ينشر الدستور الأصلي المستندات الصادرة من نيابة السيدة زينب الجزئية وموجهة إلى كبير الأطباء الشرعيين بدار التشريح، والتي تكشف عن مفاجأة مفادها أن 16 من الشهداء الـ19 المجهولين الذي تم دفنهم يوم الخميس في جنازة مهيبة في مدافن الإمام الشافعي، كانوا مساجين في عدد من السجون وقت قيام الثورة.
وبحسب الخطاب الموجه من وكيل نيابة السيدة زينب الجزئية إلى كبير الأطباء الشرعيين بدار التشريح بتاريخ 5يونيو 2011 فإنه يصرح بدفن جثث المتوفيين الآتي أسمائهم بمدافن الصدقة على أن يتم تمييز الجثمان بعلامة معدنية ويدفن كل منهم في مكان مستقل يدون علي شاهده بيانته ويحرر محضرا بإجراءات الدفن.
ويورد الخطاب كشفا بأسماء 19 متوفيا مع ذكر مكان الوفاة، وهو البيان الذي يكشف أن 16 منهم مسجل أنهم كانوا بأحد السجون وقت وفاتهم، وبحسب البيان فإن 11 منهم قتلوا في سجن الفيوم، و4 بسجن القطا، وواحد بسجن طره، فيما سجل بجانب أحد المتوفين بند "النيابة العسكرية" دون توضيح ما إذا كان ذلك مكان الوفاة أم مكان تسجيلها، وآخر توفي بمستشفى الهرم، وثالث بشبرا.
المثير في الخطاب أنه يورد أسماء 5 من المتوفين رباعية وكاملة، مما يثير التساؤلات حول اعتبارهم "مجهولين"، كما تطرح هذه المستندات العديد من التساؤلات حول الكيفية التي يتم بها احتجاز نحو 11 مسجونا في سجني الفيوم- القطا- " دون أن يكون معروف لهم بيانات، إضافة إلى تساؤلات أخرى حول طبيعة وفاة هؤلاء السجناء، وما إذا كانوا قتلوا أثناء محاولة للهرب، أو قتلوا لرفضهم الهرب تحت ضغوط قيادات السجون في ذروة الثورة لإثارة الفوضى، أو قتلوا أثناء تبادل إطلاق الرصاص بين أهالي السجناء وبعض رجال الشرطة الذين حاولوا منع المساجين من الهرب في أحدث الثورة.
وكان الإعلامي يسري فوده قد أثار قضية الشهداء المجهولين وعلاقتهم بالسجون في حلقة يوم الخميس من برناجه "آخر كلام" على فضائية أون تي في وذلك بعدما تلقى اتصالا هاتفيا من طبيبة قالت أنها تشغل منصب قياديا بمصلحة التشريح وأكدت في اتصالها أن 17 من الشهداء المجهولين كانوا بملابس السجن حينما وصلوا إلى مصلحة التشريح.