أكد الدكتور عمار حسن الباحث السياسي إن الثورة المصرية لم تحقق اهدافها حتي الآن وان ما تم انجازه هو اسقاط الرئيس مبارك فقط مشيرا إلى ان ما يقلقه هو اعتقاد الشعب المصري ان الثورة انتهت علما بأنها في منتصف الطريق ولابد ان تنجز اهدافها التي قامت من أجلها في إقامة عدالة اجتماعية ونظام أمن لكل الشعب وبناء دولة عصرية مدنية حديثة وإعلاء القانون والمواطنة.
وقال عمار خلال ندوة حول ثقافة الحوار الايجابي والديمقراطية بمركز النيل للإعلام إن الثورة ليست مظاهرات فقط ولكن لابد من تدخل القوي الوطنية والسياسية في حوارات بناءة وتوافق خلاق يوصلنا إلى اهداف ثورة25 يناير موضحا ان النظام السابق وأعوانه يروجون الي فكرة الاستقرار دون استكمال الثورة لمشوارها رغم أن الاستقرار لابد ان يقوم علي قواعد طبيعية يكون فيها رضاء كامل من المواطن عن السلطة وكافة خدمات المؤسسات المختلفة من صحة وتعليم من خلال تحقيق العدل والنظام وتطبيق القانون.
وأشار الي ان هناك انقسام كبير بين القوي الوطنية مؤخرا بعد الموافقة علي التعديلات الدستورية وهناك من ايقن ان الانقسام سيضر البلاد ويهدم أهداف الثورة والجميع يعمل حاليا علي ايجاد حلول وسط مشيرا الي ان الاعلام ساهم بشكل كبير في ترويع المواطنين والترويج إلي فكرة أن مصر غارقة في الفوضي وعدم الاستقرار علما بأن الاحصائيات الاخيرة لمعدلات الجريمة أوضحت ان هناك تراجع ملحوظ في الحوادث المنظمة مقارنة بعهد مبارك.
وطالب الاعلام بضروة توجيه الرأي العام الي تنمية المجتمع والتركيز علي الوعي السياسي للشعب وتعليم المواطن كيفية اختيار قيادته خلال المرحلة القادمة.
واوضح عمار ان هناك فرق كبير بين التحاور والجدل الذي لايؤدي الي تحقيق غايات ومقاصد حقيقية مشيرا الي ان زيادة حالة الحوارات الاخير بأسماء مختلفة تحت مسميات الوفاق الوطني والحوار الوطني كلها حوارات عقيمة لن تحقق اهداف بسبب انه لابد ان يقوم الحوار علي مخاطبة كافة قوي المجتمع المصري سواء السياسي والديني والمنظمات الاهلية والاتحادات التي تشكل عصب الحياة داخل مصر وان ترسل ممثلين بحيث يشعر المواطن ان جميع الجالسين علي طاولة المفاوضات هم عينة من المجتمع كافة لان الحوار الحقيقي لايتم بالاستدعاء او الاملاء ويتم تحديد أهداف الحوار والضمانات لتنفيذها من الشعب وضع لاهدافه في حوار كبير من خلال جلسات استماع في كل المحافظات أولا قبل اقامة الحوار مما يعطي في النهاية توليفة مجمعة لمشاركة الشعب في اختيار قضاياه واهدافه وآلية تنفيذ الاهداف والتوصيات التي خرجت من الحوار وسيتم ترجمتها الي قرارات نافذة.
واضاف ان الشعب لن يقبل مرة اخري لعبة الاملاءت مثلما استخدمها النظام السابق حينما اوهم الشعب ان هناك حوار في مكتبة الاسكندرية حول تعديلات مواد الدستور في 2007 لايهام الشعب ان التعديلات ستتم في اطار الموافقة بين القوي السياسية والشعب والنظام ولكن الحقيقة ان التعديلات كان موجودة مسبقة مشيرا الي ان الشعب سيرفض اي وسيله اخري للايهام والخديعة مشيرا الي ان الديمقراطية لسيت هدف في حد ذاتها بينما هيا وسيلة لتحقيق نظام رشيد داخل مصر ولتسوية الصراعات السياسية ولبناء وطن مكتفي اقتصاديا وحتي يشعر الشعب انهم مواطنون وليسوا رعايا.