دمشق ـ (ا ف ب) - قتل 21 شخصا الجمعة في سوريا حيث خرج الاف المتظاهرين في عدة مدن للمطالبة باطلاق الحريات متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين.
وقامت دورية من الامن بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديمقراطية في القامشلي (شمال شرق) واعتقلت 12 عضوا فيها وعبثت واستولت على محتويات المكتب.
افاد ناشطون ان 21 متظاهرا قضوا بينهم طفل عندما اطلق رجال الامن النار عليهم لتفريقهم اثناء مشاركتهم في تظاهرات شملت عدة مدن سورية.
واورد ناشطون من مختلف المحافظات السورية اسماء 10 قتلى بينهم طفل في حمص (وسط) وسبعة في معرة النعمان، جنوب ادلب، في غرب البلاد.
وقال شهود عيان ان قوات الامن اطلقت النار عند مدخل معرة النعمان على متظاهرين قدموا الى المدينة من عدة مناطق مجاورة لا سيما من كفر نبل.
وسقط بالاضافة الى القتلى عشرات الجرحى.
كما قتل شخص في مدينة الصنمين واخر في مدينة الحارة الواقعتين في ريف درعا (جنوب)، وشخص في داريا، في ريف دمشق.
كما اعلن الناشطون عن مقتل شخص في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب).
وقال الناشطون ان قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين رغم صدور اوامر رئاسية بعدم اطلاق النار.
وذكر ناشطون في حمص ان "قوات الامن داهمت مشفى البر في وسط المدينة واخذوا جثة احد القتلى وبعض الجرحى الذين اصيب معظمهم في اطرافهم".
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن، ان "الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء".
واشار المرصد الى ان "الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم" هاتفين بشعارات تدعو الى "رفع الحصار عن المدن السورية" وتدعو الى الحرية والى اسقاط النظام.
ولفت المرصد الى ان "قوات الامن لم تتدخل لغاية الان".
كما افاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) لوكالة فرانس برس ان "المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي"، ومعناها الحرية.
واشار مصطفى الذي شهد المظاهرة الى "ان المشاركين كانوا يحملون اغصان زيتون واعلاما سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا"، و "لا للعنف نعم للحوار" و"لا للمادة الثامنة من الدستور" التي تنص على ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع.
كما حمل المشاركون علما سوريا طوله 25 مترا.
ولفت مصطفى الى حضور امني خفيف وقال ان قوى الامن لم تتدخل "بل اكتفت بالمراقبة والتصوير".
الا ان الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) زردشت محمد اعلن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "دورية من الامن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديمقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصا" مشيرا الى ان "قوات الامن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من اجهزة كمبيوتر ووثائق واشرطة".
ولفت الى ان ذلك تم "بعد الانتهاء من مظاهرة القامشلي التي لم يحتك بها رجال الامن الذين تواجدوا بكثافة في قربها".
وعدد الناطق اسماء الذين تم اعتقالهم ومن بينهم 3 اعضاء في المكتب السياسي للمنظمة وعضو لجنة مركزية فيها.
ودان الناطق "هذه الاعتقالات بحق النشطاء" مضيفا "يبدو ان الحوار الذي تنادي به السلطات سيكون داخل السجون وليس مع القوى السياسية".
واعتبر الناشط ابراهيم ملكي هذا الاجراء "خطيرا على المدى البعيد" لما يمكن ان يؤدي ذلك الى "تفتيت المجتمع" مشيرا الى "التكوين الخاص" لمدينة القامشلي التي تضم اكرادا وعربا ومسلمين ومسيحيين.
وحمل الناشط "المحافظ ومدير البلدية والسلطات الامنية مسؤولية اي اهانة او قتل او تعذيب للمعتقلين كونهم اشخاص مسالمين".
وفي راس العين، التابعة لمحافظة الحسكة (شمال شرق)، فقد تجمع اكثر من 500 شخص امام منزل عضو اللجنة المركزية لحزب ازادي الكردي سعدون شيخو الذين افرج عنه مؤخرا وهم يهتفون بشعارات تدعو الى سلمية التظاهر والى الوحدة الوطنية.
واشار برو الى ان سعدون القى كلمة امام المتظاهرين "حيى فيها نضال الشعب المطالب بالتغيير الديمقراطي واكد ان الاحزاب الكردية تقف مع هذه النضالات اليومية المطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة".
كما انطلقت مظاهرة في الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها اكثر من 3500 شخص وهتفت "ازادي ازادي" اي حرية باللغة الكردية، بحسب برو.
واضاف الناشط الحقوقي ان "مظاهرة بالمئات خرجت في عامودا (شمال شرق) هتفت "واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد" كما حمل المتظاهرون في هذه المدينة التي يغلب سكانها الاكراد علما سوريا بطول 10 امتار ولافتة كتب عليها +اريد ان اتكلم بلغتي+".
ويطالب اكراد سوريا بالاعتراف بخصوصيتهم الثقافية ومكانتهم في الحياة السياسية في البلاد بعد ان حصلوا بداية نيسان/ابريل على حقهم بالحصول على الجنسية السورية بعد نصف قرن من الانتظار والاحتجاجات.
كما بث موقع الفيديو "اليوتيوب" عدة شرائط تبين قيام مظاهرات في عدة مدن سورية.
ومن جهته، قام التلفزيون السوري الرسمي ببث تقارير تلفزيونية من مختلف المحافظات السورية اظهرت مظاهرات "محدودة العدد" في حلب (شمال) وحماة (وسط) والميادين (شمال شرق) وحمص (وسط) وعامودا (شمال شرق) ومدن اخرى.
كما اشار مراسل التلفزيون في البوكمال (شرق) الى "خروج مجموعة من المخربين في البوكمال تضم العشرات قامت بحرق 4 سيارات وهاجمت مخفر الشرطة وقامت بتحطيمه".
واضاف المراسل "ان المخربين فتحوا باب السجن حيث هرب 60 سجينا"
ياتي ذلك فيما اعلن شيخ قراء بلاد الشام العلامة كريم راجح الجمعة استقالته احتجاجا على التعامل الأمني مع رواد الجوامع.
وقال الشيخ في خطبة مقتضبة القاها امام المصلين في جامع الحسن في حي الميدان بدمشق وبثها موقع الفيديو "يوتيوب" "ارسل من هنا الى وزير الاوقاف والى مدير الاوقاف انني لا اخطب بعد اليوم حتى ان تنتهي هذه الامور".
واشار الشيخ الى "ان المساجد لكل الناس ولا لفئة دون فئة واذا كان الامن يخاف من ان تخرج هذه الجموع من المساجد فليتخذ طريقة اخرى، لا ان ينتقم من المساجد فيمنع المصلين من دخول بيوت الله من اجل ان لا يكون تظاهر".
وعلى الصعيد الدولي، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة في بيان توقيف السلطات اللبنانية لاجئين سوريين عبروا الحدود الى الاراضي اللبنانية هربا من "العنف والقمع".
واضاف "على السلطات اللبنانية في المقابل ان تؤمن لهم ملجأ مؤقتا، وأن تمتنع في المقام الاول عن اعادتهم الى سوريا".
وامتنع الجيش اللبناني، في اتصال مع فرانس برس، عن التعليق على الموضوع.
وذكر البيان ان السوريين استقبلوا اللبنانيين الذين نزحوا خلال حرب تموز/يوليو 2006، مضيفا "حان الوقت ليقوم اللبنانيون برد الجميل" من خلال تقديم الملجأ للسوريين "الفارين من الموت أو التعذيب في بلادهم".
وافاد الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لوكالة اللاجئين في جنيف ان " نحو "1400 سوري اجتازوا خلال الاسبوع الماضي الحدود السورية اللبنانية باتجاه لبنان هربا من القصف الذي تعرضت له مدينة تلكلخ الحدودية"
وقدرت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية عدد النازحين بحوالى خمسة الاف سوري.
واستحدث الجيش السوري مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان صباح اليوم الجمعة، ناشرا عددا من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية، على ما افاد مراسل فرانس برس.
وتضاف هذه التعزيزات الى القوة السورية التي نفذت صباح الخميس انتشارا كثيفا معززا بالاليات والسيارات العسكرية في أطراف بلدة العريضة السورية المحاذية للنهر.
كما قام الجيش اللبناني بنشر مئات الجنود المعززين بالآليات والملالات على الطريق الممتدة بين معبر البقيعة الحدودي غير الرسمي ومعبر جسر قمار الرسمي على مسافة حوالى كيلومترين لمنع أي أحد من الاقتراب من ضفة النهر الكبير الفاصل بين البلدين.