هام ، وأنا أفكر فيه ، وأريد شخصاً آخر أتبادل الحوار معه حتى أصل إلى قرار .
زينب : وما هو الأمر يا حليمة !؟.
حليمة : أنتِ تعلمين أنني أجلس وزميل لنا في مكتب واحد .
زينب : وما المشكلة في ذلك !؟
حليمة : لقد نهى النبي عن الخلوة بين الرجل والمرأة !.
زينب : نعم ! تابعي الحديث .
حليمة : لقد سألت أحد مرجعيات الأزهر فأفتاني بالقيام بإرضاع زميلي من ثديي حتى يصير ابني من الرضاعة ، وبالتالي يباح الخلوة معه !
زينب : عجيب هذا الأمر ! وكيف ترضعيه وهو رجل !.
حليمة : لقد ذكرت ذلك للشيخ فقال لي : ورد عن النبي أنه عالج مشكلة من هذا النوع وسمح برضاعة رجل وكان له لحية ، والحديث صحيح السند عن النبي وموجود في كتب السنة وعلى رأسها البخاري ومسلم !.
زينب : ولكن كيف يمكن أن ترضعيه من ثديك ابتداءً ، وهو يحرم عليه رؤية ومس ثديك !؟ لأن أخوة الرضاعة أو بنوتها تترتب بعد الرضاعة وليس قبلها !.
حليمة : ذكرت ذلك للشيخ أيضاً ، وعرضت حلاً، وهو أن أقوم بوضع حليبي في كأس ثم أعطيه لزميلي ليشربه ! فرفض ذلك وقال : هذه العملية ليست رضاعة ،ولابد من حصول عملية الرضاعة ذاتها من خلال وضع حلمة الثدي في الفم!! والقيام بمصها لخروج الحليب !!. أما مسألة إباحة ابتداء عملية الرضاعة ومص الثدي ورؤيته ومسه فهذا أمر قد أباحه النبي ، وليس لإنسان أن يرفضه أو يستغربه أبداً !!.
زينب : إذاً لا بد من أن يقوم زميلك بمص ثديك ويرضع الحليب حتى يصير ابناً لك من الرضاعة ، وبالتالي يباح الجلوس معه في مكتب واحد !!.
حليمة :هذا ما يؤرقني ، ولا أدري ماذا أفعل!؟ وهل أخبر زوجي بذلك أم لا !!.
زينب : أنا أرى أن الامتثال لأمر الشيخ الذي يمثل الدين هو أهم من زوجك ، لأن زوجك قد لا يرضى بتلك العملية !!.
حليمة: ماذا تشيرين علي أن أفعل !؟
زينب : اكتمي الموضوع عن زوجك في الوقت الراهن ، وتخبريه بعد أن يصير زميلك ابناً لك من الرضاعة ، وتضعيه تحت الأمر الواقع !.
حليمة : حلٌ معقول ومناسب ، ولكن بقي مشكلة كيف أخبر زميلي زيد بأني أريد أن أرضعه !؟
زينب : الأمر بسيط ، غداً سوف أحضر لعندك في المكتب ونشرب الشاي معاً ونفتح الموضوع بصورة نقاش وحوار معه !!.
وفي اليوم الثاني حضرت زينب إلى مكتب زيد وسعيدة وألقت السلام عليهما وجلست بعد أن طلبت الشاي للجميع من أبي وليد المسؤول عن الطلبات .
زينب : كيف حالك يا أستاذ زيد !؟
زيد : الحمد لله رب العالمين بخير وأنت كيف حالك !؟
زينب : بخير من الله عز وجل !
ونظرت زينب بصورة خفية إلى حليمة وغمزتها بعينها تريد منها أن تبدأ بالحديث ! فرفعت حليمة حاجبيها!! وهزت رأسها يميناً ويساراً .
زينب : أخ زيد ! يوجد سؤال أريد أن أسمع جوابه منك !؟
زيد : مني أنا !
زينب : نعم ! أليس أنت رجل مثقف !؟
زيد : نعم ! لا بأس !
زينب : ما رأيك بمسألة الرضاعة للكبير !؟
زيد : تقصدين للطفل الذي تجاوز مرحلة الرضاعة !؟
زينب : لا ! وإنما أقصد الرجل !
زيد : وكيف يرضع الرجل !؟ ولماذا يرضع أصلاً !! ألا يوجد له أسنان يستخدمها في عملية الضرس والهرس والمضغ !! وضحك بصوت عال !!.
زينب : أنا أسألك بصورة جدية وليس سخرية أو ضحكاً !
زيد : لم أفهم سؤالك !؟
زينب : اسمع يا زيد !؟ الموضوع باختصار هو :.............
وأخبرته بالقصة كاملة !.
فنظر زيد بذهول إلى حليمة!! وأدار وجهه إلى زينب وقال :
زيد : هل أفهم من كلامك أن حليمة تريد مني أن أرضع حليبها بواسطة مص ثديها!؟
زينب : نعم ! هذا ما نريد حتى تصير ابناً لها من الرضاعة ويرتفع حكم حرمة الخلوة مع بعضكما في المكتب الوظيفي !
زيد : فقط في المكتب الوظيفي !؟
زينب : بل الحكم ثابت في أي مكان وزمان !
زيد : أفهم من كلامك أني أستطيع أن أزورها في بيتها وأدخل إليها ولو كانت وحدها!
زينب : نعم ! ولكن هذا الأمر متوقف على طبيعة العلاقة والصداقة !
زيد : هل أنت يا حليمة موافقة على ما سمعت من زينب !؟
حليمة : إن الموضوع قد اتفقنا عليه معاً قبل أن تتكلم به !.
زيد : بصراحة لا أصدق ما أسمع ! ولا أستطيع أن أتصوره !
حليمة: ليس من الضروري أن تصدق أو تتصور الأمر ، وإنما المهم أن تطيع أمر الشيخ !!.
زيد : بالله عليكن كيف أقوم بعملية الرضاعة ؟ وأين ؟
حليمة : نقوم بذلك في مكتبنا هذا لمدة ساعة كل يوم حتى يصير المجموع خمس رضعات مشبعات !.
زيد : وإذا لم أشبع من خمسة رضعات ! قالها ساخراً !.
حليمة : أشعر أنك لم تأخذ الموضوع بصورة جدية ! وما زلت تسخر منَّا !؟
زيد : سوف أختصر لكما الوقت وأخبركما بقراري !! :
زينب وحليمة : نتمنى ذلك منك وكفاك سخرية !! .
زيد : اسمعا إذاً ! ما أظنكما إلا امرأتان سيئتان تريدان أن تراوداني عن نفسي ! ، وأستغفر الله عزوجل واستعصم بإيماني وحبي لزوجتي من أن أقبل بعرضكما المشين والمنافي للدين والأخلاق ، وبئس النساء أنتما !!.
حليمة وزينب : لقد فهمت الأمر خطأ ، فنحن شريفتان وملتزمتان بالحكم الشرعي !ولم نفعل ذلك حباً بالفعل ، وإنما فعلنا ذلك بناء على فتوى شيخ أزهري !!.
زيد : تباً لكما ولهذا الشيخ وما يخرج منه من سوء . حاشا للدين أن يحض على الرذيلة ويسمح للرجال بمص أثداء النساء !! تباً لكم وله ألف مرة .
وتابع زيد حديثه قائلاً : سوف أقدم للمدير طلب نقلي من هذا المكتب الذي تريدان أن تفتحاه مكتب رضاعة للرجال ! وخرج غاضباً وتوجه إلى المدير العام ، وعندما دخل زيد إلى المدير وعرض عليه القصة انفجر المدير ضاحكاً واستلقى على كرسيه !! وقال ساخراً : يا زيد !! وماذا تريد أحسن من ذلك تفطر في البيت وتشرب الحليب الساخن في المكتب من الثدي مباشرة !!.
زيد : أنا أصر على طلب نقلي من مكتب الرضاعة هذا إلى غيره وأتمنى أن لا يكون فيه مرضعات !.
المدير : كما تريد يا زيد!! وافقت على نقلك .
وانتشر الخبر في كامل بناء المؤسسة وتناقلته الألسن بين مستغرب ومذهول أو معارض أو موافق أو ساخر !!.
دخل صاحب البريد إلى المدير ومعه كمية من الأوراق ووضعها على مكتب المدير . نظر المدير إلى أول ورقة فقرأ فيها طلب انتقال من شاهر إلى مكتب حليمة. فعَضَّ على شفتيه ممتعضاً ، وتابع قراءة الطلبات التي كانت كلها طلب من الموظفين الانتقال إلى مكتب حليمة عوضاً عن زيد !!.
خرج المدير متجهاً إلى مكتب حليمة ، فلما وصل تفاجأ بحشد من الموظفين من الرجال واقفين بصورة طابور كأنهم في مدرسة ، وسألهم ماذا تفعلون هنا !؟
فأجابوه : نعرض خدماتنا على السيدة حليمة حتى تختار منا من تريد أن يمص ثدييها!! عفواً !! يرضع حليبها حتى يصير ابنا لها ، وبالتالي يستلم الوظيفة في مكتبها بدل زيد !!
المدير : انصرفوا !! وليرجع كل واحد منكم إلى مكتبه ! وسوف أرفع الموضوع إلى الجهات المسؤولة لينظروا في حل هذه المشكلة العويصة .
وتم رفع كتاب في هذه المشكلة إلى الجهات العليا ، فقاموا بتشكيل لجنة لدراسة القضية ، واستعانوا بمشايخ أزهرية فوصلوا إلى حل مفاده إنشاء وزارة الرضاعة وإنشاء أقسام تابعة لها ، حيث يطلب من كل موظف أن يأتي إلى قسم الرضاعة المعني بوظيفته ويقوم بمص ثدي أم مهران التي عُيّنت في مقام مرضعة لهذا القسم ويصير كل الموظفين رجالاً ونساءً في القسم أخوة بالرضاعة وتحل المشكلة . وذلك درءاً للفتنة والفوضى، إذ لو قامت كل موظفة وأرضعت زميلها خمس رضعات مشبعات ،و رفض زميلها عملية الفطام !! وأصر على مص ثدييها كونها صارت أمه بالرضاعة !! لحدث مشكلة كبيرة بين زوجها وأولادها من جانب ، وزملاء الزوجة سابقاً وأبناءها من الرضاعة لاحقاً !! .
وانتشر القرار بين المؤسسات ووصل إلى الناس، فاستغرب معظم الناس من هذا القرار ، وقام العقلاء والمفكرون والمثقفون برفض هذا الأمر المشين المنافي للدين والأخلاق ، وبينوا في محاضراتهم ومقالاتهم أن الإسلام بريء من هذا العلاج ، وأن عملية الرضاعة محصورة في القرآن منذ الولادة إلى بلوغ الرضيع عمر السنتين فقط بقوله تعالى : [ والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ] وأي رضاعة بعد هذا السن لا يترتب عليها شيئاً ، أما رضاعة الرجل فلا علاقة لها بالدين ،وهي مسألة منافية للآداب والأخلاق، وقال بها من قال لحاجة في نفسه !!. وينبغي أن يطبق عليها قانون العقوبات لحماية النساء من مص الأثداء !!.
وخرجت مظاهرات تندد بالمشايخ الذين يدعون إلى الفجور، وتطالب السلطة القضائية أن توقع بهم أشد العقوبة ، وتمنعهم من التصدر للفتوى لأن عملية الفتوى الشرعية لا تكون إلا لله عز وجل كما أخبر في كتابه إذ قال :
[ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ]
وطالبوا بإصدار قرار صريح يُلزم الأزهر وغيره من المؤسسات التي احتكرت الدين كتابة وثقافة أن تعتمد في كل أقوالها ودراساتها على القرآن ابتداءً ،ولا تأتي بما يخالف القرآن أبداً ، وأي حديث ينسب للنبي العظيم ينبغي أن يعرض على القرآن أولاً فإن انسجم معه ضمن كلياته ومنطلقاته ،وكان بين يديه لا يتجاوزه أبداً يتم النظر في سنده ، فإن صح سنده على غلبة الظن لا مانع من نسبته إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) والاستشهاد به بعد الاستدلال والبرهنة في النص القرآني على المسألة المعنية بالدراسة .
وكل من يخالف ذلك يعرض نفسه للعقوبة والجزاء.
وتابعت المظاهرة سيرها تندد بالأزهر الذي يسمح للرجال بمص أثداء النساء!!.

اجمالي القراءات 5649