حول ما جاء في رحلتكم السياحية
بدايةً لا يسعني سوى تقديم التهاني للعروسين متمنياً لهما حياةً كريمةً سعيدة ,
أكتب هذا المقال رداً نقدياً تحليلياً لما أورده الدكتور منصور حول رحلته لأرض فلسطين و دولة إسرائيل , و لكن قبل البدء أود من توجيه لومي الشديد للدكتور منصور لكونه قد قدم إلى منطقتنا و لم يتواصل معنا و لم يجتمع بنا و كأننا غرباء لا نستحق استضافته و استقباله , و لو أنه فعل لوجد بيوتنا مفتوحةٌ له و لعائلته جمعاء , و لعملنا على راحته و لقدمنا له حسن الضيافة و كرم الاستقبال و حفاوة اللقاء و لكنه و من أسف قد آثر الاتصال بالطرف الآخر و التنسيق معه .
ها أنا أكتب اليوم و الفلسطينيون ممنوعون من زيارة أقاربهم في الداخل المحتل عام 48 أو الوصول إليهم لمدة أسبوعٍ من الإغلاق الأمني بسبب الأعياد اليهودية , كما يمنع العمال الفلسطينيين من الدخول أيضا و التجار كذلك الأمر و كل الأمور الحياتية و التجارية معلقه الآن حتى تسمح إسرائيل لهم مجدداً برفعها ما يسمى بالطوق الأمني , مع التنويه هنا بأن الفلسطيني لا يستطيع الدخول سوى بتصريح خاص تمنحه إسرائيل لعدد محدد من الفلسطينيين .
أكتب هذا المقال لأضع جميع رواد هذا الموقع في طبيعة الوضع القائم و حقيقته كي تتضح الصورة , مع يقيني الثابت و الراسخ بأن الحقيقة كما الشمس ساطعةٌ أمام أعين الجميع و لا يمكن حجبها أو زعزعة ركائزها بجرة قلم أو برحلةٍ قصيرةٍ خاطفه .
اكتب هذا المقال و كلي أمل برحابة صدر الدكتور منصور و تقبله لهذا النقد و التحليل لما أورده في مقالاته الأخيرة , و هنا سوف آخذ بحسن النية بأن الدكتور منصور يجهل طبيعة فلسطين و غير ملمٍ بواقعها و كتب ما كتب دون أن يحمل نفسه عناء البحث و الاستقصاء , مع بيان الرفض التام لتلك الشهادة التي أدلى بها كونها شهادةٌ مبتورةٌ و لا يؤخذ بها عند أدنى الحكام و المحققين و ذلك لعدة أسباب و منها :
لا يمكن اعتماد شهادة شخص لم يعايش الواقع إلا لبضع ساعات من خلال زيارةٍ سياحيةٍ خاطفه و لمكان لا يعرف حيثياته و ثناياه و تفاصيله الدقيقة , فعلى سبيل المثال لو ذهبت أنا اليوم إلى اليابان و تجولت بها و بمدنها الجميلة فأنا حتماً سأقول مندهشاً بأنه لا يمكنني التصديق بأن هذا البلد قد تعرض في يومٍ من الأيام لقنابل أمريكا النووية ! و سيتم اعتبار دهشتي بأنها تجافي الحقيقة و الألم العظيم الذي اختزله أهل هيروشيما و ناجازاكي بين ضلوعهم و تصبح شهادتي بلا معنى و لا محل لها من الإعراب .
لا يمكن لشاهدٍ بهكذا قضية بأن يشهد بالحق معتمداً على ما رأته عيناه في مناطق محدده و ضارباً بعرض الحائط كل التقارير الدولية و المنظمات الحقوقية و لجان التحقيق و الاستقصاء و المراقبة و غير آبهٍ بما يقوله المحققون الدوليون و ما يسجله الصحفيون بالصوت و الصورة كل يوم , و يعتمد في شهادته فقط على ما رأته عيناه خلال زيارته السياحية الترفيهية .
يتوجب على كل شاهدٍ يريد الشهادة بأن يأخذ بكل الدلائل و الإثباتات التي تخوله للشهادة , فزيارتك للمنطقة و عدم درايتك بخباياها لا تعطيك الحق بأن تكون شاهداً على معاناتها ما لم تستطع الوصول لترى بعينك ما لم تكن تنوي رؤيته , فقد كان بإمكانك الاتصال بي شخصياً كي أصطحبك لتلك المناطق و ترى بأم عينك حقيقة كل ما أوردته في مقالي ( حواجز القهر ) , و لكن لم يفت الأوان بعد , حيث بإمكانك الآن الدخول على محركات البحث و ترى بعينك بالصوت و الصورة كل تلك التقارير التي تم تسجيلها و توثيقها من قبل محققين عرب و أجانب و حتى يهود إسرائيليين لم يمنعهم انتماؤهم من قول الحقيقة و انحازوا إلى إنسانيتهم حيث قاموا برصد و توثيق كل ما أوردته في مقالي عن تلك الحواجز و المعوقات .
أريد أن أسألك هنا حول قولك بأنك قد صدقت قولي في مقال ( حواجز القهر ) حين كتبته سابقاً , و أنت الآن و بعد زيارتك السياحية الخاطفة تحاول تكذيب ما جاء به من بيانات معتمداً على عينك فقط و ما شاهدته خلال زيارتك القصيرة و هي المرة الأولى التي تزور بها المنطقة حسب قولك , و سؤالي حول ما قلته في مقال ( حواجز القهر ) , فما هو الشيء الذي اكتشفت بأنه غير صحيح و غير صادق أو حتى فيه نوعٌ من المواربة أو المبالغة ؟
و للتذكير فيما جاء به المقال , فهو قد تحدث عن الحواجز بأنواعها و وظائفها و بيّن ما يقصد بها و أماكن تواجدها , و حسب مسير رحلتك التي قمت بها يتحتم عليك مشاهدة جدار الفصل العنصري و بواباته , كما يحتم عليك مشاهدة تلك البوابات اللولبية و البوابات الإلكترونية و طوابير الناس أمامها و المستوطنات اليهودية التي باتت تلتف حول المدن الفلسطينية و تفصلها جغرافياً عن بعضها .
كما أن رحلتكم كانت رحلةً سياحيةً لا رحلةً من أجل البحث و الاستكشاف و التحقق و الاستقصاء , لأنه يتوجب على الباحث حين ينوي البحث بالأخذ بكل زوايا و أركان البحث و نقاطه , و يكون على دراية بحيثياته و علية أن يستقصي كل المعلومات و يسير خلفها لا أن يعتمد على ما رأته عينه في منطقه جغرافية محدده و في مكانٍ معين .
حول مقالكم الأول :
بالنسبة لصديقك اليهودي تشارلز جيكوب , هذا الصديق بلا أدنى شك بعيداً عن دينه كونه يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً فهو حتماً صهيوأمريكي مخضرم لأنه قد سعد و فرح حين أخبرته بأنك ذاهبٌ لإسرائيل ( دولته الروحية ) , و بما أنه قد أخذ صور جوازات سفركم و صور تذاكر الطيران لرحلتكم و موعد وصولكم فإنه حتماً قد عمل تنسيقاً و توصيةً لزيارتكم و تسهيل أموركم , و هذا التنسيق يفعله أيضاً جميع الساسة الفلسطينيين و أصحاب النفوذ في تنقلاتهم و جولاتهم يعني ( في آي بي ) , و هنا لا يسعني سوى أن أشكر تشارلز جيكوب على ما قدمه لتسهيل رحلتكم و تسيير أموركم , أما بالنسبة للناس الغلابة فكان الله في عونهم .
بالنسبة للمعلومات التي أوردتها في مقالي ( حواجز القهر ) و التي تتحدث عن حجم المعاناة فهي ليست معلومات خاطئة يا دكتور منصور , لأن تلك المعاناة و الألم هو فقط مخصص للفلسطينيين وحدهم و لا يشعر به غيرهم من الأجانب أو السائحين الوافدين لزيارة البلد , فأنا حين تحدثت في مقال ( حواجز القهر ) كنت أتحدث فقط عن معاناة الفلسطيني دون سواه و لم أتطرق أبداً لطبيعة الإجراءات المتخذة بحق غير الفلسطينيين ! و ما كنت أقصده بالفلسطينيين فهم أهل المناطق المحتلة عام 1967 فقط , أي حملة الهوية الفلسطينية و الجواز السفر الفلسطيني .
حول مقالكم الثاني :
جميلةٌ جداً تلك اللقاءات مع الطرف الآخر و تبادل أطراف الحديث و مناقشة الأفكار , فيا حبذا لو فعلت نفس الأمر في الطرف الفلسطيني و قمت بزيارة مراكز البحث و الدراسات و الجامعات و المعاهد الفلسطينية !
و بالنسبة للطائفة الأحمدية فلها ما لها و عليها ما عليها و لا مكان للحديث عنها في هذا المقام , و لكن أقول لشيخهم بأنه لا يوجد تهديد على حياته بالمطلق من قبل الفلسطينيين , فلو كان هدفاً لهم لوصلوا له منذ زمنٍ بعيد فهو يعيش بينهم في الداخل , فضلاً عن أني لا أصدق بأن شيخهم قد قال هذا الأمر , و لكن على كل حال فهم لا يتجاوزون عدد الأصابع و هذا لا يمكنهم من الاحتفاظ بلقب طائفة في هذه البلاد كالطائفة الدرزية أو البهائية أو الطوائف المسيحية على سبيل المثال .
حول مقالكم الثالث :
كما قلت مسبقاً حول تلك الحواجز و نقاط التفتيش فهي هاجس مقلق و خطر محدق للفلسطيني فقط أما لك يا دكتور منصور و لكل الأجانب الوافدين و لجميع حاملي الهوية الإسرائيلية من عرب 48 فلا مشكلة لهم و لا يعانون من تلك الحواجز فهم يعبرونها كما اليهود تماماً في مسالك خاصة بهم لا يجوز و لا يسمح للفلسطيني حامل الهوية الفلسطينية من أن يسلك تلك المسالك .
بالنسبة لتجربتك في اجتياز الحاجز للدخول إلى مدينة القدس في قدومك من مدينة نابلس فهذا الأمر لا يعني سهولة عبوره للفلسطيني , فأنت تستطيع اجتيازه بدون معاناة و هذا أمرٌ طبيعي كونك سائح و لست مواطناً مثلنا نحن , ناهيك بأنك تملك سيارة سياحية لشركة إسرائيلية تحمل لوحةً إسرائيلية , و السيارات التي تحمل لوحةً إسرائيلية فلها مسلك خاص بها كي لا تعاني ما يجب على الفلسطيني من معاناته , و هنا يجب التعريف للقارئ الكريم بأن الفلسطيني مثلي أنا لا يمكنه من عبور المسلك الذي سلكته حضرتك بسيارتك و لا يجوز لي أصلاً من عبوره راكباً بأي سيارة كانت , بل يتوجب على الفلسطيني من الترجل و العبور مشياً على الإقدام ليلاقي مصيره الذي تم إعداده له بشكلٍ خاص هذا إن تمكن من الحصول على تصريح يخوله دخول مدينة القدس , و أما عن الفتاة التي كانت في العشرينات من عمرها و التي حولت بصرها عنكم أي تفضلوا بسلام , فنحن الفلسطينيون المواطنون لا نعبر الطريق الذي كانت تقف عليه .
و كونك لم تذكر في مقالك اسم المعبر الذي عبرت منه لمدينة القدس فيتوجب التنويه بأن بعض المعابر المؤدية للقدس أو لداخل المناطق المحتلة عام 48 بأنه لا يجوز و لا يسمح للفلسطيني الدخول منها تحت أي ظرفٍ من الظروف .
فعن أي تجربةٍ تتحدث يا دكتور منصور و عن أي شهادةٍ تقدمها للقارئ الكريم حتى تقول بكل إصرار و ثقة بأن موضوع التعسف في نقاط التفتيش و الحواجز قد ثبت كذبها !!
أما في موضوع دخولكم بالخطأ بسيارتكم الإسرائيلية التي تستقلونها لتجدوا أنفسكم في مدخل مستوطنةٍ إسرائيلية و خروج حارس الأمن للحديث معكم و ابتسامته في وجهكم و القول لكم بأنكم قد ضللتم الطريق و قام بإرشادكم فاحمد الله جل و علا بأنك كنت تستقل سيارةً إسرائيلية ذات لوحةٍ سياحية , فلو كنت تستقل سيارة ذات لوحةٍ فلسطينية لكان الأمر مختلفاً , ففي مثل هذه الحالات يسارع الأمن بإشهار سلاحه في وجه من ضل الطريق تحسباً من انه ينوي تنفيذ عملية ضدهم , و ربما يطلقون النار عليه و يردونه قتيلاً أو مصاباً , و في أحسن الظروف يتم توقيف من في السيارة و تركيعهم على الأرض و تفتيشهم بشكلٍ دقيق و نبش سيارتهم و حقائبهم و التدقيق في هوياتهم و فحصها لدى الجهات الأمنية و المخابرات فإن ثبت حسن نواياهم و بأنهم فعلاً قد ضلوا الطريق و ليسوا متعمدين يتم الإفراج عنهم بعد أن يكونوا قد فقدوا عزيمتهم و عاشوا لحظاتٍ عصيبة من الخوف و الإذلال و الترقب و ضياع الوقت .
أما بالنسبة لحديثك عن مدينة نابلس فهي فعلاً جميله و رائعة و أوافقك الرأي بأنها تفتقر للنظام شأن جميع المدن العربية و بالأخص المدن القديمة فما بالك بمدينة نابلس و تاريخها القديم , و فعلاً هناك تقصير نوعاً ما في الخدمات و البنية التحتية و الطرقات و الأرصفة , و هناك إهمالٌ واضح للبلدة الأثرية القديمة فيها , و لا أعلم إن كنت قد تجولت بها أم آثرت التجوال في جبالها الشاهقة و بين قصورها ,
مدينة نابلس بلا شك هي من أرخص المدن الفلسطينية بعد غزة , و أغلا المدن هي مدينة رام الله بعد القدس طبعاً , حيث أن تكاليف الحياة بها يوازي أو يفوق أمريكا في جميع النواحي .
يبدو لي بأنك يا دكتور منصور لم تقم بزيارة إخواننا اليهود الفلسطينيين المتواجدين في مدينة نابلس على جبل جيرزيم ! فهم ليسوا بعيدين عن منطقة تجوالك , ليتك تكون قد زرتهم و تعرفت بشكلٍ مباشر على معتقداتهم و عاداتهم و إرثهم التاريخي , و للعلم فهم يقولون بأنهم يمتلكون التوراة القديمة ألا و هم السامريون و هم أيضاً يرفضون دولة إسرائيل و يرفضون قيامها و ادعاءاتها التي يعتبرونها كذبه دينية و كذبٌ باسم الدين و استغلالاً له .
لا أنكر عليك استئجارك لأحد القصور فيها و الاستمتاع برحلتك السياحة , و لكن ألوم على كل باحث يريد أن يدلي بدلوه و يقدم شهادته البحثية على واقع حياة مدينة من المدن و لا يتوجه لمشاهدة الوجه الآخر لتلك المدينة , فيا ليتك نزلت عن تلك الجبال العالية و تركت خلفك تلك القصور و توجهت نحو الشرق لترى بعينك و تنظر إلى واقع حياة مختلف عما عايشته و عما شاهدته , لتجد هنالك ما يفوق عن 41000 نسمة من اللاجئين الفلسطينيين يقبعون في مخيم بلاطة منذ أكثر من 68 عاماً يحلمون كل يوم بالعودة إلى منازلهم و قراهم و حقولهم التي اخرجوا منها بسبب العدوان الإسرائيلي , و لشاهدت بعينك سوء معيشتهم و ما يعانوه في كل دقيقة .
أما بالنسبة لخروجك من مطار اللد الذي أصبح اسمه مطار بن جوريون بعد أن سيطرت عليه إسرائيل فطبعاً ستخرج منه بكل يسر و ترحيب كونك سائح من الدرجة الأولى , أما نحن الفلسطينيون الغلابة فلا نستطيع السفر من هذا المطار أصلاً , فكل فلسطيني غلبان على أمره إن دعته الحاجة للسفر فعليه بالسفر براً إلى الأردن ثم يستخدم أحد المطارات الأردنية و يسافر عبرها لوجهته التي يريدها .
حول مقالكم الرابع و الخامس :
بالنسبة للعرب الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي المحتلة عام 1948 و يحملون الجنسية الإسرائيلية الآن لا يستطيعون ترك إسرائيل و القدوم إلى المناطق المحتلة عام 1967 , و ذلك بسبب حرصهم على التواجد الديموغرافي في تلك الدولة ناهيك عن كونهم لا يستطيعون الحصول على الجنسية الفلسطينية حرصاً على استمرار تواجدهم في الداخل ,
كما أنه يتواجد عدد كبير منهم في المناطق المحتلة عام 1967 و يقيمون و يعملون فيها و لديهم بيوت فيها , و في نفس الوقت يتوجب عليهم من الاحتفاظ ببيوتهم في الأراضي المحتلة عام 1948 كي يحفظوا حقهم في الإبقاء على جنسياتهم و تواجدهم في أماكنهم الأصلية لأن إسرائيل تحاول بكل جهد سحب جنسياتهم كي تخرجهم من دولتها لأنهم غير مرغوب فيهم كونهم عرب فلسطينيين و هذا هو السبب الحقيقي لعدم تركهم لجنسيتهم الإسرائيلية التي يحملونها اليوم و ليس بسبب تنعمهم بالعدل و المساواة فهم يعاملون في إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية .
كما أوافقك على نصحك و تحذيراتك لإسرائيل لأنها لا تخلوا من الصواب و لكن لا أعتقد من تلك الحكومة المتطرفة من إدراك هذه التحذيرات لأن عجرفتها و تغطرسها قد أعمى بصيرتها ناهيك عن الدعم الأمريكي الخسيس لها و تأيده لما تقدم عليه من تعقيدٍ للأمور و تأزيمٍ للموقف و دفعه نحو الانفجار .
أما بما يتعلق بمن صاحب الحق في تلك الديار الفلسطينية فهو بدون شك الشعب الفلسطيني بكل ألوانه و أطيافه و دياناته و معتقداته و طوائفه و مذاهبه دون هيمنة للوافدين من خلف البحار .
فلا حق للوافد المحتل الصهيوني من أن يفرض هيمنته بفعل ما يمتلك من قوة و نفوذ و دهاء على أهل البلاد الأصليين ,
هنا يجب التنويه و التحذير من بعض المفاهيم , و سأقتبس هنا كلاماً لأحد الأساتذة الكبار , ما يحكم إسرائيل هي الصهيونية و اليمين الأمريكي المتطرف , و تلك المنظمة العالمية ليست بشعب , لأن الشعب هو العنصر الأساس للدولة أما اليهود فهم طائفة دينية كسائر الطوائف الدينية الأخرى و ليسوا بشعب مستقل بحد ذاته , فمنهم العراقي و منهم اليمني و منهم المصري و منهم السوري و منهم الروسي و منهم الفرنسي و منهم الفلسطيني و هكذا ... فكل واحدٍ منهم يعد عنصراً أساسياً من شعب دولته ,
و من يعتبر بأن هناك شعباً يهودياً فهو إما جاهل أو خبيث , فلو اعتبرنا اليهود شعباً في أرض فلسطين فهذا يدفعنا للقول بأنه لا مكان للشعب الفلسطيني على أرض فلسطين , فالشعب الفلسطيني يشمل كما قلنا الجميع من مسلمين و مسيحيين و يهود و دروز و أرمن و شركس و كلاً بجميع طوائفه و مذاهبه ,
فلا يمكن لطائفةٍ أو ديانةٍ لوحدها من أن تصبح هي الشعب , فالأمر ليس اختيارياً , فلو صرخت أمريكا لمئة عامٍ قادمة بأن اليهود شعباً فهذا غير جائزٍ من الناحية التاريخية و الأخلاقية .
و إسرائيل ما هي إلا مستعمرة صهيونية أمريكية فلا عجب إن وجدت طرقاتها تتشابه مع الطرقات في أمريكا , و يجب التعامل معها على هذا الأساس لأنها تقوم على قومية يهودية و تطالب العالم للاعتراف بقوميتها اليهودية , و بالمناسبة فالشيعة هم طائفة و ليسوا شعباً و السنيون و المسيحيون هم كذلك , فلا يصح القول بأن هناك شعباً شيعياً أو شعباً سنياً أو شعباً مسيحياً , لذا لا يجوز القول بأنه يوجد شعباً اسمه الشعب اليهودي لأنه هذا سيكون واحداً من اثنتين , إما جهلاً سياسياً ديموغرافياً كبيراً أو تحطيماً للشعب الفلسطيني خدمةً للصهيوأمريكية .
فلسطين ستبقى و الشعب الفلسطيني بكل طوائفه و مكوناته باقٍ و اليهود سيبقون جزءاً من هذا النسيج أما إسرائيل و الصهيونية فهي إلى زوال في يومٍ من الأيام و لكنكم تستعجلون و تجهلون , لأن الظلم ظلامٌ دامس و الحق كما نور الفجر حتماً سيأتي و ينتصر .
أما بالنسبة لمشروع الدولة الفلسطينية الذي بموجبه تم الاعتراف بالدولة الإسرائيلية فهو لم يكتمل و تم وئده حين قتل اليهود رئيس دولتهم إسحاق رابين رفضاً منهم إقامة تلك الدولة و استولى على مراكز صنع القرار يمينهم المتطرف إلى يومنا هذا .
ملعون هذا المستبد العربي و ملعونةٌ هي إسرائيل في استبدادها و هيمنتها و ظلمها للفلسطينيين الغلابة .
أكتب هذا إيماناً مني و تصديقاً لشعار هذا الموقع بأن المبدأ الذي نسير علية هو بأن ما نكتبه هو وجهات نظر تحتاج للنقد و التصويب .
هذا ما لدي و الله على ما أقول شهيد
و لن أصفق ما حييت لأي ظالمٍ مهما كان و مهما علا في الأرض فساد
و سأنحاز دوماً للمغلوب على أمرهم و لكل المستضعفين حتى و إن كانوا لا دين لهم