تلفيق السُنّة على لسان الرسول
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم نموذجا لتلفيقات السُّنن المذكورة بكتب الصحاح... وحتى لا يتهمني أحد بأني عدو البخاري فسأذكر هذا المقال دلالات التلفيق من كتب الصحاح الأخرى وبخاصة صحيح مسلم، لتعلموا بأن الفقهاء ارتاحوا لكل ما يناقض القرءان، وأنهم لا هم لفقهاء ولا علماء...إنما هم عدماء الضمير، وذلك في قبسة من قبسات تخريفات كُتُب السُّنن والصحاح وذلك فيما يلي:
•21. وراجع الفرق بين القرءان وبين ما هو مدون بما يسمى صحيح مسلم حيث يقول تعالى: [لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [8] إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ] [ الممتحنة : 8 – 9 ].
لكن يروي صحيح مسلم بالحديث رقم: [4030]:[حَدَّثَنَا... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ...].
فتأمل الفارِقُ بين دلالاتِ التلفيق على لِسانِ الرسولِ الذي كان خُلُقُه القرءان، وبين دلالاتِ الآيتين الكريمتين اللتين تدعوان إلى نشرِ ثقافةِ المحبّة والبرّ والإحسان بين أبناءِ المُجتمع الإنساني!، ثم تراهم يتنطعون ويقولون بأنه لا يوجد فرق بين القرءان والحديث، وأن كل ما ورد بالصحاح صحيح!!!...وتجد فريق الكفر السلفي يعتمد تلك الضلالات ولا يعتمد ىيات القرءان.
•22. ومما أورده صحيح مسلم حديث رقم [2789] باب ابتداء الخلق وخلق آدم - عليه السلام - يقول فيه حدثني... عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله بيدي فقال: خلق الله - عز وجل - التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم - عليه السلام - بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل] بما يعني سبعة أيام كاملة، وعدها واحداً تلو الآخر.
بينما يقول الله بالقرءان في سبعة مواضع بسبع آيات أذكر منها قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} ق38...
فأين رجال العلم من هذا التناقض، أَوَخَلَق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام كما يقول الله ...أم خلقهن بسبعة أيام كما يقول المزورون على النبي باسم حديث صحيح؟......أم أننا لا نفهم البلاهة التي لا يستطيع فك طلاسمها إلا العلماء المتخصصون!!!....
وإذا كانوا يفهمون أليس من مسئولية العلماء توضيح ما يفهمونه لنا حتى نفهم ولا نكون من المفكرين؟، وقد يحدونا العمل لاستئصال المخ باعتباره زائدة دودية ملتهبة لا داع لوجودها..
23. وقالوا بأن دخول الجنة يكون برحمة الله ....بينما قال الله تعالى بأن دخول الجنة متوقف على عمل الإنسان ...لكن يبدو أنهم نسو القرءان من فرط اهتمامهم بكتب السنة
وحتى تتبين أنك لن تدخل الجنة إلا بعملك فتدبر قوله تعالى:
1. [هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ]................... [النمل:90].
2. [وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ]................... [يـس:54].
3. [وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ]................... [الصافات: 39].
4. [الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ]...................... [الجاثـية:28].
5. [إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ]... .....................[الطور:16].
6. .....سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }......[النحل32.].
فهل نجحد كل هذه الآيات وغيرها لأجل فقه السلف القائل [ لن يُدخل أحدكم عملُه الجنة إنما يدخلها برحمة الله؟....ألا نكون قد كفرنا بآيات الله.
•24. وتجد عندهم بسنن أبي داوود كتاب الصلاة ....وبسنن ابن ماجة كتاب المساجد والجماعات، تحت باب التغليظ في التخلف عن صلاة الجماعة.... وبمسند أحمد، مسند ابن مسعود، حديثا يبيح حرق الذين يتخلفون عن أداء الصلاة في جماعة ويصلون في في بيوتهم، أن يتم حرق البيت بمن فيه.
حيث ذكر أبو داوود [وهو من كتب الصحاح]: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه r: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثمّ آمُر رجلاً فيصلّي بالنَّاس، ثمَّ أنطلق معي برجالٍ معهم حزمٌ من حطبٍ إلى قومٍ لا يشهدون الصلاة، فأحرِّق عليهم بيوتهم بالنَّار».
فهل هذه هي الرحمة التي يطنطنون بها والحكمة التي يرفعون عقيرتهم بها!؟. أليس هذا أيضًا مخالفاً لقوله تعالى عن رسوله أنه [بالمؤمنين رءوف رحيم]....وقوله تعالى [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين]......فرلا تجد في كتب السنن أي رحمة لاللمؤمنين ولا للعالمين.
• فأين الرحمة في حرق البيوت على من فيها للتخلف عن صلاة الجماعة؟. ألم أذكر لكم بأن الفقهاء أنشئوا دينا موازيا لدين سيدنا محمد لكنه لا يلتقي معه أبدًا.
25. وهل يضع الله ذنوب المسلمين على كاهل اليهود والنصارى [صحيح مسلم 4971، مسند أحمد1866]....
ألا يمكن لله أن يغفر الذنوب بمحوها!؟، هل لا بد أن تُوضع على اليهود والنصارى؟....ولماذا لا يضعها على من يعبدون البقر والشجر والحجر؟....ألم أذكر لكم بان كتب الصحاح التي يحتفظ بها الفقهاء زيفخرون بها ويقومون بتمجيد أصحابها إنما هي طعنة موجهة للإسلام مهما ذكرتم التعبير الذي يهجبكم [السنة الصحيحة]....فأنا أراها سنن التلفيق على لسان أشرف الخلق.
26. وحديث لئن يخطئ الإمام في العفو خير له أن يخطئ في العقوبة....بينما تجد وقد ذكر البخاري الحديث بباب ما لا يعذب بعذاب الله كتاب الجهاد [من بدل دينه فاقتلوه]2854....
ووذات الحديث تجده بكتاب استتابة المرتدين والمعاندين باب إثم من أشرك بالله وعقوبته حديث رقم 6524.
وفي يوم 4/9/2001 انعقد مؤتمر لجنة العقيدة والفلسفة بمجمع البحوث الإسلامية بالدورة رقم 38 وقرر بأنه لا قتل على مرتد، لكن لأسفي فإن هذا الأمر لم يصل لمناهج الأزهر، فلا يزال الأزهر يدرس لطلبته حدًا مزعومًا اسمه قتل المرتد، نقلاً عن كتب ضلت طريق الإسلام الصحيح تسمى كتب الصحاح.
ونظرا لعلمي بأنكم تملُّون تلك الكتابات الطويلة فسأكتفي بما ذكرت...لكن القائمة طويلة بدرجة لا يمكن أن تنتهي من الكتابة عنها إلا خلال أشهر من الكتابة المتواصلة..وكلها سقطات كان من الأولى بالأجيال أن تقوم بتصويبها لينزوي الخبل الفقهي عن الأمة...لكن هكذا نامت الأمة فأصبحنا كما ترى، ولا تكاد تجد مجمعا فقهيا لديه مجرد الرغبة في التغيير الجدي لتلك الخرافات.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي